حبس عادي أم جناح.. كيف سيقضي الرئيس الفرنسي السابق فترة سجنه في باريس؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
دخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي السجن في باريس اليوم الثلاثاء، في اليوم الأول من عقوبة لمدة خمس سنوات، وهي المرة الأولى التي يقضي فيها رئيس سابق لفرنسا الحديثة فترة خلف القضبان.
وتوجه ساركوزي بسيارته إلى مجمع السجن صباح الثلاثاء، ولوح لأنصاره أثناء مغادرته منزله.
وكانت السيارة التي كانت تقله محاطة بعشرات الدراجات النارية والمركبات التابعة للشرطة، في طريقها إلى سجن “لا سانتيه” في جنوب باريس.
حكم على ساركوزي بالسجن لمدة خمس سنوات الشهر الماضي بتهمة التآمر الجنائي، لدوره في مخطط لتمويل حملته الرئاسية عام 2007 بأموال من ليبيا مقابل الحصول على خدمات دبلوماسية.
وقد استأنف الرئيس السابق، الذي ترك منصبه في عام 2012، الحكم بإدانته، ولكن من المتوقع في هذه الأثناء أن يحتل زنزانة إما في الحبس الانفرادي أو في ما يسمى "جناح كبار الشخصيات" في مجمع سجن لا سانتيه.
وعادة ما يتم حجز هذا الجناح للسجناء الذين يعتبرون غير مناسبين للبقاء مع عامة السجناء في السجن، وذلك عادة بسبب الخوف على سلامتهم.
وتحتوي الزنازين في الجناح على سرير معدني ومرتبة ومكتب صغير وثلاجة وموقد طبخ وتلفزيون ودش ومرحاض ومغسلة وخط هاتف ثابت يسمح للسجناء بالاتصال بأرقام معينة مصرح بها.
ومن بين السجناء السابقين مانويل نورييجا، الديكتاتور السابق لبنما، الذي احتجز هناك بعد تسليمه من الولايات المتحدة بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح به.
وقد أمضى المعتقل الفنزويلي إيليتش راميريز سانشيز، المعروف أيضاً باسم "كارلوس الثعلب"، بعض الوقت في السجن، كما فعل جاك ميسرين، القاتل سيئ السمعة وسارق البنوك في سبعينيات القرن العشرين، والذي تم تصوير مسيرته الإجرامية في فيلم عام 2008 بطولة فينسنت كاسل.
وبحسب إذاعة فرنسا العامة، تمكن ميسرين من الهروب من سجن "لا سانتيه" مرتديًا زي حارس سجن إلى جانب زميله المجرم فرانسوا بيس.
وقال ماركو مولي، وهو سجين سابق في جناح كبار الشخصيات في السجن، لقناة BFMTV في فيلم وثائقي عام 2022، إن السجن "على ما يرام"، مقارنًا إياه بسلسلة فنادق اقتصادية أوروبية شهيرة.
وفي بيان نشر على موقع X بعد وقت قصير من انطلاق السيارة التي كانت تقله إلى السجن، أكد ساركوزي أنه "رجل بريء".
وقال "بينما أستعد لدخول أسوار سجن لا سانتيه، فإن أفكاري تتجه إلى الشعب الفرنسي من كافة مناحي الحياة والآراء".
وأضاف "أريد أن أقول لهم بكل قوتي أن من يتم حبسه هذا الصباح ليس رئيسا سابقا للجمهورية، بل رجل بريء".
وقال الزعيم السابق إنه "سيواصل إدانة هذه الفضيحة القضائية"، لكنه أضاف أنه "لا ينبغي أن أشفق عليه لأن زوجتي وأولادي بجانبي، وأصدقائي لا حصر لهم".
لكن ساركوزي قال صباح الثلاثاء إنه يشعر "بحزن عميق تجاه فرنسا التي تجد نفسها مهانة بسبب التعبير عن الانتقام الذي رفع الكراهية إلى مستوى غير مسبوق".
وصل ساركوزى، البالغ من العمر 70 عامًا، إلى السجن صباح الثلاثاء، رفقة زوجته التي ظلت ممسكة بيده، وتم نقله إلى قسم العزل حيث سيقيم في زنزانة انفرادية، فى إجراء يهدف إلى ضمان أمنه وسرية احتجازه، وفقًا لما نقلته صحيفة لو باريزيان الفرنسية.
وكشف الرئيس الأسبق في تصريحات سابقة لصحيفة لوفيجارو، أنه سيواجه فترة السجن برأس مرفوع، مصطحبًا معه كتابين فقط: أحدهما سيرة عن المسيح، والآخر رواية الكونت دي مونت كريستو، التي تحكي قصة رجل بريء أدين ظلمًا، في رسالة رمزية لتجربته الشخصية.
ماكرون يتعاطف مع ساركوزيورغم صدور الحكم في عهد الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي تبنى قانونًا عام 2019 ينظم مثل هذه القضايا، فقد أبدى الأخير تعاطفًا إنسانيًا مع سلفه، واستقبله في لقاء ودي الجمعة الماضية، معلقًا بعدها: أن احترام القضاء واجب، لكن من الطبيعي أن ألتقي أحد أسلافي في مثل هذه الظروف.
في المقابل، أعلن وزير العدل جيرالد دارمانان، المقرب من ساركوزي، عزمه زيارة الرئيس الأسبق في محبسه، وهو ما أثار انتقادات حادة من نقابات القضاة التي رأت في الخطوة خلطًا بين الصداقة والموقع الرسمي.
وكانت محكمة باريس الجنائية قد أصدرت حكمها في 25 سبتمبر الماضي، بعد اتهام ساركوزي بتلقي تمويل غير مشروع من نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ساركوزي السجن باريس الرئيس الفرنسي السابق
إقرأ أيضاً:
ساركوزي يدخل السجن في سابقة لرئيس فرنسي وأوروبي
باريس"أ ف ب": يدخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي السجن يوم الثلاثاء في باريس، في أول حدث من نوعه في دول الاتحاد الأوروبي، بعد حوالى شهر على صدور حكم بسجنه خمس سنوات لإدانته بالحصول على تمويل غير قانوني من ليبيا لحملته الانتخابية عام 2007.
وأعلن ساركوزي لدى خروجه من المحكمة الجنائية في باريس بعد صدور الحكم بحقه في 25 سبتمبر"سأتحمل مسؤولياتي وسأمتثل لاستدعاءات القضاء، وإن أرادوا حقا أن أنام في السجن، فسأفعل ذلك ولكن مرفوع الرأس لأنني بريء".
ويعتزم محامو الزعيم السابق لليمين الفرنسي تقديم طلب بالإفراج الموقت عنه فور دخوله السجن.
ومن المرجح أن يتم سجن ساركوزي في واحدة من الزنزانات الـ15 البالغة مساحتها تسعة أمتار مربعة في قسم الحبس الانفرادي، وفق ما أورد عاملون في السجون مطلعون على الظروف في سجن "لا سانتي"، المعتقل الوحيد في العاصمة الفرنسية.
وأوضحت المصادر أن هذا سيجنب ساركوزي التفاعل مع المعتقلين الآخرين من أجل ضمان سلامته ومنع التقاط صور له بواسطة الهواتف النقالة المنتشرة بشكل واسع في السجن.
- "خطورة استثنائية" -
وينفي ساركوزي أي خطة للحصول على تمويل ليبي للحملة الانتخابية التي أوصلته إلى الرئاسة عام 2007 وشبه نفسه بأشهر مدانين بريئين في التاريخ والأدب الفرنسي، وهما ألفريد دريفوس وإدمون دانتيس، الكونت دو مونتي كريستو.
ودعا ابنه لوي عبر منصة إكس الجميع إلى "المجيء للتعبير عن دعمهم لنيكولا ساركوزي" بالقرب من منزل الرئيس السابق صباح الثلاثاء.
وأثار القضاة في 25 سبتمبر الذهول في قاعة المحاكمة بإصدارهم أمرا بإيداعه السجن بالتزامن مع حكم إدانته بـ "التآمر الجنائي"، بدون انتظار محاكمة الاستئناف التي من المقرر أن تُعقد قبل الصيف.
وتذرعوا بـ"خطورة الوقائع الاستثنائية" ليحددوا للرئيس السابق مهلة قصيرة فقط لترتيب أوضاعه قبل دخوله السجن.
ودين ساركوزي بالسماح لأقرب معاونَين له حين كان وزيرا للداخلية هما بريس أورتوفو وكلود غيان بالتواصل مع الزعيم الليبي السابق معمر القذافي للحصول على تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية.
وعقد غيان وأورتوفو في هذا السياق في نهاية 2005 اجتماعات مع عبد الله السنوسي مدير الاستخبارات الليبية المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة غيابيا في فرنسا لدوره في الاعتداء على طائرة "دي سي-10" التابعة لشركة "يوتا" الفرنسية عام 1989 والذي أودى ب170 شخصا بينهم 54 فرنسيا.
وإن كانت المحكمة أقرت بأنه لم يتم التثبت من وصول أموال في نهاية المطاف إلى صناديق حملة ساركوزي، إلا أنها أفادت في الحكم بأن التحقيق كشف عن حركة أموال انطلاقا من ليبيا "بهدف تمويل" الحملة.
وسيكون أمام محكمة الاستئناف شهران للنظر في طلب الإفراج المؤقت عن ساركوزي، لكن من المتوقع أن تعقد الجلسة بشكل أسرع.
وسيتم النظر في الطعن الذي قدمه المدانان الآخران في القضية واللذان سجنا وهما وهيب ناصر وألكسندر جهري في 27 أكتوبر و3 نوفمبر، أي بعد أكثر من شهر بقليل من دخولهما السجن.
- الاعتقال المؤقت، الملاذ الأخير -
والإخلال بالنظام العام الناجم عن "خطورة الوقائع الاستثنائية" من المعايير المنصوص عليها في القانون لإرفاق الإدانة بأمر بإيداع السجن، لكن هذا لا ينطبق على طلب إفراج مؤقت بعد تقديم استئناف يعيد إلى المتهم صفة البراءة حتى إثبات العكس.
وعندها لا يعود من الممكن إبقاؤه قيد الحبس الاحتياطي إلا إذ كان ذلك "الوسيلة الوحيدة" للحفاظ على الأدلة ومنعه من الضغط على شهود أو ضحايا أو التشاور مع متواطئين، أو منعه من الهروب أو معاودة ارتكاب جريمة، أو حماية المتهم. وفي حال عدم توافر هذه الاعتبارات، ينبغي إطلاق سراحه تحت المراقبة القضائية، مع إمكان وضعه قيد الإقامة الجبرية مع سوار إلكتروني إذا اقتضت الحاجة.
وفي انتظار إفراج محتمل، سيواجه ساركوزي العزلة إذ ينص نظام الحبس الانفرادي على نزهة واحدة في اليوم في باحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار مربعة، مع إمكان وصوله إلى واحدة من قاعات الرياضة الثلاث في السجن أو إلى القاعة المستخدمة كمكتبة.
وخلال تنقلاته للذهاب مثلا إلى غرفة الزيارات أو لمعاينة طبيب، سيكون الرئيس السابق برفقة حارس واحد على الأقل وستفرض إجراءات معروفة بـ"الحجب" لمنع أي تواصل مع سجناء آخرين.