بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاع
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
تتعرض نيودلهي منذ أشهر لضغوط من الولايات المتحدة التي تتهمها بالمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي من خلال شراء النفط الخام بأسعار مخفضة.
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أنّ بلاده ستواصل تزويد الهند بالنفط رغم العقوبات الأميركية المفروضة على نيودلهي بذريعة أنّ واردات النفط الروسية تُسهم في تمويل الحرب في أوكرانيا.
وقال بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنّ "روسيا مزوّد موثوق للنفط والغاز والفحم وكل ما يلزم لتطوير الطاقة في الهند"، مضيفاً أمام الصحافيين عقب الاجتماع: "نحن مستعدون لمواصلة توريد النفط دون انقطاع لاقتصاد الهند سريع النمو".
ومن دون الإشارة مباشرة إلى النفط الروسي، شكر مودي ضيفه على ما وصفه بـ"الدعم الراسخ للهند"، مؤكداً أن "أمن الطاقة ركيزة أساسية وقوية" في الشراكة بين البلدين.
ضغوط أميركية وتصعيد تجاريوتتعرض نيودلهي منذ أشهر لضغوط من الولايات المتحدة التي تتهمها بالمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي من خلال شراء النفط الخام بأسعار مخفضة.
وفي نهاية أغسطس، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 50% على الصادرات الهندية بالتزامن مع مفاوضات تجري حول اتفاقية تبادل حر.
وأكد ترامب لاحقاً أنه حصل على تعهد من مودي بوقف واردات النفط الروسي، والتي تشكّل 36% من إجمالي النفط المكرر في الهند.
وأظهرت بيانات منصة "كبلر" Kpler تراجعاً في مشتريات الهند من النفط الروسي، رغم عدم صدور أي تأكيد رسمي من نيودلهي. كما أعلنت مجموعات هندية عدة تنويهاً بالتوقف عن الاعتماد على الواردات من موسكو.
Related "إس-400" في مقدّمة الملفات.. بوتين يزور نيودلهي لتعزيز الشراكة الروسية-الهندية وسط ضغوط أمريكيةبسجاد أحمر وعشاء خاصّ.. مودي يستقبل بوتين قبل انطلاق القمة الروسية - الهنديةواشنطن تمنح الهند ستة أشهر إضافية لتسوية استثماراتها في ميناء جابهار الإيراني قبل سريان العقوبات حفاوة استقبال ورسائل سياسيةواستقبل مودي الرئيس الروسي شخصياً مساء الخميس في مطار نيودلهي، قبل أن يستضيفه على مأدبة عشاء خاصة، ومنذ بداية الزيارة، تبادل الجانبان عبارات المديح، مؤكدين على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
ووصف مودي ضيفه بـ"الصديق الحقيقي"، معبّراً عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، قائلاً: "علينا جميعاً العودة إلى طريق السلام".
وكتب مودي في منشور على منصة X، باللغتين الإنجليزية والروسية: "سعيد بترحيب صديقي الرئيس بوتين في الهند. أتطلع إلى محادثاتنا هذا المساء وغدًا. صداقة الهند وروسيا صداقة راسخة عبر الزمن وقد أفادت شعبينا كثيرًا".
ورحب بوتين بـ"جهود الهند الرامية إلى إيجاد تسوية"، مشيداً بـ"العلاقات العميقة تاريخياً" و"الثقة الكبيرة في التعاون العسكري والتقني" بين البلدين.
ويعمل الجانبان على إعادة التوازن إلى المبادلات التجارية الروسية الهندية التي بلغت مستوى قياسياً وصل إلى حوالي 68.7 مليار دولار خلال 2024-2025.
وتجنّبت الهند حتى الآن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا صراحةً، مع حفاظها في الوقت نفسه على علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.
وكان مودي قد عبّر للمرة الأولى عن موقفه خلال لقاء مع بوتين عام 2022 في أوزبكستان عندما دعا إلى وقف الحرب "في أسرع وقت ممكن". كما أكد لاحقاً تمسكه بنظام عالمي "متعدد الأقطاب"، رغم ضغوط الغرب لعدم التعامل مع موسكو.
