تقرير: أوكيناوا تعارض وجود القوات الأمريكية بعد 80 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
هينوكو (اليابان) "أ ف ب": لا يزال هيروماسا إيها من سكان أوكيناوا يتذكر صراخ زملائه في الفصل الدراسي والمعلمين بعد تحطم طائرة عسكرية أمريكية في مدرسته الابتدائية ما أسفر عن مقتل 18 شخصا قبل أكثر من ستة عقود.
وبينما يحيي العالم الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، فإن رجل الأعمال المتقاعد البالغ 72 عاما، من بين العديد من السكان الذين يعارضون وجود القوات الأمريكية المتمركزة في جزيرتهم منذ ذلك الحين.
وينضم إيها إلى عشرات من سكان الجزيرة في احتجاجات شبه يومية ضد القوات الأميركية.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 54 ألف عسكري في اليابان معظمهم في أوكيناوا. وأثارت سلسلة من الحوادث على مر السنين، بما فيها حالات اعتداء جنسي، غضب السكان.
وقال إيها لوكالة فرانس برس مستذكرا حادثة المدرسة عام 1959 "بالنسبة لنا، هذه الجرائم والحوادث ليست من شأن أحد، ونشعر بقلق بالغ لأننا لا نستطيع التنبؤ بموعد حدوثها مرة أخرى".
وأضاف "نريد رحيل القواعد".
وتحتضن جزيرة أوكيناوا الجنّة شبه الاستوائية والمقصد السياحي الكبير، 70% من جميع القواعد الأمريكية في اليابان وتُعدّ بمثابة مركز أمريكي رئيسي لمراقبة الصين ومضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية.
وأدت معركة أوكيناوا الدامية قبل فترة قصيرة من نهاية الحرب إلى احتلال الولايات المتحدة للجزيرة حتى عام 1972، استولت خلالها القوات على أراض خاصة الملكية في أوكيناوا لتوسيع وجودها في ما يُعرف محليا بحملة "الحربة والجرافة".
وخلال الحرب الباردة اعتبرت واشنطن وجود القوات الأمريكية في أوكيناوا رادعا ضد انتشار الشيوعية.
والآن تُشدد كل من طوكيو وواشنطن على الأهمية الاستراتيجية لأوكيناوا في مواجهة طموحات الصين الإقليمية.
لكن السكان عبروا لسنوات عن غضبهم إزاء سلسلة جرائم وحوادث تورط فيها جنود أميركيون وأفراد من القواعد.
في عام 2024 وحده اعتقلت شرطة أوكيناوا 80 شخصا على صلة بالقاعدة، مثل جنود أميركيين أو متعاقدين عسكريين، من بينهم سبعة أشخاص متهمين بجرائم عنيفة جدا.
وانفجرت موجة غضب في أوكيناوا بعد اغتصاب جماعي لفتاة تبلغ 12 عاما في 1995 من جانب ثلاثة من مشاة البحرية الأمريكية.
وفي أغسطس 2004 تحطمت مروحية تابعة لمشاة البحرية في جامعة بأوكيناوا. ولم تسفر الحادثة عن إصابات، لكنها زادت من مخاوف وقوع حوادث.
وفي أبريل 2016 اعتدى جندي سابق في مشاة البحرية، كان يعمل متعاقدا عسكريا في أوكيناوا، على امرأة تبلغ 20 عاما وقتلها.
والشهر الماضي، زار ضابط كبير في مشاة البحرية حكومة أوكيناوا للاعتذار بعد إدانة جندي من مشاة البحرية بالاعتداء على امرأة.
حقا مخيف
أظهرت استطلاعات الرأي في أوكيناوا على مر السنين أن غالبية السكان ترى أن بقية انحاء اليابان يجب أن تشارك في تحمل مسؤولية استضافة القوات الأمريكية.
ويشير حاكم أوكيناوا ديني تاماكي باستمرار إلى "العبء المفرط" الذي تتحمله الجزيرة، والذي يؤثر على الحياة اليومية للسكان.
لكن جونكو إيراها، رئيسة ائتلاف مجموعات نسائية في أوكيناوا، قالت إن الدعوات المتكررة للسلطات لمنع جرائم الجنود الأميركيين لم تلق آذانا صاغية.
وقالت "المسألة ليست أننا لا نحب الشعب الأمريكي. نحن نقول: رجاء افعلوا شيئا بشأن القواعد".
