شيخ الأزهر: الإسلام حرّم قتل أطفال العدو بينما يقتل الصهاينة أطفال غزة جوعًا
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
تقدم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر بأطيب الأماني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى شعب مصر، وإلى الأمتين: العربية والإسلامية، شعوبا وحكاما، وذلك بمناسبة حلول ذكرى مولد خير الناس وأكرمهم وأرحمهم وأعظمهم: سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين.
وأكد شيخ الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن ميلاده صلوات الله وسلامه عليه، ليس بميلاد زعيم من الزعماء أو عظيم من العظماء أو مصلح أو قائد أو فاتح مغوار، وإن كان كل ذلك، وأكثر منه، قد جمع له في إهابه النبوي الشريف، وله منه الحظ الأوفى والسهم الأوفر، وأن حقيقة الأمر في ميلاده-صلوات الله وسلامه عليه- أنه ميلاد «رسالة إلهية خاتمة» أرسل بها «نبي» خاتم، وكلف أن يدعو إليها كافة الناس في مشارق الأرض ومغاربها «بدعوة واحدة، وعلى سنة المساواة بين الشعوب والأجناس».
وأوضح فضيلته أن أول ما نستروحه من نسائم هذه الذكرى الكريمة ومن نفحاتها، هو أن الاحتفال بها هذا العام هو احتفال بذكرى ضاربة في جذور الأزمان والآباد أمدا طويلا، ذكرى مرور ألف وخمسمائة عام على مولده ـ صلى الله عليه وسلم-، لافتا إلى أن ذكرى المولد في عامنا هذا هي الذكرى المئوية التي تكتمل بها مرور ألف وخمسمائة عام على مولده، وأن هذه الذكرى لا تتكرر إلا على رأس مائة عام من عمر الزمان، قائلا: لعلها بشرى لنا معشر أبناء هذا الجيل - لتفريج الكرب عن المكروبين وإزاحة الهم والغم عن البؤساء والمستضعفين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وبالرحمة التي أرسلت بها رسولك إلى العالمين.
وبيّن شيخ الأزهر، أن صفة «الرحمة» كانت من أخص خصائص صفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، التي صدرت عنها كل أفعاله وأقواله وتصرفاته مع أهله وأصحابه وأصدقائه وأعدائه على امتداد عمره الشريف، موضحا أنها كانت الأنسب والأشبه بالدعوة العابرة لأقطار الدنيا، والمتعالية فوق حدود الزمان والمكان، كما كانت بمثابة التأهيل الذي يشاكل الرسالة في عمومها وعالميتها، لتسع الناس بكل ما انطوت عليه أخلاق بني آدم، وحظوظهم من الخير والشر، والبر والفجور والعدل والظلم والهدى والضلال والطاعة والمعصية.
وسلّط الإمام الأكبر الضوء على أحد أبرز تجليات الرحمة النبوية، وهو التشريع الإسلامي للحرب، مؤكدا أن الإسلام وضع قواعد أخلاقية صارمة للحرب لم تعرفها البشرية من قبل، حيث جعل القتال مقتصرا على دفع العدوان، وحرم الإسراف في القتل والتخريب، وشدد على حرمة قتل غير المقاتلين كالأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين، مشيرا إلى أن الفقهاء المسلمين أسسوا فقه السير في وقت مبكر من تاريخ الإسلام، وهو ما يمكن اعتباره نواة للقانون الدولي، وكان مما أجمع عليه فقهاء المسلمين -في الحروب- حرمة الإسراف في القتل أو التخريب والتدمير والإتلاف، وأن يكون القتال محصورا في دائرة رد: «الاعتداء» لا يتجاوزها إلى التشفي والإبادة والاستئساد الكاذب، مستدلا بمقولة أديب اللغة العربية: مصطفى صادق الرافعي «أن المسلمين في معاركهم يحملون السلاح ويحملون معه الأخلاق، فمن وراء أسلحتهم أخلاقهم، وبذلك تكون أسلحتهم نفسها ذات أخلاق».
وأوضح شيخ الأزهر أن حديثه عن «الحرب» في الإسلام، ليس المقصود منه المقارنة بين حروب المسلمين وحروب عصرنا الحاضر، ودواعيها وبواعثها، وما تبثه الفضائيات من مشاهدها الشديدة القسوة في غزة أو أوكرانيا أو السودان الشقيق أو أقطار أخرى تجر إلى حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، مبيننا أن المقارنة بين أمرين تقتضي اشتراكهما في وصف أولا، قبل أن يثبت رجحان أحدهما على الآخر في هذا الوصف، وهذا الاقتضاء مفقود فيما نحن بسبيله، لقد حرم الإسلام قتل أطفال عدوه، وحمل جنوده مسؤولية الحفاظ على حياتهم، بينما حرضت الأنظمة الأخرى على تجويع أطفال غزة حتى إذا ما التصقت جلودهم بعظامهم استدرجهم دعاة الديموقراطية وحقوق الإنسان إلى جحيم يصب على رؤوس هؤلاء الأطفال، ليحيل ما تبقى من أجسامهم النحيلة إلى تراب أو إلى ما يشبه التراب.
وتابع أنه قد آن الأوان لتذكر دروس الماضي والاتعاظ بأحداث التاريخ في هذهـ المنطقة، وعلى أرض فلسطين الأبية الحافلة بتاريخ من النضال والصمود، حين احتلها الصليبيون قرنا كاملا، وقتلوا الآلاف من المسلمين والمسيحيين واليهود، وأقاموا الولايات الصليبية، حتى إذا ما اتحد العرب والمسلمون واصطفوا خلف القائد البطل صلاح الدين عاد الصليبيون من حيث أتوا وعادت الأرض إلى أصحابها، مؤكدا أن الحل الذي لا حل سواه هو في تضامن عربي يدعمه تضامن إسلامي يقويه ويسند ظهره.
وأكد الإمام الأكبر أننا لسنا دعاة حروب أو صراعات، بل نحن دعاة عدالة وإنصاف واحترام متبادل، موضحا أن العدل والسلام اللذان ندعو إليهما هما: العدل والسلام المشروطان بالإنصاف والاحترام، وانتزاع الحقوق التي لا تقبل بيعا ولا شراء ولا مساومة، عدل وسلام لا يعرفان الذلة ولا الخنوع، ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات.. عدل وسلام تصنعهما قوة الإرادة والعلم والتعليم والتنمية الاقتصادية السليمة، والتحكم في الأسواق، والتسليح الذي يمكن أصحابه من رد الصاع صاعين، ومن دفع أية يد تحاول المساس بالأرض والشعب.
وفي ختام كلمته، توجه الإمام الأكبر بحديث خاص إلى سيادة الرئيس السيسي، قائلا: إننا في الأزهر الشريف نشد على يديكم وندعو الله أن يقوي ظهركم، وأن يوفقكم فيما أنتم ماضون فيه من الثبات على الموقف الرافض لذوبان القضية الفلسطينية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، والرفض القاطع لمؤامرات التهجير والتشبث بالموقف المصري التاريخي في حماية القضية الفلسطينية ومساندة الفلسطينيين.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يعزي السودان في ضحايا كارثة إقليم دارفور ويدعو لتقديم الدعم
شيخ الأزهر: تقديم الدعم العلمي والدعوي لأبناء اليمن من خلال زيادة المنح الدراسية للطلاب
الشيخ عبد اللطيف طلحه يتولى رئاسة منطقة كفر الشيخ الأزهرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر المولد النبوي الشريف رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ذكرى المولد النبوي الشريف احتفالية المولد النبوي الشريف احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف الإمام الأکبر شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
52 عامًا على المعجزة.. قصة عبور أكتوبر التي حطمت بارليف وأعادت الكرامة والكبرياء
في السادس من أكتوبر عام 1973، سطرت مصر واحدة من أعظم صفحات التاريخ العسكري الحديث، حين عبر جنودها قناة السويس واقتحموا خط بارليف الحصين في معركة أعادت لمصر وللأمة العربية كرامتها وأثبتت أن الإرادة قادرة على صنع المستحيل.
لم يكن هذا الانتصار وليد الصدفة، بل جاء ثمرة تخطيط استراتيجي محكم وإعداد طويل امتد لسنوات، اشترك فيه خيرة قادة الجيش المصري وعقولهم العسكرية الفذة، وجنود أبطال سيذكرهم التاريخ بأحرف من نور.
فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
واليوم، تمُر علينا الذكرى 52 على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.
خطة الخداع الإستراتيجى
سبق حرب أكتوبر خطة خداع استراتيجي للداخل والخارج أشرف عليها الرئيس الراحل أنور السادات بصورة شخصية وبالتنسيق مع أجهزة الدولة والقوات المسحلة، حيث تم اتخاذ مجموعة من الخطوات التى كانت تهدف إلى تضليل العدو الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر 1973، وكان أهمها؛ تمرير رسالة أن الرئيس السادات والجيش المصري، لا يفكرون في الحرب على الإطلاق، واستمرار الوضع على ما هو عليه، وهو "اللاحرب واللاسلم".
كما اعتمدت خطة الخداع تسريح 30 ألف مقاتل مصري ورفع درجة الاستعداد في القواعد الجوية، كذلك تكرار إجراء التعبئة العامة والاستدعاء ثم تسريح القوات، والتدرب على عبور قناة السويس تحت سمع وبصر قوات العدو، وإنشاء ساتر ترابي على الضفة الغربية لقناة السويس وتحريك القوات المصرية في اتجاهات مختلفة وثانوية وخداع الأقمار الصناعية.
كما أن اختيار ساعة الصفر نفسها كانت من أكبر عمليات التمويه التي قام بها الرئيس السادات، وهذا لعدة أسباب منها أن العدو لن يخطر بباله أن الجيش سيخوض الحرب فى شهر الصوم وفى أكتوبر تحديدا، كذلك انشغال إسرائيل بعيد الغفران اليهودي.
التوجيه الاستراتيجي
في الخامس من أكتوبر عام ١٩٧٣؛ أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات ؛ "التوجيه الإستراتيجي" للفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية قال فيه السادات: بناءً على التوجيه السياسي العسكري الصادر لكم منى فى أول اكتوبر 1973 وبناء على الظروف المحيطة بالموقف السياسي والاستراتيجى قررت تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهام الاستراتيجية الآتية: إزالة الجمود العسكري الحالى بكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 6 أكتوبر 1973 تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات، والعمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب نمو وتطور إمكانيات وقدرات القوات المسلحة، وأن تنفذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية.
200 طائرة يفقدون العدو توازنه
وجاءت حرب أكتوبر، حيث كانت أعمال قتال قواتنا الجوية فى طليعة معارك وبطولات الحرب المباركة، حإذ نفذت القوات الجوية ضربة رئيسية مكونة من أكثر من 200 طائرة عبرت كلها فى وقت واحد خط القناة، نجحت في ضرب مركز القيادة الرئيسى للعدو فى منطقة "أم مرجم"، كما تم ضرب 3 ممرات رئيسية فى 3 مطارات هي "المليز - بيرتمادا - رأس نصراني"، بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية فى ذات المطارات، كما نجحت القوات الجوية في تدمير 10 مواقع بطاريات للدفاع الجوي من طراز هوك ومواقع للمدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية، وقد تمت الضربة فى صمت لاسلكى تام لتجنب أى عمليات تصنت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصري.
