تمثال الأسد المجنح في البندقية.. صُنع في الصين؟
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
شامخا على قمة عمود من الجرانيت، يطل تمثال أسد القديس ماركوس المجنح على بحيرة البندقية، حارسا برونزيا لأسرار المدينة العائمة ورمزا لقوتها البحرية والتجارية التي امتدت عبر العصور.
يستقطب هذا المعلم الأيقوني ملايين الزوار سنويا، الذين يتأملون في تفاصيله المهيبة دون أن يدركوا أن أصله يكتنفه لغز عميق. لكن دراسة حديثة نشرتها مجلة "أنتيكويتي" العريقة، أعدها فريق من الباحثين الإيطاليين، قدمت فرضية ثورية قد تعيد كتابة تاريخ هذا الرمز الإيطالي الأبرز: هل يمكن أن يكون أسد البندقية في حقيقته أثرا صينيا سافر عبر طريق الحرير؟
لغز محفور في البرونزلطالما حير أصل التمثال المؤرخين وخبراء الفن، فأسلوبه الفني لا يتوافق مع التقاليد المحلية التي كانت سائدة في فترة ظهوره.
يقول ماسيمو فيدال من جامعة بادوفا، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة: "لا نعرف متى وصل إلى البندقية، أو أين أعيد تشكيله، أو من صنعه، أو متى نصب على العمود حيث لا يزال مرئيا حتى اليوم". الغموض يمتد إلى السجلات التاريخية، فلم يذكر التمثال إلا في وثيقة واحدة مؤرخة في 14 مايو/أيار 1293، تشير إلى أنه كان قد تضرر ويحتاج إلى إصلاح، أما عمود الغرانيت الذي يقف عليه، فيقال إنه وصل إلى البندقية قبيل عام 1261.
تطرح هذه التحليلات الجديدة تساؤلا أعمق حول هوية الأسد المجنح، فما اعتاد البندقيون على رؤيته رمزا لحماية قديسهم وقوتهم السياسية، ربما كان في أصله تميمة حراسة صينية، أعيد تفسيرها وتوطينها لتصبح رمزا عابرا للثقافات.
لكشف هذا اللغز، لجأ العلماء إلى تقنية متطورة: تحليل نظائر الرصاص في سبيكة البرونز. تستخدم هذه النظائر في علم الآثار كـ"بصمة جيوكيميائية" أو متتبعات تسمح بربط المعادن برواسب خامها الأصلية، مهما كانت المسافة بعيدة. كانت الفرضيات السابقة تتأرجح بين أن يكون التمثال من صنع مسبك محلي في القرن الـ12، أو أن أصوله تعود إلى الأناضول أو شمال سوريا خلال العصر الهلنستي.
إعلانلكن النتيجة التي كشفها التحليل كانت مفاجئة وصادمة: لقد تبين أن خام النحاس المستخدم في صناعة التمثال استخرج من منطقة تقع على طول نهر اليانغتسي السفلي في الصين. هذه الحقيقة العلمية نقلت أصل التمثال آلاف الكيلومترات شرقا، وفتحت الباب أمام فرضية لم تكن تخطر على بال أحد.
من حارس قبر صيني إلى رمز بندقيبحسب معدي الدراسة، قد يكون التمثال في الواقع إعادة تجميع لمخلوق أسطوري صيني يعرف بـ "زنموشو" (zhenmushou) ، أي "حارس القبر"، يعود تاريخه إلى عهد سلالة تانغ (618-907 م). وتشرح الدراسة أن هذه المخلوقات تتميز بـ"خطم أسد" و"عرف ملتهب" و"قرون وأجنحة منتصبة متصلة بالكتفين"، و"آذان مدببة مرتفعة".
رغم أن معظم تماثيل "زنموشو" المحفوظة حتى اليوم مصنوعة من مواد أخرى، فإنها تتشابه بشكل مذهل في أسلوبها مع أسد البندقية، لا سيما في تفاصيل مثل الخطم المنتفخ، والوضع الجانبي للأذنين، والتجعد البارز في الجبهة.
ما نراه في الأسد اليوم هو على الأرجح نتاج عملية "ترجمة فنية" دقيقة، بدأت بتفكيك تمثال الحراسة الصيني، ثم إعادة تركيبه في البندقية بأجنحة جديدة، ومن دون قرون، وبأذنين أقصر، ليتحول من تميمة حراسة صينية إلى رمز للقديس ماركوس يتوافق مع الأيقونة المحلية.
لكن كيف وصل هذا المخلوق الأسطوري الصيني إلى قلب البندقية؟ تطرح الدراسة فرضية "جريئة" ومقنعة: ربما وصل في أمتعة نيكولو ومافيو بولو، والد وعم الرحالة الشهير ماركو بولو.
قرابة عام 1265، كان هذان التاجران المغامران يترددان على بلاط الإمبراطور المغولي قوبلاي خان في عاصمته خانباليك (بكين حاليا). من المحتمل أنهما عثرا هناك على منحوتة مفككة من عصر تانغ، وخطرت ببالهما فكرة إرسالها إلى البندقية لتحويلها إلى رمز يليق بجمهوريتهم الصاعدة.
وبهذا، لا يعود الأخوان بولو مجرد تاجرين عابرين، بل وسيطين فاعلين وحاملين للحضارة المادية، لعبا دورا محوريا في نقل قطعة فنية فريدة من أقصى الشرق إلى قلب أوروبا.
ويسلط هذا الاكتشاف الجديد الضوء على مكانة البندقية في العصور الوسطى كمركز عالمي لتلاقي الحضارات. فقد كانت المدينة متصلة بـ"طريق الحرير البحري"، وأساطير رحالتها مثل ماركو بولو تنير كيف أن كنوز الشرق -من الحرير إلى التحف البرونزية- لم تظل بعيدة عن أوروبا، مقدما نموذجا فريدا لكيفية سفر الرموز وتحولها عبر التاريخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
برج الأسد .. حظك اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025: تجنب إظهار الكبرياء
برج الأسد (23 يوليو - 23 أغسطس)، إنهم مغرمون جدًا بالاهتمام والعشق، من المعروف أن الأسد يميل نحو الأعمال الدرامية، خاصةً إذا شعروا أنهم لا يحظون بالاهتمام الكافي أو العاطفة التي يشعرون أنهم يستحقونها.
تعرف على توقعات برج الأسد وحظك اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر على المستوى العاطفي والصحي والمهني خلال التقرير التالي.
هدى سلطان وفريد شوقي وكارول سماحة وحسن شاكوش وشيماء سيف ومنة شلبي.
اجعل خططك بسيطة وعملية. سيلاحظ الآخرون لطفك الدائم وسيقدمون لك مساعدة بسيطة. استخدم أسلوبًا هادئًا لشرح أفكارك، ودوّن ملاحظات سريعة للالتزام بالمسار. خذ فترات راحة قصيرة لتجديد طاقتك. الخطوات الصغيرة والواضحة الآن تُمهد الطريق لخطط أكبر لاحقًا.
برج الأسد وحظك اليوم عاطفياإذا كنت في علاقة، فخطط لمحادثة هادئة حول الآمال المشتركة. يمكن للأسد العازب مقابلة أشخاص لطفاء في التجمعات الودية. تجنب إظهار الكبرياء كدرع؛ فالتواضع اللطيف يدعو إلى التقارب.
برج الأسد وحظك اليوم صحياقد يُصاب بعض الأشخاص بمضاعفات في الأذن أو العينين أو الأنف. قد يتغيب الأطفال عن المدرسة بسبب آلام في الجسم، كما ستشتكي الإناث من مشاكل في أمراض النساء..
برج الأسد مهنياالتوقيت مهم، لذا تحقق من التواريخ قبل تقديم الوعود. حافظ على نبرة هادئة في الاجتماعات، واحتفل بالإنجازات القصيرة. التخطيط الآن يُفيد لاحقًا. التركيز الهادئ يُحقق تقدمًا ثابتًا، والمرشدون يُلاحظون ذلك أيضًا.
برج الأسد وتوقعات الفترة المقبلةتجنب القروض إلا إذا كانت ضرورية. احتفظ بسجلات واضحة لنفقاتك، واحتفل بإنجازاتك الصغيرة في الميزانية. المدخرات الصغيرة التي تُدّخرها الآن تنمو مع الوقت تحلَّ بالصبر والتفكير. يبدأ السلام المالي بعادة راسخة، وليس خطة مفاجئة.