النفط يحافظ على مكاسبه الأسبوعية رغم الضغوط الجيوسياسية

"وكالات": شهدت أسواق الطاقة العالمية حالة من الاستقرار النسبي مع ميل الأسعار إلى الارتفاع الطفيف، في ظل استمرار تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة على قطاع النفط الروسي، وما تسببه من مخاوف بشأن الإمدادات العالمية، وتترقب الأسواق تطورات المشهد الجيوسياسي بين القوى الكبرى وانعكاساته على حركة الأسعار، في وقت أظهرت فيه مؤشرات الأسهم العالمية أداء إيجابيًا مدعومًا بتراجع حدة التوترات التجارية ونتائج مالية قوية لعدد من الشركات الكبرى.

استقرار نسبي في أسعار الخام عالميًا

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر ديسمبر القادم 68 دولارًا أمريكيًا و31 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 15 سنتًا مقارنة بسعر يوم الخميس البالغ 68 دولارًا أمريكيًا و16 سنتًا.

تجدر الإشارة إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أكتوبر الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًا و33 سنتًا للبرميل، منخفضًا دولارًا أمريكيًا و87 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر سبتمبر الماضي.

على الصعيد العالمي استقرت أسعار النفط في التعاملات اليوم بعد الارتفاع الذي سجلته أمس ، ولا تزال في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية بعدما أدت العقوبات الأمريكية الجديدة على أكبر شركتين روسيتين للنفط على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية إلى تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتًا، أو 0.2 بالمائة، إلى 66.11 دولار. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 16 سنتًا، أو 0.3 بالمائة، إلى 61.95 دولار.

وقال جيوفاني ستونوفو محلل السلع الأولية لدى يو.بي.إس: "يترقب الجميع مؤشرات على تأثير العقوبات الجديدة على روسيا. السوق في حالة ترقب لمعرفة مصير التدفقات".

وتابع قائلًا: "في الماضي، لم تسبب عقوبات مماثلة سوى اضطرابات مؤقتة".

وقفزت عقود الخامين القياسيين بأكثر من خمسة بالمائة الخميس، وتتجه لمكاسب أسبوعية بنحو سبعة بالمائة، وهي الأكبر منذ منتصف يونيو.

وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات الخميس على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتمثل روسنفت ولوك أويل معًا أكثر من خمسة بالمائة من إنتاج النفط العالمي.

وقالت مصادر لـ"رويترز": إن العقوبات الأمريكية دفعت شركات نفط حكومية صينية كبرى إلى تعليق مشتريات النفط الروسي على المدى القصير. وذكرت مصادر أنه من المقرر أن تخفض شركات التكرير في الهند، أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا، وارداتها من النفط الخام بشكل حاد.

وقال جانيف شاه نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي لتحليل أسواق النفط في مذكرة للعملاء: "التدفقات إلى الهند مهددة على الأخص، ستكون التحديات التي تواجه المصافي الصينية أقل حدة بالنظر إلى تنويع مصادر الخام وتوافر المخزونات".

ووفقًا لبيانات الطاقة الأمريكية فقد كانت روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم في عام 2024 بعد الولايات المتحدة. ويركز المستثمرون أيضًا على الاجتماع المقرر عقده بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل، فيما يعملان على تهدئة التوتر التجاري طويل الأمد بين القوتين العظميين وإنهاء سلسلة من الإجراءات المتبادلة.

تفاؤل الأسواق يدعم مكاسب الأسهم

على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم مع تحسن ثقة المستثمرين بدعم من مؤشرات على تراجع التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين ومجموعة من نتائج الأعمال الإيجابية للشركات.

وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمائة إلى 576.01 نقطة. وأغلق المؤشر في الجلسة السابقة عند مستوى قياسي.

وارتفعت أسهم قطاعي التكنولوجيا والخدمات المالية في أوروبا 0.8 بالمائة لكل منهما، بينما تراجع مؤشر المرافق العامة 0.3 بالمائة.

وزادت مبيعات التجزئة البريطانية 0.5 بالمائة في سبتمبر بشكل غير متوقع، وهي الزيادة الشهرية الرابعة على التوالي.

وصعد سهم شركة سانوفي الفرنسية للأدوية 3.3 بالمائة بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح للربع الثالث فاقت توقعات المحللين. وقفز سهم شركة ساب السويدية العاملة في قطاع الصناعات الدفاعية تقريبًا ستة بالمائة بعد أن رفعت الشركة توقعاتها للمبيعات على خلفية ارتفاع الإنفاق العسكري.

وارتفع سهم بنك نات ويست البريطاني 4.4 بالمائة عقب إعلانه ارتفاع أرباح الربع الثالث بنسبة 30 بالمائة، إلى جانب رفعه لهدف الأداء السنوي.

على صعيد متصل ارتفع المؤشر الياباني بأكثر من واحد بالمائة اليوم بدعم من أسهم التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل على المؤشر، مسجلًا ثامن مكاسبه الأسبوعية في تسعة أسابيع وسط توقعات إيجابية للحكومة الجديدة برئاسة ساناي تاكايتشي.

وأغلق المؤشر الياباني على ارتفاع 1.35 بالمائة عند 49299.65 نقطة بعد انخفاض حاد في الجلسة السابقة. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقًا 0.48 بالمائة إلى 3269.45 نقطة.

وسجل المؤشر الياباني ارتفاعًا أسبوعيًا 3.6 بالمائة، فيما سجل توبكس 3.1 بالمائة.

وقال شوتارو ياسودا، محلل السوق لدى طوكاي طوكيو إنتليجنس لابوراتوري: "أقبل المستثمرون على شراء أسهم التكنولوجيا التي أصبحت منخفضة الأسعار منذ عدة جلسات".

وحام المؤشر الياباني قرب أعلى مستوياته على الإطلاق، مدعومًا بأداء الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والرهانات على التحفيز الاقتصادي من تاكايتشي التي انتُخبت رئيسة لوزراء اليابان هذا الأسبوع.

وتسببت أسهم التكنولوجيا الخميس في انخفاض المؤشر الياباني، بينما أقبل المستثمرون على شراء أسهم شركات الصناعات الدفاعية وسط رهانات على أن الحكومة الجديدة ستزيد من الإنفاق الدفاعي.

وقفز سهم مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في مجال التكنولوجيا اليوم 5.69 بالمائة ليعطي أكبر دعم للمؤشر الياباني. وارتفع سهما أدفانتست وطوكيو إلكترون المرتبطان بالرقائق الإلكترونية 3.74 بالمائة و1.82 بالمائة على الترتيب.

وصعد سهم شركة فوجيكورا لصناعة الألياف الضوئية، وهو مقياس للاستثمارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، 3.94 بالمائة، بينما قفز نظيره سهم شركة فوروكاوا إلكتريك 3.75 بالمائة. وهوى سهم نيديك 3.55 بالمائة ليصبح أكبر خاسر بالنسبة المئوية على المؤشر الياباني، بعد أن قالت شركة صناعة المحركات إنها لن تدفع توزيعات أرباح مؤقتة وسحبت توقعاتها للأرباح للسنة المالية المنتهية في مارس 2026.

ومن بين أكثر من 1600 سهم يتم تداولها في السوق الرئيسية لبورصة طوكيو للأوراق المالية، ارتفع 41 بالمائة من الأسهم وانخفض 54 بالمائة بينما استقر ثلاثة بالمائة منها.

وسجلت بورصة وول ستريت مكاسب الخميس وسط مجموعة متباينة من أرباح الشركات وتغير المخاوف الجيوسياسية.

المصدر: لجريدة عمان