بحسب مايكل كاربنتر، المستشار السابق للرئيس جو بايدن لشؤون أوروبا وروسيا، هذه العقوبات تُعد خطوة مهمة لأنها أول إجراء من هذا النوع في عهد ترامب، وتستهدف أكثر نقطة ضعف في الاقتصاد الروسي - عائدات النفط.

صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده لا تزال مهتمة باللقاء مع روسيا والتحاور معها، بالرغم من فرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، وهما اثنتان من أكبر شركات النفط الروسية.

وقال روبيو للصحافيين: "ما زلنا نرغب في لقاء الروس. سنظل دائمًا مهتمين بالحوار إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق السلام".

بدوره، قال وزير الخارجية المجري بيتر سييارتو إن لديه "أخبارًا سيئة لجماعة الضغط المؤيدة للحرب، وأخبارًا جيدة لمن يسعون إلى السلام. بعد اجتماعي مع وزير الخارجية ماركو روبيو، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة لم تتخلَّ عن عقد قمة بودابست للسلام. التحضيرات لا تزال جارية، والسؤال الوحيد يتعلق بالتوقيت، لا بالنية."

التضارب حول اللقاء

وأتى قرار العقوبات الأميركية، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخزانة، كآلية ضغط على الكرملين بسبب "غياب التزام جدي من بوتين بعملية سلام تنهي الحرب في أوكرانيا"، وذلك بعد هجمات روسية ليلية أودت بحياة سبعة أشخاص بينهم طفلان، وإلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا الأسبوع المقبل بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في المجر.

ورغم حديث واشنطن عن إلغاء الاجتماع بين الزعيمين، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن التحضيرات للقمة ما زالت مستمرة، وأن فريق بوتين يعمل على تفاصيل "الجدول الزمني والصيغ وتسلسل الخطوات"، وفق نائب الوزير سيرغي ريابكوف، الذي اتهم "الخصوم" بمحاولة تقويض فرص عقد القمة.

أهمية العقوبات

ومن شأن العقوبات المفروضة على الشركتين أن تقطع ارتباطهما بالنظام المصرفي الأميركي والمؤسسات المالية، ما يعني فعليًا منعهما من التعامل بالدولار الأميركي، تحت طائلة الملاحقة القضائية والغرامات المشددة في حال المخالفة.

من جهته، قال ترامب في المكتب البيضاوي خلال لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الذي قام بزيارة عاجلة إلى البيت الأبيض لدعم أوكرانيا: " ألغينا الاجتماع مع الرئيس بوتين، لم أشعر بأنه مناسب".

وأضاف "لم أشعر بأننا سنصل إلى الهدف المنشود. لذلك ألغيته، لكننا سنفعل ذلك في المستقبل". وتابع أن "هذه عقوبات هائلة، كبيرة جدًا.. إنها تستهدف أكبر شركتين نفطيتين لديهم، ونأمل ألا تستمر طويلًا. نأمل أن تُحلّ الحرب قريبًا."

Related الأوروبيون يدفعون لاعتماد خط الجبهة بين روسيا وأوكرانيا أساسًا لمفاوضات السلاماستراتيجية روسيا الجديدة للهجوم على الطاقة تدفع أوكرانيا إلى شتاء آخر من انقطاع التيار الكهربائيروسيا: بوتين يشرف على تدريبات ضخمة للقوات النووية الاستراتيجية ويستعرض التحديثات العسكرية الاتحاد الأوروبي يتبنّى حزمة عقوبات جديدة

تبنّى الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات تستهدف البنية التحتية للطاقة في روسيا.

وبحسب الدنمارك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، فإن الإجراءات الجديدة تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي اعتبارًا من عام 2027. كما سيُشدد الاتحاد القيود المفروضة على التعاملات مع شركتين روسيتين رئيسيتين في قطاع النفط، ويضيف 117 سفينة إضافية من ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات السابقة.

وتُعد هذه الحزمة، وهي التاسعة عشرة، خطوة جديدة في مسار التصعيد الاقتصادي ضد روسيا.

الفرق بين العقوبات السابقة والحالية

وبحسب مايكل كاربنتر، المستشار السابق للرئيس جو بايدن لشؤون أوروبا وروسيا، هذه العقوبات تُعد خطوة مهمة لأنها أول إجراء من هذا النوع في عهد ترامب، وتستهدف أكثر نقطة ضعف في الاقتصاد الروسي - عائدات النفط.

وأوضح الخبير أن إدارة أوباما كانت قد استهدفت في وقت سابق عمليات التنقيب الروسية في القطب الشمالي والمياه العميقة والمناطق غير التقليدية، لكن أهمية الخطوة الحالية تكمن في أن إدارة ترامب فرضت هذه المرة عقوبات شاملة على الشركات ذاتها.

روسيا تصعّد ميدانيا

في المقابل، أشادت أوكرانيا وحلفاؤها بالعقوبات، حيث قالت وزيرة خارجية لاتفيا بايبا برايزي إنها "كبيرة نسبيًا، فكلا الشركتين محوريتان في قطاع النفط الروسي، والخطوة بحد ذاتها مهمة، خصوصًا مع التنسيق الواضح مع الحلفاء الأوروبيين."

وكانت روسيا قد أطلقت قبل يوم أكثر من 400 طائرة مسيّرة و28 صاروخًا، استهدفت عدة مدن، بما في ذلك كييف وزابوريجيا وأوديسا، مما تسبب بانقطاع واسع للكهرباء مع بداية البرد وتدني درجات الحرارة، وكانت البلدات الحدودية هي الأكثر تضررًا مثل تشرنيهيف شمالًا وسومي شرقًا. وفي الوقت ذاته، أعلن الكرملين أن بوتين قاد مناورات نووية استراتيجية شملت إطلاق صواريخ باليستية.

التوتر يعود بين بوتين وترامب

في هذا السياق، اعتبر المحلل الروسي فلاديمير باستوخوف أن بوتين استطاع إقناع ترامب "بوضع العربة أمام الحصان" حين تراجع عن الضغط من أجل وقف إطلاق النار، فيما كتب الصحافي المقرب من الكرملين ميخائيل روستوفسكي في صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس أن "موسكو لا ترى سببًا لقبول وقف إطلاق نار بسيط"، معتبرًا أن دعوة ترامب لوقف القتال "لا تناسب بوتين"، الذي يحتاج إلى وقت "لدفع زيلينسكي أكثر نحو الزاوية."

وأضاف أن روسيا "لا تنوي تقديم أي تنازلات أحادية"، في تناقض مع رغبة ترامب في إنهاء الحرب بسرعة "بأي شكل" ليحقق طموحه في جائزة نوبل للسلام.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل سرقة الصحة قطاع غزة وقف إطلاق النار دونالد ترامب إسرائيل سرقة الصحة قطاع غزة وقف إطلاق النار فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة الأمريكية الغزو الروسي لأوكرانيا دونالد ترامب فلاديمير بوتين دونالد ترامب إسرائيل سرقة الصحة قطاع غزة وقف إطلاق النار دراسة الحرب في أوكرانيا روسيا الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي فرنسا

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يكشف مصير العقوبات على الاحتلال بعد تقييم الوضع

أعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن خيارات فرض عقوبات على إسرائيل ستظل مطروحة على الطاولة إلى أن يتم "تغيير حقيقي ومستدام"، بما في ذلك إيصال المساعدات إلى المدنيين في غزة.

وذكرت كالاس في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الاثنين، أن الوزراء الأوروبيين قيّموا الوضع الميداني في غزة بعد وقف إطلاق النار.

وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن وقف إطلاق النار في غزة يواجه أول اختبار له، معتبرة أن "رفض حركة حماس نزع سلاحها جعل وقف إطلاق النار أكثر هشاشة".

كما أوضحت كالاس أن بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي في معبر رفح (EUBAM)، تنتظر موافقة كلٍّ من السلطات الإسرائيلية والمصرية لبدء مهامها.

وكانت المفوضية الأوروبية قد طرحت في 10 أيلول/سبتمبر الماضي حزمة مقترحات لفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية، في خطوة غير مسبوقة أنهت صمتًا أوروبيا استمر نحو عامين إزاء الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.

وتشمل المقترحات تعليق بعض أحكام اتفاقية الشراكة الأوروبية ـ الإسرائيلية، خصوصًا ما يتعلق بحرية نقل السلع، إلى جانب فرض رسوم جمركية إضافية، و عقوبات فردية على مسؤولين إسرائيليين بارزين، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المتهمان بالتحريض على العنف وتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي 10 أكتوبر، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقوم إلى جانب وقف الحرب على انسحاب متدرج لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.

وأنهى الاتفاق حربا استمرت سنتين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفا، وتدمير غالبية البنى التحتية في قطاع غزة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد أعلن في وقت سابق، ارتكاب دولة الاحتلال منذ سريان الاتفاق 80 خرقا، ما أسفر عن مقتل 97 فلسطينيا وإصابة 230 آخرين.

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط تحلق بعد قرارات أمريكية بتشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي
  • ترامب يغضب بوتين.. أمربكا تفرض عقوبات على روسيا
  • ترامب: حان الوقت لفرض عقوبات على روسيا وآمل ألا تستمر طويلاً
  • ترامب: آمل أن تجعل العقوبات على روسيا بوتين "عقلانيا"
  • "الخزانة الأميركية" تفرض عقوبات على قطاع النفط الروسي
  • ترامب: لا رسوم جمركية على الصين بسبب النفط الروسي والهند ستخفض مشترياتها
  • وسط خلافات حول حرب أوكرانيا.. تأجيل لقاء ترامب وبوتين في بودابست
  • مصادر أميركية: احتمال تعثر لقاء ترامب وبوتين في المجر
  • الاتحاد الأوروبي يكشف مصير العقوبات على الاحتلال بعد تقييم الوضع