لبنان ٢٤:
2025-11-22@02:59:24 GMT

آخر تقرير أميركي عن سلاح حزب الله.. معطيات جديدة

تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT

نشرت مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية (FDD) تقريراً جديداً تحدثت فيه عن مسألة نزع سلاح "حزب الله" في لبنان.      
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن المبعوث الأميركي توماس براك ارتكب خطأ دبلوماسياً أدى إلى تعقيد جهود لبنان الرامية إلى نزع سلاح "الحزب"، وأضاف: "باستقلالية عن وزارة الخارجية ومن دون خبرة في شؤون لبنان أو إسرائيل، قام باراك في تموز بصياغة ورقة أميركية، وهي سلسلة من تدابير بناء الثقة التي تتطلب خطوات متبادلة من لبنان وإسرائيل".


 
وأضاف: "حليف حزب الله، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أكثر خبرة من براك بكثير، فانتهز الفرصة. لقد ألزمت المسودة الأميركية التي وافق عليها لبنان، إسرائيل بالتوقف عن مراقبة حزب الله مبكراً، فور تصويت مجلس الوزراء اللبناني على نزع السلاح. كذلك، حدد براك موعد نهاية شهر آب الماضي لتقديم الجيش اللبناني خططه، ونهاية العام لإتمام نزع السلاح".  

وأكمل: "لقد بلغت هواية براك ذروتها عندما ألزم إسرائيل بوقف عمليات إسرائيل ضد لبنان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية من دون أي تشاور، بينما أدلى أيضاً بتصريحات تحريضية، بما في ذلك اتهام إسرائيل بتقسيم الدول العربية للسيطرة عليها وزعم أن نتنياهو تعامل بوحشية مع غير الإسرائيليين".  

وتابع: "في المقابل، واصلت إسرائيل مراقبة حزب الله، وأعلن مجلس الوزراء اللبناني، مستشهدًا بالضربات الإسرائيلية على مستودعات أسلحة حزب الله وعملائه، أن هذه الأعمال تنتهك اتفاق وقف الأعمال العدائية".  
وذكر التقرير أنه "في غضون ذلك، يُعقّد شحّ موارد الدولة عملية نزع السلاح"، وأضاف: "لقد أبلغ الجيش اللبناني مجلس الوزراء بأنه يفتقر إلى القدرة على نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام. وبناءً عليه، قسّم الجيش لبنان إلى 5 قطاعات: جنوب الليطاني، وبين الليطاني والأولي، والضاحية الجنوبية، وسهل البقاع الشمالي، وبيروت، مُقدّرًا أن كل قطاع سيستغرق 3 أشهر، مع معالجة كل قطاع على حدة. هذا يعني أن نزع السلاح سيستغرق 15 شهراً من اليوم، أي في كانون الأول 2026".

وأكمل: "إن التأخير في نزع السلاح يعني أن لبنان سيجري انتخاباته البرلمانية المقرر إجراؤها في أيار 2026، مع احتفاظ حزب الله بأسلحته وبالتالي سيطرته القوية على الكتلة الشيعية، وبالتالي البرلمان وبقية الدولة. إن فترة 15 شهراً ستمنح حزب الله وقتاً كافياً لإعادة تنظيم صفوفه في حال تغيرت الديناميكيات الإقليمية. ولهذا السبب، يُشدد معظم دعاة تفكيك ترسانة حزب الله على ضرورة إكمال العملية بحلول آذار على أبعد تقدير، مما يسمح للدولة اللبنانية بإعادة بناء نفسها بعد حزب الله بدءاً من أيار المقبل".

بدوره، نشر موقع "politicstoday" تقريراً قال فيه إنه "على الرغم من أنَّ المناقشات المتعلقة بأسلحة حزب الله كانت جزءاً من السياسة اللبنانية منذ اتفاق الطائف في عام 1989؛ فإن أحداث السابع من تشرين الأول، التي شهدت خسارة حزب الله لقيادته العليا بالكامل، والهجمات الإسرائيلية على مستودعات أسلحته وتغير النظام في سوريا وسط تراجع النفوذ الإقليمي الإيراني، مهدت الطريق للتفاوض على حزب الله وأسلحته بهذه الطريقة الواضحة والقوية لأول مرة".

التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" ذكر أنه "مع مطلع العام 2025، حقق لبنان استقراراً نسبياً بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، وبدأ يرسم مساراً جديداً في السياسة الداخلية والخارجية لتحديد مكانته في المعادلة الإقليمية"، وأضاف: "إلا أن مسألة تفكيك الجناح العسكري لحزب الله، الذي لطالما كان القوة المسلحة الأهم في البلاد، ونزع سلاحه، أعادت إلى الواجهة الجمود السياسي في البلاد".

وتابع: "رغم أن حزب الله أضعف من أي وقت مضى، إلا أن عدم تحقيق نتائج ملموسة من المفاوضات، وعجز الحكومة عن إدارة العملية بشكل جيد، واستمرار الهجمات الإسرائيلية على لبنان، تشير إلى أن عملية تسليم الأسلحة المحتملة ستكون أكثر إيلاماً من المتوقع. وعليه، تتزايد التساؤلات حول قضية السلاح، التي تشمل مثلث الدولة اللبنانية وحزب الله والمجتمع".
 
وأكمل: "لقد دخلت مسألة نزع سلاح حزب الله، التي كانت أول بند على جدول أعمال نواف سلام، الذي تولى رئاسة الحكومة الجديدة في 8 شباط 2025، مرحلة جديدة عندما قبل سلام اقتراح الموفد الأميركي توم باراك في 5 آب، وقرر عدم وجود أي عناصر مسلحة في لبنان. لقد تأثر الانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة بشكل كبير بتوسيع نطاق قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بعد حرب 2006 في إطار مشروع براك لنزع سلاح حزب الله. في الواقع، وكما ذُكر سابقاً، بدأ نقاش مسألة سلاح حزب الله في التسعينيات، وحُلّت عام 2006. وتماشياً مع هذا القرار، كان من المتوقع ألا تكون هناك قوات مسلحة سوى الجيش اللبناني في جنوب لبنان. ومع ذلك، بعد حرب إسرائيل وحزب الله التي بدأت في 8 تشرين الأول 2023، أعاد عاموس هوكشتاين، مستشار إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، قرار الأمم المتحدة إلى جدول الأعمال في الشهر الأول من الحرب، وأدلى بتصريحاتٍ قال فيها إن قرار الأمم المتحدة 1701 غير كافٍ، وإن الولايات المتحدة تعمل على وضع صيغة لإنهاء الصراع نهائياً، مشيراً إلى أن الاستراتيجيات الأمنية ضد حزب الله قد حُدّدت قبل ذلك بكثير".  

وتابع: "في هذه المرحلة، من المفهوم أن البند الوارد في الاقتراح الذي قدمه توم براك، والذي يدعو إلى إزالة أسلحة حزب الله ليس فقط من جنوب لبنان، بل أيضاً من الضاحية والبقاع وبعلبك وكل المناطق التي تسيطر عليها المجموعة، كان مخططاً له من قبل واشنطن وتل أبيب منذ فترة طويلة. مع هذا، فإن حزب الله عارض بشدة ما يريده الأميركيون، إذ أكد أنه لن يمتثل إلى خطة إسرائيلية - أميركية".  
واستكمل: "يُشير استمرار حزب الله في رفع شعار المقاومة إلى أن عملية تسليم أسلحته ستتعثر لبعض الوقت، ولن يُحرز أي تقدم ملموس حتى كانون الأول 2025، وهو الموعد النهائي المُحدد للدولة للسيطرة على السلاح".  

واعتبر التقرير أنَّ "الجيش اللبناني لا يملك قوة ردع قادرة على مواجهة حزب الله، بالإضافة إلى عجز الحكومة اللبنانية عن رسم مسار لنزع سلاحه لا يؤدي إلى صراع داخلي"، وأضاف: "هذه كلها مؤشرات واضحة على أن الحزب لن يتراجع على المدى القريب".  

وأضاف: "نقطة أخرى جديرة بالملاحظة في هذه المرحلة هي أنه إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة في لبنان وتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، يبقى أن نرى في أي سياق سيطرح حزب الله مسألة سلاحه على طاولة المفاوضات. في الواقع، صرّح حزب الله منذ البداية بأنهم لن يسلم سلاحه بأي شكل من الأشكال. بعد وقف إطلاق النار الدائم المتوقع توقيعه بين إسرائيل ولبنان، تظهر سيناريوهات يتعاون فيها حزب الله مع الجيش اللبناني، وقد يتم دمج جنوده في الجيش اللبناني. يبدو أن هذه الخطة، التي رفضتها الحكومة اللبنانية، وبالطبع الولايات المتحدة، هي البديل الوحيد الذي طرحه حزب الله".

المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة ماذا يُقال في إيران عن "نزع سلاح حزب الله"؟ تقريرٌ يتحدث Lebanon 24 ماذا يُقال في إيران عن "نزع سلاح حزب الله"؟ تقريرٌ يتحدث 10/09/2025 21:32:40 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 عن لبنان و "حزب الله".. إقرأوا آخر تقرير أميركي جديد! Lebanon 24 عن لبنان و "حزب الله".. إقرأوا آخر تقرير أميركي جديد! 10/09/2025 21:32:40 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير لـ"Middle East Eye": ما الذي يتطلبه نزع سلاح حزب الله؟ Lebanon 24 تقرير لـ"Middle East Eye": ما الذي يتطلبه نزع سلاح حزب الله؟ 10/09/2025 21:32:40 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 هل من حرب جديدة على "حزب الله"؟ تقريرٌ يكشف Lebanon 24 هل من حرب جديدة على "حزب الله"؟ تقريرٌ يكشف 10/09/2025 21:32:40 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية قد يعجبك أيضاً لقاءات هيكل.. مشاريع لتحسين أوضاع اللاجئين Lebanon 24 لقاءات هيكل.. مشاريع لتحسين أوضاع اللاجئين 21:11 | 2025-09-10 10/09/2025 09:11:28 Lebanon 24 Lebanon 24 مدير عام جديد للجمارك.. إسمان مطروحان للتعيين! Lebanon 24 مدير عام جديد للجمارك.. إسمان مطروحان للتعيين! 20:40 | 2025-09-10 10/09/2025 08:40:05 Lebanon 24 Lebanon 24 خريش يبحث وEMBRACE آليات الاستجابة للطوارئ النفسية Lebanon 24 خريش يبحث وEMBRACE آليات الاستجابة للطوارئ النفسية 20:36 | 2025-09-10 10/09/2025 08:36:13 Lebanon 24 Lebanon 24 سفير قطر في ضيافة جنبلاط Lebanon 24 سفير قطر في ضيافة جنبلاط 20:33 | 2025-09-10 10/09/2025 08:33:30 Lebanon 24 Lebanon 24 عشاء مرتقب بين لودريان وسياسيين في قصر الصنوبر.. من هم؟ Lebanon 24 عشاء مرتقب بين لودريان وسياسيين في قصر الصنوبر.. من هم؟ 20:21 | 2025-09-10 10/09/2025 08:21:58 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد محاولة اغتياله… صورة لخليل الحيّة من داخل المستشفى شاهدوها Lebanon 24 بعد محاولة اغتياله… صورة لخليل الحيّة من داخل المستشفى شاهدوها 23:38 | 2025-09-09 09/09/2025 11:38:26 Lebanon 24 Lebanon 24 تقارير إسرائيليّة تُحذّر: الحرب "مسألة وقت" مع هذه الدولة العربيّة Lebanon 24 تقارير إسرائيليّة تُحذّر: الحرب "مسألة وقت" مع هذه الدولة العربيّة 15:00 | 2025-09-10 10/09/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 يُسجل أرقاما قياسية.. نصيحة للبنانيين عن الذهب Lebanon 24 يُسجل أرقاما قياسية.. نصيحة للبنانيين عن الذهب 09:16 | 2025-09-10 10/09/2025 09:16:16 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا هو المطلوب لكي يطمئن "حزب الله" Lebanon 24 هذا هو المطلوب لكي يطمئن "حزب الله" 16:01 | 2025-09-10 10/09/2025 04:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه طبيعة الصوت القويّ الذي سُمِعَ في الضاحية الجنوبيّة Lebanon 24 هذه طبيعة الصوت القويّ الذي سُمِعَ في الضاحية الجنوبيّة 13:09 | 2025-09-10 10/09/2025 01:09:36 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة "لبنان 24" أيضاً في لبنان 21:11 | 2025-09-10 لقاءات هيكل.. مشاريع لتحسين أوضاع اللاجئين 20:40 | 2025-09-10 مدير عام جديد للجمارك.. إسمان مطروحان للتعيين! 20:36 | 2025-09-10 خريش يبحث وEMBRACE آليات الاستجابة للطوارئ النفسية 20:33 | 2025-09-10 سفير قطر في ضيافة جنبلاط 20:21 | 2025-09-10 عشاء مرتقب بين لودريان وسياسيين في قصر الصنوبر.. من هم؟ 20:06 | 2025-09-10 تقرير فرنسي يرسم ملامح إصلاح وزارة البيئة فيديو بالفيديو: في لبنان.. قانون يمنع النساء من لبس "الشورت" Lebanon 24 بالفيديو: في لبنان.. قانون يمنع النساء من لبس "الشورت" 13:42 | 2025-09-09 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 غطت نفسها بمنديل.. شاهدوا ماذا فعلت إعلامية شهيرة بسبب قصة فستانها الجريئة (فيديو) Lebanon 24 غطت نفسها بمنديل.. شاهدوا ماذا فعلت إعلامية شهيرة بسبب قصة فستانها الجريئة (فيديو) 09:36 | 2025-09-08 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "زوجي خانني بإرادتي".. فنانة لبنانية أشهرت إسلامها تُفاجئ الجميع بتصريحاتها (فيديو) Lebanon 24 "زوجي خانني بإرادتي".. فنانة لبنانية أشهرت إسلامها تُفاجئ الجميع بتصريحاتها (فيديو) 07:04 | 2025-09-08 10/09/2025 21:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: نزع سلاح حزب الله الجیش اللبنانی نزع السلاح فی لبنان Lebanon 24 ت قال فی

