لجريدة عمان:
2025-08-07@19:37:31 GMT

ابتسامة صفراء تخفي وراءها الوجه القبيح !

تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT

ابتسامة صفراء تخفي وراءها الوجه القبيح !

عبد السلام الجهضمي - 

كلما وجد نقصا في معاملة خدمية ابتسم ضاحكا فرحا، وكلما ظهرت أمامه بعض الثغرات التي يمكن أن تجبره على تخليص معاملة مراجع ينتظر بشغف أن يستريح من معاناة «الذهاب والعودة»، يسعى ذلك الموظف إلى تداركها بسد نوافذها وأبوابها بسرعة دون تردد أو خوف من الله.

مثل هذا الموظف وغيره موجودون في أماكن مختلفة، سمعتهم ورأي من يتعامل معهم يخبرك بأنهم يتوارون وراء أقنعة مزيفة، فمثل هذا الموظف يشاع عنه بأنه يوزع ابتساماته الصفراء على جموع المراجعين، يوهمهم بأنه الشخص الذي لا مثيل له في الوجود سواء في خدمة «الوطن والمواطن».

في محيط عمله وعلاقاته الشخصية متعارف عليه بأنه لا يتأخر عن تقليب قلوب زملائه على الناس أو بعضهم بعضًا، يزداد سعادة كلما أحس بأن لديه «السلطة المطلقة» التي تمكّنه من بث الأذية وتأخير دورة إنجاز العمل، في كل جديد يزداد فخرا بقدرته على تنفير الناس من أمامه، ويجعلهم لا يتمنون مطلقا العودة ثانية إلى المكان الذي يعمل به.

إن شخص مثل هذا، أقل ما يوصف بأنه «مريض بالفطرة» أو هارب من إحدى دور العلاج النفسي، لكنه في نظري لا يستحق الشفقة أو الرحمة جزاءً بما يفعله من «تجبّر وتكبّر وعرقلة» لمصالح العباد.

عندما تقابله للوهلة الأولى يوهمك بأنه شخص عملي للغاية، لا وقت لديه حتى يرد التحية على من يلقيها إليه عندما يذهب إليه، يبادر الجميع بكلمة «نعم»، وكأنه يختصر كل شيء في هذه الكلمة، مع الوقت تكتشف أن إنجازاته العظيمة تنصب في عرقلة معاملات المراجعين فهي من تشهد له بذلك، لا يكمن أن يكون بشرا سويا يعرف معنى «التعاون أو الحرص على قضاء حاجات الناس»! لا يهمه أن يخرج المراجع منزعجا أو تكسو وجهه علامات الكآبة وعدم الرضا بما وجده من تعامل لا يليق به كإنسان، للمرة المليون نقول: هذا الموظف الغليظ القلب وغيره ممن اسودت صفحات أعمالهم عند الآخرين.

الكل يشهد له بـ«القسوة والغطرسة والتكبّر والأنانية المطلقة»، حتى زملاؤه يعرفونه فيما بينهم بأنه شخص لا يمكن أن يسدي صنيعا لأحد، أو يقدّر ممن يعمل معهم كزملاء في نطاق واحد، تجده دوما يتحدث بلسان القانون والنظام، وعندما يخطئ ويُكتَشف أمره يقول: «جلَّ من لا يخطئ»! يعرف كيف يبرر مواقفه الخاطئة، لكنه لا يسعى للقيام بدوره تجاه الآخرين، هذا ليس تجاوزا للنظام والأطر المتعارف عليها، وإنما خدمة إلزامية عليه أن يقوم بها دون تأخير أو تأجيل، والغريب دائما يتحدث بأنه يصنع المعجزات لإنجاز العمل الموكل إليه حتى لو ظل على طاولته وقتا طويلا دون حراك! لقد استوقفني حديث شريف، رواه الإمام مسلم في مسنده، يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن نفَّس عن مؤمن كُربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كُربة من كرب يوم القيامة ومَن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».

إذا كان رسول الأمة صلَّى الله عليه وسلَّم يأمرنا بأن ننفّس عن الآخرين كربهم ونيسّر عليهم في أعمالهم، فكيف نخالف أوامره؟! كل مَن يعمل خارج نطاق الدين والإنسانية هو في حقيقته كائن بشري «شرير»، يمكن وصفه بأنه «ثعبان في هيئة إنسان»، كل ملامحه آدمية، لكن لا قلب ولا روح تحركه نحو الخير؛ فكل أعماله لا تمت للآدمية بشيء طالما يتمنى أن يعرقل أو يؤخر ما بين يديه من معاملات، وأحيانا يتصيّد الأشياء فيعقّد أمور الناس، يفرح عندما يهرب المراجع من أمام الشباك الذي يقف خلفه، لا يوقّر الكبير ولا يرحم الصغير، وهذا يقودنا إلى أن بعض الناس هم «موتى القلوب، لا موتى الأبدان».

