بعد موافقة حماس على خطة ترامب، يراهن المتفائلون على نجاح الخطة بزعم أن الرئيس الأمريكي كان أكثر حدة في مواجهة إسرائيل هذه المرة، وعلى الرغم من عدم الثقة المطلق بدونالد ترامب، الشريك الأول فى عملية إبادة الفلسطينيين في غزة، إلا أن الإجراء الإسرائيلي وحده كفيل بإفشال الخطة بعد استلامهم الرهائن، ويمكن الإشارة هنا إلى الآتي:
1- بالنظر إلى تاريخ إسرائيل في تفسير الاتفاقيات مع العرب والفلسطينيين، فإننا نتوقع المماطلة، والتسويف في تنفيذ انسحابها من غزة خاصة أنها تعتمد استراتيجية الغموض وعدم تحديد بنود الاتفاق، حتى لا تكون ملزمة بتفسير صريح للاتفاقات، وهذا يرجعنا إلى عام 1967 عندما أصدر مجلس الأمن القرار 242 ونصَّ على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد عدوان 5 يونيو 1967، ولكن إسرائيل حذفت في النص الإنجليزي «ال» من كلمة الأراضي، زاعمة أن النص يلزمها بالانسحاب من بعض الأراضي، وليس كل الأراضي التي احتلتها.
واستخدمت إسرائيل تلك التفسيرات، والمزاعم في اتفاقاتها مع مصر والأردن واتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين، وهي استراتيجية جدل يبنى على الغموض تستخدمها إسرائيل منذ احتلالها للدولة الفلسطينية في عام 1948.
ويرى المراقبون، أن مطلب ترامب بوقف فوري للقصف الإسرائيلي تفسره إدارة نتنياهو الآن باعتباره وقفًا للعمليات الجوية فقط، وليس وقفًا للحرب وإطلاق النار، وهي على أرض الواقع تقوم بجميع العمليات القتالية، لتثبيت أمر واقع على الأرض.
2- كشفت تعليقات المسؤولين، وصناع القرار في الدولة الصهيونية عن ربط انسحاب الجيش الإسرائيلي بنزع أسلحة حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وهو ما يعني أن إسرائيل ستبقى في قطاع غزة ربما لسنوات بحجة ملاحقة الإرهابيين، وتدمير أسلحتهم، وهذا ما يحدث تمامًا على أرض الواقع، وبشكل يومي في لبنان رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان، وكيان العدو.
3- ابتعدت خطة ترامب تمامًا عن ذكر الدولة الفلسطينية، وهي فقط عادت لمصطلح تهيئة المناخ الذي استخدمته إسرائيل منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
4- جاءت موافقة حماس على إطلاق جميع الرهائن كما طلب ترامب، ولكن الواقع يقول باستحالة التنفيذ خلال الأيام الثلاثة التي حددها الرئيس الأمريكي، بسبب توزيع الرهائن في أماكن متباعدة من ناحية، وعدم قدرة المقاومة على إخراجهم في ظل استمرار الحرب، إضافة إلى سوابق قيام قوات الاحتلال بوضع أجهزة تجسس، ومتابعة في أماكن التسليم، والتي نجحت بها في قتل معظم قادة حماس، ويحاول نتنياهو استغلال هذه الإشكالية بالقول بأن حماس ترفض تنفيذ خطة ترامب، وتلتزم بالمدة المحددة خاصة أنه أعلن أن الجيش الإسرائيلي بدأ الاستعداد منذ مساء الجمعة في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي، وهي تسليم كافة الرهائن الأحياء والأموات، أي أن إسرائيل بدأت عداد مدة ترامب منذ مساء الجمعة دون وقف لإطلاق النار، أو الانسحاب، أو إخلاء المناطق التي يحتمل وجود الرهائن فيها.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
المفاوضات تدخل مرحلة الحسم.. ترامب: قريبون جداً من إنهاء حرب غزة
في خضمّ التطور الدبلوماسي الأبرز منذ اندلاع الحرب على غزة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم إنّ محادثات "جدية جداً" تجري حالياً حول غزة، مؤكداً أن واشنطن "قريبة جداً من التوصل إلى اتفاق يجلب السلام إلى الشرق الأوسط". اعلان
وأضاف في تصريحات له أنّ "فريقاً أمريكياً موجود حالياً للتفاوض، فيما غادر فريق آخر للتو للمشاركة في المحادثات".
