الأورومتوسطي: منع الصحفيين الدوليين سلاح إسرائيل لطمس أدلة الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل بمواصلة تنفيذ سياسةٍ منهجية لطمس الأدلة الميدانية على جرائم الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر منع دخول الصحافيين والمحققين الدوليين، وعرقلة كل محاولات التوثيق الميداني المستقلّ، في ما وصفه بأنه “تواطؤ مؤسسي” داخل أجهزة الدولة الإسرائيلية لحماية مرتكبي الجرائم ومنع المساءلة الدولية.
وأوضح المرصد، في بيان صدر السبت، أنّ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الأخير بمنح الحكومة مهلة إضافية قبل السماح بدخول الصحافيين المستقلين إلى غزة، "يعكس حالة التناغم بين القضاء والمؤسسة العسكرية والحكومة في تغطية الجرائم وتوفير غطاء قانوني لسياسات تهدف إلى منع الشفافية وطمس الأدلة".
وبيّن المرصد أنّ استمرار منع دخول الصحافيين الدوليين يشكّل جزءًا من سياسة متكاملة تتبعها إسرائيل لإبقاء الجرائم خارج نطاق الرصد والمساءلة الدولية، مشددًا على أنّ هذه السياسة مستمرة منذ بدء العدوان على غزة، وتهدف إلى "حرمان العالم من رؤية الحقيقة الميدانية لما جرى ويجري داخل القطاع".
وأشار إلى أنّ إسرائيل، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما تزال ترفض السماح بدخول الصحافيين المستقلين إلا عبر جولات محدودة تشرف عليها الرقابة العسكرية الإسرائيلية، ما يجعل ما يُنشر من مشاهد ميدانية "خاضعًا بالكامل للسردية الرسمية الإسرائيلية ومجرّدًا من التغطية الحرة والمستقلة".
وذكر المرصد أنّ إسرائيل قتلت أكثر من 254 صحافيًا فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب، في وقت تمنع فيه دخول وسائل الإعلام الأجنبية، ما يعكس ـ بحسب البيان ـ "سياسة متعمدة لإخفاء الحقيقة واحتكار الرواية"، تهدف إلى "طمس الذاكرة الجمعية الفلسطينية وتبييض الجرائم أمام المجتمع الدولي".
كما حذر المرصد من أنّ إسرائيل تمنع دخول لجان التحقيق الدولية وفِرق الطب الشرعي وخبراء الأنثروبولوجيا الجنائية، الذين يُفترض أن يتولوا فحص مسارح الجرائم وتوثيق الرفات البشرية وجمع الأدلة البيولوجية، مشيرًا إلى أنّ هذا المنع "يُقوّض أي إمكانية لإجراء تحقيق جنائي مستقلّ، ويهدف إلى إتلاف الأدلة قبل فحصها".
وأوضح البيان أنّ السلطات الإسرائيلية تواصل احتجاز مئات الجثامين الفلسطينية دون تحديد هوية أصحابها أو الكشف عن ظروف وفاتهم، فيما أظهرت بعض الجثث التي سُلّمت لعائلاتها علامات على "الإعدام الميداني والتعذيب"، وهو ما يُعدّ ـ وفق المرصد ـ انتهاكًا صارخًا للمادة (130) من اتفاقية جنيف الثالثة.
وأكد المرصد أنّ إسرائيل نفذت عمليات محوٍ كامل لمدن ومخيمات في قطاع غزة، عبر تسوية الأراضي المستهدفة بالأرض ونقل الركام إلى أماكن مجهولة، في محاولة لإزالة أي أثر مادي للجريمة. وأشار إلى أنّ صور الأقمار الصناعية وشهادات ميدانية تُظهر عمليات تجريف واسعة، يُعتقد أنها تهدف إلى إخفاء بقايا الذخائر والجثامين ومسارات الانفجارات التي يمكن أن تشكل أدلة إدانة في المستقبل.
