هل يُرأب الصدع بين المغرب والجزائر؟
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
العلاقات بين المغرب والجزائر تمر بواحدة من أكثر مراحلها توتراً، رغم التاريخ المشترك والمصير الجغرافي الذي لا غنى عنه. وبين فصول التراشق الدبلوماسي المتكرر، والانفصال الرسمي بقرار الجزائر قطع علاقاتها مع الرباط في أغسطس عام ٢٠٢١، يظل السؤال الأكثر إلحاحًا: هل يمكن فعلاً رأب الصدع بين البلدين الجارين؟ وهل ما زالت هناك نافذة أمل لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي؟
الخلافات بين البلدين ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي، عندما اندلعت حرب الرمال عام ١٩٦٣ بعد استقلال الجزائر عن فرنسا بسبب نزاع حدودي مع المغرب.
على الصعيد الآخر، لا تطالب الجزائر بالإقليم، بينما تدعم "جبهة البوليساريو" سياسيًا وعسكريًا التي أعلنت تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، مطالبة باستقلال الصحراء وبحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. كذلك، تستضيف الجزائر مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف. حيث تعتبر الجزائر دعمها للبوليساريو مبدأً ثوريًا وإنسانيًا، لكن المغرب يرى فيه تدخلًا في شئونه الداخلية. هذا التعارض الجوهري في الرؤية لا يزال يشكّل عائقًا أمام أي محاولة حقيقية للتقارب.
مع ذلك، فإن التوتر لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يطال الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية بين الشعبين، خاصة مع استمرار إغلاق الحدود منذ عام ١٩٩٤. وعلى الرغم من الدعوات الرمزية التي وجهها العاهل المغربي محمد السادس في أكثر من مناسبة، والتي عبّر فيها عن رغبة بلاده في المصالحة وفتح صفحة جديدة، فإن الجزائر بقيت متمسكة بموقفها، مشترطة "تغيير السلوك المغربي" كشرط مسبق، خصوصًا فيما يتعلق بالتقارب بين المغرب وإسرائيل، والذي تعتبره الجزائر تهديدًا مباشرًا لأمنها الإقليمي.
والسؤال لم يعد هل يُرأب الصدع؟ بل متى؟ وبأي ثمن؟ ذلك أن استمرار القطيعة لن يخدم سوى خصوم الشعوب في الداخل والخارج، أما المُصالحة، فستكون انتصارًا للتاريخ والجغرافيا، لأن رأب الصدع بين المغرب والجزائر لم يعد ترفًا دبلوماسيًا ولا خيارًا مؤجلًا، بل بات ضرورة استراتيجية لا غناء عنها في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة. حيث أن القطيعة الراهنة، وإن كانت محاطة بلغة السيادة والمبادئ، تكلّف البلدين كثيرًا على المستويات الاقتصادية والسياسية والشعبية.
لقد آن أوان المبادرة، وآن أوان التنازل المتبادل، وآن أوان خطاب جديد يتجاوز الماضي ويتطلع إلى المستقبل. الصدع يمكن رأبه، لكن النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د سراج الدين ياسين المغرب والجزائر البلدين الجارين الخلافات بين البلدين بین المغرب رأب الصدع
إقرأ أيضاً:
أبو العينين: تعمير الصحراء قضية أساسية بالنسبة لي
أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب ورئيس برلمان الاتحاد من أجل المتوسط، أن الرئيس السيسي حقق تنمية اقتصادية غير مسبوقة، ودور القوات المسلحة في التنمية يدرس، ومصر واجه تحديات أثرت على الأداء الاقتصادي.
وحول سؤاله عن محمد أبو العينين الإنسان، أضاف النائب محمد أبو العينين خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»: «لما بقعد لوحدي وأقرب من السماء وأقول يارب بحس براحة نفسية كبيرة وهذا أمر بيني وبين الله».
وأوضح محمد أبو العينين: «بعمل مشروعات تنموية زي تعمير الصحراء في شرق العوينات والساحل الشمالي وشرق العوينات، فأنا أعشق وطني وأقدره، وتعمير الصحراء قضية أساسية بالنسبة لي، واتجهنا لإفريقيا أيضا وختلفت الآن كثيرا عما كانت عليه من 10 سنوات، باعتبارها من أغنى قارات العالم».
وأضاف قائلا: «إفريقيا تتمتع بثروات هائلة وقارة جاذبة للاستثمار، ولما بنخش في إفريقيا بنعمل خطط في مشروعات الصحة والتعليم والاقتصاد».
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: دعوة الرئيس اليمني للحوثيين في ذكرى ثورة 14 أكتوبر بإلقاء السلاح هدفها السلام
واحد من أقدم نواب البرلمان.. «مصطفى بكري» مرشحًا مستقلًا في الدورة الخامسة بمجلس النواب
مصطفى بكري يشكر رئيس النواب.. ويطالب بضمانات جديدة لدخول المنازل من جانب السلطات العامة