المشيشي يشن هجوما لاذعا على سعيد ويدعو إلى مقاومة الانقلاب
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
قال رئيس الحكومة التونسية المقالة، هشام المشيشي، إن إجراءات 25 تموز/ يوليو 2021، انقلابا على المسار الديمقراطي يجب التوحد في مقاومته وإنهائه.
وفي أول حديث له للرأي العام بعد أربعة أعوام على إقالة حكومته، قال المشيشي، إن ما حصل بتونس انقلابا وأنه لم يعد بالإمكان الصمت أكثر، وأن المسؤولية تحتّم علينا اليوم التّنديد بالتّخريب الذّي يقوم به هذا المنقلب ومنظومته، داعيا القوى التي تؤمن بالديمقراطية إلى أن "تجتمع تحت مظلّة واحدة بهدف مقاومة الانقلاب والإسراع بإغلاق قوسه هو ومنظومته".
وقال المشيشي في بيان الجمعة إن "المسؤولية تحتّم علينا اليوم التّنديد بالتّخريب الذّي يقوم به هذا المنقلب ومنظومته الرثّة والتصدّي له وفضح كلّ أكاذيبه"، معتبرا "أن تونس تمر اليوم بأربع سنوات من الانقلاب قام به من اُئتمن على مؤسّسات الدّولة وأقسم على حماية دستورها، فخان العهد وحنث اليمين، وانطلق في تفكيك أواصل الدّولة وبثّ الكراهية والحقد والتشفّي في المجتمع بخطاب فاشي يحرّض به التّونسيين بعضهم على بعض، ولا يستحي فيه من نعت مواطنين ومواطنات بنعوت مخزية، لا لشيء إلاّ لأنّهم رفضوا السّير في ركابه".
وأضاف: "لقد التزمت طيلة هذه المدّة، وكما عاهدت نفسي دوما، بما تمليه عليّا المسؤولية من واجب التّحفّظ ومن واجب حماية الدّولة ومؤسّساتها والحفاظ على صورتها، بالرّغم من كلّ الأذى والتّشويه الذّي نالني تماما كما حرصت، غداة الانقلاب، وبالرّغم من الانتهاكات الّتي تعرّضت لها، على تجنيب البلاد السّقوط في دوّامة العنف حقنا لدماء التونسيين، وحفاظا على أرواحهم من سطوة منقلب كان يهدّد باستعمال الرّصاص ضدّهم".
وشدد المشيشي قائلا: "اليوم، لم يعد من المسموح لي، ولا لأيّ كان ممّن يؤمن بقيم الحريّة والعدالة أيّا كان موقعه، أن يظلّ صامتا ومكتوف الأيدي أمام ما اقترفه وما يقترفه كلّ يوم منقلب انقضّ على مؤسّسات البلاد باستعمال أساليب المخاتلة، وبتسخير القوات الأمنية والعسكرية الّتي دفع بها، في خرق تام للدّستور والقوانين، إلى الاعتداء على المؤسّسات الدّستورية ومحاصرتها بالمدرّعات وملاحقة منتسبيها".
وتوجه المشيشي بالدعوة لكلّ القوى الّتي تؤمن حقّا بالديمقراطية وبدولة القانون وبالعدالة الحقيقية وبالإدارة العقلانية والرّشيدة للدّولة، إلى التّعالي عن خلافاتها، وإلى أن تلتقط كلّ المبادرات السياسية والوطنية المؤسَّسة على اعتبار أنّ عنوان الأزمة بالبلاد هو الانقلاب، وأنّ وجود المنقلب في الحكم فاقد للشرعية وللمشروعية، وأنّ إدارته المتخلّفة للبلاد لن تؤدّي بتونس سوى إلى مزيد الانهيار وبالتونسيين سوى إلى مزيد الفقر وضنك العيش".
