في عالم مليء بالتحديات والمخاوف المستمرة لدى البعض بشأن نهاية العالم، يتبادر إلى الذهن سؤال مثير للاهتمام: لماذا يقوم بعض من أغنى أغنياء التكنولوجيا ببناء مخابئ سرية تحت الأرض؟ يشمل هؤلاء الأفراد المليارديرات المعروفين مثل مارك زوكربيرج، وسام ألتمان، وريد هوفمان. 

تُعرف هذه المنشآت بمسمى "مخابئ يوم القيامة" وقد تصاعدت التساؤلات حول ما إذا كانوا يمتلكون معلومات حول مخاطر مستقبلية لا يعلمها الجمهور.

هل تراجعت آبل حقا في سباق الذكاء الاصطناعي... أم تنتظر تعثر المنافسين؟تفاصيل "هاكاثون" الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا الماليةالثقافة تطلق تطبيق "تحوت" للتفاعل مع الأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعيخالد صلاح رئيسا للجنة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ضمن هيكل تطوير الإعلام المصريالرئيس السيسي يبحث مع رئيس كوريا الجنوبية توطين صناعات الذكاء الاصطناعي والسيارات في مصرجامعة القاهرة تُعلن الفائزين في «هاكاثون التنمية المستدامة» وتُكرم مشروعات الذكاء الاصطناعي المتميزةما سبب بناء مخابئ يوم القيامة؟

تشير التقارير إلى أن هناك تحولًا في اهتمام بعض المليارديرات نحو بناء مجمعات محصنة ومخابئ سرية، مما يعطي انطباعًا بأنهم يستعدون لكوارث تتعلق بالذكاء الاصطناعي، أو تغير المناخ، أو النزاعات العسكرية. 

ومع ذلك، هناك وجهة نظر أخرى تنفي هذه المخاوف، حيث يكشف تقرير من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن هذه التوجهات يمكن أن تكون مبالغًا فيها.

يبدو أن هناك توافقًا بين بعض الخبراء على أن القلق من تأسيس ذكاء اصطناعي عام يمكن أن يكون أكثر من مجرد دعاية. في حين يشعر البعض بالخوف من هذه التكنولوجيا المتقدمة، لا يزال الآخرون، مثل البروفيسورة ويندي هول، يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن بلوغ مستوى الذكاء البشري.

الطبيعة البشرية والذكاء الاصطناعي

يتساءل الخبراء عن طبيعة الذكاء الاصطناعي نفسه، إذ يُعتبر مصطلح "الذكاء الاصطناعي العام" غير منطقي وفقاً لبعض الأبحاث. يربط العلماء مثل البروفيسور نيل لورانس الذكاء بسياقات محددة، مما يعني أنه لا يوجد نوع واحد من "الذكاء العام". 

يُعتبر هذا النقاش مهمًا لتوجيه الانتباه إلى التحديات الفعلية التي تواجه العالم اليوم، مثل التحيزات المدفنية والمعلومات المضللة.

يمكن أن يُعتبر استعداد هؤلاء المليارديرات لبناء مخابئ خرساء شكلًا من أشكال التفاخر أو الهيمنة الاجتماعية. إنهم يعرضون ثرواتهم وحذرهم للناس، ما يخلق انطباعًا بأنهم أفضل استعدادًا للكارثة مقارنةً بالآخرين. 

ومع ذلك، تُظهر الأبحاث العلمية أن القلق حول الذكاء الاصطناعي "الفائق" يجب أن يُستبدل بالتركيز على كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي الحالي على المجتمع والاقتصاد.

وبحسب الخبراء والمتابعين، يبدو أن الاتجاه نحو بناء ملاجئ تحت الأرض يعكس مخاوف أعمق حول المستقبل. ولكن وفقًا لوجهات نظر علمية متنوعة، ينبغي أن تتعامل المجتمعات مع التحديات الراهنة بدلاً من الاستعداد لمستقبلٍ غير محسوم. فالاستعداد الحقيقي للكارثة يجب أن يأتي من فهم جوهري لكيفية تأثير التكنولوجيا على الحياة اليومية، وليس فقط من التركيز على التخزين المادي للموارد في أماكن محصنة.

طباعة شارك مخابئ تحت الأرض سبب بناء مخابئ تحت الأرض الذكاء الاصطناعي مارك زوكربيرج مخابئ يوم القيامة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مخابئ تحت الأرض الذكاء الاصطناعي مارك زوكربيرج الذکاء الاصطناعی تحت الأرض

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والتنمية الاقتصادية

يشهد العالم تحولات وتقدّمًا تكنولوجيًا متسارعًا بسبب تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يعد أحد الابتكارات التي ساعدت على التنمية الاقتصادية في البلدان التي استطاعت توظيف تقنياته في القطاعات الاقتصادية من خلال تطوير بعض المفاهيم، مثل تحليل البيانات والاقتصاد الرقمي، والاستفادة منها في فهم ديناميكية الأسواق عبر الاقتصاد القياسي الذي يتنبأ بالأوضاع الاقتصادية من خلال استخدام قواعد البيانات.

من فوائد الذكاء الاصطناعي الواضحة للجميع أن تقنياته ساعدت كثيرًا على فهم سلوك المستهلك بدقة الذي بدوره عزّز قدرته على التنبؤ ووضع الحلول الاستباقية، أيضا أوجد الذكاء الاصطناعي حلولًا للأخطاء البشرية في الرصد والتحليل والقيام ببعض المعادلات الحسابية المعقدة، ما ساعد الشركات على وضع الحلول الاستباقية والتعامل مع الأزمات قبل حدوثها بالاستناد إلى تحليل البيانات والفرضيات، فالعلاقة بين الجانب المعرفي والتنمية الاقتصادية لا تقتصر على تجميع الأموال وزيادة حجم الودائع البنكية، بل في كيفية إدارة الأموال وتعظيم الاستفادة منها في التنمية الاقتصادية، وهو ما يطلق عليه مفهوم رأس المال الحقيقي من خلال توظيف فكرة «تمثيل المعرفة» المكتسبة من أدوات الذكاء الاصطناعي عبر تطابق الواقع والاستدلال عن طريق الحاسبات الآلية للوصول إلى التنمية الاقتصادية.

