قالت وسام حمادة، والدة الطفلة هند رجب، إنها تأمل في توقيع العقاب على قتلة ابنتها، وإنها ستتخذ مزيدا من الإجراءات في هذا الصدد خلال الفترة المقبلة.

وكانت مؤسسة "هند رجب"، قدمت ملفا للمحكمة الجنائية الدولية يحدد مسؤولية 24 جنديا وقائدا إسرائيليا عن مقتل الطفلة الفلسطينية وعائلتها ومسعفَين اثنين من الهلال الأحمر في يناير/كانون الثاني 2024.

وجاء الطلب الجديد بعدما تمكن برنامج "ما خفي أعظم" الذي تنتجه قناة الجزيرة، في تحديد أسماء المسؤولين عن قتل الطفلة وعائلتها والمسعفين.

وفي مقابلة مع الجزيرة، قالت حمادة، إنها تحلم بالقصاص ممن قتلوا ابنتها وبقية أطفال فلسطين، وحمَّلت جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، التي وقعت على الهواء.

وأوضحت أن مؤسسة هند رجب، أبلغتهم برفع الملف للمحكمة الجنائية الدولية، وأنها تأمل بتوقيع العدالة على المجرمين الذين قتلوا هند وعائلتها ومسعفيها، عبر ضغط المنظمات المدنية.

وتستند العائلة -حسب وسام- إلى أن استغاثة هند التي سمعها العالم، والتي قالت إنها أكبر دليل إدانة لجيش الاحتلال الذي أنكر مسؤوليته عن هذه الجريمة ونفى وجوده في هذا المكان، قبل أن تثبت صور الأقمار الصناعية وجود الدبابات في منطقة الجريمة، هذا فضلا عن اعتراف بعض الجنود بما ارتكبوه في قطاع غزة.

وقالت وسام إنها تتواصل باستمرار مع المؤسسة لمعرفة الإجراءات التي ينبغي عليهم فعلها، وإن هناك خطوات أخرى ستتخذ لاحقا في هذا الصدد.

كما أعربت عن شكرها لقناة الجزيرة التي تمكنت من الوصول إلى أسماء وصور قتلة ابنتها، حتى تتمكن من المطالبة بمحاسبتهم.

ودعت مؤسسة هند رجب المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحقهم وتوسيع التحقيق ليشمل سرية "مصاصي الدماء"، والكتيبة 52 المدرعة، واللواء المدرع 401، التابعين لجيش الاحتلال، لأنهم كانوا يعملون في مكان الجريمة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات هند رجب

إقرأ أيضاً:

مختصّ جنائي للجزيرة نت: الجثامين التي سلَّمها الاحتلال مُشوَّهة وعُذِّبت حتى الموت

غزة- سلَّمت إسرائيل جثامين 165 شهيدا كانت محتجزة لديها في حوادث منفصلة، ومن أماكن مختلفة من قطاع غزة منذ اندلاع حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى في اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال قبل أقل من أسبوعين.

وكشف عضو "لجنة إدارة الجثامين" ومختصّ الأدلة الجنائية، سامح حمد، في حوار خاص مع الجزيرة نت، عدم خلو جثمان واحد من بين الجثامين المفرج عنها من آثار تعذيب شديد أفضى إلى الموت، وأخرى تشير المعاينة إلى أن أصحابها تعرضوا للإعدام الميداني.

ونشرت اللجنة صورا لهذه الجثامين على موقع "صحتي" التابع لوزارة الصحة في غزة، لإتاحة الفرصة للأهالي للتعرف عليها وتحديد هويتها، بعد امتناع الاحتلال من إرفاق قائمة بالبيانات الشخصية للشهداء.

وظهر أصحاب الجثامين -وفق المختصّ حمد- وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي من الخلف، وآخرون بحبال تلتف حول رقابهم، وجثامين بعظام وأطراف مهشّمة، وجروح غائرة في الرأس والبطن والرقبة وجلد ممزق ومحترق، ووجوه مشوهة.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا:

كم عدد جثامين الشهداء الأسرى التي سلمها لكم الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟

تسلَّمنا حتى اليوم 165 جثمانا لشهداء كانت محتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي في حوادث منفصلة ومن أماكن مختلفة من قطاع غزة خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.

ما هو عدد الجثامين المقرر تحريرها بموجب صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار؟

حسب ما أبلغتنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من المفترض أن تفرج إسرائيل عن 450 جثمانا بموجب الصفقة واتفاق وقف إطلاق النار.

هل لديكم رقم محدد لأعداد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال؟

تشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي وجهاز الدفاع المدني إلى أن زهاء 10 آلاف مواطن فقدت آثارهم خلال الحرب، ولا يُعرف مصيرهم، ولا نعرف بشكل دقيق ومحدد كم من هؤلاء المفقودين هم عبارة عن جثامين لشهداء محتجزة لدى الاحتلال، الذي ينتهج سياسة الغموض والإخفاء في هذا الملف الإنساني.

الجثامين التي لم يتم التعرف عليها ستدفن في مقبرة جماعية وفق آلية ورموز معينة (الجزيرة) هل يندرج في سياق هذه السياسة تسليم الجثامين بلا بيانات شخصية؟ إعلان

بكل تأكيد، وكان يفترض أن يضغط الصليب الأحمر باتجاه تسلم البيانات الشخصية للشهداء مع الجثامين، فشهداؤنا ليسوا أرقاما.

كما كان يفترض أن يُسلم الاحتلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر جهازا للفحص الفوري للحمض النووي "دي إن إيه"، ولكنه تنّصل من التزامه، ولم يصلنا هذا الجهاز غير المتوفر في القطاع.

استنادا لهذا الواقع، كم عدد جثامين الشهداء التي تم التعرف على هويتها؟

حتى اللحظة، جرى التعرف على 31 جثمانا فقط، وبطرق بدائية، حيث لا تتوفر لدينا أجهزة ومقومات للتعامل مع الجثامين، والاحتلال زاد الأمر تعقيدا، إذ وصلتنا جثث الشهداء مبتورة أصبع الإبهام من اليدين، اليمنى واليسرى، ومبتورة الأصبعين الكبيرين من القدمين، مع علامات أعلى الفخذ تشير إلى أن الاحتلال أجرى فحوص الحمض النووي لكل جثة، ويمتلك البيانات الخاصة بكل جثمان.

المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع #غزة يتهم جيش الاحتلال بسرقة أعضاء من جثامين فلسطينيين ويدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولي#حرب_غزة #إنفوغراف pic.twitter.com/lLQ9E2NvWe

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 19, 2025

ما هي الآلية المتبعة من طرفكم لمحاولة كشف هوية الجثامين؟

كما أسلفت، ننتهج طرقا بدائية، حيث قمنا بتصوير كل جثمان ونشر الصور بدقة عالية على موقع "صحتي" التابع لوزارة الصحة، وذلك بعد توثيقها وفحصها من الطب الشرعي والأدلة الجنائية.

ويتم الفحص بالمعاينة العينية الظاهرية، وتحديد العلامات الفارقة في جسد كل شهيد، والمرفقات الشخصية المتعلقة بكل جثمان كالملابس والهاتف النقال أو خاتم الزواج، ونمنح كل جثمان رمزا خاصا (كود).

كما خصصنا قاعة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس لعرض صور الجثامين على شاشة كبيرة أمام حشود من ذوي المفقودين، ممن يتلهفون لمعرفة مصير أبنائهم، وفي حالة التشخيص وتطابق العلامات وتحديد الهوية يتم استكمال الإجراءات لتسليم الجثمان لذويه من أجل إكرامه بالدفن.

يأتينا يوميا ما بين 300 إلى 500 شخص من ذوي المفقودين لمشاهدة الصور على أمل أن تهدأ قلوبهم المتلهفة لمعرفة مصير أبنائهم، إذا ما كانوا شهداء لدفنهم، أو أسرى لدى الاحتلال ليدعو لهم بالحرية.

مختصّ الأدلة الجنائية سامح حمد يوثق جثمانا لشهيد أفرجت عنه قوات الاحتلال (الجزيرة) هل لك أن تذكر لنا حالة أثّرت فيك لجثمان شهيد تعرفت أسرته عليه؟

الشهيد بهاء الدين صادق الخطيب، من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وعمره (45 عاما)، تسلَّمنا جثته في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومن معاينة جثمانه يرجح أنه تعرّض للتصفية والإعدام في الميدان.

كان نحو 60 شخصا من ذويه في قاعة العرض، التي ضجّت بالصراخ والبكاء، ما بين تأكيد أن الجثمان هو للشهيد الخطيب، وبين إنكار لهول المشهد وحالة الجثمان.

تأكد في النهاية أنه الشهيد الخطيب، وهو أسير محرر في صفقة "وفاء الأحرار1" المعروفة باسم "صفقة شاليط"، وكان قد تعرض سابقا لمحاولة اغتيال إسرائيلية تركت علامة على جسده، إضافة لآثار عملية جراحية في ساقه اليمنى، وقد حسمت زوجته هويته بالتعرف عليه من ملابسه.

إعلان ما هي أبرز العلامات التي عاينتموها على جثامين الشهداء، وتشير "للتعذيب الجسدي والإعدام الميداني"؟

لابد من الإشارة هنا إلى أن الاحتلال يُسلّمنا جثامين الشهداء في أكياس بلاستيكية، وبشكل مهين لا يليق بحرمة الأموات، وهذه الأكياس مع عوامل الطقس تترك آثارا على الطبقة الجلدية وتطمس معالم الجسد، أو بعض علامات التعذيب.

ويمكن رصد أبرز العلامات والآثار على جثامين الشهداء بالتالي:

تعصيب العيون. تكبيل الأيدي من الخلف بأصفاد بلاستيكية، وكذلك تكبيل الأرجل. طعنات بأدوات حادة في الوجه والصدر والرقبة. احمرار شديد وكأنه أثر حروق. جرح قطعي بمنطقة البطن يُؤشِّر ربما لجريمة سرقة أعضاء، أو عملية جراحية أفضت للموت، ويصعب علينا تحديد السبب بدقة لأن الجثامين في وضعية صعبة لتجميدها في ثلاجات بدرجة 180 درجة مئوية تحت الصفر. لدينا جثمان لشهيد معلق في رقبته حبل مشدود، يشير لتعرضه للخنق والشنق.
ذوو المفقودين يحتشدون بمجمع ناصر الطبي للتعرف على جثامين الشهداء التي يُسلّمها الاحتلال (الجزيرة)   هل لديكم بروتوكول للتعامل مع الجثامين المجهولة؟

عقدنا اجتماعا في لجنة إدارة الجثامين، وتم التوافق على مواراة جثامين الشهداء المجهولين الثرى يوم غد الأربعاء، والتي مضى عليها 5 أيام في مجمع ناصر الطبي دون التعرف عليها.

وستخصص للدفن مقبرة جماعية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وسيكون لكل شهيد في هذه المقبرة قبر خاص به مع شاهد مرفق به الكود وما يتوفر من معلومات حوله وفق قاعدة بيانات.

برأيك، لماذا يحجب الاحتلال بيانات الشهداء ويسلم جثامينهم مجهولة؟

يمعن الاحتلال في ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين أحياء، وحتى بعد استشهادهم، ويتعمد امتهان كرامة الشهداء، وهو يدرك أنه بحجب البيانات يزيد من ويلات وعذابات ذوي المفقودين، ويعلم أنه لا يتوفر في غزة أي مقومات للتعامل مع هذه الجثامين وفحصها وتحديد هويتها، وبالتالي يتم دفنها في مقابر جماعية كما قرّرنا دون نظرة وداع.

معاينة جثامين الشهداء أظهرت تعرضهم للتعذيب والشنق والإعدام الميداني (الجزيرة) قانونيا، كيف سيتم التعامل مع ملف جثامين الشهداء المحررة؟

تتألف لجنة إدارة الجثامين المفرج عنها، من طرف الاحتلال، من وزارات الصحة والأوقاف والشؤون الدينية والداخلية والعدل والنيابة العامة، إضافة إلى ممثل عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولدينا مستشار قانوني، ومؤكد أن هذا الملف الإنساني المهم سيأخذ حقه القانوني، حيث سيتم إعداده بشكل متكامل يمكن استخدامه في المحافل المختصة.

مقالات مشابهة

  • محكمة العدل الدولية تبطل مزاعم الاحتلال.. ماذا قالت؟
  • ترامب: سنتخذ قرارًا بشأن قمة بودابست خلال يومين
  • الأمن بغزة يسيطر على مجموعة تتبع أبو شباب قرب رفح
  • مختصّ جنائي للجزيرة نت: الجثامين التي سلَّمها الاحتلال مُشوَّهة وعُذِّبت حتى الموت
  • عن الجريمة التي هزّت عنجر... توقيف سوريّ وهذا ما توصّلت إليه التحقيقات
  • وزيرة بحكومة الاحتلال تقترح حرق جثمان يحيى السنوار
  • ريفي: آن الأولن لمحاسبة المجرمين الحقيقين في عبرا
  • تحقيق للجزيرة يكشف تفاصيل مقتل هند رجب وعائلتها بحرب غزة
  • محاولة قتل متعمدة.. والدة ضحية حادث دهس الشيخ زايد تروي تفاصيل الجريمة