أكبر وفد أمريكي يزور دولة الاحتلال وسط تصاعد المقاطعة العالمية
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي لاستقبال وفد أمريكي كبير يضم 250 نائبا، بمعدل خمسة نواب من كل ولاية أمريكية، في زيارة تستمر أسبوعًا كاملًا، وهي أكبر مجموعة من المسؤولين المنتخبين تصل إلى الأراضي المحتلة دفعة واحدة.
وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن الوفد سيجري لقاءات رسمية مع الرئيس إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، إلى جانب جولات ميدانية للتعرف على الواقع الأمني والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وتعزيز العلاقات مع المجتمع الأمريكي.
وبحسب الصحيفة، يشمل برنامج الزيارة جولات في الكيبوتسات المحيطة بقطاع غزة المدمر، حيث سيلتقي النواب بالمستوطنين وجنود أمريكيين منفردين يخدمون في جيش الاحتلال، وفي ختام الزيارة، سيغرس المشاركون خمسين شجرة في غابة الصندوق القومي اليهودي بمدينة أوفاكيم، بمعدل شجرة لكل ولاية، تعبيرًا عن الشراكة بين الطرفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية تنظر إلى هذا الوفد باعتباره فرصة استراتيجية، لكون مشرّعي الولايات الأمريكية يشكلون ذراعًا تشريعية فاعلة في بلدانهم، وقادرين على الدفع بمبادرات تصب في صالح الاحتلال، من مواجهة حركة المقاطعة (BDS) وسحب الاستثمارات، وتشريعات مكافحة معاداة السامية، وصولًا إلى دعم التعاون الاقتصادي.
وتأمل حكومة نتنياهو أن تسهم الزيارة في كبح التشريعات المعادية وتعزيز الدعم لدولة الاحتلال في الساحة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة، أن الوفد، الذي يضم جمهوريين وديمقراطيين، يزور معظم أعضائه "إسرائيل" لأول مرة، وكثير منهم في بداية مسيرتهم السياسية، ومن المتوقع أن يتقدموا لمناصب قيادية على مستوى الولايات والفيدرالية مستقبلًا.
وتندرج هذه الزيارة ضمن حملة دبلوماسية واسعة لوزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية تهدف إلى استضافة نحو 400 وفد دولي بمشاركة أكثر من 5000 شخص قبل نهاية العام، في مسعى لتعزيز صورة الاحتلال عالميًا، وشرح مواقفها في وسائل الإعلام الدولية، وتوثيق الروابط مع صناع القرار الأجانب.
وفي الأثناء، تأجل نقاش حكومي كان مقررًا حول إنشاء منظومة دبلوماسية عامة بوزارة الخارجية للرد الاستباقي على الحملات المعادية لـ"إسرائيل" إلى الأسبوع المقبل.
وختمت الصحيفة تقريرها بأن وصول أكبر وفد أمريكي على الإطلاق لا يُعد مجرد رقم قياسي في عدد المشاركين، بل يعكس كذلك محاولة استراتيجية لتعميق التفاهم والعلاقات بين واشنطن وتل أبيب، في وقت بات فيه الدعم الدولي لـ"إسرائيل" أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وبالتزامن، قال السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال مايك هاكابي إن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو جزء من معركة الخير ضد الشر"، مضيفا خلال مقابلة تلفزيونية، "أنتم لا تقفون مع إسرائيل لأنكم توافقون على حكومتها... أنتم تقفون مع إسرائيل لأنها تدافع عن تقاليد إله إبراهيم".
وتأتي هذه الزيارة في وقت تواجه فيه دولة الاحتلال مقاطعة تجارية ودبلوماسية متنامية، تمثلت في اتساع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات، ووقف بعض الدول التعامل العسكري أو الاقتصادي معها، إلى جانب ضغوط متزايدة في المؤسسات الدولية للتحقيق في جرائمها في غزة، وهو ما يجعل تل أبيب تسعى لتعزيز علاقاتها مع المشرعين الأمريكيين كخط دفاع استراتيجي.
وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الجماعية 64 ألفا و455 شهيدا، و162 ألفا و776 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينيا، بينهم 138 طفلا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلي نتنياهو غزة إسرائيل امريكا غزة نتنياهو ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
“ضغوط دولية واستعجال أمريكي”.. أبو زيد يرجح إعلان وقف الحرب اليوم
#سواليف
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، #الدكتور_نضال_أبو_زيد، أن عملية “ #طوفان_الأقصى ” لم تكن عبثية، بل جاءت كرد فعل مدروس لكبح جماح #الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن حرب السابع من أكتوبر أوقفت مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو عبر وسائل الإعلام العبرية.
وقال أبو زيد، إن مبادرة #المقاومة أربكت مخططات الحكومة اليمينية المتطرفة تجاه غزة والعالم العربي، موضحًا أن الأدبيات الصهيونية تقوم على “عدو الضرورة”، أي خلق عدو وهمي لتبرير عمليات عسكرية، وضرب مثالًا بجنوب غرب سوريا والضفة الغربية، حيث لا توجد مقاومة فعلية، ورغم ذلك فتح الاحتلال جبهات تجاه هذه المناطق.
وأشار إلى أن مخططي “السابع من أكتوبر” كانوا على دراية استخبارية بأن الاحتلال يخطط لاجتياح غزة، فبادرت المقاومة بالفعل وأفشلت حسابات الاحتلال، مؤكدًا أن مشروع “إسرائيل الكبرى”، الذي تحدث عنه نتنياهو أكثر من مرة، يعكس ذهنية صهيونية تتعامل مع الواقع بأدوات عسكرية، تقوم على ثلاث ركائز: “الضرورة، لا سلام دائم، والحرب الدائمة”.
مقالات ذات صلة الكشف عن قضية فساد في العقبة / تفاصيل 2025/10/07وأوضح أن جلالة الملك عبدالله الثاني كان قد أشار إلى هذه الحالة الصهيونية في عام 2007، عندما وصف إسرائيل بأنها تفكر بعقلية “القلعة”، وهو المفهوم الذي أعاد جلالته تأكيده في مؤتمر الرياض عام 2023، حين وصف الاحتلال بأنه منغلق على نفسه، يرفض السلام والدبلوماسية، ويسعى لتكريس واقع عسكري أمني في المنطقة، يتوسع عبر مشروع “إسرائيل الكبرى” على حساب الدول العربية.
ووصف أبو زيد عملية “طوفان الأقصى” بأنها غيرت العديد من المفاهيم العسكرية، مشيرًا إلى أنها أوجدت عمقًا استراتيجيًا في غزة رغم ضيق مساحتها، من خلال العمل تحت الأرض، لافتًا إلى أن صمود المقاومة لعامين يعود لقدرتها على إعادة إنتاج نفسها بوتيرة أسرع من قدرة الاحتلال على تدميرها.
وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق “السيطرة الكاملة”، حيث لم يتمكن من تنفيذ ركني السيطرة العسكريين: “التثبت” و”التطهير”، موضحًا أن الاحتلال اعتمد على القصف فقط دون أن يفرض وجودًا فعليًا يلغي المقاومة.
وبشأن الجدل الدائر حول ما إذا كانت عملية “طوفان الأقصى” مغامرة غير مدروسة، أو ضرورة حتمية، قال أبو زيد إن الحروب غير التقليدية لا تُقاس بالنصر أو الهزيمة بالطريقة التقليدية، موضحًا أن الاحتلال، بجيشه النظامي، فشل في تحقيق أهدافه، فيما نجحت المقاومة، غير النظامية، في الصمود. وأضاف: “الاحتلال لم يحقق أهدافه المعلنة، حتى في ملف الرهائن، حيث لم يتمكن من تحريرهم بالقوة كما وعد، بل عاد للتفاوض”.
وتابع: “في المفاهيم العسكرية الحديثة، النصر لا يُقاس بالتدمير. تدمير غزة لا يُعد نصرًا، بل النصر الحقيقي هو كسر إرادة الخصم، وهو ما لم يتحقق لأي من الطرفين. لكن، عندما تعجز قوة كبرى مدعومة دوليًا عن كسر قوة صغيرة ومحاصرة منذ سنوات، فإن الأخيرة تكون قد نجحت”.
وأشار إلى أن استمرار المفاوضات بعد 732 يومًا من الحرب، يؤكد أن الاحتلال فشل في فرض إرادته بالقوة، وقال: “لو كان نتنياهو يعتقد بإمكانية الحسم العسكري، لما عاد لطاولة المفاوضات، خاصة مع تاكل قدرات جيشه من الداخل، مقابل تماسك المقاومة رغم فقدانها الصف الأول من قادتها”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية في شرم الشيخ وخطة ترامب لوقف الحرب، أوضح أبو زيد أن ترامب يسعى لحسم الملف قبل العاشر من أكتوبر، وهو الموعد الذي يصادف إعلان جائزة نوبل للسلام، ما يفسر استعجال الدبلوماسية الأمريكية لإتمام الصفقة. وأضاف: “هذا قد يدفع الاحتلال لتقديم تنازلات تحت الضغط الدولي المتزايد لوقف إطلاق النار”.
مشيرا أن المقاومة باتت تعي أن ملف الأسرى لم يعد ورقة رابحة، خاصة مع تطبيق الاحتلال لـ”قانون حنبعل” الذي يسمح بالتخلص من الأسرى، لافتًا إلى أن المقاومة قد تتخلى عن هذا الملف لصالح ورقة أقوى، وهي الضغط الدولي لفرض عزلة على إسرائيل.
وأضاف: “لو فكر نتنياهو في استعادة الأسرى ومن ثم العودة إلى الحرب، فسيواجه ضغطًا دوليًا هائلًا، قد يصل إلى عزل حقيقي لإسرائيل أكثر مما هي عليه الآن”.
وختم أبو زيد بتوقع إعلان وقف إطلاق النار اليوم، وبدء إطلاق سراح أسرى الاحتلال على دفعات، مرجّحًا أن لا توافق المقاومة على تسليم الأسرى دون الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا، وأكد أن حركة حماس لن تقبل بنزع السلاح، مشددًا على أن السلاح “من الثوابت غير القابلة للتفاوض”، وقد توافق المقاومة على “وضع السلاح” وليس “نزعه”، في مناورة لغوية للحفاظ على موقفها الاستراتيجي.