حشود عسكرية في طرابلس تنذر بمواجهة بين الدبيبة وفصائل مسلحة
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
شهدت العاصمة الليبية طرابلس، خلال الساعات الأخيرة، تعاظمًا في التحركات العسكرية التي انطلقت من مدينة الزاوية باتجاه مناطق غرب العاصمة، في مشهد يعكس اشتعال التوتر العسكري والسياسي بين حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة وقوى أخرى منافسة.
أفادت مصادر عسكرية باشتراك مئات الآليات العسكرية في هذه التحركات، حيث انطلقت نحو 500 آلية من مدينة مصراتة باتجاه طرابلس، ضمن تحرك جماعي تنسيقي شاركت فيه تشكيلات مسلحة من مصراتة والزنتان وورشفانة، إلى جانب دعم من مجموعات من الزاوية، في إطار استعدادات يعتقد أنها تستهدف مواجهة محتملة لجهاز الردع الخاص التابع لحكومة الدبيبة في قاعدة معيتيقة الجوية.
ليبيا: ترحيل 274 مهاجرا مصريا عبر منفذ إمساعد البري
خارطة طريق أممية جديدة لكسر الجمود السياسي في ليبيا تمهيدًا لانتخابات شاملة
وفي سياق متحدٍ، ذكر محللون أن هذه التعبئة العسكرية تأتي عقب مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي (المعروف بـ"غنيوة")، حيث يسعى الدبيبة إلى تمرير خطوات لضبط المشهد الأمني بالعاصمة وتفكيك النفوذ العسكري لجهاز الردع الخاص، رغم أنه تابع رسميًا لوزارة الداخلية
يأتي هذا التصعيد في وقت وصلت فيه العاصمة إلى مفترق حاسم، بعد أن نجت طرابلس مؤخرًا من مواجهة عسكرية وشيكة بفضل اتفاق لاريب بين الدبيبة وقادة جهاز الردع، يضمن بعض التفاهمات حول المقار الأمنية والميدانية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن الاتفاق ما لبث أن تعرض لهزات بسبب التحركات العسكرية المخططة منذ نحو شهرين، مما يضع العاصمة على حافة مواجهة مفتوحة.
كما حذرت لجنة الأمن والتسوية العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي من خطورة مثل هذه التحركات، مؤكدة أن أي انتهاك للمجال العسكري خارج الإطار الرسمي يمثل خرقاً خطيراً لوقف إطلاق النار وللاتفاقات السابقة، ودعت جميع القوات إلى العودة إلى مواقعها، والحفاظ على الهدوء لتفادي الانزلاق نحو حرب شوارع داخل العاصمة.
يخبئ هذا التصعيد في طياته خطورة بالغة على الوضع الليبي، إذ أن أي صدام مسلح قد يفتح الباب أمام موجة عنف جديدة تؤثر على المدنيين بشكل مباشر، لا سيما وأن طرابلس لا تزال تعاني من هشاشة أمنية عبر سنوات من الانقسام والتدخلات العسكرية المتكررة.
وبينما يربط الدبيبة هذه التحركات بسعيه لفرض السطوة الأمنية، يرى المطلعون أن وراءها لعبة سياسية تستهدف إعادة تشكيل موازين القوى في الغرب الليبي، وتعطيل المسارات الأممية نحو الانتخابات وترسيخ نفوذ الحكومة من باب القوة
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طرابلس مدينة الزاوية عبد الحميد الدبيبة حكومة الوحدة الوطنية مصراتة حكومة الدبيبة التعبئة العسكرية
إقرأ أيضاً:
روسيا والهند تعززان علاقتهما بمواجهة الضغوط الأمريكية
نيودلهي "أ.ف.ب": أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم أنّ بلاده ستواصل تزويد الهند بالنفط، على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة على نيودلهي بحجة أن هذه الواردات تُموّل الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال بوتين لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنّ "روسيا مزوّد موثوق للنفط والغاز والفحم وكل ما يلزم لتطوير الطاقة في الهند".
وأضاف للصحفيين بعد اجتماعه مع مضيفه "نحن مستعدون لمواصلة توريد النفط بدون انقطاع لاقتصاد الهند سريع النمو".
ومن دون أن يذكر النفط الروسي صراحةً، شكر مودي ضيفه على "دعمه الراسخ للهند"، مضيفا أن "أمن الطاقة ركيزة أساسية وقوية" لشراكتهما.
وتتعرض الهند منذ أشهر عدة لضغوط من الولايات المتحدة التي تتهمها بالمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا عبر شراء النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر أغسطس رسوما جمركية إضافية بنسبة 50% على الصادرات الهندية، فيما كانت تجري محادثات ثنائية حول اتفاقية تبادل حر.
وأكد ترامب بعد ذلك أنه حصل على وعد من مودي بوقف واردات النفط الخام الروسي التي تمثل 36% من إجمالي النفط المكرر في الهند.
وتراجعت مشتريات الهند بحسب منصة "كبلر" Kpler للمعلومات التجارية، مع العلم أنّ نيودلهي لم تصدر أي تأكيد رسمي. وأعلنت مجموعات هندية عدة أنها ستمتنع عن الاعتماد على الاستيراد من موسكو.
استقبل مودي بوتين شخصيا مساء الخميس في مطار نيودلهي واستضافه على مأدبة عشاء خاصة.
ومنذ بداية هذه الزيارة، تبادل مودي وبوتين الإطراء والمديح، وأشادا بأهمية العلاقة التاريخية بين بلديهما.
علاقات "عميقة"
وحيا مودي أمام الصحفيين ضيفه باعتباره "صديقا حقيقيا" وأبدى تفاؤله بشأن إيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا مؤكدا "علينا جميعا العودة إلى طريق السلام".
ورد بوتين شاكرا لمودي الجهود "الرامية إلى إيجاد تسوية لهذا الوضع"، مشيدا بالعلاقات "العميقة تاريخيا" بين البلدين و"بالثقة الكبرى في التعاون العسكري والتقني" بينهما.
يسعى مودي وبوتين لإعادة التوازن إلى المبادلات التجارية الثنائية التي بلغت مستوى غير مسبوق محققة 68,7 مليار دولار خلال فترة 2024-2025، غير أنها تسجل في الوقت الحاضر اختلالا كبيرا لصالح روسيا.
وتفادت الهند إلى الآن التنديد صراحة بالحرب الروسية الأوكرانية، ونجحت في الوقت نفسه في الحفاظ على علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.
ولم يتخذ مودي موقفا بهذا لشأن إلا عام 2022 خلال لقاء مع بوتين في أوزبكستان، إذ طالب بوضع حد للحرب "في أسرع وقت ممكن".
وأكد مرارا منذ ذلك الحين تمسكه بنظام عالمي "متعدد الأقطاب"، وقاوم ضغوط الغرب لعدم التعامل مع روسيا.
ومن المتوقع الإعلان بعد المحادثات عن اتفاقات بين الهند وروسيا ولا سيما في مجال الأسلحة.
وإن كانت الهند اتجهت مؤخرا إلى موردين آخرين لشراء الأسلحة مثل فرنسا وتعطي الأفضلية للأسلحة التي تنتجها داخليا، إلا أن موسكو تبقى من أبرز مورديها.
بعد الاشتباكات التي جرت مع باكستان في مايو، أبدت الهند اهتمامها بشراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة جديدة من طراز إس-400. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قبل الزيارة "لا شك أنه سيتم بحث هذا الموضوع خلال الزيارة".
وأفادت الصحافة الهندية كذلك عن اهتمام الجيش الهندي بالطائرات المقاتلة الروسية من طراز سوخوي-57.