أكاديمية طويق و"NVIDIA" تطلقان مبادرات استراتيجية في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
أطلقت أكاديمية طويق بالتعاون مع (NVIDIA) العالمية، بمدينة الرياض الثلاثاء، مبادرات إستراتيجية وبرامج احترافية، ضمن فعالية أقيمت تمهيدًا لتدشين أول مركز ابتكار في الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط والثاني عالميًا بين الجهتين، لتمكين وتطوير القدرات الوطنية في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
وتضمّنت الفعالية إطلاق التسجيل في برامج احترافية تُعد الأولى من نوعها بمجال الذكاء الاصطناعي، لصقل مهارات الكفاءات والمواهب الوطنية في بناء تطبيقات معالجة اللغات الطبيعية (NLP)، كما تضمّنت الفعالية جلسة حوارية دارت بين عدد من الخبراء والمختصّين من الأكاديمية و(NVIDIA)، عن التحول العالمي ومستقبل الابتكارات في المجال، وأهم المهارات اللازمة لبناء جيل متمكن في التقنيات الناشئة، ودور الجهتين في توفير الأدوات والتقنيات اللازمة لتخريج سفراء معتمدين عالميًا، واكتساب المعرفة والخبرات المطلوبة في سوق العمل، واختُتمت الفعالية بورشة عمل تطبيقيّة بشهادة احترافية معتمدة من (NVIDIA)، حول أساسيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، بحضور أكثر من 1,500 مشارك.
ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لأكاديمية طويق الأستاذ عبدالعزيز الحمادي، أهمية التعاون مع (NVIDIA)، وحرص الأكاديمية في بناء قدرات وطنية متميّزة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عبر إطلاق مبادرات وبرامج احترافية بالشراكة مع كبرى الجهات العالمية، بمحتوى ومنهجيّة تعلّم قائمة على التطبيق العملي، تسهم في تعزيز ريادة المملكة عالميًا في مختلف المجالات التقنية.
يذكر أن أكاديمية طويق تقدم العديد من المعسكرات والبرامج التعليمية في العديد من المجالات أبرزها الذكاء الاصطناعي والبرمجة وغيرها من مجالات التقنيات المتقدمة، بهدف تأهيل الكفاءات الوطنية للمنافسة عالميًا، ودعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية القدرات البشرية وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
أكاديمية طويقالذكاء الاصطناعيقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أكاديمية طويق الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی أکادیمیة طویق عالمی ا
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والتنمية الاقتصادية
يشهد العالم تحولات وتقدّمًا تكنولوجيًا متسارعًا بسبب تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يعد أحد الابتكارات التي ساعدت على التنمية الاقتصادية في البلدان التي استطاعت توظيف تقنياته في القطاعات الاقتصادية من خلال تطوير بعض المفاهيم، مثل تحليل البيانات والاقتصاد الرقمي، والاستفادة منها في فهم ديناميكية الأسواق عبر الاقتصاد القياسي الذي يتنبأ بالأوضاع الاقتصادية من خلال استخدام قواعد البيانات.
من فوائد الذكاء الاصطناعي الواضحة للجميع أن تقنياته ساعدت كثيرًا على فهم سلوك المستهلك بدقة الذي بدوره عزّز قدرته على التنبؤ ووضع الحلول الاستباقية، أيضا أوجد الذكاء الاصطناعي حلولًا للأخطاء البشرية في الرصد والتحليل والقيام ببعض المعادلات الحسابية المعقدة، ما ساعد الشركات على وضع الحلول الاستباقية والتعامل مع الأزمات قبل حدوثها بالاستناد إلى تحليل البيانات والفرضيات، فالعلاقة بين الجانب المعرفي والتنمية الاقتصادية لا تقتصر على تجميع الأموال وزيادة حجم الودائع البنكية، بل في كيفية إدارة الأموال وتعظيم الاستفادة منها في التنمية الاقتصادية، وهو ما يطلق عليه مفهوم رأس المال الحقيقي من خلال توظيف فكرة «تمثيل المعرفة» المكتسبة من أدوات الذكاء الاصطناعي عبر تطابق الواقع والاستدلال عن طريق الحاسبات الآلية للوصول إلى التنمية الاقتصادية.