صفقات أسلحة مرتقبةومن المتوقع أن تُعلن، عقب المحادثات، اتفاقات جديدة بين الهند وروسيا خصوصاً في مجال التسليح.
ورغم توجه نيودلهي مؤخراً نحو موردين آخرين مثل فرنسا، وتفضيلها الأسلحة المصنعة محلياً، تبقى موسكو من أبرز مزوديها.
وأبدت الهند، بعد اشتباكات مايو مع باكستان، اهتماماً بشراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة من طراز إس-400. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذا الملف سيُبحث خلال الزيارة. كما كشفت الصحافة الهندية عن رغبة الجيش الهندي في الحصول على مقاتلات سوخوي-57.
ومن المقرر أن يعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى موسكو مساء الجمعة، مختتماً زيارة حملت رسائل سياسية واقتصادية واضحة حول متانة الشراكة الروسية – الهندية رغم التوترات الدولية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل تكنولوجيا دونالد ترامب دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل تكنولوجيا دونالد ترامب دراسة ناريندرا مودي فلاديمير بوتين النفط الرسوم الجمركية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل تكنولوجيا دونالد ترامب دراسة سوريا إسبانيا روسيا الهند حزب الله حركة حماس النفط الروسی
إقرأ أيضاً:
بوتين يصل نيودلهي.. مودي يستقبله بالعناق وعروض ثقافية في مستهل زيارته الرسمية للهند
بدأت اليوم زيارة رسمية فلاديمير بوتين إلى الهند تستمر يومي 4 و5 ديسمبر 2025، في أول زيارة له منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط أجواء دبلوماسية مشحونة.
عند وصول بوتين إلى نيودلهي، استقبله ناريندرا مودي — رئيس وزراء الهند — استقبالًا غير معتاد: تلقاه بمصافحة، وعناق، واستقلّا معًا السيارة من مطار “بالام”.
بعد هذا الاستقبال الرمزي، شهدت مراسم الترحيب تنظيم عروض ثقافية — من ضمنها عروض راقصة — بحضور القيادات الهندية والروسية، في إشارة إلى دفء العلاقة بين البلدين.
تأتي هذه الزيارة في وقت تتطلع فيه كل من روسيا والهند إلى إعادة تنشيط شراكتهما الاستراتيجية، خصوصًا في مجالات الطاقة والدفاع والتجارة.
من المقرر أن يتبع استقبال بوتين مأدبة عشاء رسمية بين بوتين ومودي، على أن تُعقَد غدًا محادثات رسمية تشمل اجتماعات ثنائية واتفاقات في مجالات متعددة، منها الطاقة، النقل، الصناعة والدفاع.
الزيارة تُظهر أن العلاقة بين روسيا والهند — رغم الضغوط الغربية على نيودلهي لوقف التعامل مع موسكو — تستند إلى حسابات استراتيجية واضحة، وتعكس رغبة مشتركة في الحفاظ على استقلال القرار، وتنويع العلاقات الاقتصادية والعسكرية.
في كلمته لدى الوصول، قال بوتين إن العلاقات بين البلدين “فريدة من نوعها”، مؤكّدًا أن تعاون موسكو ونيودلهي ليس “تقليديًا فقط” بل يمتد إلى “علاقة شخصية” تربطه بموّدي.
من جهة الهند، ترى نيودلهي في هذه الزيارة فرصة لإعادة ترسيخ التنوع في شركائها التجاريين والدفاعيين، بعيدًا عن الضغوط الغربية، وتأكيد قدرتها على اتخاذ قرارات ذاتية في سياساتها الخارجية.
ختامًا، بدء الزيارة بهذا الحفاوة غير المسبوقة — العناق، السيارة المشتركة، العروض الثقافية — يبدو أنه رسالة رمزية قوية تؤكد أن الشراكة بين روسيا والهند في “فصل جديد”. لكن النتائج ستكون مرتبطة بما سيُتفق عليه رسميًا في القمة خلال اليومين القادمين