إقرأ أيضاً:

الإصرار على نزع سلاح حزب الله يجرّ لبنان للخطر

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

يبدو أنّ نقاشًا داخليًا قد بدأ يتبلور داخل الدوائر السياسية الأميركية بشأن استراتيجية واشنطن تجاه لبنان. ففي مقابلة حديثة وجه المستشار الرئاسي الأمريكي السابق آموس هوكستين انتقادات غير مباشرة لما وصفه بالمبالغة التي تبديها إدارة ترامب في التركيز على نزع سلاح حزب الله.

وقال هوكستين: «علينا أن نكون واقعيين بشأن ما يمكن تحقيقه. أفضل وسيلة لمواجهة الحزب ليست التركيز حصريًا على نزع سلاحه، بل اتباع مسارين متوازيين: تنمية الاقتصاد لجذب الاستثمار، ودعم الجيش اللبناني». وحذّر الدبلوماسي السابق في إدارة بايدن من أنّ الضغط المفرط على الدولة اللبنانية لدفعها نحو نزع سلاح حزب الله قد يشعل حربًا أهلية. كما دعا المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة الإعمار في لبنان.

جاءت تصريحات هوكستين بعد أن وصف السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك لبنان بأنها «دولة فاشلة» لعدم نزع سلاح حزب الله واصفًا الطبقة السياسية اللبنانية بـ«الديناصورات».

وتتجاوز تصريحات هوكستين خلفيات الانقسام الحزبي؛ إذ تصدر عن شخصية مطّلعة على اللاعبين الأساسيين.

فالرجل هو عضو سابق في الجيش الإسرائيلي، وكان مسؤول إدارة بايدن الأول عن ملف لبنان، وصاحب الدور البارز في إنجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهو اتفاق حاز موافقة حزب الله.

وفي هذا السياق قد تُقرأ تصريحات هوكستين كتحذير من أن هوس إدارة ترامب بالتعجيل في نزع سلاح حزب الله هو التهديد الحقيقي الذي قد يدفع لبنان إلى التحوّل فعليًا إلى دولة فاشلة؛ فلبنان يصنَّف اليوم «دولة ضعيفة»، أمّا المنهج المعتمد حاليًا فقد يفتح الباب أمام فوضى شاملة.

في المقابل، أصدر حزب الله بيانًا أعلن فيه رفضه القاطع لأي مفاوضات لبنانية - إسرائيلية. لكن البيان -الذي أعقب تصريحًا للرئيس جوزيف عون يعتبر فيه أن المفاوضات مع إسرائيل هي الخيار الوحيد لإنهاء الأعمال العدائية- لا يُعدّ رفضًا مطلقًا للحوار.

فقد أوضح أحد مسؤولي الحزب خلال لقائه مجموعة من الباحثين والصحفيين أنّ المقصود هو رفض «المفاوضات السياسية» تحديدًا في حين أنّ «اللقاءات غير السياسية» قد تكون مقبولة. كما شدد المسؤول على ضرورة وضوح الهدف النهائي لأي حوار.

الأهم من ذلك أنّ بيان الحزب أشار إلى بند في اتفاق وقف إطلاق النار الصادر في نوفمبر 2024 يمنع الفصائل المسلحة في لبنان من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل في رد واضح على الاتهامات الإسرائيلية بأن الحزب قد يشن هجمات مستقبلية عبر الحدود.

وقد كرر الشيخ نعيم قاسم هذا الموقف في خطاب متلفز الأسبوع الجاري؛ فبينما حذر من أنّ الحزب سيضطر إلى التحرك إذا واصلت إسرائيل اعتداءاتها أكد في الوقت نفسه أن الحزب لا يسعى إلى بدء الهجوم.

ومع هذه المقاربة البراجماتية سيكون من الحكمة أن تأخذ إدارة ترامب بنصيحة هوكستين، وأن تُظهر مرونة أكبر في مسألة نزع السلاح إلى جانب الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها المتواصلة على لبنان والتي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة.

إن اعتماد هذه المقاربة سيزيد من فرص التوصل إلى نوع من «السلام البارد» الدائم عبر مفاوضات برعاية أمريكية، وهو إنجاز سيعزز مكانة إدارة ترامب في المنطقة، لا سيما بالنظر إلى حالة العداء التاريخي بين لبنان وإسرائيل. وقد يوازي هذا الإنجاز في أهميته أحد أهداف ترامب الأخرى، وهو التطبيع بين السعودية وإسرائيل رغم أن الطرفان لم يشهدا يومًا نزاعًا مباشرًا.

كما أن «السلام البارد» يخدم مصالح واشنطن الأوسع؛ فالولايات المتحدة تبني مجمعًا ضخمًا لسفارتها في بيروت سيكون ثاني أكبر سفارة لها في العالم بعد سفارة بغداد ما يعكس الأهمية المستقبلية للبنان في استراتيجيات واشنطن الإقليمية.

في المقابل، فإن تحوّل لبنان إلى دولة فاشلة غارقة في حرب أهلية، وهو سيناريو قد يدفع به الإصرار الأمريكي على نزع سلاح حزب الله بسرعة سيقوّض خطط واشنطن المستقبلية، ويضيف فصلًا آخر إلى سجلها السيئ في خلق الدول الفاشلة في العراق وأفغانستان وليبيا وغيرها، كما سيؤثر هذا السيناريو على إرث الرئيس ترامب، خصوصًا فيما يتعلق بملف «تنظيم الدولة» (داعش).

فالتنظيم الذي يعزز وجوده في الدول المنهارة يمنح أهمية خاصة لمنطقة الشام، وقد أثبت ذلك بمحاولاته المتكررة للعودة في العراق وسوريا. وفوضى لبنان ستكون فرصة ذهبية للتنظيم لإيجاد موطئ قدم قوي يخدم أهدافه الإقليمية.

على ضوء ذلك، من المنطقي تمامًا أن تنأى واشنطن بنفسها عن المقاربة الإسرائيلية التي تتمسك حصريًا بنزع سلاح حزب الله.

فبينما قد تجد إسرائيل مصلحة في دولة لبنانية منهارة غارقة في صراع داخلي بحجة التوسع الأمني أو الإقليمي فإن هذا السيناريو لا يخدم المصالح الأمريكية، ولا إرث ترامب الشخصي.

علي رزق محلّل سياسي وأمني مقيم في بيروت

الترجمة عن ميدل إيست آي

مقالات مشابهة

  • حديث عن استقالة قائد الجيش.. تصريحات خطيرة لمسؤول أميركيّ عن لبنان
  • بيروت بين مطرقتين.. ما الذي يجري خلف الكواليس في ملف سلاح حزب الله؟
  • من مجزرة عين الحلوة إلى إشعارات الإخلاء.. مرحلة جديدة أم جولة ضغط محسوبة؟
  • سلاح المخيمات الى الواجهة بعد استهداف حماس وتصعيد إسرائيلي لتهجير الجنوبيين
  • ماذا قال تقريرٌ إيراني عن القرض الحسن؟ كلامٌ جديد
  • مناطق عسكرية لـحزب الله.. ماذا أعلن تقريرٌ إسرائيلي جديد؟
  • الإصرار على نزع سلاح حزب الله يجرّ لبنان للخطر
  • تقرير إسرائيليّ عن حزب الله: هكذا ينقل المسيّرات من أوروبا إلى لبنان
  • تقرير أميركي: هل ستسمح الولايات المتّحدة بأنّ يكون مصير لبنان كما سوريا؟
  • عن هجوم عين الحلوة.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