أعلنت المصورة الصحفية الكندية فاليريا زينك استقالتها من العمل مع وكالة رويترز للأنباء، احتجاجا على دور الوكالة في تعزيز دعاية إسرائيل وتبني مبرراتها بقتل الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفق منشور للصحفية عبر حسابها الخاص على موقع فيسبوك.

وقالت زينك التي عملت طوال 8 سنوات مراسلة مستقلة لوكالة أنباء رويترز "من المستحيل لي الحفاظ على علاقتي مع رويترز نظرا لدورها في تبرير الاغتيال المنهجي وتمكينه لـ245 صحفيا في غزة"، منوهة إلى أن "تكرار أكاذيب إسرائيل" من قبل وسائل الإعلام الغربية، والتخلي عن مسؤوليتها الأساسية كمؤسسات صحفية، سمح بقتل عدد من الصحفيين في عامين تجاوز عدد القتلى في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحروب كوريا وفيتنام وأفغانستان ويوغوسلافيا وأوكرانيا مجتمعة.

وأوضحت الصحفية الكندية أن رويترز اختارت نشر ادعاء إسرائيل أن مراسل الجزيرة في غزة الشهيد أنس الشريف كان عميلا لحركة حماس، مشددة على أن ذلك "واحدة من أكاذيب لا حصر لها كررتها وسائل الإعلام مثل رويترز بطاعة ووقار".

 

I can’t in good conscience continue to work for Reuters given their betrayal of journalists in Gaza and culpability in the assassination of 245 our colleagues. pic.twitter.com/WO6tjHqDIU

— Valerie Zink (@valeriezink) August 26, 2025

 

وأضافت زينك "إن استعداد رويترز لتكريس دعاية إسرائيل لم ينقذ مراسلها من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل"، لافتة إلى استشهاد 5 صحفيين فلسطينيين، من بينهم مصور رويترز حسام المصري، جراء استهدافين مباشرين لمجمع ناصر الطبي، أمس الاثنين.

ووصفت الاستهدافين في خان يونس بـ"الضربة المزدوجة"، مشيرة إلى أن إسرائيل تقصف هدفا مدنيا مثل مدرسة أو مستشفى، وتنتظر وصول المسعفين وفرق الإنقاذ والصحفيين، ثم تضرب مرة أخرى.

إذا أردنا أن نقارن #حرب_غزة بغيرها من الحروب بالنظر إلى حجم الجرائم المرتكبة.. ما الذي سنجده؟#مسار_الأحداث pic.twitter.com/WSSWF5j8WE

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 25, 2025

 

وحمّلت المصورة التي عُرفت بتضامنها مع القضية الفلسطينية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية على وسائل الإعلام الغربية مسؤولية توفير المناخ المناسب لإسرائيل لارتكاب جرائمها، مستشهدة بقول الصحفي الأميركي جيريمي سكاهيل "إن كل وسائل الإعلام الكبرى، من نيويورك تايمز إلى واشنطن بوست، ومن أسوشيتد برس إلى رويترز، عملت كحزام ناقل للدعاية الإسرائيلية، وتبرئة جرائم الحرب ونزع الصفة الإنسانية عن الضحايا، والتخلي عن زملائها والتزامها المزعوم بالتغطية الصحفية الصادقة والأخلاقية".

إعلان

وبينت زينك في منشور الاستقالة كيف تخلت رويترز عن الدفاع عن أنس الشريف الذي كان جزءا من فريقها الفائز بجائزة بوليتزر للصحافة عام 2024، حين وضعه الجيش الإسرائيلي على "قائمة الاغتيالات" للصحفيين المتهمين بالانتماء إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأضافت أن رويترز لم تدافع عن الشهيد الشريف عندما ناشدت لجنة حماية الصحفيين الدولية لحمايته في أعقاب التحريض عليه من المتحدث العسكري الإسرائيلي، وبث مقطع فيديو يثبت نيتهم باغتياله، بعد تقرير أعدّه عن المجاعة المتفاقمة.

246 صحفيًّا شهيدا في #غزة جراء عدوان جيش الاحتلال المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر#حرب_غزة pic.twitter.com/VFaN4aXp66

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 25, 2025

 

وختمت الصحفية زينك منشورها بالقول "لقد قدرت العمل الذي قمت به لرويترز على مدى السنوات الثماني الماضية، ولكن في هذه المرحلة لا أستطيع أن أتخيل ارتداء بطاقة الصحافة هذه إلا بشعور عميق من الخزي والحزن".

وكان موقع ديكلاسيفايد البريطاني قد كشف قبل أيام في تحقيق استند إلى شهادات موظفين وصحفيين في شبكة رويترز انحياز الوكالة لإسرائيل في تغطية حرب الإبادة على قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل منع الصحافة الأجنبية من دخول قطاع غزة لتغطية حرب الإبادة هناك، والحال هذه، تستند وسائل الإعلام الأميركية الغربية غالبا إلى جهود الصحفيين الفلسطينيين في القطاع، غير أن شواهد متعددة دلّت على تقاعس هذه الوسائل عن الدفاع عن الصحفيين المتعاونين معها لدى تعرضهم للتهديدات الإسرائيلية، فضلا عن المطالبة بحمايتهم المكفولة بموجب القوانين الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تخصص 145 مليون دولار لتسليح وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي.. أكبر حملة دعائية

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي خصصت أكثر من نصف مليار شيكل (نحو 145 مليون دولار) في ميزانية عام 2025، لتمويل حملة رقمية واسعة تهدف إلى "تسليح وسائل التواصل الاجتماعي" واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها ChatGPT، في إطار ما وصفته بأنها أكبر حملة دعائية تنفذها  في الولايات المتحدة منذ بدء حرب الإبادة ضد قطاع غزة.

وبحسب ما أوردته الصحيفة استنادا إلى وثائق سجل الوكلاء الأجانب الأمريكي (FARA)، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية استأجرت شركة "Clock Tower" الأمريكية، التي يديرها براد بارسكال، مدير حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتوجيه الخطاب الإسرائيلي عبر الإنترنت، بما يشمل محاولات التأثير على كيفية استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل "ChatGPT" و"Grok" و"Gemini" عند تلقيها استفسارات تتعلق بـ"إسرائيل".

???? NEW (via Ynet):

Israel has earmarked over half a billion shekels ($145 million) in its 2025 budget to weaponize social media and ChatGPT in its largest U.S. propaganda push since it began carrying out a genocide in Gaza, according to newly filed FARA documents.

Israel’s… https://t.co/9nRPhdPmGw pic.twitter.com/eEwsxpgZXJ — Drop Site (@DropSiteNews) October 6, 2025
وأوضحت الصحيفة أن المشروع، الذي أُطلق عليه اسم "مشروع 545"، يستهدف تحقيق نحو 50 مليون ظهور شهريا، مع تركيز 80 بالمئة من محتواه على فئة جيل Z عبر منصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.

كما كشفت الوثائق أن برنامجًا موازيًا يحمل اسم "مشروع إستر" سيُخصص لدعم المؤثرين الأمريكيين من خلال عقود مالية تصل قيمتها إلى 900 ألف دولار للفرد الواحد، بميزانية شهرية تقدر بـ 250 ألف دولار.

وتشمل الخطة في مرحلتها الأولى التعاون مع 5 إلى 6 مؤثرين يُطلب منهم النشر ما بين 25 إلى 30 منشورًا شهريًا، قبل أن تتوسع لاحقًا لتضم وكالات أمريكية وشبكات من صناع المحتوى الإسرائيليين.

وتُظهر البيانات أن المؤثرين المشاركين يمكنهم تحقيق أرباح تتراوح بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الدولارات شهريا.


وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى مؤخرا مجموعة من المؤثرين في مدينة نيويورك، حيث وصف خلال اللقاء وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "الجبهة الثامنة" لإسرائيل، مضيفا: "السلاح الأهم اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، استنادا إلى وثائق مسجلة لدى وزارة العدل الأمريكية بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي خصصت مبالغ مالية ضخمة لتوظيف عشرات المؤثرين الأمريكيين على مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار حملة دعائية تهدف إلى تشكيل الرأي العام الأمريكي لصالحها، ضمن مشروع يُعرف باسم "مشروع إستر".

وبحسب ما نشرته الصحيفة، استعانت تل أبيب بشركة "بريدجز بارتنرز إل إل سي"، المملوكة للمستشارين الإسرائيليين أوري شتاينبرغ ويائير ليفي، والتي في حزيران/ يونيو 2025، وسرعان ما حصلت على نحو 200 ألف دولار للتعاقد مع مؤثرين على وسائل التواصل.

وتشير العقود إلى ميزانية تقارب 900 ألف دولار تُدفع على عدة أشهر، مقسمة بين دفعات مقدمة بقيمة 60 ألف دولار لتغطية تكاليف التعاقد، و140 ألف دولار لمرحلة التطوير بمشاركة 5 أو 6 مؤثرين، إضافة إلى مخصصات شهرية تصل إلى 250 ألف دولار للمؤثرين والإنتاج، و50 ألف دولار لتغطية ختام الحملة.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومركز الجزيرة للحريات العامة ينظمان مؤتمرا دوليا حول حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة
  • الإعلام في قلب النار.. مراسل غزة يروي مأساة الصحفيين بعد عامين من الحرب
  • إسرائيل تخصص 145 مليون دولار لتسليح وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي.. أكبر حملة دعائية
  • فعالية في صنعاء تضامنا مع الصحفيين اليمنيين وضحايا العدوان الإسرائيلي على صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن”
  • فعالية تضامنية في صنعاء تؤكد دعم الصحفيين اليمنيين وضحايا استهداف صحيفتي “26 سبتمبر” و”اليمن”
  • “حماية الصحفيين الفلسطينيين”: استشهاد الصحفية رمضان يفاقم حصيلة ضحايا الإعلام في غزة
  • حماس تنفي الادعاءات المفبركة حول مسار المفاوضات وتسليم السلاح
  • قيادي في “حماس” ينفي الادعاءات المفبركة حول مسار مفاوضات وقف إطلاق النار
  • "حماس" تنفي ما نشرته وسائل إعلام حول موقفها من تسليم السلاح
  • حماس تنفي ادعاءات نشرتها وسائل إعلام حول موقفها من تسليم السلاح