ترامب شدد على أن الأولوية الآن هي "إطلاق سراح الرهائن فوراً"، مشيراً إلى وجود "فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز في محادثات غزة"، وأنّ "ما من دولة أبدت معارضتها لخطة إنهاء الحرب".
وقال: "الضمان الأساسي الذي نقدمه هو أننا سنبذل كل جهدنا لضمان التزام الجميع، حتى لا تُستأنف الحرب لاحقاً". وتابع: "بعد كل هذه السنوات التي شهدت مقتل الملايين، هناك فرصة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وسنقوم بكل ما يلزم لضمان التزام الطرفين بالاتفاق".
وفي رسالة وجّهها إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين في وقت سابق من اليوم، قال ترامب إنه "سيعمل بلا كلل على استعادة سياسة خارجية قائمة على السلام من خلال القوة"، مؤكداً عزمه "إنهاء الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم". وأضاف أنّ إدارته "لا تزال ملتزمة بإنهاء هذا الصراع وموجات معاداة السامية"، في إشارة إلى المناخ المتوتر الذي رافق الحرب الأخيرة.
Related إسرائيل تتذكر ٧ أكتوبر مع استمرار حرب غزة واستئناف محادثات السلامنتنياهو يخطئ في عدد الرهائن الإسرائيليين بغزة مرتين.. و"منتدى العائلات" يطالبه بالتوضيحالفلسطينيون في غزة يحيون ذكرى مرور سنتين على الصراع والخسائر تحركات دبلوماسية مكثفة في شرم الشيخبالتزامن مع تصريحات ترامب، أفادت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول إسرائيلي بأنّ وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سينضم إلى المفاوضات فور وصول المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى شرم الشيخ. وذكرت "أكسيوس" أنّ ويتكوف وكوشنر غادرا واشنطن بالفعل باتجاه مصر، بعد لقاء جمع ترامب بفريقه للأمن القومي لبحث "تقدم مفاوضات غزة".
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن ويتكوف وكوشنر "لن يغادرا مصر دون اتفاق على إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب"، مشيرين إلى أنّ الإدارة الأمريكية "متفائلة بوجود فرص حقيقية للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع".
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية سيتوجه غداً إلى شرم الشيخ "للانضمام إلى المفاوضات بشأن غزة"، مؤكدة أن مشاركته "تعبّر عن عزم الوسطاء على إنجاز اتفاق ينهي الحرب".
تفاصيل الخطة الأمريكيةانطلقت المباحثات حول خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، أمس الاثنين، بين وفدين من إسرائيل وحركة حماس برئاسة خليل الحية، بوساطة قطرية ومصرية، لبحث تفاصيل المرحلة الأولى من الخطة.
تشمل المرحلة الأولى وقف إطلاق نار فوري يتيح الإفراج عن جميع الأسرى المتبقين لدى حماس مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل. وبموجب الاتفاق، ستُفرج حماس عن جميع الرهائن، أحياءً كانوا أم أمواتاً، خلال 72 ساعة، فيما تعتقد إسرائيل أن نحو 20 من أصل 48 رهينة لا يزالون على قيد الحياة.
في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 250 فلسطينياً محكومين بالمؤبد و1700 معتقل من غزة منذ بدء الحرب، بمن فيهم النساء والأطفال، كما ستسلم جثث 15 فلسطينياً مقابل كل جثة رهينة. وستنسحب القوات الإسرائيلية من القطاع بعد نزع سلاح حماس، لتُنشر قوة أمنية دولية وتُدار المنطقة تحت إشراف ترامب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
Related توني بلير يعود من بوابة غزة: "خطة انتقالية" بمباركة أميركيةعرّاب غزو العراق ومستشار الزعماء العرب.. من هو توني بلير الذي سيحكم غزة؟الغزيون يتطلعون إلى "دبي فلسطين".. هذا ما قاله بلير لترامب خلال لقائهما في البيت الأبيضوستُشكل إدارة مؤقتة من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة الشؤون اليومية، فيما يُستبعد أي دور لحماس. وستُفكك البنية التحتية العسكرية للحركة، بما في ذلك الأنفاق، ويُمنح العفو لمن يتعهد بالعيش بسلام. كما سيُسمح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية تُدار من قبل "هيئات دولية محايدة"، منها الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وقد اختُتمت الجولة الأولى من المحادثات، بحسب تقارير، في "أجواء إيجابية"، على أن تُستأنف بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين، وسط ضغوط أمريكية مكثفة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت عامها الثاني.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة