اتهمت مصر، الاثنين، الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسة "ممنهجة ومتعمدة" تقوم على استخدام التجويع كأداة للضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يجري يمثل "جريمة غير مسبوقة" في سياق العدوان المستمر منذ نحو عام.

جاء ذلك في كلمة ألقاها راجي الإتربي، نائب وزير الخارجية المصري وممثل مصر لدى مجموعة العشرين، خلال اجتماع رسمي لمجموعة العمل الخاصة بقضايا الأمن الغذائي المنعقد في القاهرة.





وقال الإتربي، في كلمة بثها التلفزيون المصري: "من المستحيل معالجة قضايا الأمن الغذائي دون التطرق إلى إشكالات النظام التجاري العالمي وما يحتاجه من إصلاحات، فضلاً عن تحديات التغير المناخي". وأضاف: "لكن لا يمكن الحديث عن الأمن الغذائي بمعزل عن ما يجري في غزة، حيث نشهد سياسة ممنهجة لاستخدام التجويع كسلاح لكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

وأوضح المسؤول المصري أن "المجاعة أُعلنت رسمياً في محافظة غزة نتيجة لاستخدام الجوع كوسيلة لفرض الاستسلام على الفلسطينيين في ظل عدوان غير مسبوق"، داعياً مجموعة العشرين إلى "تحركات عاجلة تضع حلولاً عادلة وشاملة لمشكلة الأمن الغذائي، تشمل كل بقاع العالم وليس فقط الدول الأعضاء في المجموعة".


مجاعة معلنة رغم تكدس المساعدات
منذ 2 آذار/مارس الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الغذائية رغم تكدس مئات الشاحنات المحملة بالإغاثة عند الحدود.

وفي 22 آب/أغسطس الماضي٬ أعلنت منظمة IPC (المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) التابعة للأمم المتحدة "حدوث المجاعة فعلياً في مدينة غزة"، وتوقعت أن تمتد إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول/سبتمبر المقبل.

وخلال الاجتماع الذي تستضيفه القاهرة على مدى ثلاثة أيام بالتنسيق مع رئاسة جنوب إفريقيا، بحث المشاركون قضايا الأمن الغذائي العالمي، تمهيداً للاجتماع الوزاري للمجموعة المقرر عقده في جنوب إفريقيا في 19 أيلول/سبتمبر الجاري.

وأفاد بيان للخارجية المصرية أن اللقاء يناقش "المخرجات الرئيسية لمجموعة العمل المعنية بأمن الغذاء التابعة لمجموعة العشرين"، إضافة إلى صياغة البيان الوزاري الذي سيُعتمد في الاجتماع المقبل، على أن يُطلق لاحقاً كإحدى الوثائق الرسمية لقمة المجموعة المقرر عقدها في جوهانسبرغ في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وأكد الإتربي أن لدى مجموعة العشرين القدرة على صياغة حلول ناجعة لأزمة الأمن الغذائي العالمي، محذراً من خطورة تجاهل ما يجري في غزة باعتباره "الاختبار الأبرز لإرادة المجتمع الدولي في مواجهة سياسات التجويع".

يذكر أن الاتحاد الإفريقي انضم رسمياً العام الماضي إلى مجموعة العشرين كعضو دائم، لتصبح الكتلة ممثلةً لنحو 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من 75 في المئة من التجارة العالمية.


وبحسب تقارير أممية وحقوقية، أسفرت سياسات الاحتلال الإسرائيلي، المدعومة أمريكياً، عن كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، حيث ارتكبت القوات الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ما وصف بـ"الإبادة الجماعية" التي شملت القتل المباشر والتجويع والتدمير والتهجير القسري.

ووفق آخر الإحصائيات، خلّف العدوان 63 ألف و459 شهيدا٬ و160 ألف و256 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، فضلاً عن وفاة 348 شخصاً بينهم 127 طفلاً نتيجة الجوع

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مصر التجويع غزة مجموعة العشرين مصر غزة تجويع مجموعة العشرين المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجموعة العشرین الأمن الغذائی

إقرأ أيضاً:

الكشف عن تورط مسؤولة أممية بالتواطؤ مع إسرائيل والتماهي مع سياسة التجويع

#سواليف

كشفت تحقيقات نشرها موقع “الإنسانية الجديد” أن سوزانا تكاليتش، عن فضيحة تورط #مسؤولين_أمميين في #التماهي مع سياسات #التجويع و #الإخضاع الإسرائيلية في #غزة.

وأكد الموقع أن نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تواجه #اتهامات #خطيرة من زملائها والعاملين في المجال الإنساني في #غزة، تتعلق بتمكين إسرائيل من #تسييس_المساعدات، وإضعاف التنسيق الإنساني، وإقصاء وكالة “ #الأونروا ” من دورها المركزي.

ووفق 11 من العاملين في المجال الإنساني تحدثوا للموقع، سمحت #تكاليتش لسلطات# الاحتلال الإسرائيلي بالتلاعب في آلية #توزيع_المساعدات، وترددت في مواجهة القيود المفروضة على دخول الإغاثة، وكررت روايات إسرائيلية دون تمحيص، بل ووجهت اللوم للفلسطينيين على النقص الحاد في المساعدات.

مقالات ذات صلة حماس تنفي الادعاءات المفبركة حول مسار المفاوضات وتسليم السلاح 2025/10/05

أبرز الانتقادات وُجهت لتفاوضها مع سلطات الاحتلال لإدخال طعام للكلاب الضالة قرب مقر إقامتها في وقت كان فيه الفلسطينيون يموتون جوعًا.

أحد موظفي الأمم المتحدة قال: “تهتم بالكلاب أكثر من البشر”، وعدّ آخر أن هذا التصرف يعكس “حساسية منعدمة تجاه زملائها الفلسطينيين”.

كما اتهمها العاملون بتكرار السفر خارج غزة على نحو غير مبرر، ما أضعف وجود القيادة الأممية في الميدان، وأرهق الموارد المحدودة المتاحة.

وأشار آخرون إلى أنها باتت تتصرف بما يخدم مصلحة إسرائيل، وتمنحها غطاء إنسانيًا دون مساءلة، مقابل تعاون شكلي في دخول كميات محدودة من المساعدات.

من بين الانتقادات الأخرى، توقيعها اتفاقًا مع السلطات الإسرائيلية في أغسطس سمح بتوزيع الخيام في جنوب غزة فقط، وهو ما عدّ ضمن الأوساط الإنسانية قبولًا ضمنيًا بعملية التهجير الجماعي من غزة المدينة، التي شهدت حينها هجومًا عسكريًا واسعًا أدى إلى نزوح نحو 780 ألف شخص.

العاملون الذين تحدثوا للموقع قالوا إن تكاليتش “خضعت تمامًا لتأثير وحدة التنسيق التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي (COGAT)”، مؤكدين أنها سمحت بتفكيك وحدة القرار الإنساني، وأضعفت دور مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ووكالة الأونروا التي حاولت إسرائيل طويلاً إقصاءها.

وأشار التحقيق إلى تورط تكاليتش أيضًا بإبرام اتفاق في مايو يقضي بتوزيع الدقيق فقط على المخابز وليس على الأسر مباشرة، دون التشاور مع المجتمع المحلي، ما أدى إلى فوضى ونهب بعد أن مُنع السكان من الحصول على حصصهم. وخلال أيام انهارت الخطة بعد إغلاق معظم المخابز، وسقط شهداء خلال محاولات الحصول على الخبز.

تكاليتش زعمت أن مواقفها “هي مواقف الأمم المتحدة”، وإن هدفها الوحيد هو إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين “بشكل فعّال وآمن”، مدعية أنها لم تتورط في أي استخدام شخصي لموارد الأمم المتحدة، وأنها ترفض “بشكل قاطع” الادعاءات بأنها حملت الفلسطينيين مسؤولية النهب أو الفوضى.

لكن العاملين الميدانيين يؤكدون أن خطابها العلني خالٍ من أي انتقاد لإسرائيل، وأنها تتحدث عن “تقدم في المفاوضات” رغم استمرار المجاعة شمال القطاع، وحرمان مئات الآلاف من الطعام والدواء والوقود.

كما اتهموها بمحاولة تهميش “الأونروا” وإسناد مهامها لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، رغم أن الأخير يفتقر إلى البنية التحتية والخبرة المحلية التي تملكها الوكالة الأممية في غزة.

وقال أحد العاملين: “كل المجتمع في غزة يثق بالأونروا، لكنها تتصرف وكأن الوكالة لم تعد موجودة”.

وأشار التقرير إلى أن هذا النهج يعكس سياسة إسرائيلية قديمة تهدف إلى إضعاف الأونروا، التي تُعتبر رمزًا للهوية والحقوق الفلسطينية.

وفي واقعة أثارت غضبًا واسعًا، عقدت تكاليتش لقاءً مع صحفيين فلسطينيين في يونيو طالبتهم خلاله “بتهدئة مجتمعاتهم ومنع النهب”، دون أن تذكر إسرائيل. الصحفيون ردوا ببيان وصفوا فيه حديثها بأنه “إهانة لا تُحتمل”، وقالوا: “لا يمكن مناقشة النهب دون التطرق إلى جرائم الاحتلال”.

العاملون الإنسانيون الذين تحدثوا للموقع قالوا إن القيادة الأممية في غزة باتت أكثر تشرذمًا، وإن ممارسات تكاليتش ساهمت في تقويض وحدة الموقف الإنساني في مواجهة سياسات إسرائيل، مؤكدين أن “السكوت والتطبيع مع الحصار يعني التواطؤ في معاناة المدنيين”.

ويختتم التحقيق بالإشارة إلى أن تكاليتش، التي سبق أن عملت في الكونغو واليمن وسوريا، تبدو “منفصلة عن واقع الاحتلال في فلسطين”، وأنها تتعامل مع الأزمة كما لو كانت “حالة طوارئ عادية”، بينما يصفها العاملون بأنها أزمة إبادة ممنهجة ضد شعب بأكمله.

مقالات مشابهة

  • "صحار الدولي" يشارك في "مختبر الأمن الغذائي"
  • إطلاق مشروع «التعداد الزراعي الشامل» لتعزيز الأمن الغذائي والمائي
  • مناقشات في "الشورى" حول مقترحات تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • بكمية تصل لـ455 ألف طن.. “الأمن الغذائي” ترسي الدفعة الرابعة من القمح المستورد لعام 2025
  • تيسير مطر: نصر أكتوبر سيظل رمزًا للعزة والكرامة ودليلًا على وحدة الشعب المصري خلف قيادته
  • أرقام تكشف آلية التجويع الممنهج لسكان غزة
  • الكشف عن تورط مسؤولة أممية بالتواطؤ مع إسرائيل والتماهي مع سياسة التجويع
  • وفاة نتيجة التجويع ما يرفع عدد الوفيات إلى 460 من بينهم 154 طفلا
  • وزير الزراعة والري يشهد فعاليات “منتدي الأمن الغذائي في السودان”
  • بن غفير يتباهى بتعذيب معتقلي أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة