حكم توزيع حلوى المولد النبوي على الفقراء والمحتاجين وهل يمكن اعتبار قيمتها من الزكاة؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤال يستفسر فيه صاحبه عن حكم توزيع حلوى المولد النبوي الشريف على الفقراء والمحتاجين، وهل يمكن اعتبار قيمتها من أموال الزكاة.
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة ان توزيع حلوى المولد على الفقراء لا يجوز أن يكون من أموال الزكاة؛ لأن الفقير قد يحتاج إلى المال بشكل أساسي، بينما الحلوى لا تفي بذلك الحاجة.
ولفات الى أن تهادي حلوى المولد النبوي الشريف بين الناس يعد سنة حسنة، فالتهنئة والتهادي أمر مستحب في ذاته؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "تهادوا تحابوا" (موطأ مالك).
ونوهت أنه لا يوجد دليل يمنع من القيام بهذه العادة في أي وقت، بل إذا كانت تهدف إلى مقاصد صالحة كإدخال السرور على الأهل أو صلة الأرحام، فإنها تصبح مستحبة ومندوبة.
واوضحت أن تعبير الناس عن فرحتهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بشراء الحلوى والتهادي بها أمر جائز شرعًا، مشيرة إلى أنه ثبت في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلواء والعسل، كما رواه البخاري وأصحاب السنن.
لماذا نأكل الحلوى في المولد النبوي؟
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال من الطفل فارس، 8 سنوات، من محافظة أسوان، الذي تساءل: "هو احنا ليه علشان نحتفل بالمولد النبوي بناكل حاجة حلوة؟"، إن السؤال جميل ويُظهر وعيًا واهتمامًا طيبًا من الطفل في هذا التوقيت الذي يحتفل فيه الجميع بميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لماذا نأكل الحلوى في المولد النبوي؟
وأضاف الشيخ محمد كمال، خلال فتوى له، اليوم الخميس: "أنا بحيي الطفل فارس على سؤاله، وبقول له إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان بيحب الحاجة الحلوة، وإحنا بنحب اللي كان بيحبه سيدنا النبي، وبنقتدي به، علشان كده بناكل الحلوى في يوم مولده عليه الصلاة والسلام".
وأكد أن الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، والفرح به، وشراء الحلوى في هذه المناسبة، كلها أمور جائزة ولا حرج فيها، بل إن كثيرًا من العلماء ألفوا في ذلك مؤلفات، مثل الحافظ ابن الجزري، والحافظ العراقي، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والحافظ ابن حجر الهيتمي، والإمام ابن كثير، وكلهم ذكروا أدلة على جواز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
وقال: "افرحوا بميلاد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، لأن من فرح بالنبي، فرح به النبي صلى الله عليه وسلم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزكاة المولد النبوي حلوى المولد النبوي النبی صلى الله علیه وسلم حلوى المولد النبوی توزیع حلوى المولد على الفقراء الحلوى فی
إقرأ أيضاً:
حكم تقبيل يد العلماء والوالدين والصالحين
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يُسنُّ تقبيل يد العلماء والصالحين والوالدين وكبار السن والمشايخ والأجداد، جاءت بذلك السنة التقريرية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبفعل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع بعضهم البعض.
حكم توقير العلماء والصالحين وكبار السن:وجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الخصال، وقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، والبخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك"، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي رواية البَزَّار في "المسند": «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ».
وفي حديث آخر: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» أخرجه الطَّبَرَانِي في "الأوسط" و"مكارم الأخلاق"، والبَيْهَقِي في "شُعَب الإيمان" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعًا.
احترام العلماء والصالحين:
ومن جملة هذه المكارم أن يُوقر الإنسان مَن يَكْبُرُه سنًّا أو علمًا أو منزلةً توقيرًا يناسب قدره ومنزلته؛ فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ» أخرجه الشاشي في "المسند" والطَّبَرَانِي في "مكارم الأخلاق"، وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي، والبخاري في "الأدب المفرد" من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
قال العلامة زين الدين المَنَاوي في "فيض القدير" (5/ 388، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [الواو بمعنى أو؛ فالتحذير من كل منهما وحده؛ فيتعين أن يعامل كلًّا منهما بما يليق به؛ فيعطي الصغير حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه، ويعطي الكبير حقه من الشرف والتوقير] اهـ.
من مظاهر توقير العلماء والصالحين وكبار السن:
كان الصحابة يُقبِّلون يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورجله ولم ينهَ أحدًا منهم عن ذلك، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت وهي تتحدث عن السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها: «وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَتْ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَةً وَقَبَّلَتْ يَدَهُ» رواه الطَّبَرَانِي في "المعجم الأوسط"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
وعن زَارِعٍ العبدي رضي الله عنه وكان في وفد عبد القيس أنه قال: «لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا، فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَهُ» رواه أبو داود والبَيْهَقِي.
تقبيل يد العلماء
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «قَبَّلْنَا يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه ابن ماجه، وابن أبي شَيْبَة في "مصنفه".