لجريدة عمان:
2025-10-24@18:30:22 GMT

تطوير..

تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT

هنا؛ يمكن طرح السؤال التالي: هل ثمة علاقة بين التطوير والتغيير، وأيهما يسبق الآخر؛ وإذا سلم الأمر في فهم العلاقة بينهما على أنها في مضمونها علاقة عضوية؛ فما أوجه الشبه بينهما في الشكل؛ ولماذا يحارب الكثيرون التغيير مع أنه يذهب إلى التطوير؛ هل لأن التغيير يحدث حالة مربكة في تشكيل الواقع، ويغاير لما هو مسلم له، وأنه يسحب البساط عن تموضع الصور النمطية التي اعتاد عليها الناس ردحا من الزمن، وأن التغيير واحد من الممارسات الفاعلة في إرباك المشهد؛ أيما كان عنوان هذا المشهد، وحقيقته، وأهميته؟

هذا السؤال المركب؛ أو بأي صيغة أخرى؛ هو الذي يتجول في الذاكرة بصورة مستمرة، وفي كل الأزمان، ولذلك يكتسب التطوير أهمية كبيرة، وينظر إليه بكثير من الرضا، مع الحرص على معاداة التغيير الذي لا يعكس معادلة مقلوبة لمفهوم التطوير، فسبحان الله كيف يعادي الناس جزءا من شيء، ويلتحمون بجزء من الشيء ذاته؟ أليس في ذلك شيء من الغرابة؟ ففي علاقتنا مع الآخر ــ على سبيل المثال ــ عندما تمارس حريتك في التغيير؛ ترى في نفسك أنك تتطور، وأنت مقتنع بذلك، بينما يراك الآخر على أنك بدأت تدخل مرحلة الاختلاف معه، فلا يجيز لك هذا التحول، وينظر إليه على أنه تحول بنيوي يوقعك في دائرة الخطر، فقط لأنك خرجت عن ما هو سائد، وخروجك هذا؛ وفق نظرتك وتقييمك؛ أنك تعيد ترتيب أولوياتك، وأنك اكتسبت شيئا من المعرفة الناتجة عن خبرة، وعن تجربة، وأنك في قرارة نفسك لا يمكن أن تبقى وفق نسق حياتك التي كانت في رتمها المتكرر، وإلا أنت تمارس النفاق مع نفسك، ومع الآخرين من حولك أيضا، أو أنك تعيش حالة من التباين مع نفسك، ولا تلتحم عاطفيا مع من حولك، لأن ما حولك هو يتغير أيضا، وفي هذه الحالة فأنت تعيش حالة قلقة مرتبكة، لا تهنأ فيها بشيء من الرضا، والسؤال: مالذي يكلفك هذا الثقل المعنوي؛ وأنت في كامل حريتك؟ فالسائد ليس دائما سليما، أو صحيحا، والمتغير ليس دائما خطأ جسيما؛ أليس كذلك؟

لذلك ينظر إلى التغيير؛ مع أنه تطور عضوي؛ على أنه «عدو» وأن مناصريه ناكرون للجميل: جميل الصحبة، جميل الاستسلام، جميل «غمض عينيك واتبعني» جميل «إذا صفعك على خدك الأيمن؛ فأدر له خدك الأيسر» وبقدر ــ أي التغيير ــ ما يكسب صاحبه شخصية جديدة، قادرة على التفريق مع زمنين، زمن كانت فيه درجة التطور محدودة، وزمن مستحق يتطلب أن تكون فيه درجة التطور عالية، ومتوافقة مع واقعها، إلا أن ذلك كله لا يشفع لمن يتغير بمبررات الارتقاء والتطور التي يكتسبها، ويظل صاحبه رهين النعوت القاسية، والسبب أن الصور النمطية عن كل الأشياء التي حولنا تحتجز مساحة كبيرة تكاد تغطي كل انبلاجات الأضواء التي يمكن أن تكون أملا للتغيير، وهذا التوجس؛ غالبا؛ لا يقلق إلا الذين تنقصهم الثقة في أنفسهم وقدراتهم، ولا يحملون آفاقا أرحب لحياة أكثر تطورا، وأكثر حيوية، يريدونها حياة جامدة، طاردة لأي تغيير، وقد يكون ذلك للحفاظ على مكاسب مادية، ومعنوية، تبقي رتم الحياة وئيدا كخطوات السلحفاة.

ما بين التطوير والتغيير ثمة فاصل دقيق؛ هذا الفاصل يؤججه صراع قائم ما بين العقل والنفس، فالأول؛ وهو العقل يحتكم إلى منطق الأشياء، بينما الثاني؛ وهي النفس ترى في منطق الأشياء معولا لهدم الثوابت، ولذلك يقال لك: يجب البقاء على كل ما هو عليه، فتكلفة التغيير الذاهب إلى التطوير عالية الثمن، والذهاب في مسارات التطوير لا تعطي الفرصة للعودة إلى نقطة البداية من جديد، وهذا أمر صعب.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كيف تحمي نفسك من الفيروسات والأمراض التنفسية؟

أكد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن الوقاية من الفيروسات والأمراض التنفسية تبدأ من تعزيز المناعة الشخصية واتباع الإجراءات الوقائية اليومية، خاصة مع تقلبات الطقس ودخول فصل الخريف.

وأوضح "الحداد" خلال حديثه في برنامج "قلبك مع جمال شعبان" على قناة الشمس، أن أهم طرق الوقاية تشمل:
غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام.
تجنب لمس الوجه والعينين والأنف إلا بعد التأكد من نظافة اليدين.
الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان خلال موسم الانتشار الفيروسي.
ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو عند ظهور أعراض البرد.
تناول أطعمة غنية بفيتامين C مثل البرتقال والجوافة والفلفل الألوان لدعم المناعة.
الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام.


التهوية الجيدة للمنازل والفصول الدراسية لتقليل تركيز الفيروسات في الهواء.

وأضاف أن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية مهم جدًا هذا العام، خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
 

وختم “الحداد”نصيحته بالتأكيد، أن الوقاية خير من العلاج، وأن الوعي الصحي والسلوك الوقائي هما خط الدفاع الأول ضد أي وباء.

طباعة شارك الأمراض الفيروسية امراض تنفسية امراض التنفس

مقالات مشابهة

  • كيف تحمي نفسك من الفيروسات والأمراض التنفسية؟
  • رئيس المخابرات العامة يستقبل نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر
  • من النقاش إلى التغيير الحقيقي.. أوزبكستان تستضيف المنتدى الخامس لمكافحة الفساد
  • من «مهندس التغيير» إلى الإدانة: تساؤلات حول تداخل المال والسياسة في ملف ليبيا
  • إطلاق تحدي #ناس_inDrive للاحتفاء بالمواهب الشجاعة وصناع التغيير
  • أذكار الصباح كاملة.. حصن نفسك بها ورددها الآن
  • حصن نفسك قبل الخروج من المنزل وردد تلك الأدعية النبوية
  • احمِ نفسك من الألم.. طرق الوقاية من التهابات القولون
  • سامسونج تُطلق حملة #تستاهل_أكثر لتشجيع التغيير وتعزيز تجربة المستخدم
  • فقه الأولويات ومسيرة الانتقال في مشروع الانبعاث الحضاري.. مشاتل التغيير (41)