قال الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن صحة صلاة المرأة تتوقف على تحقق الستر الكامل لجسدها كما أمر الشرع.

وأوضح أن مفهوم الحجاب في الإسلام لا يقتصر على تغطية الرأس فقط، بل يشمل جميع أجزاء الجسد من الرأس حتى القدمين، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ».

وأضاف الشيخ الطحان خلال لقاء تلفزيوني ، أن غطاء الرأس يُعرف في اللغة باسم "الخمار"، بينما "الحجاب" هو اللباس الذي يستر جسد المرأة بأكمله، محذرًا من الخلط بين المصطلحين.

البحوث الإسلامية يعلن فتح باب التقدم لمسابقة الإيفاد في اللغات للإناثانتهاء صلاة الجنازة على الدكتور أحمد عمر هاشم بحضور شيخ الأزهر وكبار العلماءأحمد عمر هاشم.. تفاصيل الهدية التي سترافق الراحل إلى مثواه الأخيردعاء بالرحمة والمغفرة في وداع الدكتور أحمد عمر هاشم

 وأكد أن مجرد ارتداء غطاء الرأس لا يُحقق شرط الستر في الصلاة ما لم يكن اللباس شاملاً للجسد كله باستثناء الوجه والكفين.

وأضاف أمين الفتوى أن هناك اختلافًا بين العلماء فيما يخص مسألة كشف القدمين أثناء الصلاة؛ فبعض الفقهاء يرون أن القدمين من العورة ويجب سترهما، بينما يرى آخرون أن الصلاة صحيحة إذا انكشف جزء من القدمين، خصوصًا إذا كانت المرأة تصلي داخل بيتها أو كان ثوبها يغطي القدمين أثناء الركوع والسجود.

وشدد الطحان على أن العبرة في صحة الصلاة ليست بنوع اللباس أو شكله، بل بتحقق شرط الستر، فإذا كان الإسدال أو الثوب الطويل يغطي الجسم بما فيه القدمين، فصلاتها صحيحة ولا يُشترط ارتداء الجوارب.

واختتم الشيخ تصريحه بالتأكيد على أن الإسلام دين يسر ورحمة، ولا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها، موضحًا أن التيسير مطلوب خاصة للنساء المسنات أو اللاتي يؤدين الصلاة في منازلهن، قائلاً: "المهم أن يكون جسد المرأة مستورًا تمامًا أثناء الصلاة، فلا يُرى منه إلا الوجه والكفان، فإذا تحقق هذا الستر بأي وسيلة، كانت الصلاة صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى".

طباعة شارك دار الإفتاء غطاء الرأس صلاة المرأة صحة الصلاة الستر الحجاب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء غطاء الرأس صلاة المرأة صحة الصلاة الستر الحجاب غطاء الرأس

إقرأ أيضاً:

فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان

لماذا لم يذكر الله تعالى الواو عند ذكر أبواب النار وذكر الواو عند ذكر أبواب الجنة؟ قال الله تعالى: «حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا» عن أهل النار، وعن أهل الجنة: « حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا »؟

  أحسن ما قيل في هذا، وهو في سورة الزمر أنه لما قال ربنا تبارك وتعالى: «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا»، فأبواب جهنم والعياذ بالله مؤصدة، كما قال ربنا تبارك وتعالى: إنها عليهم مؤصدة، وهذا فيه إذلال ومهانة؛ لأن هؤلاء الذين يساقون سوقًا والعياذ بالله إلى جهنم، فإنهم وإن توقعوا ما ينتظرهم، لكنهم لم يروه عيانًا بعد، ولا يمكن لهم أن يتصوروا أهواله، ولذلك ففي توقيفهم عند الأبواب الموصدة لجهنم والعياذ بالله مزيدٌ من الإذلال والنكاية والمهانة لهم، فإذا فُتحت أبواب جهنم، فإنهم سيجدون ما يفوق ما كانوا يظنونه من أهوال وعذاب والعياذ بالله.

وأما أهل الجنة، وهنا لما قال ربنا تبارك وتعالى: «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا»، فهذا السوق إنما هو من باب المشاكلة اللفظية، وإلا فإنهم يكرمون، وهم في موضع الإكرام والإجلال والمكافأة من ذي العزة والجلال سبحانه وتعالى، ولذلك فإن الأبواب تكون مفتوحة، فيأتونها والأبواب مفتوحة، الواو هنا هي واو الحال، والحال أن أبواب الجنان مفتوحة لهم، وهذا يتناسب مع ما يعهده الناس من أن الضيف إذا أريد إكرامه، وإذا أُنزل منزلة الإجلال والاحترام والتقدير وحسن الضيافة والوفادة، فإن الأبواب لا تكون موصدة عند مقدمه، بل تكون مفتوحة، وهذا هو حال أهل الجنة، فإن الله تبارك وتعالى أنزلهم هذه المنزلة العالية الرفيعة، فيأتون وفودًا إلى ربهم، إلى الجنة، وتكون الأبواب مفتوحة لهم، وهذا فيه من الإكرام وإنزالهم المنزلة الرفيعة والتقدير والاحترام ما لا يخفى.

