هل تنجح واشنطن في وقف هيمنة بكين على المعادن النادرة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، سلطت الكاتبة آن سوانسون الضوء على جهود إدارة ترامب لمواجهة هيمنة الصين على المعادن النادرة عبر إستراتيجيات غير تقليدية واستثمارات دولية لتأمين الإمدادات الحيوية في الولايات المتحدة، مؤكدة أن الكثير من التحديات قد تعيق هذه الجهود الأميركية.
وذكرت الكاتبة أن الصين -التي تتحكم في 70% من المعادن النادرة عالميا، وتقوم بالمعالجة الكيميائية لما يصل إلى 90% من الإمدادات العالمية- حظرت في ديسمبر/كانون الأول 2024 تصدير عدة معادن إلى الولايات المتحدة ردا على القيود التكنولوجية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وفي أبريل/نيسان الماضي، بعد تهديد ترامب بسياسة الرسوم الجمركية، فرضت بكين قيودا إضافية على صادرات المعادن النادرة، مما أثر بشكل سلبي واضح على بعض المصانع العالمية.
قيودوخلال الشهر الجاري، وسّعت الصين قيود التصدير والتراخيص الخاصة بقطاع المعادن النادرة، في خطوة شبّهها بعض أعضاء إدارة ترامب بهجوم بيرل هاربر.
وأشارت آن سوانسون إلى أن القيود الصينية ستشمل مجموعة متنوعة من المعادن، يُستخدم بعضها في تصنيع مغناطيسات تُشغّل توربينات الرياح والمركبات الكهربائية ومحركات الطائرات، بينما يُستخدم البعض الآخر بكميات ضئيلة في إنتاج أشباه الموصلات والأجهزة الطبية وعلاجات السرطان.
وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض ضريبة إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية ابتداء من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني إذا لم تتراجع بكين عن القيود الجديدة المقررة لشهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.
بعد تهديد ترامب بسياسة الرسوم الجمركية، فرضت بكين قيودا إضافية على صادرات المعادن النادرة، مما أثر بشكل سلبي واضح على بعض المصانع العالمية.
وسيلة ضغطوأوضحت سوانسون أن حجم القيود الصينية الجديدة فاجأ البعض، لكن استخدام المعادن النادرة كوسيلة ضغط اقتصادية ليس أمرا جديدا.
ففي 2010، قطعت الصين صادرات المعادن النادرة للضغط على اليابان خلال نزاع بحري، كما استخدمت قيودا تجارية لمحاولة الضغط على حكومات أخرى، بينها أستراليا وكوريا الجنوبية وإستونيا.
إعلانوأضافت الكاتبة أن إدارة بايدن أجرت مراجعات لسلاسل الإمداد المعتمدة على الصين، لكنها لم تحقق تقدما يذكر نظرا لتعقيد عمليات التعدين والتكرير وطول مدتها.
وقال كورت كامبل، رئيس "مجموعة آسيا" للاستشارات، ونائب وزير الخارجية السابق في إدارة بايدن: "لقد كنا بارعين جدا في تقدير المشكلة، وأقل مهارة في حلها".
جهود إدارة ترامبوحسب الكاتبة، تسعى إدارة ترامب بجدية لتعزيز الإمدادات الحيوية لصانعي السيارات ومحركات الطائرات والأسلحة ومراكز البيانات، في ظل سيطرة الصين على هذه السوق، والتي تستخدمها كأداة ضغط قد تهدد استقرار الصناعة العالمية.
وأضافت أن الإدارة الأميركية استثمرت خلال الأشهر الأخيرة في عدة شركات تعدين، وتخطط لإنشاء احتياطي إستراتيجي من المعادن النادرة، ودعم المنتجين المحليين عبر ضبط الأسعار وفرض الرسوم الجمركية.
كما أعلنت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن اتفاق إستراتيجي مع أستراليا لاستثمار مليارات الدولارات في تطوير إمدادات المعادن النادرة، ومن المتوقع أن يتصدر هذا الموضوع جدول اجتماع مجموعة الدول السبع في كندا نهاية الشهر.
إدارة ترامب ناقشت مجموعة من الأساليب غير التقليدية لمعالجة المشكلة. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، خلال منتدى استثماري الأسبوع الماضي، إن الإدارة الأميركية تسعى إلى وضع حد أدنى للأسعار، وإنشاء احتياطي إستراتيجي من المعادن لضمان عدم تكرار الأزمة.
أساليب غير تقليديةوأكد كوش ديساي، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، أن الإدارة "ملتزمة باستخدام كل الأدوات المتاحة لحماية الأمن القومي والاقتصادي للولايات المتحدة"، مضيفا: "انتهت حقبة اعتماد الولايات على الخارج في اليوم الذي تولّى فيه الرئيس ترامب منصبه"، بحسب التقرير.
وذكرت آن سوانسون أن إدارة ترامب ناقشت مجموعة من الأساليب غير التقليدية لمعالجة المشكلة. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، خلال منتدى استثماري الأسبوع الماضي، إن الإدارة الأميركية تسعى إلى وضع حد أدنى للأسعار، وإنشاء احتياطي إستراتيجي من المعادن لضمان عدم تكرار الأزمة.
وتعتزم إدارة ترامب الاستثمار المباشر في قطاع المعادن النادرة، وقد استحوذت بالفعل على حصص في عدة شركات تعمل في قطاع التعدين.
وأضافت الكاتبة أن إدارة ترامب أعلنت مؤخرا نيتها الاستحواذ على حصص في شركة "تريولوجي ميتالز" الكندية، التي اقترحت مشاريع لتعدين النحاس والزنك في ألاسكا، وكذلك في شركة " ليثيوم أميريكاس" التي تطور أحد أكبر مناجم الليثيوم في العالم بولاية نيفادا.
ونقلت عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأميركية تدرس المزيد من الاستثمارات الحكومية، وتُبدي اهتماما بمجالات مثل مغناطيسات المعادن النادرة، والتعدين في أعماق البحار، والمناجم الأفريقية التي لا تزال خارج السيطرة الصينية.
جهات فاعلةوحسب الكاتبة، أثارت هذه التحركات قلق بعض المحللين والمديرين التنفيذيين بشأن آلية اختيار الاستثمارات الضخمة من أموال دافعي الضرائب، ومدى جدوى هذه الصفقات، خاصة في مجال معالجة المعادن، نظرا لوجود شركات عديدة تروّج لتقنيات جديدة لم تُستخدم على نطاق واسع حتى الآن.
وأوضحت أن جهود الإدارة الحالية لإيجاد مصادر بديلة للمعادن النادرة تشمل عدة وكالات حكومية، منها "المجلس الوطني للهيمنة في مجال الطاقة" الذي أُنشئ في فبراير/شباط الماضي ويؤدي دورا رئيسيا في البحث عن مصادر جديدة للمعادن خارج الصين.
كما تشارك وزارات الدفاع والطاقة والخزانة، إلى جانب بنك التصدير والاستيراد الأميركي، في عمليات التمويل والاستثمار، بينما ناقشت وزارة الخارجية إبرام شراكات دولية.
إعلانوتعمل وزارة التجارة على إعداد رسوم جمركية على المعادن الحيوية المستوردة، وتقدم تحليلات لسلاسل الإمداد العالمية، لكن موظفين سابقين في الوزارة أفادوا بأن إعادة الهيكلة خلال إدارة بايدن، إلى جانب تقليص الموارد في عهد ترامب، أضعف الطاقم الإداري للوزارة.
وتضيف آن سوانسون أن بعض المحللين والمديرين التنفيذيين يرون أن دعم عمليات التعدين والمعالجة، أو بناء احتياطي إستراتيجي من المعادن، يتطلب تمويلا أوسع من الكونغرس، بينما يرى آخرون أن المشكلة تتطلب تنسيقا دوليا، نظرا لتوزع المعادن النادرة حول العالم، ولأن القيود البيئية الصارمة والتكاليف المرتفعة قد تعيق تنفيذ المشاريع داخل الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الإدارة الأمیرکیة الولایات المتحدة المعادن النادرة إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
الكشف عن أسباب استبعاد “بلير” من عضوية “مجلس غزة”
#سواليف
كشف مصدر مطلع، أن #المجموعة_العربية والإسلامية أبلغت #الإدارة_الأميركية رفضها مشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق #توني_بلير في رئاسة أو عضوية اللجنة الإدارية الدولية المقرر تشكيلها لإدارة قطاع #غزة.
وأوضح المصدر وفقا لقناة “سكاي نيوز عربية” أن هذا #الرفض جاء بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية، التي لا ترغب هي الأخرى في إشراك بلير، بسبب غياب إجابات واضحة لديه بشأن دور السلطة في إدارة غزة، إضافة إلى انسجام مواقفه مع توجهات الحكومة الإسرائيلية في المرحلة الحالية.
وبحسب المصدر، فقد تفاعلت الإدارة الأميركية بشكل إيجابي مع الموقف العربي والإسلامي، مؤكدة استعدادها لاستبعاد بلير من المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بإدارة القطاع.
مقالات ذات صلةوأشار إلى أن المجموعة العربية والإسلامية تشدد على أن تكون اللجنة الإدارية الخاصة بغزة خاضعة للحكومة الفلسطينية في رام الله، باعتبارها الجهة الشرعية المسؤولة عن إدارة القطاع.
وأضاف أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بضرورة منح السلطة الفلسطينية دورًا مباشرًا في إدارة غزة، على أن يتم ذلك تدريجيًا، بدءًا من إدارة المعابر، وصولًا إلى تولي السلطة المسؤولية الكاملة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة “فاينانشل تايمز” البريطانية، الإثنين، أن توني بلير أُزيل من قائمة المرشحين لعضوية “مجلس السلام” الذي يعمل ترامب على إنشائه لإدارة غزة، وذلك عقب اعتراضات قدمتها عدة دول عربية وإسلامية.
وكان بلير المرشح الوحيد للمجلس عندما أعلن ترامب خطته المؤلفة من 20 بندًا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أواخر سبتمبر، ووصفه حينها بأنه “رجل جيد للغاية”.