إغلاق الطرق السريعة في إسرائيل ونداءات لصفقة شاملة للإفراج عن المحتجزين | صور
تاريخ النشر: 26th, August 2025 GMT
في تحرك احتجاجي على مستوى البلاد، أُغلقت اليوم الثلاثاء - الذي دُعّي بـ"يوم التعطيل" - الطرق السريعة الرئيسية في الأراضي الإسرائيلية المحتلة، منها الطريقين 1 و6 القادمين إلى تل أبيب، اعتراضًا على استمرار الحرب في قطاع غزة وضاغطين من أجل التوصل إلى صفقة تبادل تُنهي الأزمة، وفقا لما ذكرته صحيفة تايمز اوف اسرائيل
وشهدت الطرق في المدن الاسرائيلية وتل ابيب إغلاقًا في كل الاتجاهات، حيث أضرم المتظاهرون النار في الإطارات ورفعوا لافتات تطالب بـ"صفقة فورية لإعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب" حسب وكالة اسوشيتدبرس الأمريكية.
ترامب يتحرك ليطرد رئيسة بنك فيدرالي من منصبها المحصن..شكوك حول دوافع سلطوية
ترامب يكشف موعد النهاية الحاسمة للعدوان على غزة
وأطلق المنتدى الوطني لأسرى وحالات المفقودين سلسلة من التحركات، حيث بدأ الاحتجاج في تمام الساعة 6:29 صباحًا - اللحظة التي بدأ فيها هجوم 7 أكتوبر 2023 - وتوسعت الإغلاق ليشمل عدة مداخل رئيسية
وفي تل أبيب، تجمع المحتجون حول ساحة الأسرى قرب مقر وزارة الدفاع، حاملين صور المحتجزين وشعارات مثل: "الصفقة الآن" و"إنقاذ الأسرى!" وفقا لتقارير الإعلام العبري
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية التي تواجه مطالب شعبية متزايدة لوقف الحرب والسعي نحو اتفاق تفاوضي. قادة الأسرى خاطبوا الحكومة مباشرة، معربين عن استيائهم من تأخير الصفقة ودعوا إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات.
وترتبط هذه التحركات بجهود دبلوماسية دولية جارية: فقد عرض الوسطاء - ومنهم قطر ومصر والولايات المتحدة - خطة تتضمن تهدئة مبدئية لمدة 60 يومًا، يتبعها تبادل تدريجي للأسرى مقابل الإفراج عن فلسطينيين معتقلين، لكن إسرائيل حتى الآن لم تقدم ردًا واضحًا، متمسكة بمبدأ الصفقة الشاملة التي تشمل الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة.
وفي خضم ذلك، صرّح وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، بأن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لبحث "صفقة كاملة" تشمل إعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب، وأنه يقود مفاوضات سياسية تشمل غزة ولبنان وسوريا بدعم أمريكي، وفقا لرويترز.
وتكشف هذه الاحتجاجات عن مدى انفجار الغضب الشعبي بسبب استمرار الحرب، وإحساس الأسرى وعائلاتهم بالتهميش السياسي. كما تطفو على السطح تساؤلات حادة حول مستقبل غزة بعد الحرب ومن سيحكمها، وكيف سيتم إعادة الإعمار، ومن سيضمن السلام.
وبناء على هذا الضغط الشعبي والدولي، يصعب تجاهل مسار التفاوض، خاصة إذا استمر النزيف السياسي والإنساني.
وفي حال تلقت إسرائيل عرضًا مقنعًا لتبادل شامل يضمن عودة الأسرى وإنهاء الحرب مع ضمانات أمنية، فقد يكون ذلك المنفذ الوحيد لتهدئة الداخل والانطلاق نحو مرحلة ما بعد الحرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأراضي الإسرائيلية تل أبيب قطاع غزة اسرائيل تل ابيب إنهاء الحرب
إقرأ أيضاً:
بدء المفاوضات في مصر .. هل تنهي حرب الإبادة؟ وكيف تمنع الضمانات نتنياهو من الخيانة مجدداً؟
#سواليف
عشية الذكرى الثانية لعملية “ #طوفان_الأقصى ” واندلاع #الحرب، وتزامنًا مع الذكرى الثانية والخمسين لحرب 1973، يصل إلى مصر وفدا إسرائيل و”حماس” للتداول في تفاصيل #الصفقة_الأمريكية المقترحة. وفي التزامن، يتوقف مراقبون إسرائيليون عند حقيقة حظوظها، وعند سؤال آخر: هل تنتهي الحرب أم يخون رئيس حكومتهم #نتنياهو وينتهك الاتفاق، كما فعل في الماضي، ليجدد #الحرب على #غزة؟
دروكر: يبني نتنياهو على أن #ترامب إما يفقد القدرة على الضغط على الأطراف، والأهم على أنه سيفقد الاهتمام بالقضية برمتها
وفيما زعم رئيس الولايات المتحدة ترامب أن #المفاوضات متسارعة وناجحة، وأنه قد قيل له إن المرحلة الأولى من الصفقة من شأنها أن تنتهي هذا الأسبوع، وقال وزير خارجيته روبيو إن 90% من التفاصيل تمّ التوافق عليها، يعود ترامب إلى التهديد والوعيد ويبدو- كعادته- نزقًا متقلبًا وعلى عجلة من أمره، فإن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، المشكوك في نواياه إسرائيليًا أيضًا، يرش ماءً باردًا على التفاؤل الذي شارك هو بنفسه في إشاعته في شريط الفيديو الأخير، ليلة السبت الماضي، بقوله: “لست واثقًا أنهم سيفرجون عن #المخطوفين”.
مقالات ذات صلة
صعوبات موضوعية ونوايا خبيثة
ورغم تصريحات روبيو، على الأرض تبدو المفاوضات صعبة حتى في مرحلتها الأولى، ولا تنحصر بالناحية التقنية بعكس ما يرد في مزاعم مختلفة، والمصاعب في الطريق كثيرة، وإن بدت المحاولة هذه المرة لوقف النزيف والمذبحة جدية وحقيقية أكثر من مساعٍ سابقة. وهناك تقديرات إسرائيلية أيضًا تنبّه إلى وجود تحديات وعقبات ومفاوضات صعبة، كما ينعكس في عنوان صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الإثنين: “العقبات كثيرة، لكن بعد زمن طويل، احتمال وقف الحرب يبدو هذه المرة حقيقيًا”.
يُشار إلى أن هناك بعض النقاط في المرحلة الأولى ما زالت خلافية، منها هوية الأسرى الفلسطينيين الذين من المفترض أن يُفرج عنهم مقابل الإفراج عن المحتجزين ووقف الحرب، فحكومة الاحتلال توافق على إطلاق سراح 250 من الأسرى المحكومين بالمؤبد، لكنها تتحفظ على رؤساء وقادة الفصائل، أمثال مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم، زاعمة- لغاية في نفس يعقوب- أن هؤلاء “خط أحمر”. في المقابل، تطالب “حماس” باعتماد مفتاح واضح للتبادلية يقوم على أقدمية كل أسير وعمره.
وهذا يضاف إلى نقطة الانسحاب الأول للاحتلال من القطاع. وعلاوة على هذه المصاعب، هناك عقبة أخرى تتعلق بحقيقة نوايا حكومة الاحتلال ورئيسها نتنياهو، الذي سبق أن عطّل المساعي أكثر من مرة في السابق. وحتى في إسرائيل هناك من يقول إن نواياها هنا خبيثة، كما يقول المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل. في مقاله اليوم، يضيف هارئيل: “للمرة الأولى يبدو أن ترامب يضع كل ثقل وزنه من أجل الاتفاق، ونتنياهو يستعد لانتخابات عامة وهو يخبئ الكثير، لكن من غير المستبعد أن ينجح في تعطيل الصفقة حتى وإن تقدّمت للوهلة الأولى”.
السؤال الثاني: هل تنتهي؟
وعشية الذكرى السنوية الثانية للحرب، وبعد أسبوع من الكشف عن #خطة_ترامب، وعلاوة على السؤال حول احتمالات المرحلة الأولى من الصفقة، فإن السؤال الثاني: هل تنتهي الحرب أم يستأنفها نتنياهو بعد انتزاع ورقة الضغط من يد “حماس”- المحتجزين- وهل هناك ضمانات حقيقية تحول دون ذلك؟ سؤال مهم، لا سيّما أن هناك تحديات وخلافات جوهرية، منها مستقبل غزة (“حماس” ترفض القوات الأجنبية) ومستقبل سلاح “حماس”، الذي تريد الخوض فيه تحت سقف فلسطيني، وهي ترفض التنازل- على الأقل- عن سلاحها الدفاعي.
ولا يقل أهمية أن #انتهاء_الحرب منوط بنتنياهو غير الراغب بانتهائها على هذه الصورة بعيدًا عن “النصر المطلق”، وأنه في طبعه يخون العهود ويعتمد الكذب والمناورة نهجًا سياسيًا، فقد سبق وتهرب من المرحلة الثانية من صفقة بايدن، في مايو/أيار 2024، (المرحلة السياسية)، رغم أنها في الأصل خطة إسرائيلية.
#ضمانات_أمريكية_وعربية؟
في إسرائيل أيضًا، هناك من لا يستبعد هذه الإمكانية، متقاطعًا بذلك مع مخاوف “حماس” من غدر نتنياهو، كما يتجلى في مقال المحلل السياسي البارز في القناة 13 العبرية رافيف دروكر، الذي يعتبر الاتفاق مكسبًا لنتنياهو ويتساءل: من سيوقف إسرائيل بحال وجد نتنياهو ذريعة لتجديد النار بعد استعادة المخطوفين؟ ترامب؟ قطر؟
دروكر، المثابر على القول إن خطة ترامب خطة إسرائيلية في جوهرها، يقول، في مقال تنشره “هآرتس” اليوم الإثنين، إنه على خلفية الخوف من فقدان ورقة “الجوكر” طالما رغبت “حماس” بتبادل أسرى على فترة طويلة لا دفعة واحدة، كي يعود الغزيون إلى بيوتهم وإدخال كمية كبيرة من الغذاء والدواء، ما يصعّب الأمر على الجيش الإسرائيلي خاصة بعد انسحاب شبه كامل.
هارئيل: للمرة الأولى يبدو أن ترامب يضع كل ثقله من أجل الاتفاق.. ونتنياهو يستعد لانتخابات عامة وهو يخبئ الكثير، لكن من غير المستبعد أن ينجح في تعطيل الصفقة
ويحذّر دروكر من النوايا الخبيثة لنتنياهو: “يبني نتنياهو على أن ترامب إما يفقد القدرة على الضغط على الأطراف، والأهم على أنه سيفقد الاهتمام بالقضية برمتها”.
ويتقاطع معه محلل الشؤون الأمريكية، المحامي والمعلق الإسرائيلي عيدو دمبين، بتساؤله، ضمن حديث لـ “راديو الناس” في الناصرة داخل أراضي 48: لماذا تقبل “حماس” التقدم في إنجاز الصفقة بدون كفالة أمريكية؟ ويقول إن ترامب لا يستطيع منح “حماس” ضمانة مباشرة لاعتباره إياها “تنظيمًا إرهابيًا”، ولكن ربما يكون ذلك خيارًا أقل سوءًا لـ”حماس”… التي ستطالب بضمانات من خلال دول عربية وإسلامية، وبدون هذه الضمانات ستصبح الصفقة عالقة.
بين مختلف الترجيحات والتقديرات في إسرائيل حيال هذين السؤالين- حول مستقبل الصفقة ومستقبل إنهائها للحرب فعلاً- هناك محاولات كثيرة من قبل مراقبين فيها لتلخيص الموجود والمفقود عشية الذكرى الثانية للحرب غدًا، ويجمع كثيرون منهم على أن “طوفان الأقصى” هو الإخفاق الأكبر في تاريخ إسرائيل، وأن حكومة نتنياهو هي الأسوأ في مسيرتها، وأنه رغم مرور عامين على الحرب الأطول والأكثر كلفة، ما زالت حكومة نتنياهو باقية، فيما بقي 48 محتجزًا في غزة.