نشرت صحيفة إلباييس الإسبانية مقالا للكاتبة إليان بروم تحدثت فيه عن معاناة أهل قطاع غزة من الحرب التي شنتها إسرائيل طوال أكثر من عامين، وتساءلت: كيف يمكن تفسير عدم تحرك الحكومات لوقف الجرائم بالقطاع المحاصر؟

ونقلت الكاتبة عن ليتيثيا فورلان، الطبيبة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود، رواية طفل فقد ساقه نتيجة القصف على غزة، وأكد أنه شعر بحزن شديد عندما فقد رجله، والتزم متجر أسرته فلم يرغب في رؤية أحد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسؤول أممي يربط تعافي غزة بضرورة المساءلة عن الانتهاكات الخطيرةlist 2 of 2كيف دمر الاحتلال قطاع الصيد البحري بغزة؟end of list

وتابع الطفل: "لكن عندما اضطررت للعودة إلى المستشفى، أدركت في الطريق وفي المستشفى أن معظم سكان غزة الآن يشبهونني، تقريبا كلهم فقدوا ساقا أو ذراعا، لذلك، لا بأس".

اتفاق قاس

ووفق الكاتبة، فقد اضطر الفلسطينيون إلى قبول اتفاق "يذلّهم مرة أخرى ويجعلهم بلا سيادة في وطنهم"، فقد كان الوسيلة الوحيدة لمنع إسرائيل من الاستمرار في قتلهم حتى لا يبقى أحد. وقد اضطروا إلى قبوله بسبب تقاعس العديد من الدول، وخصوصا الأوروبية، عن تقديم الدعم اللازم لهم.

وتساءلت إليان بروم: "كيف يمكن في العقد الثالث من القرن 21 تفسير عدم تحرك الحكومات؟ إذ إن الفلسطينيين لم يكونوا بحاجة إلى خطابات فارغة بينما كان الإسرائيليون يحولون أجسادهم إلى ركام بشري".

وذكرت الكاتبة أنه على عكس الإبادة النازية، التي كانت مخفية عن أعين الغالبية في زمن بلا إنترنت، فقد وثّق التدمير الجماعي للفلسطينيين يوميا عبر الفيديو والصوت والنص من قبل عائلات الضحايا، والأطر الطبية، والصحفيين الذين خاطروا بحياتهم لتغطيته، وقد قُتل ما لا يقل عن 252 منهم على يد القوات الإسرائيلية.

ترى الكاتبة أن أمام الشعوب فرصة جماعية للتوقف عن لعب دور المشاهد، لأن السلام لن يتحقق إذا لم يُحاسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته على جرائمهم

غريتا ثونبرغ

وتابعت بروم أن المشهد في ما يخص فلسطين يضم 3 أطراف هم: القتلة، والموتى، والمشاهدون. وزادت: "نحن المشاهدين أصبحنا شعبا محصورا في شعورنا بالخجل والغضب وبالعجز، محاصرين في نقاط ضعفنا، في حساسية مختلطة بالخوف والانبهار، تليها حالة تخدر تدريجي تجاه العرض نفسه".

الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ شاركت أكثر من مرة في أسطول كسر حصار غزة (أسوشيتد برس)

وبينت الكاتبة أنه على النقيض من الاتهامات المتكررة التي وُجهت للأساطيل المتجهة إلى غزة بأنها تهدف إلى "الاستعراض"، فقد فضحت هذه الأساطيل تحويل الإبادة الجماعية إلى عرض لمتفرجين، وكسرت حالة الشلل، وحركت الاستجابة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.

إعلان

وأشارت الكاتبة إلى أن الناشطة غريتا ثونبرغ تعرّضت لهجمات متكررة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وواجهت شتائم عديدة على الإنترنت بسبب تضامنها مع الفلسطينيين.

وعندما أُطلق سراحها، وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "مُثيرة للشغب" ونصحها بزيارة الطبيب "لضبط الغضب".

