لاري إليسون.. يهودي أميركي رسم ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
لاري إليسون يهودي أميركي، وهو مبرمج كمبيوتر وثاني أغنى رجل أعمال في العالم. ولد عام 1944 بالولايات المتحدة الأميركية، وأسس شركته الأولى عام 1977، عرفت لاحقا بـ"أوراكل"، وكان المدير التنفيذي فيها حتى عام 2014.
وعقب تحقيقه ثروة هائلة اشترى أسهما في شركة "تسلا"، وأصبح رئيسا في مجلس إداراتها، ثم توسعت استثماراته ما بين عامي 1990 و2000 وشملت مجالات أخرى مثل التكنولوجيا والطاقة والإعلام.
ولد لاري إليسون يوم 17 أغسطس/آب 1944 ببرونكس في مدينة نيويورك بأميركا، لأم مراهقة عازبة من أصول يهودية تدعى فلورنس سبيلمن، وقد أنجبته وهي في الـ19 من عمرها.
وعندما بلغ 9 أشهر أصيب بالتهاب رئوي فاضطرت والدته لإرساله إلى شيكاغو عند خالته ليليان وزوجها إليسون، اللذين اعتنيا به وساعداه على تلقي العلاج.
نشأ في بيئة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وكانت تربطه بخالته علاقة وطيدة، فقد كانت له الأم المربية، على عكس زوجها الذي كان يؤثر عليه سلبا، ودائما ما كان يحبطه ويقول له "لن تحقق شيئا في حياتك".
ورغم محاولات أقاربه إقناعه أن يكون طبيبا، فإن شغفه بالبرمجيات والكمبيوتر كان أكبر. وإلى جانب هواياته دعا في مرحلة شبابه إلى حماية البيئة، إذ كان عضوا في "نادي سييرا للحفاظ على البيئة"، كما أنه كان مرشدا سياحيا هناك وأسهم في ضمان الدور الحيوي لواد سييرا في كاليفورنيا.
تزوج عام 1967 من آدا كوين لكنهما انفصلا بعد 7 سنوات، بسبب ظروفه المالية الصعبة، ووفقا لتصريحاته فإن زوجته اتهمته بعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
تزوج للمرة الثانية من نانسي وييلر جنكيز لكنهما انفصلا بعد عام، ثم تزوج للمرة الثالثة في أوائل ثمانينيات القرن الـ20 من باربارا بوث وكانت موظفة استقبال سابقة في إحدى شركاته.
وقد أثمر زواجهما ولدين وهما ديفيد وميغان، لكنهما انفصلا بعد 3 سنوات. وفي عام 2003 قرر أن يتزوج من الروائية والكاتبة الأميركية ميلاني كرافت، قبل أن يطلقها عام 2010.
ارتبط للمرة الخامسة بنيكيتا كاهن، وهي عارضة أزياء أوكرانية، وسمى أحد مطاعمه في ماليبو بكاليفورنيا باسمها، لكنهما انفصلا بين عامي 2016 و2020.
إعلانوفي 2020 انتقل للعيش بصفة دائمة في جزيرة لاناي في هاواي، ووفقا لمجلة فوربس فإن إليسون كان قد اشترى تقريبا كل أجزائها في عام 2012 مقابل 300 مليون دولار.
بعدما أتم دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس الحي بشيكاغو التحق إليسون بجامعة إلينوي في الولايات المتحدة عام 1962، لكنه ترك الدراسة عقب عامين، وبعد وقت قصير من وفاة خالته ليليان، التي أثر عليه رحيلها وقال إنها كانت من أصعب الفترات التي مر بها.
وبعد عامين عاد إلى مقاعد الدراسة وانضم إلى جامعة شيكاغو الأميركية، إلا أنه قرر عدم متابعة دراسته، فترك كل شيء وراءه وسافر إلى كاليفورنيا الواقعة على الساحل الغربي لأميركا، باحثا عن لقمة العيش.
وفي مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" على متن يخته الراسي في فالانسيا، شرح إليسون أسباب تركه الدراسة وقال "إن النظام التعليمي في الجامعات يكافئ الامتثال للبرامج التعليمية ولا يشجع الابتكار".
وأضاف "لا أظن أن ذلك مفيد لرواد الأعمال الذين يريدون إدارة شركاتهم الخاصة".
وفي خطاب ألقاه بجامعة "سودرن كاليفورنيا" عام 2016 بصفته متحدثا رسميا أثناء حفل التخرج السنوي ذكر أنه لم يندم على تركه الدراسة، وأنه كرس حياته من أجل تحقيق أحلامه لا أحلام الغير".
وفي بداية سبعينيات القرن العشرين عمل في شركة "أمبيكس" للإلكترونيات وهناك التقى زميله المبرمج إيد أوتس، وكان عالم الحاسوب الأميركي بوب ماينر مشرفا عليه.
وبحلول 1976 قرر إليسون مغادرة الشركة وانضم لاحقا إلى شركة "بريسيشن إنسترومنس" التي أصبحت لاحقا "أوميكس"، وعين فيها نائبا لرئيس البحث والتطوير.
أكسبه عمله خبرة لا بأس بها وقرر عام 1977 أن يشارك إلى جانب المبرمجين أوتس وماينر في تأسيس شركة "إس دي إل"، برأس مال لم يتجاوز ألفي دولار.
وعرفت الشركة فيما بعد باسم "أوراكل" وتولى فيها إليسون منصب الرئيس التنفيذي، كما شغل عضوية مجلس الإدارة ومنصب المدير التنفيذي للتكنولوجيا، وفي أوائل عام 2014 تنحى عن هذا المنصب.
وقعت الشركة في بداياتها عقدا مع وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" من أجل بناء قاعدة بيانات، وتحسين الأنظمة المعلوماتية للشركات الأميركية، ثم تطورت وأصبحت لاحقا تقدم خدمات في مجال الحوسبة.
وعقب إدراج شركة "أوراكل" في بورصة "سانداك" في 13 مارس/آذار 1986، شرع إليسون في توسيع الشركة بسرعة كبيرة واشترى شركات برمجيات أخرى، من بينها:
شركة "بيبل سوفت" المختصة ببرمجيات الموارد البشرية. شركة "سان مايكروسيتمز" المختصة في صناعة أنظمة التشغيل مثل "سولاريس". شركة "سيبيل سيستمز" المتخصصة في برمجيات إدارة علاقة العملاء "سي آر إم". شركة "بي إي إيه سيستمز" وتركز على تطبيقات المؤسسات والبنية التحتية البرمجية. إعلاناتسعت استثماراته حتى وصلت إلى شركة "تسلا" وأصبح رئيس مجلس إدارتها منذ عام 2018 بعدما اشترى أسهما فيها، وقد أسهم في تلك الفترة في توجيه إستراتيجيات الشركة في أهم مراحل نموها.
كما عقد صفقات في مجالي الذكاء الاصطناعي والحوسبة، واستمر في منصبه ذاك إلى غاية 2022 قبل أن يعلن انسحابه من المجلس.
إضافة إلى ذلك يمتلك إليسون 50% من شركة الإعلام "باراماونت سكاي دانس"، التي نشأت إثر اندماج شركتي "باراماونت ويب" و"سكاي دانس ميديا" التابعة لابنه ديفيد في أغسطس/آب 2025.
وفي سبتمبر/أيلول 2025 بلغت القيمة الصافية لثروة إليسون في أغسطس/آب نحو 371.1 مليار دولار، مدفوعة بالأساس بحصته البالغة 41% في "أوراكل"، مقارنة بثروة الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك التي بلغت حينئذ 441.2.
وفي العاشر من سبتمبر/أيلول 2025 حقق إليسون قفزة تاريخية في ثروته بعدما ارتفعت أسهم شركته بشكل هائل نتيجة الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي.
ومن جهة أخرى أبرم إليسون عقودا ضخمة مع شركات كبرى مثل "أوبن إيه آي" وإنفيديا" و"ميتا"، ونتيجة لذلك بلغت ثروته 393 مليار دولار ما جعله يتجاوز إيلون ماسك.
لكن هذا التقدم لم يدم طويلا إذ سرعان ما استعاد ماسك مركزه الأول مع نهاية تداولات السوق في اليوم نفسه.
وبحسب مجلة "فوربس" الاقتصادية فإن إليسون ثاني أغنى رجل في العالم بعد إيلون ماسك لعام 2025، وبذلك انتقل مارك زوكربرغ إلى المركز الثالث بثروة تقدر بـ152.1 مليار دولار.
علاقته بترامبكان إليسون من أبرز الداعمين للرئيس الأميركي دونالد ترامب في حملته الانتخابية أثناء ولايته الأولى، ففي فبراير/شباط 2020 نظم إليسون فعالية لجمع التبرعات لصالح حملة ترامب الانتخابية في أحد ممتلكاته الفاخرة بكاليفورنيا.
في تلك الحملة أتيح لمؤيدي ترامب المساهمة في شراء تذاكر بقيمة مئة ألف دولار مقابل لقاء ترامب ومشاركته جولة في لعبة الغولف والتقاط الصور معه، وقد أثار ذلك جدلا كبيرا وواسعا بين موظفي شركة "أوراكل" التي يرأسها إليسون.
ونظم نحو 300 موظف احتجاجا بعنوان "لا أخلاقيات، لا عمل"، وتوقفوا عن العمل في منتصف اليوم، ومن جهة أخرى أطلق عارضون للحدث عريضة على موقع "تشينج.أورغ" وقع عليها أكثر من 8700 شخص، طالبوا فيها إليسون بإلغاء الحدث.
وقال إليسون في إحدى مقابلاته إنه لا يرى ترامب "شيطانا" وأكد دعمه الكامل له.
علاقته بنتنياهوتربط إليسون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علاقة صداقة وثيقة، فقد قدم له دعما مباشرا في إحدى القضايا الجنائية المرفوعة ضده.
وأوردت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" عام 2020، أن إليسون مارس ضغوطا على رجل الأعمال الإسرائيلي أرنون ميلشان وأقنعه بالتخلي عن خدمات المحامي بوعز بن تسور كي يتفرغ الأخير لتمثيل نتنياهو في محاكمته.
وقد تحقق ذلك بالفعل وانسحب بن تسور من قضية ميلشان وتفرع للدفاع عن نتنياهو، لأن هذا الأخير كان يعاني من نقص في التمثيل القانوني فاستعان بإليسون للاستفادة من نفوذه وعلاقاته.
وانتشرت صور للقاء جمع إليسون ونتنياهو حينما التقيا وتناولا العشاء معا في جزيرة "لاني" بهاواي في أغسطس/آب 2021.
الاستحواذ على "تيك توك"في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بتاريخ 16 سبتمبر/أيلول 2025، أفادت مصادر مطلعة بأن عمليات تطبيق "تيك توك" في أميركا ستكون خاضعة لإدارة جديدة، وذلك ضمن مجريات اتفاق بين الولايات المتحدة والصين.
ونص الاتفاق على أن تستحوذ الولايات المتحدة على إدارة التطبيق بنسبة 80%، وستديره شركات مثل "أوراكل" و"سيلفر لايك" و"أندريسن هورويتز"، أما المستثمرون الصينيون من الشركة الأم "بايت دانس" فسيحتفظون بنسبة 20%.
إعلانوحظي الملياردير إليسون بإشادة من الرئيس الأميركي، الذي اعتبر شركة "أوراكل" شركة مناسبة للاستحواذ على عمليات التطبيق وإدارتها.
وجاءت هذه الإجراءات في إطار سعي الحكومة الأميركية إلى منع وقوع بيانات المستخدمين من مواطنيها، تحت السيطرة الصينية، ووضع إدارة عمليات "تيك توك" داخل البلاد تحت مجلس إدارة محلي بقيادة إليسون وشركته لتوفير مستوى عالي من "الحماية والسيادة" الرقميتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات لاری إلیسون أغسطس آب
إقرأ أيضاً:
عاجل | 66 موظفًا يرفعون دعوى قضائية ضد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة احتجاجًا على عدم شمولهم بالمكافآت
صراحة نيوز- تقدّم 66 موظفًا من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة بدعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية ضد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بصفته الوظيفية، وذلك اعتراضًا على عدم شمولهم بأسس المكافآت المعمول بها في الوزارة، على الرغم من وجود تعليمات رسمية تنظم صرف المكافآت الثابتة ومكافأة أخرى متغيرة تصرف لنفس الموظفين .
وقال الموظفون في لائحة الدعوى إن الوزارة تطبق تعليمات صرف المكافآت بازدواجية واضحة، حيث تُصرف لفئات محددة من الموظفين وتحجب عن آخرين دون مبررات قانونية أو إدارية مقنعة، مؤكدين أنهم يطالبون منذ عام 2019 بتطبيق مبدأ المساواة في صرف المكافآت أسوة بزملائهم، إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض المتكرر من قبل الأمين العام للوزارة.
وأضاف الموظفون أن الإجراءات المتبعة داخل الوزارة أدت إلى شعورهم بـ”الغبن وعدم العدالة”، خاصة بعد قرار مجلس الوزراء بنقل بعض الموظفين إلى وزارة الشباب وجهات حكومية أخرى، معتبرين أن القرار يشكل “ترحيلًا للأزمة بدل معالجتها”، ومبدين تخوفهم من ضياع حقوقهم المالية والقانونية. وتساءلوا عمّا إذا كان مجلس الوزراء قد اطلع على الصورة كاملة قبل اتخاذ قرار النقل.
وطالب الموظفون رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لتقصّي الحقائق داخل الوزارة والكشف عن المخالفات الإدارية، مؤكدين أن بعض الحقائق يتم إخفاؤها عن أصحاب القرار، مشددين على حقهم في الإنصاف واسترداد حقوقهم وتحقيق العدالة والمساواة في منح المكافآت وفق التشريعات النافذة.
ويمثل الموظفين في الدعوى المحامي راتب النوايسة.