وأضاف: "القوى مدعوّة إلى أن تجتمع تحت مظلّة واحدة بهدف مقاومة الانقلاب والإسراع بإغلاق قوسه هو ومنظومته، بكافة الطّرق السلمية والمدنية، ومن ثمّ توجيه البلاد إلى مسار بناء ديمقراطي ومؤسّساتي جديد يقوم على الحوار والتّعايش السلمي بين مختلف التعبيرات السياسية والاجتماعية في ظلّ علوية القانون واحترام المؤسّسات، ويفرز قيادة شرعية جديدة يختارها التونسيون بوعي وبمسؤولية تتولّى تنفيذ برنامج إنقاذ وطني تتوافق حوله القوى الحية بالبلاد، حتّى تتجاوز تونس أزمتها وتواجه تحدّياتها الحقيقية وتسترجع مكانتها الدّولية بعيدا عن الشّعارات البالية والسّفسطة الخاوية".
واستنكر هشام المشيشي ما اعتبره "استباحة للدّولة واستغلال مقدّراتها، وضجيج الإنشائيات الجوفاء والعروض المسرحية الّتي يجيد أداءها من ارتهن البلاد والأجيال القادمة بقروض كذّب حجمها شعارات التّعويل على الذّات، ومن جعل من تونس حارسا أمينا على حدود غيرها وأقحمها في مشاريع إقليمية لا تخدم مصلحتها كلّ ذلك وهو يتاجر بأعدل القضايا الّتي تسكن وجدان التونسيين، وهو الذّي لا يعرف العدل سوى في توزيع الظّلم بين أبناء الوطن الواحد".
وكان هشام المشيشي رئيسا لآخر حكومة قبل إعلان إجراءات قيس سعيد الاستثنائية منذ 4 سنوات، حيث ظهر ليلتها في مجلس الأمن القومي دون أن يتكلم، وتعددت الروايات بخصوص وضعه حينها وتعرضه للعنف والقبول بالقرارات ومحاصرة منزله بعدها ومنعه من التحدث للإعلام، ليتأكد إثر ذلك مغادرته البلاد واللجوء لدولة قطر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسية سعيد الإنقلاب تونس سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
باحثون يحذرون من تفشي سلالة بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية في أوروبا
على مدار العقد الماضي، انتشرت سلالة جديدة من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، التي تم رصدها أولاً في هولندا وألمانيا، لتشمل الآن تسع دول أوروبية أخرى على الأقل، وفقًا لدراسة حديثة أجراها معهد دنماركي. اعلان
تنتشر حاليًا في أوروبا سلالة جديدة من البكتيريا يمكن أن تسبب التهابات خطيرة لدى الأطفال، ولكنها تتفادى العلاجات القياسية المتبعة.
بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)هي نوع من البكتيريا تطوّر إلى درجة أصبحت فيها المضادات الحيوية التي تُعد الخيار الأول للعلاج غير فعالة ضدها، مما يجعل علاجها أكثر تعقيدًا. وقد تسبب هذه البكتيريا مضاعفات صحية خطيرة في حال دخولها إلى الجسم، وقد أودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص حول العالم في عام 2019.
وتم رصد سلالة جديدة من بكتيريا في كلّ من ألمانيا وهولندا قبل نحو عقد من الزمن، ومنذ ذلك الحين، انتشرت هذه السلالة إلى ما لا يقل عن تسع دول أوروبية أخرى، وفقًا لبحث حديث أجراه معهد ستاتنس سيروم الدنماركي (SSI).
اكتشف الباحثون أن محاربة بكتيريا MRSA بالفيروسات قد تجعلها تفقد مقاومتها للمضادات الحيوية.وقد بدأ العلماء يشعرون بالقلق من احتمال انتشار هذه السلالة في الدنمارك، بعد إصابة 32 طفلًا وأفراد من أسرهم بقرحات ناجمة عن نوع معيّن من بكتيريا المكورات العنقودية خلال صيف عام 2023. وبعد مرور عام، تم رصد تفشٍّ آخر للبكتيريا نفسها في مناطق أخرى من البلاد.
واشتبه الباحثون في أن الدنمارك لم تكن الدولة الوحيدة المتأثرة بالسلالة الجديدة، التي أطلقوا عليها اسم "استنساخ" لنوع آخر من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، نظرًا لوجود بعض أوجه التشابه الجيني بينهما.
وعندما قاموا بتحليل العينات من مختلف أنحاء أوروبا، اكتشفوا وجود هذه البكتيريا في 11 دولة: بلجيكا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، لوكسمبورغ، هولندا، النرويج، إسبانيا، السويد، والمملكة المتحدة.
وقال أندرياس بيترسن، الباحث في معهد ستاتنس سيروم والذي قاد الدراسة، في بيان: "إن هذه النسخة، التي تم العثور عليها لأول مرة في ألمانيا وهولندا عام 2014، تمثل نوعًا فرعيًا جديدًا من البكتيريا."
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة يوروسورفيلانس (Eurosurveillance).
وتتشابه هذه السلالة وراثيًا مع شكل آخر من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، يبدو أنه يسبب الإصابة بمرض القوباء، وهي عدوى جلدية بكتيرية تؤدي إلى ظهور تقرحات حمراء حول الأنف والفم.
Related اكتشاف مضاد حيوي جديد قادر على التصدي للبكتيريا المقاومة للأدويةتحذير أوروبي: بكتيريا المياه الدافئة تهدد المصطافين.. انتشار مقلق وهكذا يمكن تجنبهااكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد "المواد الكيميائية الأبدية"وتُعد القوباء أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام، وهي شديدة العدوى ويمكن أن تنتقل بسهولة داخل الأسر. وغالبًا ما تحدث حالات التفشي في أواخر الصيف وأوائل الخريف.
وعلى الرغم من أن القوباء لا تُعتبر خطيرة في العادة، إلا أن مضاعفاتها النادرة قد تشمل تلف الكلى أو التهاب النسيج الخلوي، وهي عدوى قد تهدد الحياة إذا انتشرت إلى الغدد اللمفاوية أو مجرى الدم.
يُستخدم حمض الفوسيديك، وهو كريم مضاد حيوي، على نطاق واسع لعلاج عدوى القوباء، إلا أنه لا يُظهر فعالية كبيرة ضد سلالة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
ولهذا السبب، يرى الباحثون أن على الأطباء في جميع أنحاء أوروبا التحقق مما إذا كانت هذه السلالة تنتشر في مجتمعاتهم.
وقال بيترسن: "نعتقد أن مزيجًا من عوامل الفوعة – أو الجينات – إلى جانب مقاومة الفوسيدين، هو ما ساعد على انتشار هذا النوع الجديد."
تُعد بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين مجرد واحدة من بين العديد من التهديدات الصحية الناشئة بسبب مقاومة المضادات الحيوية. وتشير دراسة تاريخية نُشرت العام الماضي إلى أن العدوى الناتجة عن ما يُعرف بالبكتيريا الخارقة قد تؤدي إلى وفاة أكثر من 39 مليون شخص حول العالم خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة.
كما أن مقاومة المضادات الحيوية تُلقي بآثار سلبية كبيرة على النظام الصحي. فقد أنفقت الدول الإحدى عشرة التي تم فيها اكتشاف السلالة الجديدة من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين ما يقرب من 13.3 مليار دولار (11.4 مليار يورو) مجتمعةً في عام 2022 لعلاج مرضى المستشفيات المصابين بعدوى مقاومة للأدوية، وذلك وفقًا لتقديرات حديثة صادرة عن مركز التنمية العالمية.
ويرجّح الباحثون في الدنمارك أن هذه السلالة الجديدة قد تكون منتشرة في أجزاء أخرى من أوروبا أيضًا، دون أن يتم اكتشافها بعد.
وقال بيترسن إن هذه السلالة تم رصدها بالفعل خارج نطاق المستشفيات ودور رعاية المسنين، والتي عادة ما تتبع بروتوكولات صارمة لاحتواء بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
وأضاف: "إن انتشار بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين في المجتمع المحلي يُعد أكثر صعوبة من حيث المراقبة والسيطرة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة