هل تنهي اشتباكات حلب اتفاق الحكومة السورية مع “قسد”؟
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
#سواليف
اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الليلة الماضية، في حيي “الشيخ مقصود” و”الأشرفية”، الذين تسكنهما أغلبية كردية -بمدينة #حلب شمال البلاد- وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 28 شخصا بين مدنيين وعناصر أمن، وفق حصيلة أولية.
وفيما أعلنت الحكومة السورية -عبر إعلامها الرسمي- عن اتفاق لوقف إطلاق النار بعد ساعات من #الاشتباكات، أكدت وزارة الدفاع على أن تحركات #الجيش جاءت ضمن إعادة انتشار في مناطق شمال وشمال شرق #سوريا ردا على “اعتداءات قسد”، مع التأكيد على الالتزام باتفاق 10 مارس/آذار 2025.
في المقابل، نفى مصدر أمني في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” للجزيرة نت، قيامها بأي هجوم، معتبرا أن الجيش السوري استخدم “عنفا مفرطا” ضد مظاهرة مدنية، محذرا من أن “التصعيد قد يلغي الاتفاق”.
لماذا اندلعت الاشتباكات في حيي الشيخ مقصود والأشرفية الآن؟
قال نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، أن الاشتباكات “نجمت عن خرق قسد لاتفاق 10 مارس/آذار، حيث لم تنفذ بنوده وواصلت أعمالا عدائية مثل حفر الأنفاق وبناء تحصينات (في أحياء المدينة)، واستقطبت عناصر من النظام السابق لتدريبهم في منطقة الجزيرة (شمال) للصراع مع الحكومة.
وأشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن قسد نظمت مظاهرات استفزازية، ألبست فيها عناصرها ملابس مدنية وحرضت مدنيين على الاقتراب من نقاط الجيش لإثارة الفوضى.
في حين أكد المحلل العسكري العميد محمد الخالد، للجزيرة نت، أن الاشتباكات اندلعت بسبب تصعيد “قسد”، التي تسببت بمقتل مدنيين بعمليات قنص، “إضافة إلى كشف نفق للتسلل أشعل التوترات”.
بدوره، نفى مصدر عسكري في “قسد” للجزيرة نت، هجوم قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)، موضحا أن “الاشتباكات بدأت برد عنيف من الجيش على مظاهرة مدنية، حيث شن هجوما مفاجئا بالآليات الثقيلة، شمل قصفا بالرشاشات والمدفعية، مما تسبب بتوتر واسع”.
إعلان
لكن الباحث في العلاقات الدولية فراس علاوي، فقد أوضح -للجزيرة نت- أن الاشتباكات تعود لأسباب إستراتيجية وديمغرافية تتعلق بحيي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى أن ضغوطا أميركية لتسريع تنفيذ الاتفاق أثارت انقساما داخل “قسد” وأدت إلى تصاعد التوتر.
هل تكون الاشتباكات نهاية لاتفاق 10 مارس/آذار بين حكومة دمشق وقسد؟
حذّر العميد محمد الخالد من أن الاشتباكات قد تهدد “اتفاق 10 مارس/آذار” بسبب تآكل الثقة نتيجة انتهاكات قسد، مثل القنص وحفر الأنفاق، داعيا إلى تدخل دبلوماسي دولي لإنقاذ الاتفاق.
وقال مصدر أمني في “قسد” للجزيرة نت إن أي توغل للجيش السوري في الحيين سيُعد إلغاءً للاتفاق بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي، موضحا أن الجانب الحكومي أُبلغ بذلك مسبقا، ولاحقا تم التوصل إلى اتفاق تهدئة للحفاظ على التفاهم القائم.
أما فراس علاوي فقد أوضح أن فشل تطبيق الاتفاق بالكامل بسبب تمسك قسد بالسيطرة على الحيين وحرص الحكومة على تجنب اتهامات باستهداف المدنيين يزيد المخاطر، لكنه يعتقد أن الحكومة تفضل الحلول الدبلوماسية لتجنب التصعيد.
في حين شدد نور الدين البابا على التزام الحكومة بالاتفاق والحلول السلمية، رافضا أية “كيانات تقسيمية”، ومؤكدا أن سوريا تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين لضمان الأمن، لكن الانتهاكات المستمرة تهدد استمرار الاتفاق.
هل هناك علاقة بين الاشتباكات واللقاء بين قائد قسد والمبعوث الأميركي توم باراك وقائد القيادة الوسطى؟
أشار العميد محمد الخالد إلى أن لقاء مظلوم عبدي مع توم باراك وقائد “سنتكوم” أثار مخاوف دمشق من تعزيز نفوذ “قسد” في الشمال السوري، مما ساهم في تأجيج التوترات ودفع الجيش للرد عسكريا.
