مندوبة بريطانيا: الهجوم على قطر لن يحقق السلام بالمنطقة ولن يحقق الأمن لإسرائيل
تاريخ النشر: 12th, September 2025 GMT
قالت باربرا وودورد، مندوبة بريطانيا لدى مجلس الامن، اننا نتضامن بشكل كامل مع قطر وندين الهجمات الإسرائيلية، لافتا الى ان الهجوم الإسرائيلي على الدوحة انتهاك لسيادة قطر وسلامة أراضيها، وقد يؤدي إلى انتكاسة في مفاوضات غزة، والهجوم على قطر لن يحقق السلام بالمنطقة ولن يحقق الأمن لإسرائيل، ونعمل مع شركائنا من أجل إطار سلام يتسق مع حل الدولتين، وعلى إسرائيل رفع القيود المفروضة على المساعدات بغزة، وفقا للقاهرة الإخبارية.
وبعد محاولة إسرائيل اغتيال قيادات بحركة حماس في الدوحة، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، الخميس، على أن "إسرائيل تسعى إلى تمرير سياساتها المشينة بلا كوابح أخلاقية وقانونية، ولا بد من موقف صارم تجاهها".
جاء ذلك في منشور على حسابه في منصة "إكس".
فيما قالت دولة قطر، الخميس، إنها ستعمل مع شركائها لـ"ضمان محاسبة" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "جريمة العدوان التي ارتكبها ضد دولة قطر".
جاء ذلك في بيان ألقاه جاسم يعقوب الحمادي، سفير دولة قطر ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينـا، أمام دورة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعقودة في فيينا، خلال مناقشة بند التسلح النووي الإسرائيلي وانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي.
واوضح البيان أنه "في الوقت الذي كانت فيه دولة قطر تواصل جهود الوساطة مع الشريكين، جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية، واضعة نصب عينها هدف وقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي واستخدام التجويع كسلاح ضد شعب فلسطين، والوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وتبادل المحتجزين والسجناء وتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات جدية نحو تحقيق هدف حل الدولتين، قامت إسرائيل وبدعاوى باطلة وزائفة، بهجوم عسكري غادر في الدوحة".
وأضاف البيان: "إن دولة قطر تدين وتشجب بأشد العبارات هذا العدوان، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها وأمنها، وخرقا فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وستتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، وستعمل مع شركائها لضمان محاسبة نتنياهو على جريمة العدوان التي ارتكبها ضد دولة قطر"
كما أعربت دولة قطر في البيان عن "امتنانها الشديد لمسارعة دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية في إدانة عدوان نتنياهو، وإعرابها عن التضامن الواسع مع دولة قطر، وبما يؤكد أن سياسات القوة وإرهاب الدولة وانتهاك سيادة الدول واحتقار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مرفوضة بشكل قاطع من قبل المجتمع الدولي".
وندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الخميس، بالهجوم الذي شُن على الدوحة.
وجاء في البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أن "أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد وعبروا عن تضامنهم مع قطر".
وأضاف أنهم "أكدوا على دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها".
وتابع المجلس: "أكد الأعضاء على ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن، بما في من قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة أولويتنا القصوى
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مندوبة بريطانيا بريطانيا الهجوم على قطر نتنياهو الدوحة حماس دولة قطر
إقرأ أيضاً:
قرار مجلس الأمن حول غزة.. هزيمة عسكرية لـإسرائيل ودبلوماسية للعرب
الأولى أن "إسرائيل" منيت بهزيمة سياسية كبرى بعد عامين من العدوان، فرغم الدمار الهائل الذي ألحقته بالقطاع، إلا أنها لم تتمكن من فرض أهدافها، فإعادة الأسرى تمت باتفاق، ومحاولة تدمير المقاومة ونزع سلاحها تحولت عبر قرار مجلس الأمن، عوضا عن الحرب الفاشلة والوحشية في نفس الوقت.
والحقيقة الثانية أن الدول العربية المتورطة مع واشنطن في مشاريع المنطقة قد منيت بهزيمة دبلوماسية واضحة، بعد فشلها في الحصول على اعتراف أمريكي صريح بالدولة الفلسطينية، أو حتى بإلزام دولي بقيامها. على الأقل ظاهريا تقول تلك العواصم العربية إن هذا أهم أهدافها.
فالقرار الذي بدا -في ظاهره- خطوة نحو السلام، كان في جوهره مشروعا أمريكيا كاملا لإدارة ما بعد الحرب، يمنح واشنطن -عبر دونالد ترامب تحديدا- سلطة مطلقة على مستقبل غزة، دون أن يمنح الفلسطينيين أي ضمانات حقيقية لحقوقهم الأساسية.
هزيمة "إسرائيل" عسكريا رغم الدماربعد عامين من القصف المستمر الذي خلف أكثر من 70 ألف شهيد، ودمر أكثر من 90% من مباني غزة، كان الكيان الإسرائيلي تأمَّل في حصد مكاسب سياسية واضحة، من بينها تصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفرض نظام حكم جديد يخضع للرقابة الإسرائيلية، وتأسيس بيئة أمنية تضمن سيطرة طويلة الأمد على القطاع، لكن القرار الأممي جاء ليضع مستقبل غزة في يد “مجلس السلام” بقيادة ترامب، ما يعني -فعليا حسب المراقبين- انتزاع ملف غزة من يد "إسرائيل" ووضعه تحت وصاية دولية-أمريكية.
وهذا، وإن كنا غير متفائلين به، إلا أنه يعد اعترافا غير مباشر بأن الكيان المجرم لم ينجح في تحقيق أهدافه الاستراتيجية، رغم الدمار واسع النطاق الذي خلفته آلته العسكرية في القطاع.
غموض ومخاطر.. إدارة أمريكية بصيغة دوليةينص القرار 2803 على تشكيل "مجلس سلام" يرأسه ترامب، يتولى الإشراف على قوة استقرار دولية لـ"نزع السلاح"، ولجنة تكنوقراط فلسطينية، وقوة شرطة محلية، لإدارة غزة لمدة عامين.
واللافت أن هذا الـ"مجلس" لا يتبع الأمم المتحدة، ولا يخضع لقراراتها السابقة، ويملك سلطة شبه مطلقة على الترتيبات السياسية والأمنية المقبلة. وفي ظل الغموض الذي يكتنف المجلس من حيث العضوية والصلاحيات، فإنه يعكس رغبة واضحة في تدويل غزة وفق الرؤية الأمريكية دون التزامات أو قيود.
هزيمة عربية في معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينيةرغم ما يبدو أنها ضغوط عربية وإسلامية مكثفة من أجل "حل الدولتين"، فشلت العواصم العربية في إدراج صياغة صريحة تتعلق بالحق الفلسطيني في تقرير المصير، أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والالتزام بـ"حل الدولتين"، فجاءت النتيجة بصياغة ضعيفة ومشروطة تقول إن “الظروف قد تتهيأ لمسار موثوق نحو تقرير المصير وإقامة الدولة”، وهي عبارة لا تلزم أحدا بشيء، وتربط الحق الوطني الفلسطيني بشروط إجرائية تتعلق بإصلاحات السلطة وإعادة الإعمار، لم تحددها أي معايير، ما يجعل هذه الشروط أداة بيد واشنطن و"تل أبيب" للتنصل والمماطلة وكسب الوقت للعمل على تصفية القضية الفلسطينية بأسوأ من "أوسلو" نفسه.
وبهذا تكون الدول العربية قد خسرت الجولة الدبلوماسية، واكتفت بقبول صيغة ناقصة لا ترتقي لمستوى اللحظة، ولا لحجم التضحيات الفلسطينية.
مخاوف دولية، وتوجس صهيونيالقرار أثار غضب "اليمين" الإسرائيلي، الذي ادعى أنه "تهديد مباشر" لأمن الكيان، ما دفع "بنيامين نتنياهو" لإعادة التأكيد على رفضه لأي حديث عن السيادة الفلسطينية. في المقابل ترى عواصم أوروبية وإسلامية أن القرار -رغم ما فيه من عيوب وغموض- يبقي ترامب منشغلا بالملف، وقد يفتح نافذة لتحسين دخول المساعدات إلى غزة، وربما استئناف الحديث عن التسوية السياسية. وبناء على ذلك، يرى البعض أن تدويل الملف قد يساهم في الحد من التفرد الإسرائيلي بغزة، وقد يمثل بعضا من الحماية للمدنيين فيها، ويفتح هامشا للمناورة مستقبلا داخل ما يسمى “مجلس السلام”.
وإن كان هذا صحيحا بعض الشيء، إلا أن التاريخ والتجارب مع الكيان المدعوم من واشنطن تقول إن هذه مجرد تسلية لا علاقة لها بالواقع، على الأقل لأن لا أحد من هؤلاء قادر على فرض أي شيء ميدانيا. لكن بالمقابل تعمل "إسرائيل" وأمريكا على فرض وقائع على الأرض، مستندة لإطلاق يدها دون رقيب، وهذا هو سبب الخشية الفلسطينية والدولية، وقد كانت الأكثر تعبيرا عن تلك الخشية مداولات مندوبي روسيا والصين في جلسة التصويت على القرار.
خلاصةجاء القرار 2803 ليعكس فشلا إسرائيليا في تحويل الحرب إلى مكسب سياسي، وفي الوقت نسه فشلا عربيا في انتزاع اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. وبين هذين الفشلين، تتقدم واشنطن خطوة جديدة نحو إعادة هندسة المشهد الفلسطيني، بينما يبقى مستقبل غزة رهين آليات التطبيق المفترض لهذا القرار، وطبيعة تشكيل القوات الدولية، لا سيما بعد سماع الأنباء عن رفض دول عربية وإسلامية المشاركة فيها، نأيا بنفسها عن أن تكون في مواجهة المقاومة ومحاولات نزع سلاحها.