الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة.. «البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى»
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
كشفت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة المقبلة 24 أكتوبر 2025، الموافق 2 جمادى الأولى 1447هـ، وهي بعنوان «البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى».
وأكدت «الأوقاف» أن الهدف من موضوع خطبة الجمعة المقبلة، هو التوعية بضرورة وأهمية الحفاظ على البيئة وأثر ذلك في بناء الحضارة.
نص موضوع خطبة الجمعة المقبلةالحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة الأعراف (56) وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
أما بعد، أيها المسلمون، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون بكل ما فيه، وسخّره لخدمة الإنسان، من أرض وسماء وماء وهواء وغيرها الكثير والكثير من الأشياء الأخرى، قال تعالى ((هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابٞ وَمِنۡهُ شَجَرٞ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلۡبَحۡرَ لِتَأۡكُلُواْ مِنۡهُ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُواْ مِنۡهُ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (14) وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَٰرٗا وَسُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (15) وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ (16))) سورة النحل.
كما أوجد الله سبحانه وتعالى الإنسان فى هذه الحياة، وأمره بالمحافظة على هذه الأشياء التي لا تقوم حياته إلا بها، كما أمره بعمارة الأرض وإصلاحها، ونهى عن الإفساد فيها، قال تعالى: ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة الأعراف (56)، وقال: ((وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)) سورة البقرة (205)، وقال: ((وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)) سورة هود (61).
أيها المسلمون، إن المتتبع لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه سيجد أنها حافلة بالنصوص التي تدعو للمحافظة على البيئة التي نعيش ونحيا عليها، بل هناك وعيد شديد، وعقاب أليم فى انتظار كل متعد ملوث لهذه البيئة، لأنه بذلك لا يضره نفسه فحسب، وإنما الضرر يعود على الجميع.
فإذا جئنا إلى الأرض الزراعية مثلاً كأحد أهم أسس وركائز البيئة، من حيث عمارة الأرض والبعد عن ظاهرة التصحر، وكذلك بوجود التوازن البيئي الذى يحققه النبات، الذى يأخذ ثاني أكسيد الكربون، مما يعمل على نقاء الهواء، ويخرج لنا الأوكسجين، الذى نحتاج إليه فى عملية التنفس، ومن هنا فقد حثنا الإسلام على الزراعة وعلى الغرس، ووعد الأجر والثواب العظيم لمن يفعل ذلك، ففي الصحيحين، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلّا كانَ له به صَدَقَةٌ)).
كما حذّر الإسلام من قطع الأشجار بغير ضرورة، سواء كانت الأشجار مثمرة، أو غير مثمرة أو يستظل بظلها، بل يعد ذلك من الإفساد في الأرض، والتعدي على البيئة وفى هذا المعنى وردت الأحاديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما أخرجه الإمام أبو داوود وغيره بسند صحيح، من حديث، عبد الله بن حبشى الخثعمى، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((منْ قَطَعَ سدرةً صَوَّبَ اللهُ رأسَهُ في النّارِ)). أي شجر السدر.
كذلك الماء من أهم ركائز البيئة، بل هو عماد الحياة، ولذلك دعانا الإسلام للمحافظة عليه بعدم تبديده والاسراف فيه، ولو كان المسلم حتى يقوم بالوضوء، حتى ولو كان يتوضأ من نهر جار، كذلك نهى الإسلام عن أن نلوث الماء لأن ذلك يعود بالضرر على الآخرين، ومن ذلك، ما روى بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((اتَّقوا المَلاعِنَ الثَّلاثَ: البرازَ في المَوارِدِ، وقارِعةِ الطَّريقِ، والظِّلِّ))، وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله ((عَنْ رَسولِ اللهِ ﷺ أنَّه نَهى أنْ يُبالَ في الماءِ الرّاكِدِ)).
أيها المسلمون، لقد دعانا الإسلام إلى المحافظة على البيئة بوجه عام نظيفة نقية، والله سبحانه وتعالى يحب عباده المتمسكين بالنظافة والطهارة قال تعالى ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) سورة البقرة (222)، وعند السيوطي بسند صحيح، من حديث سعد بن ابى وقاص أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَم جوادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، ولا تشبَّهوا باليهودِ)).
الخطبة الثانيةأيها المسلمون، وهكذا فإن ارتباط الإنسان ببيئته هو ارتباط ذو صلة وثيقة، فكما أن الإنسان مرتبط برحمه وأهله خاصة والدته التي كانت سبباً فى وجوده فى هذه الحياة، فكذلك البيئة هي التي تمدنا بمقومات الحياة، ولذلك من العبث بمكان، أن لا نحافظ عليها من كل ضرر بكل أسف فى النهاية سيعود علينا جميعاً بالضرر.
وهكذا فإن الذي يتجاوز ويتعدى على البيئة بأي مظهر من مظاهر الإفساد، هو مفسد ومعتد، سواء كان يلوث ماءها أو هواءها أو زرعها، والاعتداء على الزرع ليس فقط بقطعه الأشجار، بل الأصعب من ذلك، أن بعضاً ممن لا خلاق لهم، قد يستعملون بعض المبيدات غير المصرح بها، في غير ما خصصت له بغرض الربح وفقط ولو كان الثمن هو صحة وعافية الناس، فبلا شك من يفعل ذلك، هو آثم في حق دينه ووطنه ومجتمعه.
نسأل الله العلى القدير بفضله وكرمه أن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء وشر.
اقرأ أيضاً«البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى».. ننشر نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة
«البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
«بالتي هي أحسن ».. الأوقاف تحدد نص خطبة الجمعة 17 أكتوبر 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خطبة الجمعة وزارة الاوقاف خطبة خطبة الجمعة المقبلة نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة البیئة هی الرحم الثانی والأم الکبرى أنه قال صلى الله علیه وسلم موضوع خطبة الجمعة المقبلة أیها المسلمون على البیئة ال أ ر ض من حدیث
إقرأ أيضاً:
حكم تكرار السورة القصيرة بعد الفاتحة في الركعتين
الفاتحة.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا بأس للمصلي أن يكرر السورة من القرآن التي قرأها في الركعة الأولى، وهو ما ذهب إليه الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ؛ فعن معاذ بن عبد الله الْجُهَنِيِّ أن رجلًا من جُهَيْنَةَ أخبره: "أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ﴾ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا". أخرجه أبو داود في "سننه"، وذهب المالكية إلى كراهية تكرار السورة، وقال بعضهم: هُوَ خِلافُ الأَوْلَى.
فضل قراءة سورة الفاتحة:وتتضمن سورة الفاتحة على فضل عظيم، فهى فاتحة الكتاب الكريم، خاصة للمتوفي؛ إذ أن فيها مغفرة ورحمة تنفع الميت من الاحتضار حتى غلق القبر عليه، عن غيرها من سور القرآن الكريم، فقد جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَليُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ»، أخرجه الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح، وفي رواية: «بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ»، بدلا من «فَاتِحَةِ الْكِتَابِ».
سورة الفاتحة:
وقال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوْتِيتُه». رواه البخاري من حديث أبي سعيد بن المُعَلَّى رضي الله عنه.
فضل قراءة سورة الفاتحة:
ويقول لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «يَا جَابِرُ، أُخْبُرِكَ بِخَيْرِ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَاتِحَةُ الْكِتَابِ»، قال راوي الحديث: وأحسبه قال: «فِيَها شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
الفاتحة
ومن فضائلها أنَّها أمّ القرآن، وتكفي عن غيرها ولا يكفي عنها غيرها؛ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» رواه الدارقطني والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
سورة الفاتحة
ويقول العلَّامة ابن القيم الحنبلي رحمه الله تعالى في "زاد المعاد" (4/ 347-348، ط. مؤسسة الرسالة): [فاتحة الكتاب، وأمّ القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغِنَى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن؛ لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنـزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك. ولما وقع بعضُ الصحابة على ذلك رَقى بها اللديغَ فبَرَأَ لوقته، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ».
فضائل سورة الفاتحة:
ومن أهم الدلائل على فضلها ما روى مسلمٌ والنسائي وغيرهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع نَقِيضًا -أي: صوتًا- مِن فوقه، فرفع رأسه فقال: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ»، فنزل منه مَلَكٌ فقال: «هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ»، فسَلَّم -يعني: الملَك- وقال: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؛ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».