بوابة الوفد:
2025-10-07@23:04:31 GMT

الطريق الذكى

تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT

لم يعد الذكاء الاصطناعى ترفًا علميًا أو مصطلحًا يُتداول فى المؤتمرات فقط، بل أصبح واقعًا ينسج تفاصيل حياتنا اليومية من الهواتف إلى المنازل وصولًا إلى السيارات، قرار الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بالموافقة على تشغيل خدمات إنترنت الأشياء للسيارات فى مصر، يمثل لحظة فارقة فى مسار التحول الرقمى الوطنى، وخطوة عملية نحو إدخال مصر إلى عصر النقل الذكى المتكامل.

هذه الخطوة لا تتعلق بمجرد اتفاق بين الحكومة وشركات عالمية، بل بإعادة تعريف تجربة القيادة فى الشارع المصرى، للمرة الأولى، ستصبح السيارة قادرة على التواصل مع محيطها فى الوقت الحقيقى، تتابع موقعها بدقة، ترسل إشعارات استغاثة تلقائية عند وقوع الحوادث، وتنبه السائق إلى الأخطاء والمخاطر قبل أن تتحول إلى كوارث، إنها منظومة تجمع بين الأمان، والراحة، والاستدامة، لتفتح الطريق أمام مستقبل أكثر ذكاءً وتنظيمًا.

أهمية هذه المبادرة لا تنحصر فى الجوانب التقنية فقط، بل تمتد إلى رؤية الدولة لتنظيم التكنولوجيا، فالموافقة جاءت مشروطة بحماية خصوصية المستخدمين وضمان أمن بياناتهم، وهو ما يعكس وعيًا بأن التطور الحقيقى لا يقوم على الانبهار بالتقنيات بقدر ما يقوم على إدارتها بمسئولية، فى عالم اليوم، حماية البيانات هى العملة الجديدة للثقة، ومن دونها يفقد أى نظام ذكى مصداقيته.

توقيع التراخيص مع 7 من كبرى الشركات العالمية، بينها جنرال موتورز وBMW وأودى وفولفو، يضع مصر على خريطة الدول التى تستثمر فى تكنولوجيا المركبات المتصلة، ويؤكد أن بيئة الاتصالات فى مصر باتت مؤهلة لاستقبال هذه الطفرة، ومع التوسع فى استخدام الذكاء الاصطناعى ضمن هذه المنظومات، يمكن مستقبلاً أن تتحول السيارة إلى منصة رقمية متكاملة تقدم خدمات الملاحة والتتبع والصيانة وحتى إدارة الطاقة، فى إطار منظومة مصر الرقمية التى يتبناها الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات منذ سنوات.

لكن الطريق الذكى لا يُبنى بالأجهزة فقط، بل بالوعى البشرى، فالتكنولوجيا مهما بلغت من تطور، تحتاج إلى إنسان يؤمن بدورها ويُحسن استخدامها، نجاح هذا المشروع يتوقف على ثقافة السائق والمواطن، ومدى إدراكه أن البيانات ليست عبئًا رقابيًا، بل وسيلة لحماية نفسه ومجتمعه وتحسين جودة حياته.

ربما سيأتى اليوم الذى تتحرك فيه السيارات فى شوارع القاهرة بتناغم تام، بخوارزميات تدير المرور، وتقلل الانبعاثات، وتتعامل مع الطوارئ قبل أن تتحول إلى أزمات، ما حدث ليس نهاية الطريق، بل بدايته، بداية رحلة نحو شبكة طرق تفكر وتتفاعل وتحمى، الطريق الذكى بدأ بالفعل، والسؤال الآن: هل نحن مستعدون للسير فيه بالسرعة التى يتطلبها المستقبل؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أون لاين السيارات قرار

إقرأ أيضاً:

عيدنا 6 أكتوبر

تغيير موعد الإجازة والاحتفال بالأعياد القومية ليكون يوم الخميس هو من القرارات التى جانبها الصًواب بكل تأكيد، والتى يجب أن ترجع الحكومة عنها خاصة أن هذه الأعياد القومية سوف تمحى من ذاكرة ووجدان وعقل الجيل الجديد... فليس من المنطقى أو المعقول أو المقبول أن نحتفل بيوم 6 أكتوبر أعظم الأعياد والأنتصارات المصرية والعربية فى العصر الحديث نحتفل به يوم 9 أكتوبر لأنه يوم خميس؟! الصغار والأطفال والمراهقين وحتى الشباب لن يرتبط هذا العيد والنصر المبين فى وجدانهم بيوم 6 أكتوبر وإنما سوف ينسون يتغافلون ويتناسون أهمية وعظمة هذا التاريخ لمجرد أن الحكومة ترى أن الإجازات يجب أن تكون متصلة خميس وجمعة؟ هل تحتفل فرنسا بعيد الثورة الفرنسية فى يوم غير 14 يوليو وهو أقتحام سجن الباستيل عام 1789 وبدايات الثورة وأيضًا ذكرى يوم الاتحاد عام 1790؟ وهل تفعل أمريكا إلا أن تعتبر٤ يوليو يوم عيدها القومى.. يوم الاستقلال عام 1776 وتقيم الأفراح والليالى الملاح.