رغم توقّع بعض الاقتصاديين أن الاقتصادات غير المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ربما تواجه تحديات مستقبلية، والاقتصادات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي سينتج عنها مكاسب اقتصادية على مستوى القطاعات المختلفة والاقتصاد الكلي، إلا أنّ الذكاء الاصطناعي وحده قد يسبب تحديات للاقتصاد الكلي من خلال تراجع مؤشر التوظيف والتشغيل، والتحدي الأكبر يكمن في حجم الأموال التي سيتكبدها الاقتصاد في إنشاء مراكز بيانات ضخمة،وربما يتم تقييد أجزاء أخرى من الاقتصاد كالاستثمارات مثلا بسبب توجيه الأموال لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، فتحقيق التنمية الاقتصادية مرتبط تماما بكيفية إحداث مزيجٍ من الموارد المالية والمعرفة العلمية؛ لإدارة المال علميًا ومعرفيًا، وبالتالي الوصول إلى تنمية اقتصادية شاملة من خلال الاستفادة من الإدارة المالية الكفؤة، ولتحقيق ذلك لابد من الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي ودمجها مع الخبرات البشرية المتراكمة في إدارة الاقتصاد وموارده من خلال التنبؤ واستشراف المستقبل الاقتصادي، وبالتالي فإن الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للاقتصاد، سيكون لها الأثر الفاعل في ازدهار الأنشطة الاقتصادية، ولذلك من المهم أن نستفيد من الرصيد العلمي الرصين الذي تديره عقول معرفية وموارد مالية كبيرة في تنمية الاقتصاد العُماني،

وكذلك من المهم أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي وتطوّر أدواته في تحسين التنبؤ وإجراء المعادلات الرياضية المعقدة؛ للاستفادة من البيانات الدقيقة في استشراف المستقبل، بحيث يتم دمج الحدس البشري والذكاء الاصطناعي في ابتكار نموذج جديد يسهم في دقة التنبؤ والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل، أيضا من الجيد أن يتم تسريع إدماج مفاهيم ومصطلحات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات التعليمية؛ لما لذلك من انعكاس على كفاءة التعليم وتشجيع الطلبة على التحليل النقدي باستخدام وسائل ذكية تساعد على التحليل النقدي الداعم لتنمية الاقتصاد وتطوير المجتمع، إضافة إلى تبني فكرة زيادة عدد الأنشطة الإعلامية التي تشجع على تحفيز النشاط الذهني والعقلي؛ بهدف تعزيز مهارات الإبداع والابتكار في التنمية الاقتصادية وإدارة مواردها المالية بكفاءة عالية.

في رأيي، أن الذكاء الاصطناعي ربما يكون مفيدًا للتنمية الاقتصادية ومفيدًا لتسريع نمو بعض الأعمال والأنشطة الاقتصادية، لكنه قد يخفي بعض التحديات التي تواجه تطبيق السياسات الاقتصادية؛ لأن الذكاء الاصطناعي يوفر النتيجة وحدها لا الوسيلة أو طريقة الوصول إلى النتيجة، وبالتالي من المهم أن يتم دمج الذكاءين البشري والاصطناعي في تحديد السياسات المناسبة؛ بسبب أن الذكاء الاصطناعي يحتاج وقتًا لتحقيق إمكاناته التحولية، ولأثره على الاقتصاد الكلي والسياسات الاقتصادية عمومًا من خلال التأثير على التشغيل والإنفاق تحديدا، وبالتالي ربما يكون الاقتصاد يمر بمرحلة جدل ونقاش مستفيض حاليا بين تسارع تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته وبين السياسات المتخذة التي ربما تتعارض مع وجهات نظر الباحثين والمحللين الاقتصاديين.

أعتقد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد من وحي الخيال، بل واقعًا وربما يكون سببًا في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي مستقبلا، وأرى أننا أمام فرصة حقيقية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تنمية الاقتصاد العُماني، لكننا في الوقت ذاته نحن بحاجة إلى فهم التحولات الناتجة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعامل معها كواقع لابد من التفاعل والتأقلم معه، والاستفادة من قدراته التنبؤية، ومدى توظيف تقنياته في دمج أدوات الاقتصاد الرقمي والاقتصاد التقليدي لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • مذيعة «من مواليد» الذكاء الاصطناعي
  • حين يدخل الذكاء الاصطناعي باب المدرسة.. من يبقى في الداخل؟!
  • وزير الطيران لصدى البلد: نضع التكنولوجيا نصب أعيننا وندرس عقد مؤتمر دولى للذكاء الاصطناعي
  • لماذا تم تصنيف البنك الأهلي المصري السادس عالميًا في تصنيف أفضل 50 علامة تجارية مصرفية ؟
  • تفاصيل هاكاثون الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية
  • الذكاء الاصطناعي والتنمية الاقتصادية
  • الذكاء الاصطناعي يكتشف السرطان في عينات دم خلال دقائق
  • مفاجأة في رسوم استخراج بطاقة الرقم القومي لعام 2025.. والمواطنون يتساءلون: لماذا الآن؟
  • التكنولوجيا في خدمة الآثار.. كيفية استخدام المتحف الكبير الذكاء الاصطناعي في العرض؟