وكان تألق قواتنا الجوية فى يوم 14 أكتوبر خلال "معركة المنصورة الجوية"، حيث دارت تلك المعركة فوق منطقة الدلتا بين نسور مصروالقوات الجوية العدو استمرت أكثر من 50 تم إسقاط 18 طائرة للعدو خلالها رغم التفوق النوعى والعددى لطائراته، ولم يكن أمام باقى الطائرات العدو إلا أن تلقى بحمولتها فى البحر وتلوذ بالفرار.
2000 مدفع يحولون جبهة العدو إلى جحيم
وبعد دقائق من الضربة الجوبية، نفذت المدفعية المصرية أكبر تمهيد نيرانى عرفه التاريخ العسكري الحديث بطول الجبهة المصرية، حيث قام ما يقرب من 2000 مدفع على طول خط القناة بإطلاق القذائف ضد تمركزات ومواقع العدو في الضفة الغربية من القناة، ونجحت المدفعية المصرية في استهداف مراكز القيادة والسيطرة ومحطات الرادار الخاصة بالعدو، وذلك بعد الضربة الجوية المركزة التي قامت بها القوات الجوية على طول خط بارليف.
عبور المشاة للضفة الشرقية لقناة السويس
وبالتظامن مع قصف المدفعية، عبرت القوارب المُحملة بعشرات الآلاف من الضباط والجنود إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، وسط صيحات الله أكبر التي زلزلت كل أرجاء المعركة، وقبل انتهاء اليوم الأول من القتال ، اتمت القوات المسلحة عملية نقل 5 فرق إلى سيناء عبر الكباري العائية التي تم نصبها على ضفتي القناة ، وذلك بعد ملحمة هدم الساتر الترابي من مضخات المياة.
تحطيم الذراع الطولى لإسرائيل
وكان لقوات الدفاع الجوي، دور كبير وفعال في معركة أكتوبر، حيث نجحت في إسقاط أكثر من 25 طائرة خلال يومي 6 و 7 أكتوبر، وعلى ضوء ذلك، أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم.
إغلاق مضيق باب المندب وقصف أهداف العدو
كما لعبت القوات البحرية المصرية أيضا دورا محوريا في تحقيق نصر أكتوبر، حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح، ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.
وقد انتشرت نحو خمسون قطعة بحرية مصرية في البحرين المتوسط والأحمر كذلك تنفيذ إبرار بحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، كما أفلقت البحرية المصرية مضيق باب المندب، والإغارة على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل.
قوات الصاعقة والمظلات
وخلال حرب أكتوبر، نجحت قوات المظلات في تدمير مواقع وأهداف تابعة لقوات العدو في مضيقي متلا والجدي ومنعت تقدمه من خلالهما، كما نجحت قوات في احتلال المصاطب الموجودة غرب القناة، ومعاونة وحدات وتشكيلات القوات المسلحة في الاستيلاء على النقط القوية وتأمين رؤوس الكباري ضد هجمات العدو المضادة، كما قامت بتنفيذ مهام قتالية لصالح تشكيلات ووحدات شرق القناة، لتأمين الموجات الأولى للعبور.
كما كانت هناك بطولات لقوات الصاعقة مثل البطولات الخاصة بالمجموعات ١٢٩ صاعقة حيث نجحت خلال الساعات الأولى من الحرب في تدمير ٢٨ دبابه و١٢ عربيه مجنزرة، كما استطاعت المجموعة 127 صاعقة أن تحاصر النقطه الحصينه فى لسان بورتوفيق حتى استسلم لهم الجنود وتم أسر٣٧ فرد من قوات العدو في يوم ١٣ أكتوبر كما تم الاستيلاء على ٣ دبابات سليمة وجميع الأسلحه التي كانت موجوده في هذه النقطة القوية.
أبزر معارك الحرب
ومن أبرز المعارك التي خاضتها القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر هي معركة تبة الشجرة ومعركة عيون موسى ومعركة القنطرة شرق ومعركة الفردان ومعركة المنصورة الجوية والمزرعة الصينية.