وعلى هذا، بحث المفسرون في جواب هذا الشرط؛ لأنه قال: «حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا»، وقالوا إن السياق هو الذي يُؤخذ منه جواب الشرط، فهو يقدّر بحسب هذا السياق، فمنهم من يقول: أي دخلوها، ومنهم من يقول: أُكرِموا، وجدوا النعيم، كل ما يناسب، كل ذلك من الاتساع في المعنى ليتصوروا ما يتصوّر في نوع الجزاء الذي ينتظرونه وأكثر مما يتوقعونه.

وعلى خلاف أولئك، فإن هؤلاء -أي أهل الجنة- بين ربنا تبارك وتعالى أن أبواب الجنة مفتوحة، فقال: جنات عدن يدخلونها مفتحة لهم الأبواب، فأبواب الجنة مفتوحة، وهذا يتناسب مع ما ورد في سياق كتاب الله عز وجل، بعضهم ذكر أن هذه الواو تسمى «واو الثمانية»، وهي محل نظر عند أهل العلم، فكثير من أهل التفسير والنحاة وأهل اللغة يقولون بأن «واو الثمانية» غير معروفة عند أهل اللغة، عند أهل الإعراب، تلك المذكورة في سورة الكهف، وهي مذكورة في أكثر من موضع، ومنها هذا الموضع.

قالوا: في هذا الموضع إن أبواب الجنة ثمانية، فهؤلاء يقولون إن الواو «واو الثمانية» تأتي إذا كان هناك عدد تضمّن معنى الثمانية، فلا يلزم أن يكون هنالك ذكر، وإنما إذا كان هناك ذكر لثمانية أو معنى للثمانية أو عدة ثماني متعاطفات، ففي الثامنة تأتي الواو، ولكن هذه الواو، المعروفة بواو الثمانية، محل جدل؛ فمن أهل العلم من توقف فيها وقال: هي غير معهودة ولا معلومة، ومنهم من قال: إنها موجودة، واستشهد لها بمواضع في كتاب الله عز وجل: «وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ»، وفي آية التوبة لما عدّ الله تبارك وتعالى خصال المؤمنين: التائبون العابدون، ثم قال: والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.

وهنا، لأن أبواب الجنة ثمانية، فهناك معنى الثمانية متضمّن في الآية الكريمة، فاستُعمل معها الواو، ومنهم من توقف، ومنهم من مال إليها، ومنهم من نفاها كما تقدم، وأنا من هذا الصنف؛ يعني أجد القول بالتوقف أكثر إقناعًا، وبالتتبع رأيت أن علماء الأندلس والمغرب هم أكثر ذكرًا لواو الثمانية؛ أي ذكرها صاحب الهداية، وذكرها القرطبي، وذكرها عدد من المفسرين من أهل المغرب والأندلس من المتقدمين، وأقصد بالمتقدمين من بعد القرن الخامس والسادس وما بعد، ومنهم من نسبها إلى بعض النحاة المتقدمين،

فالحاصل أن هذا القول ذكرته ليناسب المقام، ولأن هناك من أهل التفسير من ذكره، حتى من المتأخرين؛ يعني العلامة ابن عاشور ذكر هذا القول، وكأنه يميل إليه ويستحسنه، ونقل أيضًا عن ابن هشام في «المغني» ميله إلى هذا القول، والله تعالى أعلم.

ما صحة هذا الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان هذا الأمر في حمير، فنزعه الله عز وجل منهم، فجعله في قريش، وسيعود إليهم»؟

  هذه الرواية صرّح غير واحد من أهل العلم أنها منكرة، وأقل ما يقال فيها بأنها ضعيفة لا تثبت؛ لتوارد علل في سند هذه الرواية، ففيها عدد من الضعفاء والمدلِّسين، وإن حاول بعض المعاصرين تصحيح هذه الرواية أو تجويدها، إلا أن الصحيح أنها لا تثبت، وبعضهم ذكر أن المتن قويم، لكن لا حاجة إلى الاشتغال بالمتن ما دام السند واهيًا ضعيفًا.

والمقصود بـ«الأمر» هنا أي الملك والخلافة، نعم، وأنها كانت في حمير، ثم بمبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتولّيه أمر الأمة، آلت الخلافة إلى قريش، وهذه الرواية تذكر أن الأمر سيرجع بعد ذلك إلى حمير، وحمير قبيلة في جنوب الجزيرة العربية، مقرها أو أكثر أهلها في اليمن، في أودية اليمن، ولكن الرواية لا تصح، وبناءً على ذلك، لا حاجة إلى الاشتغال ببيان ما يتعلق بهذا الأثر من معانٍ، لأن الرواية كما تقدم صرّح غير واحد بأنها منكرة، عدّوها من الأحاديث المنكرة، والله تعالى أعلم.

مقالات مشابهة

  • هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. مجدى عاشور يجيب
  • هل صلاة المرأة بدون جوارب باطلة في البيت أو بالخارج؟ انتبهن
  • هل يجوز تكليف شخص آخر بأداء مهام عملي مقابل أجر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يشترط الذهاب للمدينة المنورة في العمرة؟ أمين الفتوى يُجيب
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • إصابة مواطنين بالرأس بهجوم للمستوطنين شمال كفر قدوم
  • هل تجزئ صلاة الجمعة بسبعة أشخاص بسبب التواجد في أوروبا.. عضو الفتوى بالأزهر يجيب
  • هل يجوز الجهر في الصلاة السرية لمقاومة السرحان؟
  • هل مساعدة الزملاء في الامتحان حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل النحت والرسم حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب