فيسبوك يطلق ميزة ذكاء اصطناعي جديدة لتحويل صورك إلى محتوى إبداعي قابل للمشاركة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
في خطوة جديدة تعزز سباق شركات التكنولوجيا نحو دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية، أعلنت شركة ميتا عن إطلاق ميزة جديدة عبر تطبيق فيسبوك في أمريكا الشمالية، تتيح للمستخدمين مسح مكتبة الصور على هواتفهم لإنشاء صور مجمعة وتحريرها تلقائيًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الميزة التي بدأت ميتا اختبارها في وقت سابق من العام الجاري أصبحت متاحة الآن للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا، مع خطط لتوسيع نطاقها قريبًا إلى دول أخرى.
عند تفعيل الميزة، يقوم فيسبوك – بعد الحصول على إذن المستخدم – بمسح مكتبة الصور وتحليلها اعتمادًا على بيانات مثل الوقت والموقع والسمات البصرية، ليقترح إنشاء محتوى مختلف مثل ملصقات تذكارية من رحلة معينة، أو مقاطع مجمعة من حفلات التخرج، أو تحسين صور محددة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي. وبذلك تسعى ميتا إلى جعل تجربة المستخدم أكثر تفاعلاً وسلاسة، من خلال الأتمتة الذكية التي تتولى مهمة الابتكار بدلاً من المستخدم.
لكن هذه الخطوة لم تمر دون إثارة نقاش واسع حول قضايا الخصوصية واستخدام البيانات. فرغم أن ميتا تؤكد أن الميزة "اختيارية بالكامل"، فإنها توضح أيضًا أن استخدام أدوات التحرير أو المشاركة الناتجة من الميزة قد يُتيح للشركة استخدام هذه الوسائط لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وهو ما يثير مخاوف بعض المستخدمين من أن بياناتهم الشخصية – بما في ذلك الصور العائلية أو الخاصة – قد تصبح جزءًا من منظومة تدريب الخوارزميات في المستقبل.
تقول ميتا إن اقتراحات الميزة ستظل خاصة تمامًا بالمستخدم ما لم يقرر مشاركتها، وإن البيانات التي تُرفع إلى خوادمها السحابية لا تُستخدم بأي حال من الأحوال لأغراض الإعلانات الموجهة. وأكدت الشركة في بيانها الرسمي أن الهدف الوحيد من جمع هذه الوسائط هو تحسين تجربة المستخدم وتقديم اقتراحات أكثر دقة وشخصية.
وتنص شروط الاستخدام على أنه لإنشاء الأفكار المقترحة، سيُسمح للتطبيق برفع بعض الوسائط من ألبوم الكاميرا إلى سحابة ميتا بشكل مستمر، اعتمادًا على معلومات مثل الموقع الجغرافي ووقت التقاط الصور والعناصر الموجودة فيها. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لدى الشركة لجعل الذكاء الاصطناعي مكونًا أساسيًا في كل خدماتها المستقبلية، من فيسبوك إلى إنستغرام وحتى واتساب.
ويرى محللون أن هذه الميزة الجديدة تمثل مزيجًا بين أدوات تنظيم الصور الشخصية والمساعدات الذكية التي تتيح للمستخدمين توفير الوقت والجهد في تحرير الصور يدويًا، بينما يرى آخرون أنها محاولة من ميتا لجمع بيانات بصرية ضخمة لتقوية قدرات نماذجها الذكية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع جوجل وآبل وسناب في مجال معالجة الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومن الناحية العملية، يستطيع المستخدم تجاهل الميزة تمامًا دون أن يتأثر حسابه، إذ تبقى خاصية اختيارية لا تُفعّل إلا بإذن صريح. وفي حال قرر المستخدم لاحقًا تعطيلها بعد تفعيلها، يمكنه إيقافها بسهولة من خلال إعدادات ألبوم الكاميرا في التطبيق.
ووفقًا لبيان ميتا، فإن اقتراحات الصور التي تنشئها الميزة ستظهر للمستخدم في القصص أو في صفحة الخلاصة، ولن تكون مرئية لأي شخص آخر ما لم يقرر المستخدم نشرها. وتراهن الشركة على أن الميزة ستشجع المستخدمين على التفاعل أكثر مع المنصة عبر نشر محتوى شخصي أكثر جاذبية من صورهم اليومية.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتسارع فيه وتيرة تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر قربًا من الحياة اليومية. فمن الكتابة إلى التصميم والمونتاج، بات الذكاء الاصطناعي حاضرًا في كل مجالات الإبداع الرقمي. وتُضيف ميتا بهذه الميزة الجديدة فصلًا جديدًا من هذا التطور، مقدّمةً تجربة تدمج الذكاء الاصطناعي بالذكريات الشخصية لتخلق منها محتوى فنيًا في متناول الجميع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
باحثون: صور الذكاء الاصطناعي للجوع والعنف عنصرية وتعيد إنتاج التحيز الاستعماري
أثار لجوء منظمات إغاثة إلى استخدام صورٍ مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُجسّد الفقر والمعاناة انتقادات واسعة وسط اتهامات لها بتكريس الصور النمطية واستغلال المآسي الإنسانية. اعلان
انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع الصور والمنصات الرقمية صور مولّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تُجسّد مشاهد الفقر والمعاناة الإنسانية، من أطفال جائعين إلى ناجيات من العنف الجنسي، ما دعا الصحة العالمية إلى التحذير من أنها تُكرّس صورًا نمطية مهينة وتعيد إنتاج ما يُعرف بـ“إباحية الفقر” في ثوبٍ جديد.
ويقول المختصون إن منظمات إغاثة وصحة عالمية باتت تلجأ إلى هذه الصور في حملاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدعوى خفض التكاليف وتجنّب تعقيدات الحصول على موافقات قانونية من الأشخاص الحقيقيين الذين يظهرون عادة في الصور الواقعية.
صور نمطيةأوضح الباحث أرسيني ألينيتشيف من معهد الطب الاستوائي في أنتويرب أن هذه الصور "تكرّر القواعد البصرية للفقر" من خلال مشاهد نمطية مثل أطفال يحملون صحوناً فارغة أو أراضٍ متشققة أو وجوه حزينة مغطاة بالغبار.
وأضاف في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية أنه جمع أكثر من مئة صورة تولّدها تقنيات الذكاء الاصطناعي، تُظهر أطفالاً في أوضاع بائسة أو فتيات أفريقيات في فساتين زفاف ودموع على خدودهن، وهي مشاهد مبالغ فيها تكرّس التصورات الاستعمارية القديمة حول "الجنوب الفقير".
بين التكلفة والموافقةيرى نواه أرنولد، من منظمة Fairpicture السويسرية، أن الأزمة المالية التي تعاني منها بعض المنظمات غير الحكومية دفعتها إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل رخيص وسهل للصور الحقيقية. وقال: "من الأسهل استخدام صور جاهزة لا تحتاج إلى موافقة أحد، لأنها لا تمثل أشخاصاً حقيقيين".
Related دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعيالذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرنكاليفورنيا تقرّ أول قانون من نوعه في البلاد لحماية القاصرين من روبوتات الذكاء الاصطناعيوتظهر عشرات من هذه الصور على مواقع شهيرة مثل أدوبي ستوك فوتوز وفريبيك عند البحث بكلمة "فقر"، وتتضمن أوصافاً مثل: طفل واقعي في مخيم للاجئين أو متطوع أبيض يقدم استشارة طبية لأطفال سود في قرية أفريقية.
"تحيّز عنصري"يرى الباحث ألينيتشيف أن هذه الصور "عنصرية للغاية" ويجب ألا تُنشر لأنها "تجسد أسوأ الصور النمطية عن إفريقيا وآسيا والعالم النامي". في المقابل، يقول خواكين أبيلا، المدير التنفيذي لموقع فريبيك، إن المسؤولية تقع على المستخدمين لا على المنصات، مضيفاً أن الصور تُنشأ من قبل مستخدمين حول العالم، وأن شركته تحاول "إدخال التنوع والتوازن بين الجنسين في مكتبتها"، لكنه يعترف بأن السيطرة الكاملة "تشبه محاولة تجفيف المحيط".
ولم يعد استخدام هذه الصور مقتصراً على المنصات التجارية. ففي عام 2023، أطلقت منظمة بلان إنترناشونال الهولندية حملة ضد زواج الأطفال تضمنت صوراً مولّدة بالذكاء الاصطناعي لفتاة بعين متورمة ورجل مسن ومراهقة حامل. وفي العام الماضي، نشر مكتب الأمم المتحدة لحفظ السلام مقطع فيديو على يوتيوب يحاكي مشاهد اغتصاب في النزاعات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، قبل أن يُزال الفيديو لاحقاً بعد اعتراضات تتعلق بـ"سوء استخدام التقنية".
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن الفيديو أُنتج "باستخدام أداة سريعة التطور"، وإنه أُزيل لأنه "قد يهدد سلامة المعلومات ويخلط بين لقطات حقيقية ومحتوى مصطنع".
"واقع غير حقيقي"اعتبرت مستشارة الاتصال في المنظمات غير الحكومية كيت كاردول أن انتشار هذه الصور "مخيف"، وأضافت: "من المحزن أن معركة تمثيل الفقراء بكرامة وصلت الآن إلى ما هو غير واقعي.. كأننا ننقل الألم الإنساني إلى عالم افتراضي".
وتتزايد التحذيرات من أن هذه الصور قد تؤدي إلى تكريس التحيزات الاجتماعية في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية، إذ تُستخدم مثل هذه الصور في تدريب النماذج الجديدة، مما يعيد إنتاج الصور النمطية نفسها بشكل متزايد.
من جانبها، قالت منظمة بلان إنترناشونال إنها اعتمدت هذا العام سياسة تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في تصوير الأطفال الأفراد، مؤكدة أن حملتها السابقة استخدمت التقنية بهدف "حماية خصوصية وكرامة الفتيات الحقيقيات".
أما شركة أدوبي، التي تبيع تراخيص لبعض هذه الصور بما يقارب 60 جنيهاً إسترلينياً، فقد رفضت التعليق على القضية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة