ما أبرز إنجازات وإخفاقات إسرائيل بعد عامين من حربها على غزة؟
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية الرئيسية بعد عامين من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، حيث لم تتمكن من تدمير القوى العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل كامل، ولا من تفكيك البنى التحتية للمقاومة، ولا من تحرير الأسرى المحتجزين، في مؤشر واضح على انهيار إستراتيجيتها القائمة على الحسم السريع.
وفي هذا السياق، كشف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم الفلاحي أن التداعيات على المنظومة العسكرية والأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية كبيرة جدا على جميع المستويات، مشيرا إلى أن استمرار القتال حتى اليوم والذهاب إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين يمثل دليلا قاطعا على هذا الفشل.
وفي مقدمة هذه التحديات، يمثل الانهيار الاستخباراتي أبرز الإخفاقات التي واجهها الجيش الإسرائيلي، بحسب الفلاحي، الذي أكد أن هذا الانهيار بدأ منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تجلى طوال فترة الحرب في عدم القدرة على الوصول إلى الأسرى المحتجزين داخل القطاع.
وإلى جانب ذلك، شكلت الأنفاق الموجودة في غزة إشكالية كبيرة للجيش الإسرائيلي في عمليات التوغل طوال الفترة الماضية، حيث ظلت وسيلة رئيسية لعمليات المباغتة ضد قوات الاحتلال.
وتؤيد تقارير دولية متخصصة هذا التقييم، إذ نشر مركز للجيش الأميركي تقريرا الشهر الماضي، أشار فيه إلى أن الحجم الهائل والتعقيد الكبير لشبكة الأنفاق في غزة أثبتا أنهما عنصر محوري في الحرب، حيث شكلا تحديا حقيقيا للتفوق التقليدي للجيش الإسرائيلي وفرضا تطورا سريعا في إستراتيجية القتال تحت الأرض.
ولا يقتصر الأمر على الجانب الاستخباراتي فحسب، بل أضاف العقيد الفلاحي أن النقص الحاد في القوى البشرية القتالية مثل إشكالية حقيقية للجيش الإسرائيلي، لافتا إلى أن هذه المنازلة الطويلة تناقضت كليا مع الإستراتيجية التقليدية لإسرائيل القائمة على الحرب الخاطفة في جميع حروبها السابقة.
إعلانوفي السياق ذاته، كشف عن نقص كبير في الخبرة لدى الجيش الإسرائيلي في القتال بالمناطق المبنية، مما انعكس على عدم استطاعة تحقيق الأهداف وأدى إلى إطالة أمد المعركة.
إخفاقات متوالية
ونتيجة لهذه الإخفاقات، اضطرت إسرائيل إلى استخدام أسلوب الأرض المحروقة في عمليات التوغل إلى جميع المناطق، مستخدمة أقصى ما يمكن من طاقة تدميرية سواء للقوات الجوية أو المدفعية بالإضافة إلى الدبابات، في إشارة واضحة إلى عجزها عن التقدم دون هذا الكم الهائل من الإسناد النيراني.
وعلى صعيد التقديرات الإستراتيجية، أكد الفلاحي أن الجيش الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في تقدير موقف الاستخبارات، بدءا من عدم تقدير قوة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عندما شنت هجوم الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الذي انهارت فيه منظومة الردع الإسرائيلية على جميع المستويات.
وتفاقم هذا الإخفاق عندما فشلت الاستخبارات في اكتشاف الأنفاق التي تواصل استخدامها حتى اليوم، وفي الوصول إلى الأسرى المحتجزين.
وفي قراءة للعوامل الخارجية المؤثرة، أشار الخبير العسكري إلى أن الدعم الأميركي الكبير كان عاملا حاسما في قدرة إسرائيل على الاستمرار، مؤكدا أن مقومات الصمود للجيش الإسرائيلي استندت بشكل أساسي على الدعم الأميركي والاستخباراتي الذي قُدم من العديد من الدول، مشددا على أنه لولا هذا الدعم لما استطاعت إسرائيل الاستمرار طوال هذه الفترة في المعركة.
وعلى الجانب المقابل، أظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية قدرة استثنائية على التكيف والبقاء رغم الخسائر الكبيرة، حيث تحول نمط قتالها من مواجهات شبه تقليدية إلى مزيج من حرب عصابات لا مركزية تعتمد على عمليات نوعية وهجمات كر وفر داخل أحياء مدمرة وأنفاق معقدة.
ويدعم هذا التقييم تقريرا حديث لمشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة المعروف بـ"أكليد"، الذي أوضح أن المقاومة مزجت بين هجمات مفاجئة ومنظمة جزئيا واستنزاف لوجستي ونفسي، مستخدمة نيران القنص والعبوات الناسفة والمفخخات والطائرات المسيّرة الصغيرة.
وفي تفصيل لهذه التكتيكات، أوضح الفلاحي أن فصائل المقاومة اعتمدت منذ البداية على عدم الدخول مع الجيش الإسرائيلي في معركة حاسمة، ولجأت إلى حرب العصابات والقتال الخاص، حيث نُفذت أغلب العمليات من قبل مقاتلين على شكل مجموعات صغيرة أو حتى شخص أو شخصين فقط، وفي الوقت نفسه، حافظت على بنيتها التحتية بشكل مكّنها من القدرة على المطاولة والاستمرار في المعركة.
حرب العصابات
وفي رؤية متوافقة مع هذا التحليل، يتفق تحليل لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي مع هذا التوصيف، حيث أكد أن الأمر تحول بعد عامين إلى حرب عصابات الأفضلية فيها لصاحب الأرض، مشيرا إلى أن القتال الحضري المعقد أجبر الطرفين على تفكيك الوحدات الكبيرة إلى فرق صغيرة تعمل ببطء وبحذر، وهو ما يفضله بنيويا لاعب حرب العصابات الذي يعرف مسرح المعركة أكثر من الطرف المهاجم.
وفي قراءة تكتيكية لإستراتيجية المقاومة، التي وظفت الأرض بشكل إستراتيجي، بحسب العقيد الفلاحي، الذي لفت إلى أن المناطق المبنية توفر مراقبة وإمكانية إخفاء وتنقل من منطقة إلى أخرى.
إعلانوإضافة إلى ذلك، استخدمت الهاونات والصواريخ كإستراتيجية قتال غير مباشر عندما لا تستطيع المواجهة المباشرة، سواء في داخل القطاع أو في المناطق المحيطة أو حتى باتجاه تل أبيب.
ورغم ذلك، رجح معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن تكون الكتائب الـ24 التي تمتلكها القسام قد دُمرت أو أُنهكت بشدة، لكنه اعترف بأنها احتفظت بقدرة على إعادة التجميع على مستوى الخلية.
وفي تقدير مختلف، أشارت مصادر أخرى إلى أن القسام وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تمكنتا من إعادة تعبئة آلاف العناصر، مما أعاد إليهما جزءا من قدراتهما.
وفي تحليل لنمط القتال المعتمد، تحول إلى دفاع معمق، وفق تحليل المعهد الملكي للخدمات المتحدة المعروف بـ"روسي"، الذي اعتبر ذلك من الدروس المركزية في قتال المدن، عبر استخدام العبوات والألغام وكمائن لمضادات الدروع والقنص والقصف قصير المدى، ثم الانسحاب إلى بطن الأرض وإعادة الظهور في نقاط أخرى.
وبهذه التكتيكات، فرضت المقاومة وتيرة استنزاف حتى داخل مناطق سبق أن أعلنت إسرائيل السيطرة عليها، وغيّرت القسام إستراتيجيتها لتركز على البقاء بدلا من المواجهة المباشرة مع تدمير مناطق كاملة وتوغل أوسع لجيش الاحتلال.
ولرصد الواقع الميداني بالأرقام، يشير تقرير "أكليد" إلى أن الفصائل الفلسطينية المسلحة خاضت معارك أقل بنسبة 65% مقارنة بالأشهر الـ6 السابقة، كما تراجع استخدام التفجيرات عن بعد بنسبة 35% تقريبا، ولكن رغم هذا التراجع الكمي، سُجل أكثر من 100 حادث أمني مرتبط بالقسام وحدها، قتلت خلالها هجمات القسام وبقية الفصائل نحو 50 جنديا إسرائيليا.
في تقييم واقعي للوضع، أقر الفلاحي بأن قدرات المقاومة تضررت بشكل كبير نتيجة المعارك الطويلة وعدم وجود دعم وإسناد من الخارج لإعادة ملء المخازن بالذخيرة، مشيرا إلى أن هذه الإمكانيات نضبت نتيجة طول أمد المعركة واستخدام ما لديها من مخازن وأسلحة.
لكنه في الوقت ذاته، أكد أن المقاومة لا تزال موجودة وقادرة على إحراج الجيش الإسرائيلي والاستمرار إذا استمرت الحرب.
وفي قراءة لموازين القوى الميدانية، لفت الخبير العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي يقاتل الآن بـ4 فرق في منطقة لا تتجاوز 50 كيلومترا في مدينة غزة، مما يعني اختلالا كبيرا في موازين القوى بين الطرفين، مؤكدا أن الاعتماد على العمليات الفردية والمجموعات الصغيرة هو ما يمكّن المقاومة من الاستمرار والمطاولة.
وفي الحصيلة النهائية لعامين من المواجهة، تعرضت فصائل المقاومة لخسائر في القوى والقيادة، لكنها أظهرت قدرة على تنفيذ عمليات معقدة، وغيّرت من تكتيكاتها ومقاربتها، وتكيفت مع الظروف الميدانية مستخدمة كل ما توفر لها، بما في ذلك الركام والقنابل غير المنفجرة، في مؤشر على إستراتيجية صمود طويلة الأمد تتحدى الحسابات الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الجیش الإسرائیلی للجیش الإسرائیلی الفلاحی أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف أفشلت المقاومة أهداف الاحتلال في غزة على مدار عامين؟
غزةـ تطوي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثاني ولا تزال المقاومة الفلسطينية توقع جنود الاحتلال في كمائن محكمة رغم استخدام الاحتلال كل أنواع الأسلحة الفتاكة، واتباع سياسة الأرض المحروقة للقضاء على الخلايا الفلسطينية المسلحة.
ومنذ الأيام الأولى لاندلاع العدوان على غزة حددت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) 3 أهداف أساسية، يتمثل أولها في القضاء على حركة حماس سياسيا وعسكريا، واستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وثالثها تغيير الواقع الأمني والسياسي في غزة بما يمنع أي تهديد مستقبلي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإبادة التي تُغيّر العالمlist 2 of 2كوابيس طوفان الأقصى لاتزال تطارد الإسرائيليين بعد عامينend of listومنذ ذلك الحين لم تحقق أي من أهداف نتنياهو، رغم أن جيش الاحتلال اتخذ من قتل عشرات آلاف المدنيين وتدمير مئات آلاف المباني السكنية والإجهاز على مقومات الحياة طريقا لإخضاع فصائل المقاومة، فكيف أفشلت المقاومة الفلسطينية أهداف الاحتلال العسكرية في قطاع غزة؟
خطط ميدانية
يكشف قيادي ميداني في فصائل المقاومة الفلسطينية للجزيرة نت عن الخطوات التي اعتمدتها المجموعات المسلحة لمجابهة الاحتلال وإيقاع جنوده بين قتيل وجريح داخل قطاع غزة، مستخلصة العبر من المعارك التي دارت في جميع المحافظات والتي تتمثل في:
امتصاص صدمة كثافة الغارات الجوية التي اعتمدها الجيش الإسرائيلي من خلال الأحزمة النارية التي استخدمها مبكرا في أول عملياته البرية بمدينة غزة بهدف تدمير المباني والطرق قبل الدخول لأي منطقة. اعتماد الخطط الدفاعية التي كانت معدة مسبقا، وتشمل جميع السيناريوهات التي يمكن أن ينفذها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة. مهاجمة العدو بعد استقراره داخل المناطق، وذلك بعد اعتقاده أنه فرض سيطرة نارية تحول دون مهاجمته. الاعتماد على الكمائن التي تنفذها مجموعات مركزة بهدف إيقاع أكبر عدد من الجنود في مقتلة. الاعتماد على الأنفاق الهجومية لمباغتة العدو، وإصلاح ما تم تدميره منها خلال العدوان. تقنين استخدام الأسلحة وتوجيهها لكمائن مركزة تماشيا مع طول أمد المعركة. استنزاف الجيش الإسرائيلي في معركة طويلة يصعب عليه أن يحسمها في الميدان. الاعتماد على العقيدة القتالية للمقاومين، المبنية على المواجهة حتى اللحظات الأخيرة، وعدم وجود أي معنى للاستسلام في قاموسهم. الاستفادة من المعرفة الجيدة بطبيعة ميدان القتال وفهم تضاريسه حتى لو حوّل الاحتلال المناطق التي يتوغل بها إلى ركام. توثيق جميع المعارك لضرب الروح المعنوية لجنود الاحتلال، وإبراز شجاعة المقاتلين الفلسطينيين في المواجهة.ويقول المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين إنه بعد مرور عامين على الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، لا يمكن القول إن الاحتلال الإسرائيلي قد حقق أهدافه المعلنة في بداية الحرب، على الرغم من الأضرار الجسيمة والخسائر الفادحة التي لحقت بالشعب الفلسطيني وببنية المقاومة في غزة بما في ذلك استهداف القيادات العسكرية وإلحاق دمار واسع في مقدراتها.
إعلانوأوضح أبو هين، في حديث للجزيرة نت، أن أهداف الاحتلال كانت تتضمن القضاء على المقاومة الفلسطينية، وفرض تهجير وتفريق سكان قطاع غزة، واستعادة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، إضافة إلى محاولات طمس هوية قطاع غزة وفصلها عن المشروع الوطني الفلسطيني، لكن عند فحص هذه الأهداف بدقة، يقول، نجد أن الاحتلال فشل في تحقيق أغلبها بشكل حاسم.
وأضاف "طالما أن المقاومة لا تزال قائمة وتستمر في المواجهة، وطالما أن قيادة المقاومة موجودة رغم الخسائر التي تعرضت لها، فهذا يدل على أن هدف الاحتلال الأكبر المتمثل بالقضاء التام على بؤرة المقاومة وسلخ غزة عن المشروع الوطني الفلسطيني لم يتحقق".
وأشار أبو هين إلى أن استمرار مفاوضات الاحتلال مع قيادة المقاومة وحركة حماس يعد دليلا آخر على أن ملفات مهمة لا تزال مفتوحة وأن الاحتلال لم يبلغ مبتغاه النهائي، ورغم الأضرار المادية والبشرية الهائلة، تبقى القدرة على المقاومة والصمود عوامل تحول دون تحقيق أهداف الاحتلال المعلنة بالكامل.
وبحسب المحلل السياسي، فإنه رغم الهجمة الطاحنة والحرب الشرسة التي شنت على المقاومة، فإنها استطاعت تجاوز كل الظروف الصعبة، وهو ما أهلها لقيادة وخوض معركة طويلة لم يكن أحد يتوقع أن تستمر لعامين كاملين.
وأكد أبو هين أن أداء المقاومة خلال هذين العامين، بالنظر إلى الإمكانات المحدودة والمخاطر الكبيرة والتهديدات المستمرة وحجم الاستهداف، يمكن وصفه بأنه أسطوري بكل المقاييس، فلم يكن متخيلا أن مقاومة محاصرة منذ أكثر من 20 عاما في غزة، وبإمكانات محلية بسيطة، ورغم الاستهداف والحصار وتجفيف منابع الدعم المالي والعسكري ومنع التهريب، تستطيع أن تدير معركة بهذا الحجم، وتوقع الخسائر بالاحتلال، وتفشل الكثير من مخططاته المتعلقة بقطاع غزة.
ولفت إلى أن حجم ونوعية الفعل العسكري، والأداء المخطط والمنظم والمحكم، وضبط الإيقاع الميداني، والتحكم في ساعات الذروة والتصعيد، تعطي جميعها مؤشرا واضحا على الأداء الإيجابي للمقاومة وقدرتها على إفشال أهداف الاحتلال.
وتشير الوقائع الميدانية إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة لا تزال قائمة، وتمكنت من إفشال أهداف الاحتلال المعلنة، كما يقول رامي خريس مدير المركز الفلسطيني للدراسات السياسية.
ونوه خريس، في حديث للجزيرة نت، إلى أن المقاومة لا تزال موجودة على الأرض، وتحتفظ بملف الأسرى الجنود لديها، وتمكنت من هز صورة الجيش الإسرائيلي داخليا وخارجيا.
ولفت خريس إلى أنه رغم مرور عامين على الحرب لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تغيير الواقع الأمني، فالمستوطنون في غلاف غزة يعيشون قلقا دائما، مع استمرار إطلاق الصواريخ، ولا يستطيعون العودة إلى حياة طبيعية.
وأضاف أنه رغم الضربات القاسية التي أصابت المقاومة وكوادرها، فإنها أثبتت قدرتها على الصمود أمام آلة عسكرية متطورة ومدعومة أميركيا وغربيا، ونجحت في الحفاظ على بنيتها الأساسية، كما واصلت تكتيكاتها العسكرية من أنفاق وعبوات وغيرها، وأجبرت الاحتلال على دفع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
إعلانمن جهة أخرى، أوضح خريس أن الاحتلال نجح في تحقيق أهداف غير معلنة تمثلت في الدمار الواسع وقتل المدنيين وتجويع السكان وتهجيرهم، وهو ما شكل وسيلة لمحاولة ضرب صمود الشعب الفلسطيني والتأثير على وعيه تجاه المقاومة.
وفي السياق ذاته، يقول الكاتب السياسي ماجد الزبدة إنه بعد مرور 24 شهرا على حرب الإبادة الجماعية غير المسبوقة والتطهير العرقي في قطاع غزة، واضح أن حكومة نتنياهو فشلت في تحقيق الأهداف الإستراتيجية المعلنة لهذه الحرب، بما فيها "النصر المطلق" الذي طالما كرره نتنياهو رغم استخدامه كل أدوات القتل والتدمير والإبادة الجماعية في محاولة الوصول إلى هذه الأهداف.
وأضاف الزبدة، في حديث للجزيرة نت، "اليوم يحاول الاحتلال عبر المكر والدهاء السياسي ومن خلال الإدارة الأميركية وضغوطها، أن ينتزع من المقاومة الفلسطينية ما عجز عن تحقيقه في الميدان، وذلك بعدما وقع جيش الاحتلال فعليا في شراك القطاع، وبات يعيش حالة استنزاف مستمرة".
واستشهد الزبدة بعمق الأزمة التي يعيشها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، و بالمناشدات من داخل المؤسسة العسكرية لحكومة نتنياهو بضرورة إنهاء الحرب، والتوصل إلى مخرج سياسي يحقق بعض المكاسب عبر السياسة بعدما فشلوا في تحقيقها عسكريا.