لجريدة عمان:
2025-08-04@18:57:38 GMT

ملاحق الصحف.. تعليم وتثقيف

تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT

تقوم بعض الصحف بصورة دورية أو على فترات متقطعة، بإصدار ملاحق متخصصة غالبا ما تكون ملاحق اقتصادية أو ثقافية، وقد تضاف إليها كذلك ملاحق أخرى أكثرها يكون من أجل الترويج التجاري، ومنها الملاحق الأسبوعية الضخمة التي تصدرها بعض الصحف الشهيرة في أوربا وأمريكا في نهاية كل أسبوع.

تضم تلك الملاحق الأسبوعية ملاحق تروج لمشاريع عقارية وسياحية أو لفرص عمل أو لمنتجات سلعية مثل الأزياء والعطور وغيرها، هذا إلى جانب الملاحق الاقتصادية والثقافية، كما أن بعض الصحف تنشر ملاحق تختص بالتعريف بالإصدارات الجديدة من الكتب وتقوم فيها بعرض تلك الكتب ونقدها، وبعد ذلك تقوم بعض دور النشر باقتباس بعض مما كتبته الصحف عن الكتاب ووضعه على غلافه بقصد تزكية الكاتب والترويج للكتاب.

وفي سلطنة عمان كانت جريدة الرؤية تصدر ملحقا تعرض أو تعرّف فيه ببعض الكتب التي صدرت باللغة العربية أو بغيرها، ولعلّ الجريدة تستمر في إصدار ذلك الملحق، وذلك لأهميته في رفد الثقافة ونشر المعرفة.

أما جريدة عُمان فهي من الصحف العربية الرائدة التي تصدر عنها بصورة منتظمة ملاحق متخصصة، وهي الملحق الاقتصادي والملحق الثقافي والملحق العلمي.

وقد يكون الملحق العلمي لجريدة عمان من أهم ما تتميز به الجريدة عن كثير من الصحف العربية، إذ إنه إلى جانب ما يحتويه من معارف علمية مهمة فهو في بعض الأحيان ينشر أخبارا ومعلومات عن الاختراعات والابتكارات الحديثة.

ومن الفوائد الإضافية للملحق العلمي أنه قد يساعد في تعريب بعض مصطلحات التقنية الحديثة، التي لم تكن معروفة لدى العرب أو لا توجد مرادفات لها في اللغة العربية، خاصة وأن كثير من المقالات التي تنشر في الملحق هي مقالات مترجمة من لغات أخرى.

المتتبع للملاحق الثلاثة التي تصدر عن جريدة عمان يلاحظ أنها تحتوي في معظم الأحيان على مقالات تجمع بين جديد المعرفة وسهولة أسلوب الكتابة، وهو ما يجعل محتوى تلك المقالات يسيرا للفهم من فئات واسعة من القراء، سواء المتخصصون منهم في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية أو عامة القراء غير المتخصصين في مجال من تلك المجالات. الملاحظ كذلك حسن تحرير وإخراج تلك الملاحق، ففي حين أن كل عدد متخصص في موضوع معين والتنوع في آن معا.. فمن ناحية التخصص يركز كل عدد على موضوع معين إلا أن المقالات والآراء الواردة تتناول الموضوع من جوانب متعددة ومتنوعة لتعبر عما لدى المختصين من آراء مختلفة حول موضوع العدد. وكمثال على ذلك، أمامي نسخة من العدد الرابع من الملحق الاقتصادي الذي صدر في منتصف شهر مايو الماضي، وكان محوره الرئيس الطاقة المتجددة.

الملاحظ أن المقالات الواردة في الملحق ناقشت الموضوع من عدة جوانب، وهي بين مؤيد متحمس للطاقة المتجددة بأنواعها وبين مشكك في جدواها في الظروف الحالية.

هذا التنوع في الآراء أثرى الموضوع وجعله أكثر متعة وفائدة للقراء. كذلك الأمر في العدد السادس والعشرين من الملحق العلمي للجريدة، والذي صدر في الأسبوع الثالث من شهر يوليو الماضي، وتم تخصيصه لموضوع الطاقة النووية، ناقشت المقالات الواردة في الملحق هذا الموضوع من جوانبه العلمية الصرفة وناقشت بعض الجوانب السياسية والاقتصادية له، وكذلك تم تناول الموضوع من جانب أثر استخدام الطاقة النووية لاسيما على الإنسان والبيئية. المعلوم أن هذا الجانب من أهم المواضيع المثيرة للجدل في استخدامات الطاقة النووية.

ولما كانت جريدة عُمان من بين أكثر الصحف تسارعا في الانتشار والقراءة في العالم العربي، حسبما أفاد بعض المطلعين، سواء من حيث عدد قراء الجريدة لنسخها الورقية أو من خلال تصفحهم لنسخها الإلكترونية على الشبكة العالمية، فإن ذلك يعني أن الملاحق التي تصدر عنها أصبحت هي الأخرى متاحة أمام عدد كبير من القراء في العالم العربي وخارجه.

وربما يتوفر لدى الجريدة من الأدوات والوسائل ما يمكنها من متابعة وقياس انطباعات القراء ورصد تعليقاتهم على ما تحتويه تلك الملاحق، والأخذ بما يناسب منها من أجل تطويرها وتحسينها ولنشر المعرفة لتستفيد منها شرائح أوسع من الناس.

أما على الصعيد المحلي، ولكي يكون للملاحق التي تصدرها جريدة عمان أثر ملموس وصدى مباشر على المجتمع وتمكينه من الوصول إلى المعرفة، فقد يكون من المناسب أن يكون في كل ملحق طريقة، كأن تكون مسابقة أو أسئلة، موجهة إلى القراء عامة من أجل التشجيع على القراءة والاستفادة من المعلومات التي تتضمنها الملاحق في مجالات البحوث المختلفة.

ومن المناسب كذلك، وهذا هو الأهم، أن يتم التنسيق بين وزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم من أجل إيصال أو توزيع نسخ من تلك الملاحق على طلاب السنتين الأخيرتين في مستوى التعليم ما قبل الجامعي، وذلك على اعتبار أن الطلاب في تينك السنتين يبدؤون في تشكيل وعيهم العلمي والثقافي ويحاولون كذلك التخطيط لمستقبلهم على بصيرة.

كما أنه من المناسب إيصال نسخ من الملاحق الاقتصادية والثقافية والعلمية إلى الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة الصيفية التي تقيمها بعض المدارس وتشجيع المشاركين في تلك الأنشطة على قراءة ما تحتويه الملاحق من مقالات وبيانات.

وسواء تم إيصال الملاحق كنسخ ورقية أو كنسخ إلكترونية على الشبكة العالمية فإن إتاحتها للطلاب لقراءتها أو تصفحها ستكون له فوائد كبيرة لهم لاسيما على صعيد تشجيع البحوث العلمية والثقافية، بالنظر لما تحويه تلك الملاحق من معارف ومعلومات غزيرة.

لا شك أن المعرفة كنز يجب أن يسعى الجميع لاقتنائه، بل هي حياة لمن يعي معنى الحياة وهدفها. وإنّ جعل المزيد من المعارف والعلوم متاحا بسهولة ويسر، وحث طلاب العلم والباحثين على الاطلاع عليها سيكون له أثر إيجابي كبير على طلاب العلم وعلى البلاد عامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الموضوع من التی تصدر من أجل

إقرأ أيضاً:

ماكرون يمنح بائع صحف باكستانيا وسام الاستحقاق الفرنسي

بعد أن أمضى أكثر من 50 عاما في بيع الصحف اليومية على أرصفة المقاهي والمطاعم في الحي اللاتيني الأنيق بباريس، يستعد بائع جرائد متجول من أصل باكستاني يبلغ من العمر 73 عاما للحصول على أحد أهم الأوسمة المرموقة في فرنسا.

وأقدم الرجل، ويدعى علي أكبر، على بيع الصحف بعد انتقاله إلى فرنسا عام 1973، مستخدما مزيجا من الفكاهة والحيوية لجذب السكان المحليين والتغلب على تراجع المبيعات.

وفي سبتمبر/أيلول المقبل، سيمنحه الرئيس إيمانويل ماكرون وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس، وهو من أهم الأوسمة التي تمنحها فرنسا تكريما للإسهامات المتميزة في المجالين المدني أو العسكري.

وبدأ أكبر، وهو من مواليد مدينة راولبندي في شمال باكستان، ببيع نسخ من مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الهزلية للطلاب في جامعة السوربون والمؤسسات المجاورة.

وتراجعت مهنة بيع الصحف على الأرصفة في باريس منذ سبعينيات القرن إذ أصبح التلفزيون تدريجيا مصدرا رئيسيا للأخبار بدلا من الإصدارات المطبوعة، ومن ثم تسارع التراجع مع ظهور الإنترنت.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيمنح وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس لبائع الصحف علي أكبر (رويترز)

لكن أكبر، آخر بائع صحف لا يزال يتجول في شوارع العاصمة الفرنسية، نجح في الحفاظ على هذا التقليد حيا بابتسامته الدائمة، وحسه الفكاهي المرح، وتفانيه الكبير.

وقال أكبر: "ببساطة.. أعشق ملمس الصحيفة… لا أحب الأجهزة اللوحية وما شابه ذلك. لكنني أحب القراءة… كتب حقيقية، وليس أبدا على الشاشات".

وأضاف "لدي أسلوب خاص في بيع الصحف. ألقي النكات، ليضحك الناس. أحاول أن أكون إيجابيا وأن أضفي طابعا خاصا… أحاول كسب محبة الناس، لا ما في جيوبهم"، لكن المهمة أصبحت أكثر صعوبة في عصر النشر الرقمي.

ومضى يقول "أبيع نحو 20 نسخة من صحيفة ‘لوموند’ في غضون 8 ساعات.. كل شيء أصبح رقميا في الفترة الراهنة. الناس ببساطة لا يشترون الصحف".

إعلان

ورغم كل تلك التحديات، يواصل أكبر بيع الصحف عاقدا العزم على الاستمرار ما دامت صحته تعينه على ذلك.

ويقول كثيرون من سكان الحي اللاتيني إنه أحد الأشخاص الذين يجعلون الحي حقيقيا غير مصطنع.

وقالت ماري لور كاريير، إحدى الزبائن: "علي بمنزلة مؤسسة.. أشتري منه صحيفة لوموند يوميا. في الواقع، لا نشتري منه الصحيفة فحسب، بل نشاركه شرب القهوة، وأحيانا نتناول معه الغداء".

مقالات مشابهة

  • ماكرون يمنح بائع صحف باكستانيا وسام الاستحقاق الفرنسي
  • تكريم آخر بائع صحف متجول في باريس بوسام مرموق
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الإثنين 4 أغسطس 2025م
  • اختتام امتحانات الثانوية العامة للفرع العلمي في سوريا لدورة 2025
  • لحظات تاريخية من أمام مدارس تعليم البنات بجدة. . فيديو
  • أمية يتجاوز الرواد برباعية في ذهاب الملحق المؤهل للدوري السوري الممتاز
  • أوروبا تُسرّع بناء منظومة بيانات مستقلة وسط تراجع الدعم الأمريكي للبحث العلمي
  • سفير تايلاند يزور كلية العلوم جامعة الأزهر لبحث التعاون العلمي
  • خطوبة عبد الرحمن حميد وزينة العلمي نجما الأهلي في حفل عائلي | شاهد