طوّر علماء من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO)، الوكالة الوطنية الأسترالية للعلوم، أول طريقة عالمية لتعليم الذكاء الاصطناعي كيفية كتابة تقارير أشعة سينية للصدر بدقة أكبر، وذلك من خلال تزويده بنفس المعلومات التي يستخدمها الأطباء في الحياة الواقعية.
باستخدام أكثر من 46 ألف حالة مريض حقيقية من قاعدة بيانات مستشفى أميركي رائد، درّب الفريق نموذجًا لغويًا متعدد الوسائط قويًا لإنشاء تقارير أشعة مفصلة.


أظهرت النتائج رؤى تشخيصية أفضل بنسبة 17% وتوافقًا أقوى مع تقارير أخصائيي الأشعة الخبراء.
مع كفاح المستشفيات حول العالم لمواكبة الطلب في ظل النقص المزمن في أخصائيي الأشعة، يمكن أن يمهد هذا البحث الطريق لإعداد تقارير أشعة سينية أسرع وأكثر أمانًا وموثوقية في البيئات السريرية.
حتى الآن، اعتمدت أدوات الذكاء الاصطناعي المكلفة بتفسير صور الأشعة السينية للصدر كليًا على الصور نفسها وإحالة الطبيب، دون أن تكون مجهزة لقراءة الأدلة الحيوية المخفية في السجلات الطبية للمرضى.
غيّر الباحثون الأستراليون هذا النهج، إذ دمجوا التصوير مع بيانات أقسام الطوارئ، مثل العلامات الحيوية، وسجلات الأدوية، والملاحظات السريرية، لتحسين الأداء التشخيصي بشكل كبير.
قال الدكتور آرون نيكلسون، الباحث الرئيسي في الدراسة "يعمل الذكاء الاصطناعي كمحقق تشخيصي، ونحن نزوده بمزيد من الأدلة".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف خطر الإصابة بالسكري قبل الأعراض
وأضاف "عندما ندمج ما يظهر في الأشعة السينية مع ما يحدث عند سرير المريض، يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر دقة وفائدة".
وقدّم الدكتور نيكلسون نتائجه الأخيرة في المؤتمر الدولي للجمعية الدتتوفر الورقة البحثية على خادم arXiv للطبعات الأولية، وفقا لما نقله موقع "ميديكال إكسبرس".
وأوضح نيكلسون "هذه طريقة عملية وقابلة للتطوير لمساعدة الفرق السريرية المُرهقة، وتقليل تأخير التشخيص، وفي نهاية المطاف تحسين نتائج المرضى".
يرى البروفيسور إيان سكوت، زميل باحث في مركز الصحة الرقمية بجامعة كوينزلاند ومستشار سريري في الذكاء الاصطناعي بمستشفى "مترو ساوث" وخدمات الصحة، إحدى المؤسسات المشاركة في اختبار هذه التقنية الجديدة، إمكانات قوية في هذا النهج.
وقال سكوت "بالنسبة لأطباء الأشعة، الذين يواجهون ضغطًا متزايدًا من العمل، نحتاج إلى هذا النوع من التقنية الآلية متعددة الوسائط لتخفيف العبء المعرفي، وتحسين سير العمل، والسماح بإصدار تقارير دقيقة وفي الوقت المناسب لأشعة الصدر السينية للأطباء المعالجين".
يجري الدكتور نيكلسون وفريقه حاليًا تجربة على هذه التقنية مع مستشفى الأميرة ألكسندرا في بريسبان في أستراليا لاستكشاف مدى جودة تقارير الذكاء الاصطناعي مقارنةً بتقارير أخصائيي الأشعة البشريين.
ويبحث الفريق أيضًا عن مواقع أخرى لاختبار التقنية.
يتوفر رمز الفريق ومجموعة بياناته مجانًا للباحثين حول العالم، مما يتيح المزيد من الابتكار في التشخيص بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة "أوبن إيه.آي" تطلق جي.بي.تي-5 غوتيريش يحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأشعة السينية الذكاء الاصطناعي تقرير الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، محذرا من مخاطره على السلم والأمن الدوليين.
وأكد غوتيريش، في تقرير موجّه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الموقف الثابت للأمم المتحدة الرافض لأي أنظمة تمتلك السلطة التقديرية لإزهاق الأرواح البشرية، واصفا إياها بأنها "بغيضة أخلاقيا".
وشدد على ضرورة توجيه الذكاء الاصطناعي نحو الاستخدامات السلمية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، محذرا في الوقت نفسه من تصاعد استخدام هذه التكنولوجيا في النزاعات المسلحة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي قد يُسهم في تحسين دقة العمليات العسكرية وتقليل الأخطاء البشرية، لكنه يطرح تحديات خطيرة، لا سيما ما يتعلق بالمساءلة البشرية في النزاعات، خصوصا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأشار غوتيريش إلى ضرورة أن تظل قرارات استخدام القوة، خاصة ما يتعلق بالأسلحة النووية، في يد البشر فقط، مؤكدا أهمية التزام الدول بالقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، خلال كامل دورة استخدام الذكاء الاصطناعي.
وحذر من أن هذه التكنولوجيا قد تسهّل على الجهات غير الحكومية تطوير أو حيازة أسلحة بيولوجية وكيميائية، داعيا الدول إلى تقييم منهجي لمخاطرها، والاستعداد الكامل لمواجهتها، والوفاء بالتزاماتها الدولية في مجالات نزع السلاح وعدم الانتشار.
كما عبر عن قلقه من الاستخدام المتزايد للتطبيقات المدنية للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، نظرا لطبيعتها القابلة لإعادة التوظيف، مما يزيد من صعوبة الرقابة ويقوض الشفافية والمساءلة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول إلى دراسة أوجه التداخل بين الاستخدامات المدنية والعسكرية لهذه التكنولوجيا، وتعزيز التعاون المشترك، ولا سيما في مجالات الشفافية، وبناء الثقة، واتخاذ تدابير إقليمية لمواجهة التحديات المرتبطة بها.
وأوصى غوتيريش بإطلاق آلية دولية شاملة لمعالجة الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وآثاره على الأمن والسلم الدوليين، على أن يُنظر في هذا المقترح خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل.

أخبار ذات صلة «تريندز» يُطلق مجلة «الذكاء الاصطناعي والعلوم السياسية» العلمية المُحكمة تعاون الذكاء الاصطناعي والبشر يعزز تدريب جراحي الأعصاب المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري
  • المغرب ضمن أفضل 10 دول في مؤشر الذكاء الاصطناعي (إنفوغراف)
  • هل سيبقى دور الأطباء محورياً في عصر الذكاء الاصطناعي؟
  • الذكاء الاصطناعي وعصر الفراغ القادم
  • باحث سعودي يحقق نقلة نوعية في رصد الزلازل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • عاجل: باحث سعودي يحقق نقلة نوعية في رصد الزلازل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • «سدايا» تكشف عن أبعاد الذكاء الاصطناعي التوكِيلي وتطوراته التقنية في المشهد العالمي
  • خبراء يتوقعون انقراض البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي
  • توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الاستزراع السمكي بعُمان