وتساءلت الكاتبة: "لكن، هل غريتا هي المشكلة؟ أليس المفترض أن يكون المشاهدون هم المشكلة، أولئك الذين يوافقون يوميا بتقاعسهم على قصف الأطفال أو موتهم جوعا؟ كيف تحوّلت ردة فعل تضامنية أمام إبادة جماعية إلى مشكلة ينبغي لطبيب أن يتعامل معها؟

وترى الكاتبة أن أمام الشعوب فرصة جماعية للتوقف عن لعب دور المشاهد، لأن السلام لن يتحقق إذا لم يُحاسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته على جرائمهم، وتنتهي حياتهم في السجن، وإذا بقيت الإبادة الجماعية من دون عقاب فلن يكون هناك سلام ليس فلسطين وحدها فحسب، بل للعالم بأسره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الکاتبة أن

إقرأ أيضاً:

«الرحمة أفعال وليست أقوالا».. الأوقاف تعلق على واقعة مسن أثناء لحاق الأتوببس

أشعل مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من الغضب، بعدما أظهر لحظة سقوط رجل مسن يُدعى الحاج فوزي أمام أحد الأتوبيسات، عقب مشادة كلامية مع المُحصّل، في مشهد وصفه كثيرون بالقاسي والمؤلم.

وظهر في الفيديو الرجل المسن وهو يحاول الصعود إلى الأتوبيس حاملاً بعض الأوراق الطبية، بينما كان السائق والمحصّل يتحدثان معه بطريقة غاضبة، قبل أن يتحرك الأتوبيس بشكل مفاجئ ليسقط الرجل أرضًا على وجهه، في لقطة أثارت تعاطف المارة الذين هرع بعضهم لمساعدته على الفور.

وتداول مستخدمو السوشيال ميديا الفيديو على نطاق واسع، معبرين عن غضبهم الشديد من غياب الرحمة وسوء المعاملة، خاصة وأن المسن بدا عليه الإرهاق، وكأنه كان في طريقه لمراجعة طبية أو عائدًا من مستشفى، ليجد نفسه يواجه معاملة غير إنسانية بدلًا من الدعم والمساندة.

الأوقاف تلغي شرط الاختبارات التحريرية والشفوية لشغل المناصب القياديةوزير الأوقاف: فتح حركة التنقلات للأئمة ومقيمي الشعائر والمؤذنين والعمالالأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان «بالتي هي أحسن»تفاصيل المسابقة الثقافية البحثية الكبرى بين وزارتي الأوقاف والتعليم

وفي أول تعليق رسمي على الواقعة، أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيس بوك"، أكدت فيه رفضها التام لمثل هذه التصرفات، مشددة على أن "الأخلاق أفعال لا أقوال، والرحمة سلوك لا شعارات"، مشيرة إلى أن التصرف الصحيح كان يجب أن يكون بمساعدة الرجل على الصعود إلى الأتوبيس بدلًا من تجاهله أو الإساءة إليه.

وفي سياق متصل، أعلنت الأجهزة الأمنية أنها تمكنت من القبض على صاحب الأتوبيس المتسبب في الواقعة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وسط مطالبات واسعة بمحاسبة المسؤولين عن هذا التصرف الذي هزّ مشاعر المصريين.

طباعة شارك سقوط مسن فيديو سقوط مسن الأوقاف واقعة سقوط مسن الرحمة واقعة الأتوبيس

مقالات مشابهة

  • تقدمت الى محكمة ملحان م/المحويت الأخت كاتبة أحمد بطلب تصحيح اسمها
  • قيادي بفتح: أطفال غزة يواجهون إبادة صامتة بعد وقف إطلاق النار
  • كاتبة أميركية: فجر ترامب الجديد قد يكون سرابا
  • «الرحمة أفعال وليست أقوالا».. الأوقاف تعلق على واقعة مسن أثناء لحاق الأتوببس
  • ثونبرغ: إسرائيل هددتنا بالقتل عبر إطلاق غاز سام داخل الزنزانة
  • مدينة إسبانية تحظر تبنّي القطط السوداء قبل الهالوين
  • لأول مرة.. كامالا هاريس تتحدث عن "إبادة جماعية" في غزة
  • انضمام الكاتبة الصحفية آمال عثمان للجنة العليا لمهرجان صدى الأهرامات
  • انضمام الكاتبة الصحفية آمال عثمان إلى اللجنة العليا لمهرجان «صدى الأهرامات»