وأيضا نقتبس شيئا من سيرته صلَّى الله عليه وسلَّم حيث يقول: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تُدخِله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دَيْنًا أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجةٍ أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا» يريد مسجد المدينة. أخرجه الطبراني وابن عساكر وحسّنه الألباني. صاحب تلك الابتسامة الصفراء، هو شخص مدع حفظ «قشور» القانون، ولا يعرف نصوصه بوضوح، أو متى يطبق روح القانون، لا يريد أن يسهّل على الناس معاملاتهم، بل يتمنى أن تتشابك الخيوط ويظل المراجع يتردد على المكان «مرات ومرات» ودون أي فائدة حتى يصل إلى قناعة بأنه يبحث عن «إبرة في كومة قش».

إن قضاء حوائج الناس من الأمور التي أجرها عظيم عند الله، فالإنسان مهما أعطاه الله من سلطة وسعت رزق ومكانة يجب عليه أن يخاف الله وأن يكون مخلصا لعمله، بارّا لكل مَن يقصده في عمل أو خدمة قد تفتح له أبواب الرزق وتسهّل عليه أمور حياته.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله علیه

إقرأ أيضاً:

هل تقبل صدقة المديون وهل عليه زكاة.. دار الإفتاء تجيب

أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو منشور على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن الشخص المُدان يُفضل له سداد ديونه أولًا قبل إخراج الصدقات، مشيرة إلى أن سداد الدين عبادة واجبة لا يجوز تأجيلها من أجل عبادة تطوعية كالصدقة.

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، ردًا على سؤال أحد المتابعين حول جواز التصدق في حال وجود ديون على الإنسان: إن الصدقة فضلها عظيم ولا خلاف على أجرها، ولكن لا ينبغي تقديمها على حقوق العباد. 

وأضاف أن من أخذ أموال الناس وهو ينوي ردها، أعانه الله على ذلك، أما من أخذها بنية التلاعب أو الإهمال، فإن الله سيتولى أمره.

وبيّن أن الصدقة تنقسم إلى نوعين: الزكاة المفروضة، وهي واجبة، وصدقة التطوع، وهي مستحبة.

 وفي حالة كون الشخص مديونًا، فلا تجب عليه الزكاة إذا كان الدين يستهلك كامل ماله بحيث لا يبقى نصاب يخرج منه الزكاة.

 أما صدقة التطوع، فلا يجوز إخراجها إن كانت تضر بسداد الدين، لأن الواجب مقدم على التطوع شرعًا.

دار الإفتاء تحرم انتهاك الخصوصية وتؤكد: التجسس على الناس جريمة شرعيةحكم الأرباح الناتجة عن المال المغصوب .. دار الإفتاء تجيبهل كتابة أسماء الله والأذكار على الكفن حرام شرعا؟ دار الإفتاء تجيبهل صلاة الرجل مع زوجته في البيت تعتبر جماعة؟.. دار الإفتاء تجيب

هل المديون عليه زكاة 

وفي سياق متصل، أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على سؤال حول زكاة المال بالنسبة للمُقرض والمُقترض، موضحًا أن شروط الزكاة الأساسية تشمل: بلوغ المال النصاب، مرور الحول، خلوه من الدين، وكونه زائدًا عن الحاجات الأساسية للمُزكي وأسرته.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن جمهور الفقهاء يرون أن الزكاة على الدائن في حالة الدين المرجو سداده، ويزكي المال حين استلامه لسنة واحدة فقط، وهو الرأي الراجح الذي تعتمد عليه الفتوى الرسمية. أما الدين غير المرجو سداده، فيُزكى حال قبضه بحسب المذهب المتبع، والأرجح أن يُزكى لسنة واحدة فقط أيضًا.

وختم الدكتور الطيب بالقول إن الزكاة لا تجب على المُقترض بسبب انشغاله بسداد الدين، بينما يُزكي الدائن ماله بعد استعادته، ما يحقق التوازن بين حفظ الحقوق وأداء العبادات.

طباعة شارك دار الإفتاء سداد الديون الصدقة الزكاة المدين

مقالات مشابهة

  • حكم الاستخارة بالدعاء فقط لمن تعذر عليه أداء الصلاة.. الإفتاء تجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • علماء الأزهر في رحاب الجامع الشريف: الإخاء والإيثار طريق إلى مجتمع متماسك
  • شهادة وفاة للسيادة|أسامة كمال: سوريا لم تعد سوريا.. و«أفيخاي» الوجه القبيح لدعاية الاحتلال.. فيديو
  • قيادي حوثي يقر بفشل جماعته ويفجّر فضائح فساد مالي: 150 مليار دولار منهوبة وصنعاء تواجه خطرًا يفوق إيران وحزب الله
  • الهوية الإنسانية هي الأصل وليس هناك هوية أخرى وهي مسار للتآخي لا للفرقة
  • كيف أرشدنا الله إلى حزب الرحمن ؟..علي جمعة يوضح
  • هل تقبل صدقة المديون وهل عليه زكاة.. دار الإفتاء تجيب
  • أم تخفي طفلتها بحقيبة سفر تحت حافلة