وزير التعليم يشعل النار... ليُضىء طريق الإصلاح!
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
فى مصر، لا يمر يوم دون أن يتصدّر التعليم عناوين النقاش. قضية تمس كل بيت، وتشعل الرأى العام مع كل أزمة، بين من يطالب بالتطوير ومن يخشى التغيير. لكن وسط هذا الغليان، ظهر وزير جديد اختار أن لا يهدأ أمام الواقع، بل أن يشعل النار — لا للحرق، بل ليُنير طريق الإصلاح الحقيقى.
من الميدان تبدأ الحكاية، منذ اللحظة الأولى، رفض الوزير إدارة الملف من وراء المكاتب.
كانت تلك أول إشارة إلى أن هذا الوزير مختلف، لا يبحث عن الواجهة الإعلامية، بل عن الجذور التى تحتاج إلى تغيير فعلى. لم يتردد الوزير فى مواجهة أكثر الملفات سخونة: الدروس الخصوصية. سنوات طويلة تحوّل فيها التعليم إلى سوق تجارى أنهك الأسر واستنزف المعلمين. لكن الوزير أعلنها حربًا واضحة: «لن نترك التعليم يُدار من الخارج».
بدأ بتقنين مجموعات التقوية داخل المدارس، بأسعار رمزية وبإشراف تربوى، وفتح الباب أمام منصات رقمية مجانية تساعد الطلاب فى التعلم الذاتى. لم تكن المواجهة سهلة، لكنها أعادت للمدرسة دورها، وللتعليم هيبته. لقد فهم الوزير أن الإصلاح لا يتحقق بالمنع فقط، بل بتقديم البديل الأفضل.
«كرامة المعلم خط أحمر» ــ بهذه الجملة وضع الوزير قاعدة صلبة لإصلاح التعليم. فالمعلم ليس ترسًا فى ماكينة، بل صانع وعيٍ ومهندس عقول. أطلق برامج تدريب حديثة، طوّر نظام الحوافز، وفعّل لائحة الانضباط والتحفيز التربوى التى تضمن احترام المعلم داخل المدرسة. لم تعد الوزارة تكتفى بالشعارات، بل بدأت تبنى واقعًا جديدًا يشعر فيه المعلم أن الدولة تقف خلفه، لا ضده. ومع كل خطوة، تعود هيبة المدرسة.
الطلاب بدأوا ينظرون إلى معلميهم بعيون مختلفة، فيها احترام وإعجاب، لا خوف أو تحدٍّ. المناهج... من الورق إلى الواقع، من أكثر ما ميّز هذه المرحلة أن التطوير لم يكن شكليًا. المناهج الجديدة خرجت من دائرة الحفظ إلى فضاء الفهم، ومن التلقين إلى التفكير. لم تعد الدروس مجرد صفحات تُحفظ، بل قصصًا تُفهم، وتجارب تُعاش. ركزت المناهج على القيم، والبيئة، والهوية الوطنية، والتفكير النقدى، وربطت التعليم بالحياة اليومية للطالب.
الوزير لم يغيّر الكتب فقط، بل غيّر فلسفة التعليم نفسها. ولذلك كان يقول دائمًا: «هدفنا ليس أن نحفظ الطلاب، بل أن نُعلّمهم كيف يفكرون».
فى كل بيت مصرى، كلمة «امتحان» كانت تعنى الرعب، لكن الوزير أراد أن يُعيد للامتحان معناه الحقيقى: وسيلة للقياس، لا للحكم. فأدخل نظام تقييم جديد يقوم على الفهم والتحليل لا الحفظ، وألغى ثقافة “المراجعة النهائية” التى كانت تقتل الإبداع. ورغم الانتقادات الأولى، بدأ الناس يرون التغيير فى عيون أبنائهم: طلاب يناقشون، يفكرون، يحللون... لا يحفظون فقط. حين انهارت قيم الاحترام داخل بعض المدارس، تحرك الوزير سريعًا.
أصدر قرارات حاسمة لحماية المعلم، ومنع التجاوزات، وأعاد للمدرسة هيبتها كمؤسسة تربوية قبل أن تكون تعليمية.
المدرسة فى رؤيته ليست مكانًا لتلقين المعلومات، بل مساحة لبناء الشخصية. لذلك حرص على تفعيل الأنشطة الفنية والرياضية والاجتماعية، ليعيش الطالب المدرسة كبيت، لا كسجنٍ للامتحانات. وفى رؤية الوزير، لا يمكن لأى أمة أن تنهض دون تعليم فنى قوى. ومن هنا جاء اهتمامه الكبير بتطوير هذا القطاع، من خلال مدارس التكنولوجيا التطبيقية التى تربط بين الدراسة وسوق العمل. بدأت الشركات المصرية والعالمية تتعاون مع الوزارة لتأهيل طلاب قادرين على العمل فور تخرجهم. وهكذا، أصبح خريج التعليم الفنى منتجًا لا ينتظر وظيفة، بل يصنعها.
الوزير اختار طريق الإصلاح بالحوار.. يجتمع بالمعلمين، يستمع إلى أولياء الأمور، يتحدث بلغة قريبة من الناس. يفتح قنوات التواصل مع المجتمع بدل أن يغلقها. بهذا النهج الإنسانى، بدأ كثيرون يشعرون بأن هناك قائدًا لا يتحدث عن التعليم من الخارج، بل يعيش تفاصيله من الداخل.
الإصلاح لا يأتى بلا معارك، والوزير يعرف أن كل خطوة إلى الأمام ستقابلها مقاومة. لكن الشجاعة فى نظره ليست غياب الخوف، بل القدرة على السير رغم الخوف. ورغم الصعوبات، هناك تغيير حقيقى يحدث: مدارس تتطور، معلمون يُكرَّمون، طلاب يفكرون، وأملٌ جديد يطلّ فى الأفق.
لقد أشعل الوزير نار الإصلاح، لكنه فعلها ليضىء، لا ليحرق. وما دام فى الميدان رجال ونساء يؤمنون برسالتهم، فإن التعليم المصرى سيعود كما كان — منارة تصنع الحضارة، لا عبئًا على التنمية.
نعم، التعليم المصرى فوق صفيح ساخن. لكنها نارٌ ضرورية، نارُ ولادة جديدة. فالإصلاح لا يولد فى الهدوء، بل فى العاصفة. والوزير اليوم يقود معركة التغيير بإيمان حقيقى، لا بوعود منمقة. إنه زمن جديد للتعليم... زمنٌ يشتعل بالنور.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
وزير التربية والتعليم: نسعى لتمكين طلاب التعليم الفني من الحصول على شهادات دولية
أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تسعى إلى تمكين طلاب التعليم الفني من الحصول على شهادات دولية معتمدة تؤهلهم للعمل في الشركات العالمية والمصانع الأجنبية العاملة في مصر، بما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للعمل في مجالات متعددة داخل البلاد وخارجها.
جاء ذلك خلال اجتماع الوزير عبر تقنية الفيديو كونفرنس مع مديري مديريات التربية والتعليم على مستوى الجمهورية، لمتابعة انتظام العملية التعليمية، وتطبيق معايير الجودة والانضباط داخل المدارس، ومتابعة تنفيذ خطط المتابعة الميدانية وتقييم التزام المديريات التعليمية بتلك المعايير خلال سير الدراسة الفعلية.
ولفت وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالمدارس الزراعية، من خلال التعاون مع مؤسسات وطنية لرفع كفاءتها وتحسين جودة التدريب العملي داخلها.
وفيما يتعلق بنظام البكالوريا المصرية، أشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أن نحو 88% من طلاب الصف الأول الثانوي اختاروا الالتحاق بهذا النظام التعليمي، وهو ما يعكس ثقة أولياء الأمور والطلاب في فلسفة التطوير التي تنتهجها الوزارة.
وشدد وزير التربية والتعليم على ضرورة تمكين الطلاب من القراءة والكتابة دون استثناء، ومواصلة تفعيل برامج القرائية بشكل عملي داخل المدارس، مشيرًا إلى أنه غير مقبول أن يكون هناك طالب غير قادر على القراءة أو الكتابة.
وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن الوزارة ستشارك في مسابقات دولية في مجال القرائية، ويجب أن تحقق مصر مراكز متقدمة في هذه المنافسات.
ونوه بأن متوسط حضور الطلاب في المدارس بلغ نحو 87.5 في المائة وأن هذا التقدم الملحوظ يعكس جهود المديريات التعليمية في الميدان، لافتًا إلى أن نسب الحضور كانت في العام قبل الماضي لا تتجاوز 15%، وارتفعت العام الماضي إلى ما بين 80 % و85%، لتصل هذا العام إلى ما بين 85% و90%.
ونبه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالتطبيق الصارم للائحة الانضباط المدرسي في جميع المدارس بمنتهى الحسم والجدية، لضمان استقرار اليوم الدراسي وتعزيز قيم الانضباط والمسؤولية لدى الطلاب والمعلمين على حدٍّ سواء.
ونبه وزير التربية والتعليم على عدد من التوجيهات بشأن الانضباط والمظهر العام للمدارس وتنمية مهارات القراءة والكتابة.
وأشار الوزير إلى أن مصر تستحق مكانة متقدمة في مؤشرات التعليم، مؤكدًا أن مديري المديريات التعليمية مسؤولون مسؤولية مباشرة عن التعليم المصري وجودة أدائه، وأن الوزارة تعمل على تحقيق نموذج منضبط للعملية التعليمية يعكس صورة مشرفة للدولة.