ميتا تُغلق تطبيق ماسنجر على ويندوز وماك نهائيًا

في خطوة مفاجئة أثارت استغراب المستخدمين، أعلنت شركة ميتا أنها ستوقف تطبيق ماسنجر الخاص بأجهزة ويندوز وماك اعتبارًا من 15 ديسمبر المقبل، ما يعني أن المستخدمين لن يتمكنوا من استخدام التطبيق على أجهزة الكمبيوتر بعد هذا التاريخ.

أكدت الشركة الخبر في بيان رسمي أرسلته إلى موقع Engadget، مشيرةً إلى أن الطريقة الوحيدة للوصول إلى المحادثات ستكون عبر موقعي فيسبوك وماسنجر الإلكترونيين أو تطبيق فيسبوك المتاح على ويندوز.

القرار يُنهي رسميًا وجود تطبيق ماسنجر المستقل على الحواسيب بعد نحو عقد من إطلاقه، في خطوة يرى البعض أنها تعكس توجه ميتا نحو تبسيط خدماتها والتركيز على الاستخدام عبر الويب والأجهزة المحمولة بدلًا من التطبيقات المنفصلة لأنظمة سطح المكتب.

نهاية تطبيق بدأ بفصل ماسنجر عن فيسبوك

تطبيق ماسنجر على الحواسيب كان يُعد أحد محاولات ميتا لتوفير تجربة مراسلة متكاملة ومنفصلة عن منصة فيسبوك الرئيسية، خاصة بعد أن قررت الشركة عام 2014 فصل خدمتي فيسبوك وماسنجر لتقليل التداخل بين الميزات.
آنذاك، جاء القرار ليتيح للمستخدمين مساحة مستقلة للدردشة بعيدًا عن الإشعارات والمنشورات التي كانت تُربك تجربة الاستخدام داخل فيسبوك.

لكن خلال السنوات الأخيرة، تغيّر اتجاه ميتا بشكل ملحوظ. فبعد محاولتها دمج خدمات المراسلة بين ماسنجر وإنستجرام ضمن منصة موحدة عام 2020، تراجعت الشركة عن هذه الفكرة عام 2023، لتُركّز بدلًا من ذلك على تحسين تجربة المراسلة الآمنة والمرتبطة بتطبيقاتها الأساسية، لا سيما فيسبوك وواتساب.

لماذا أوقفت ميتا تطبيق ماسنجر؟

رغم أن الشركة لم تُقدّم سببًا مباشرًا لإيقاف التطبيق على أنظمة سطح المكتب، فإن بعض المحللين التقنيين يشيرون إلى أن القرار قد يكون مرتبطًا بانخفاض معدلات الاستخدام، فوفقًا لتقارير غير رسمية، يعتمد معظم مستخدمي ماسنجر على الهواتف الذكية للوصول إلى محادثاتهم، بينما يفضل آخرون استخدام الإصدار الإلكتروني عبر المتصفح لسهولة الوصول وعدم الحاجة إلى تثبيت تطبيق إضافي.

صفحة الدعم الرسمية الخاصة بميتا أوضحت أن المستخدمين سيتلقون إشعارًا قبل الموعد المحدد، وسيتوقف التطبيق تمامًا بعد 15 ديسمبر، حيث لن يكون بالإمكان تسجيل الدخول أو إرسال الرسائل عبره. وأشارت الشركة إلى أنه يمكن للمستخدمين تأمين محادثاتهم وحفظها قبل الإغلاق من خلال ميزة التخزين الآمن.
لتفادي فقدان البيانات أو الرسائل القديمة، تنصح ميتا المستخدمين بتفعيل التخزين الآمن (Secure Storage) وربط حسابهم برمز سري، وتوضح الشركة الخطوات اللازمة لذلك:

 الدخول إلى إعدادات الحساب من خلال النقر على رمز الترس أعلى صورة الملف الشخصي.
 اختيار الخصوصية والأمان، ثم الانتقال إلى الدردشات المشفّرة من طرف إلى طرف.
 بعد ذلك، اختيار تخزين الرسائل والتأكد من تفعيل خيار تفعيل التخزين الآمن.

تُعد هذه الخطوات ضرورية لضمان أرشفة الرسائل القديمة واستعادتها لاحقًا، خاصة بعد إيقاف التطبيق.

قرار إغلاق ماسنجر على سطح المكتب يأتي في سياق أوسع من التغييرات التي تنفذها ميتا مؤخرًا ضمن محاولاتها لتبسيط منظومتها الرقمية وتقليل تكاليف الصيانة والتحديث. فبدلًا من إدارة تطبيقات مستقلة لأنظمة تشغيل متعددة، يبدو أن الشركة تُفضّل الاعتماد على تطبيقات الويب السحابية، التي تتيح التحديث الفوري والتوافق عبر مختلف الأجهزة دون الحاجة لإصدارات منفصلة.

كما يرى بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من إستراتيجية أوسع لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطورها الشركة داخل واجهات فيسبوك وماسنجر على الويب، بدلًا من توزيع الجهود بين منصات متعددة.
رغم إيقاف التطبيق، أكدت ميتا أن ماسنجر لن يتأثر من حيث الأداء أو المميزات عبر المنصات الأخرى، بل سيستمر في تلقي التحديثات بشكل طبيعي على الهواتف الذكية والمتصفحات. وتُخطط الشركة لتعزيز أدوات الأمان والمحادثات المشفرة، إلى جانب تحسين تجربة المستخدم عبر دمج الذكاء الاصطناعي في الردود التلقائية والاقتراحات الذكية داخل التطبيق.

في النهاية، يمثل هذا القرار نهاية فصل في تاريخ ماسنجر، التطبيق الذي بدأ كخدمة منفصلة ليمنح المستخدمين حرية التواصل بعيدًا عن فيسبوك، قبل أن تعيده ميتا إلى جذوره كجزء من منظومة التواصل المتكاملة عبر الويب. ومع تزايد اعتماد المستخدمين على الهواتف الذكية، يبدو أن عصر تطبيقات المراسلة المخصصة للحواسيب يقترب من نهايته، بينما تتجه ميتا بخطى ثابتة نحو مستقبل مراسلة أكثر ترابطًا وذكاءً.

المصدر: بوابة الوفد