في حين رأى فراس علاوي أن زيارة باراك حملت ضغوطا أميركية لتسريع تطبيق الاتفاق، مما أثار تيارا رافضا داخل “قسد”، فتصاعدت التوترات في الحيين كمحاولة لخلط الأوراق، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في الضغط على “قسد” بترغيب وترهيب.
ما قصة الأنفاق في حيي الأشرفية والشيخ مقصود؟
يقول العميد محمد الخالد إن “قسد” أنشأت منذ عام 2012 شبكة أنفاق بطول نحو 5 كيلومترات تستخدمها في حرب استنزاف ضد الجيش السوري، مشيرا إلى أن الكشف عن نفق رئيسي مؤخرا كان الشرارة التي أشعلت الاشتباكات، لافتا إلى أن تدمير هذه الشبكة يتطلب عمليات معقدة قد تؤدي إلى خسائر مدنية.
وأكد نور الدين البابا المتحدث باسم الداخلية السورية أن الجيش اكتشف نفقا تحفره قسد نحو نقاطه الخلفية، فقام بتفجيره وأعاد نشر قواته لتعزيز المراقبة ومنع تهريب الأسلحة والمطلوبين.
وقال فراس علاوي إن الأنفاق تشكل تهديدا إستراتيجيا لمدينة حلب وللأراضي السورية خارج سيطرة الحكومة، مما يعقد جهود استعادة الحيين.
ما قصة الحيين اللذين يسيطر عليهما الأكراد منذ سنوات؟ ولماذا ما يزالان خارج سيطرة الحكومة؟
يشير الباحث فراس علاوي إلى أن الخصوصية الكردية والثقافية لحيي “الشيخ مقصود” و”الأشرفية” جعلتهما قاعدة لقسد، التي تستخدمهما كذريعة للدفاع عن السكان المحليين وكورقة ضغط عسكرية على حلب.
وأضاف أن الحكومة تتجنب اقتحامهما لتفادي اتهامات باستهداف المدنيين، مفضّلة الحلول الدبلوماسية، وربما الوساطة الأميركية، لاستعادة السيطرة دون تصعيد.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حلب الاشتباكات الجيش سوريا أن الاشتباکات الشیخ مقصود للجزیرة نت إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسؤول يكشف الجوانب “الأكثر تعقيدا” في محادثات خطة ترامب بشأن غزة
مصر – صرح مسؤول مطلع على المحادثات بشأن غزة إنه من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين حركة الفصائل وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية لبضعة أيام بحضور وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا.
وأضاف المسؤول في تصريح لشبكة CNN امس الاثنين، أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر ترامب، سيسافران إلى مصر للمشاركة في المفاوضات.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ويتكوف وكوشنر سيصلان إلى شرم الشيخ، امس الاثنين أم في وقت لاحق من الأسبوع.
وذكر المسؤول أن المحادثات السابقة حول مختلف المراحل أدت إلى انهيار المفاوضات، مشيرا إلى أن “هناك جهدا واعيا بين الوسطاء لتجنب هذا النهج هذه المرة”.
وأوضح المسؤول أن تفاصيل وجدول انسحاب إسرائيل لم يتم الاتفاق عليهما بعد، وأن الأكثر تعقيدا هو تفاصيل نقل السلطة في غزة، بالإضافة إلى تشكيل قوة الاستقرار الدولية لتحقيق الاستقرار في القطاع المدمر.
وبين في تصريحاته للشبكة الأمريكية أن الإمارات والأردن وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر ومصر من بين الدول المقترحة للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية، على الرغم من أن هناك “تفاصيل” لا تزال قيد التفاوض.
وأكد المسؤول أن المفاوضات في مصر “مصممة لمعالجة تفاصيل محددة”.
هذا، ويحاول الوسطاء التوصل إلى تفاصيل الخطة التي قدمتها إدارة دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وتختلف خطة ترامب عن جولات المفاوضات السابقة التي دعت إلى وقف إطلاق نار على 3 مراحل في غزة، وفقا للمسؤول.
وبموجب هذه الخطط، كانت حركة الفصائل ستفرج عن رهائن على مدى عدة أسابيع، بينما تنفذ إسرائيل انسحابا متعدد المراحل من القطاع.
وتطالب الخطة الحالية حركة الفصائل بإطلاق سراح جميع الرهائن، بينما تفرج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين، وتسحب قواتها داخل غزة إلى خطوط متفق عليها ووفقا لجدول زمني يتم الاتفاق عليه.
ومع ذلك، لا يزال يتعين الاتفاق على العديد من التفاصيل خلال الأيام القليلة المقبلة لنجاح الخطة.
المصدر: CNN