كل الأعياد المصرية تم ترحيلها لأيام أخرى حتى تتوافق ويوم الخميس؟! من اتخذ هذا القرار الذى يضر بالتوثيق والوعى والوطنية وبناء الأجيال القادمة.. علينا جميعًا أن نطالب بعودة الاحتفال بالأعياد القومية فى موعدها، وكذلك المناسبات الدينية مثل الهجرة والمولد النبوى غير هذا يصبح الأمر فى غير أهله، والموضوع محلى وعالمى فإذا كانت سوريا ألغت الاحتفالات بيوم 6 أكتوبر إرضاء للكيان والعدو الصهيونى الذى أتى بهذا الرئيس، فإن مصر هى رمانة ميزان الأمة العربى وهذا العيد وذلك اليوم هو علامة فارقة فى تاريخنا وتاريخ كل العرب على مر العصور الحديثة...

إن الاحتفال ليس مجرد أفلام معادة ومكررة أو أفلام تسجيلية وبعض اللقاءات مع قادة وأبطال أكتوبر ومعظمهم رحل عن دنيانا ولا أغنيات يوم ٦ أكتوبر فقط ثم نعاود حياتنا وشاشاتنا مع التفاهات والسخافات، وإنما على كل المدارس والجامعات والكليات أن تخصص محاضرات وحصص وندوات من أجل هذا اليوم العظيم على مدار شهر أكتوبر ليتعرف الصغار والشباب على المثل والقيم متمثلة فى الجيش المصرى وشجاعة وبسالة أبطاله وحكمة وحنكة وحرفية رجاله الذين حطموا بالعلم والكفاح أسطورة واهية كاذبة مخادعة عن جيش محتل أغتصب الأرض وقتل الصغار وهدم بيوت ومدن... علينا أن نذكر ما حدث فى 1967 من نكسة وهزيمة وتدمير لمدن القناة الإسماعيلية والسويس وبورسعيد ومقاومة أهلها ثم تهجيرهم إلى محافظات مصر وصمودهم وصبرهم وكيف استولى العدو على أرض الفيروز، ثم حرب الاستنزاف وما تحمله المواطن المصرى من أعباء أقتصادية ونفسية خلال تلك السنين العجاف ونحدثهم عن مظاهرات الطلاب فى الجامعات المصرية من أجل الثأر والحرب حتى لحظة الفخار والعزة التى عبرنا فيها القناة المصرية قناة السويس التى حفرها أجدادى بدمائهم.. ثم رفع العلم المصرى على أرض سيناء... وما تلاها من تبعات الثغرة والتى انتهت بالنصر واسترداد الأرض والمفاوضات الدولية التى منحتنا اخر حبة رمل من أرضنا فى طابا عام 1988 أن حرب أكتوبر هى ملحمة انتصار ومقاومة وفخر للجيش المصرى وللمصريين جميعًا الذين تحملوا الصعاب وساندوا جيشهم وتلاحموا وتجمعوا للثأر من عدوهم وتحرير أراضيهم وإستعادة كرامتهم وبناء بيوتهم وفتح قناتهم.. أنها مصر وأنها ست الدينا وأم الحضارة... فليعود 6 أكتوبر إلى يومه فى الاحتفال وفى التمجيد حتى لا يضيع التاريخ وننسى كما يريد ويردد البعض.. لم ننس ما فعلوه ولن ننسى وسنظل حاملين السلاح وتظل الرصاصة فى جيب ويد كل مصرى جندى أو مدنى..

 

مقالات مشابهة

  • تراخيص جديدة لتشغيل «إنترنت الأشياء» للسيارات لأول مرة
  • ملحمة ضاع حقها..!
  • رشيد:مأساة مخيم الهول يجب ألا تتحول إلى وصمة عار على ضمير الإنسانية
  • محاولة سرقة تتحول لإصابة.. ضبط المتهم فى واقعة تروسيكل الدخيلة
  • «بوتيم» تتحول إلى بوابة مالية رقمية شاملة
  • عيدنا 6 أكتوبر
  • معضلة السكن في الاتحاد الأوروبي... مسألة ثانوية تتحول إلى قضية محورية
  • الخبر تتحول لمدينة صديقة للمشاة.. إنجاز مشروع أنسنة شارع 18
  • المدارس تتحول إلى «استوديوهات تيك توك».. ظاهرة تثير القلق في الجزائر!