خبيرة صحفية: هكذا يجرّد الإعلام الأميركي الضحايا الفلسطينيين من إنسانيتهم
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
وفي السياق أكدت أستاذة دراسات الاتصال في جامعة فوردهام، البروفيسورة روبين أندرسون، -والتي توصف بالصوت الرائد في أخلاقيات الإعلام- خلال مقابلة مع برنامج "المنطقة الرمادية" على موقع الجزيرة نت، أن هذا الانحياز يظهر بوضوح في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وكشفت تغطية الإبادة الجماعية في غزة مدى انحياز الإعلام الغربي وافتقاره للمعايير المهنية، إذ اعتمدت وسائل الإعلام الأميركية على تقديم النسخة الإسرائيلية مقابل نسخة وزارة الصحة الفلسطينية دون تقديم الحقائق أو الخلفيات التاريخية للصراع.
وتفاقم هذا الوضع بوصول الرقابة التحريرية إلى منع الصحفيين من استخدام مصطلحات دقيقة، حيث أصدرت صحيفة "نيويورك تايمز" ووكالة "سي إن إن" تعليمات صريحة بتجنب استخدام تعابير "التطهير العرقي" و"الاحتلال" و"مخيمات اللاجئين"، بحسب أندرسون.
وتحولت "اللغة المعقمة" إلى أداة رئيسية لتبرير الفظائع وإخفاء حقيقتها، فأصبحت مصطلحات "الأضرار الجانبية" و"الضربات الجراحية" تبرر قتل المدنيين، بينما قدم الإعلام الأميركي القنابل الإسرائيلية المدمرة كـ"ضرورة إستراتيجية".
وانعكس هذا التضليل في بناء السردية الإعلامية على أساس أن العنف الإسرائيلي انتقامي ومبرر، متجاهلا السياق التاريخي والقمع المستمر.
بينما كررت وسائل الإعلام الادعاءات الإسرائيلية دون تدقيق، فصورت الضحايا الفلسطينيين كأرقام مجردة دون أسماء أو حزن، بينما قدمت الإسرائيليين كأشخاص حقيقيين لهم مهن وعائلات.
أسباب عنصرية
وتوضح أندرسون أن العنصرية تقف وراء هذا التفاوت، معتبرة أن السبب البسيط في تجريد ضحايا الجنوب العالمي من إنسانيتهم -لأنهم ليسوا بيض البشرة- من الثقافة الغربية المألوفة.
وتشكل المصادر المجهولة من القطاعات العسكرية والاستخباراتية الأخبار وفقا لمصالحها، في ظل اقتراب الإعلام الأميركي من الدولة العسكرية واعتماده على منفذي العمليات العسكرية كمصادر أخبار.
إعلانكما كشفت التجربة الأفغانية خطورة هذا الاعتماد، حيث أكدت المصادر العسكرية لمدة 20 عاما السيطرة والانتصار القريب على طالبان، لكن النهاية أثبتت عكس ذلك تماما، كما تشير أندرسون.
ويمثل هوس وسائل الإعلام الغربية بالتضليل الخارجي تحويلا للانتباه عن قصورها الذاتي، إذ تتجاهل هذه الوسائل توظيف شركات التقنية الأميركية لعملاء استخباراتيين وعسكريين إسرائيليين لمراقبة المحتوى الفلسطيني وحذفه.
ووصلت الرقابة الرقمية مستويات غير مسبوقة، فأزالت منصات التواصل الاجتماعي عشرات المواقع والصفحات الفلسطينية والداعمة لها، بدءا من قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول واستمرارا بعده.
في المقابل، قدمت شبكة الجزيرة نموذجا مختلفا بالتزامها التحريري بالمنظور الإنساني، حيث خاطر صحفيوها بحياتهم للبقاء في الميدان، وفق أندرسون، التي أشارت لمقتل 223 صحفيا في غزة على يد قوات الاحتلال وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الصحافة.
وتكشف هذه المقارنة الصارخة بين الصحفيين الميدانيين الذين خاطروا بحياتهم وزملائهم الغربيين الذين اكتفوا بالجلوس في مكاتبهم والاستماع للمتحدثين الإسرائيليين، الفجوة العميقة بين الصحافة الملتزمة بالحقيقة والإعلام المنحاز للسلطة.
Published On 27/8/202527/8/2025|آخر تحديث: 21:42 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:42 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لترسيخ حب الوطن والانتماء.. خبيرة أسرية تنصح بإحياء ذكرى انتصارات أكتوبر في عقول الأبناء
وجهت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، التحية والتقدير لكل من شارك في صنع نصر أكتوبر العظيم، ولكل من عاش تلك اللحظات الصعبة حتى استردت الأرض وعادت الكرامة.
نصر أكتوبر سيظل رمزًا خالدًا للعزة والكرامةوتابعت داليا الحزاوي، أن نصر أكتوبر سيظل رمزًا خالدًا للعزة والكرامة، وعلينا في هذا اليوم أن نحيي الذاكرة الوطنية في عقول أبنائنا، ونروي لهم قصص البطولة والتلاحم الشعبي والعسكري، لترسيخ فيهم حب الوطن والانتماء والفخر، مؤكدة أننا لن ننسى الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ليظل الوطن مستقلا.
غرس القيم والأخلاق في نفوس الأبناءودعت الخبيرة الأسرية، أولياء الأمور إلى مواجهة التحديات الراهنة بكل عزم وإصرار، مع التمسك بالعمل الجاد وغرس القيم والأخلاق في نفوس الأبناء، فهم قادة المستقبل، فلا تُبنى الأوطان إلا بعقولهم وسلوكهم وأخلاقهم.
واختتمت الخبيرة الأسرية حديثها بالدعاء، قائلة: «حفظ الله مصر، وجيشها العظيم، وقيادتها الحكيمة، من كل سوء، وأدام علينا الأمن والأمان والاستقرار».ططط
ذكرى نصر أكتوبروتحل علينا اليوم الإثنين الموافق 6 من شهر أكتوبر لعام 2025 الميلادي، الذكرى الـ52 لنصر السادس من أكتوبر، الحدث الذي يُعد أحد أبرز المحطات في التاريخ المصري والعالمي، ففي مثل هذا اليوم من عام 1973، سطر الجيش المصري أروع ملحمة بطولية في التاريخ الحديث، من خلال عبور قناة السويس واقتحم خط بارليف الحصين، في واحدة من أعظم المعارك العسكرية التي فاجأت العدو وغيّرت موازين القوى في المنطقة.
اقرأ أيضاًتحت شعار «وفرحت مصر».. احتفالية فنية على مسرح 23 يوليو بالمحلة في ذكرى أكتوبر
«دور علماء الأزهر في نصر أكتوبر» في ندوة لأوقاف الفيوم
ترحيل إجازة 6 أكتوبر.. موعد عمل البنوك والشهر العقاري والمرور غدًا الاثنين