رغم توقّع بعض الاقتصاديين أن الاقتصادات غير المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ربما تواجه تحديات مستقبلية، والاقتصادات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي سينتج عنها مكاسب اقتصادية على مستوى القطاعات المختلفة والاقتصاد الكلي، إلا أنّ الذكاء الاصطناعي وحده قد يسبب تحديات للاقتصاد الكلي من خلال تراجع مؤشر التوظيف والتشغيل، والتحدي الأكبر يكمن في حجم الأموال التي سيتكبدها الاقتصاد في إنشاء مراكز بيانات ضخمة،وربما يتم تقييد أجزاء أخرى من الاقتصاد كالاستثمارات مثلا بسبب توجيه الأموال لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، فتحقيق التنمية الاقتصادية مرتبط تماما بكيفية إحداث مزيجٍ من الموارد المالية والمعرفة العلمية؛ لإدارة المال علميًا ومعرفيًا، وبالتالي الوصول إلى تنمية اقتصادية شاملة من خلال الاستفادة من الإدارة المالية الكفؤة، ولتحقيق ذلك لابد من الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي ودمجها مع الخبرات البشرية المتراكمة في إدارة الاقتصاد وموارده من خلال التنبؤ واستشراف المستقبل الاقتصادي، وبالتالي فإن الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للاقتصاد، سيكون لها الأثر الفاعل في ازدهار الأنشطة الاقتصادية، ولذلك من المهم أن نستفيد من الرصيد العلمي الرصين الذي تديره عقول معرفية وموارد مالية كبيرة في تنمية الاقتصاد العُماني،
وكذلك من المهم أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي وتطوّر أدواته في تحسين التنبؤ وإجراء المعادلات الرياضية المعقدة؛ للاستفادة من البيانات الدقيقة في استشراف المستقبل، بحيث يتم دمج الحدس البشري والذكاء الاصطناعي في ابتكار نموذج جديد يسهم في دقة التنبؤ والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل، أيضا من الجيد أن يتم تسريع إدماج مفاهيم ومصطلحات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات التعليمية؛ لما لذلك من انعكاس على كفاءة التعليم وتشجيع الطلبة على التحليل النقدي باستخدام وسائل ذكية تساعد على التحليل النقدي الداعم لتنمية الاقتصاد وتطوير المجتمع، إضافة إلى تبني فكرة زيادة عدد الأنشطة الإعلامية التي تشجع على تحفيز النشاط الذهني والعقلي؛ بهدف تعزيز مهارات الإبداع والابتكار في التنمية الاقتصادية وإدارة مواردها المالية بكفاءة عالية.
في رأيي، أن الذكاء الاصطناعي ربما يكون مفيدًا للتنمية الاقتصادية ومفيدًا لتسريع نمو بعض الأعمال والأنشطة الاقتصادية، لكنه قد يخفي بعض التحديات التي تواجه تطبيق السياسات الاقتصادية؛ لأن الذكاء الاصطناعي يوفر النتيجة وحدها لا الوسيلة أو طريقة الوصول إلى النتيجة، وبالتالي من المهم أن يتم دمج الذكاءين البشري والاصطناعي في تحديد السياسات المناسبة؛ بسبب أن الذكاء الاصطناعي يحتاج وقتًا لتحقيق إمكاناته التحولية، ولأثره على الاقتصاد الكلي والسياسات الاقتصادية عمومًا من خلال التأثير على التشغيل والإنفاق تحديدا، وبالتالي ربما يكون الاقتصاد يمر بمرحلة جدل ونقاش مستفيض حاليا بين تسارع تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته وبين السياسات المتخذة التي ربما تتعارض مع وجهات نظر الباحثين والمحللين الاقتصاديين.
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد من وحي الخيال، بل واقعًا وربما يكون سببًا في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي مستقبلا، وأرى أننا أمام فرصة حقيقية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تنمية الاقتصاد العُماني، لكننا في الوقت ذاته نحن بحاجة إلى فهم التحولات الناتجة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعامل معها كواقع لابد من التفاعل والتأقلم معه، والاستفادة من قدراته التنبؤية، ومدى توظيف تقنياته في دمج أدوات الاقتصاد الرقمي والاقتصاد التقليدي لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة في سلطنة عُمان.