وعندما عادت أوكيناوا إلى اليابان عام 1972، توقع السكان أن تنتشر القواعد الأمريكية في أنحاء اليابان، وهي أمنية لم تتحقق أبدا كما قالت.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تزايد الاستياء بين سكان أوكيناوا.
في استطلاع رأي أُجري عام 2023، قال قرابة 40 % من المستطلعين في أوكيناوا إن الحركة المناهضة للقاعدة الأميركية عاجزة عن تغيير سياسة طوكيو.
لكن العديد من سكان أوكيناوا يقولون إنهم يعيشون في خوف من جرائم الجنود الأميركيين، بينما لا يزال ضحايا يحاولون تجاوز حزنهم.
كان تاكيماسا كينجو (68 عاما) طالبا في المدرسة الثانوية عندما قُتلت والدته على يد جندي من مشاة البحرية عام 1974 بحجر في منزلهم حيث كانت تدير حانة صغيرة.
وقال كينجو "إنه لأمر مخيف حقا إذا فكرت أن جرائم يمكن أن تحدث في حيّك".
وانضم مؤخرا إلى احتجاج في قاعدة لمشاة البحرية الأمريكية يجري توسيعها لتشمل خليجا منعزلا تعيش فيه أبقار البحر وأنواع محمية أخرى.
ويعتقد كينجو أن أوكيناوا، حيث يُمثل الدخل المرتبط بالقاعدة ما يزيد بقليل على 5 % من اقتصادها، يمكن أن تزدهر بفضل السياحة وحدها، مع تزايد أعداد السياح الذين ينجذبون إلى الخلجان الفيروزية والشعاب المرجانية في المنطقة.
وقال "ينبغي ألا تكون هناك قاعدة في أوكيناوا" مضيفا "لسنا بحاجة إلى منشآت عسكرية جديدة".
ويشعر إيها، الذي دُمرت مدرسته الابتدائية بطائرة أميركية، بحاجة إلى شرح ما حدث للأجيال المقبلة وتحذيرها من إمكان تكراره.
يتذكر إيها أنه في وقت الحادث، الذي أسفر أيضا عن إصابة أكثر من 200 شخص، "ظن الجميع أن حربا أخرى تبدأ".
والآن "تحلق طائرات عسكرية فوق منازلنا يوميا، ونرى مروحيات تقوم بهبوط اضطراري".
ويرى أن "هذا ليس مجرد أمر من الماضي. هذا يمكن أن يتكرر في أي وقت".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القوات الأمریکیة مشاة البحریة فی أوکیناوا
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تنظم زيارة لشباب المصريين بالخارج وطلبة الجامعات لقيادتي القوات البحرية والصاعقة
نظمت القوات المسلحة زيارة لوفد من شباب المصريين المقيمين بالخارج وطلبة الجامعات المصرية لقيادتي القوات البحرية وقوات الصاعقة وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج والذى يأتى فى إطار حرص القوات المسلحة على تعريف الشباب بما تمتلكه القوات المسلحة من قدرات وإمكانيات متطورة تمكنها من الحفاظ على الوطن وصون مقدراته.
بدأت الفعاليات بجولة داخل القوات البحرية استمع الوفد خلالها لعرض تقديمى عن نشأة وتطورالقوات البحرية ودورها فى حماية السواحل المصرية على مختلف الإتجاهات الإستراتيجى ، أعقبها تفقد عدد من الوحدات البحرية للتعرف على ما تتمتع به من قدرات قتالية ونظم تسليح متطورة وأجهزة حديثة تمكنها من تنفيذ كافة مهامها بكفاءة وإقتدار.
تلى ذلك قيام الوفد بزيارة لقيادة قوات الصاعقة تابع خلالها عدد من الأنشطة التدريبية التى ينفذها رجال الصاعقة والمرور على عدد من ميادين التدريب التخصصية ومشاهدة تنفيذ عدد من الرمايات من أوضاع الرمى المختلفة أبرزت مدى الدقة العالية فى إصابة الأهداف والمهارات الميدانية التى يتمتع بها مقاتلوا قوات الصاعقة .
وفى ختام الفعاليات أعرب الوفد عن عميق شكره وإمتنانه للقوات المسلحة على تنظيم تلك الزيارات التى تسهم فى زيادة الوعى لديهم بما تمتلكه القوات المسلحة من منظومات قتالية متطورة وبما يبذله رجالها من تضحيات للحفاظ على ثرى مصر المقدس .