وأضاف أنّ إسرائيل تسيطر عسكريًا على ما يقارب نصف مساحة قطاع غزة، وتحوّل أجزاء واسعة إلى مناطق محظورة الوصول، فيما تُنشئ مواقع عسكرية جديدة فوق أنقاض المباني المدمرة والأراضي الزراعية، في "محاولة لإعادة تشكيل الجغرافيا وطمس المشهد الميداني للجرائم الجماعية".
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني ولقرار محكمة العدل الدولية الذي يلزمها بالحفاظ على الأدلة ومنع تدميرها، معتبرًا أن "حرمان الضحايا من العدالة ومنع العالم من معرفة الحقيقة هو امتداد مباشر لجريمة الإبادة نفسها".
ودعا المرصد الأمم المتحدة وهيئاتها الحقوقية إلى ضمان دخول الصحافيين الدوليين وفرق الطب الشرعي إلى غزة فورًا، وتمكينهم من العمل بحرية دون إشراف عسكري، لتوثيق الأدلة قبل ضياعها أو العبث بها، مشيرًا إلى أن أي عملية إعمار لا تراعي حفظ الأدلة "ستتحول عمليًا إلى أداة لمحو الحقيقة".
وطالب المرصد المحكمة الجنائية الدولية بتوسيع نطاق تحقيقها في الوضع بفلسطين ليشمل جريمة الإبادة الجماعية وطمس الأدلة، وإنشاء مكتب ميداني خاص في غزة لجمع الأدلة وضمان الرقابة الدولية على سير التحقيقات.
واختتم المرصد تحذيره بالقول إنّ "أي تأخير في التدخل الدولي سيمنح إسرائيل مزيدًا من الوقت لاستكمال محو الأدلة والشواهد المادية، ما يمثل إخلالًا جسيمًا بواجب المجتمع الدولي في حماية الحقيقة وصون العدالة".
وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى "68 ألفا و519 شهيدا، و170 ألفا و382 مصابا".
جاء ذلك في تقرير إحصائي يومي صدر عن الوزارة، وقالت فيه إنها أضافت "220 شهيدا للإحصائية التراكمية ممن اكتملت بياناتهم واعتمدتهم اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين".
ولمدة عامين، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في 8 أكتوبر 2023، ألحقت أضرارا بنحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بالقطاع ، بخسائر تقدر بحوالي 70 مليار دولار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة منع الفلسطينية احتلال فلسطين غزة منع صحافة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دخول الصحافیین إلى أن
إقرأ أيضاً:
العدل الدولية تقضي بإلزام إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات إلى غزة وتوفير الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين
قضت محكمة العدل الدولية اليوم /الأربعاء/ بإلزام إسرائيل بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشددة على وجوب توفير الاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة، في خطوة تأتي عقب التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار ومساعٍ أممية لتكثيف الدعم الإنساني.
وفي رأي استشاري موسّع، أوضحت المحكمة أن هذا الالتزام يقع على عاتق إسرائيل باعتبارها "قوة احتلال"، مشيرة إلى أن على تل أبيب الموافقة على وتيسير برامج الإغاثة التي تقدمها الأمم المتحدة ووكالاتها، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال رئيس المحكمة يوجي إواساوا إن إسرائيل ملزمة بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتسهيلها عبر وكالات الأمم المتحدة، مضيفًا أن المحكمة ترفض مزاعم إسرائيل التي وصفت طلب الرأي الاستشاري بأنه سوء استخدام للقانون الدولي.
وأوضحت المحكمة أن إسرائيل فشلت في تقديم أدلة تثبت اتهاماتها لبعض موظفي الأونروا بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حركة حماس وأشعل الحرب في غزة، مشيرة إلى أن الوكالة الأممية لا يمكن استبدالها بسرعة دون خطة انتقال مناسبة.
ورغم أن الرأي الاستشاري للمحكمة غير ملزم قانونياً، إلا أنه يحمل، بحسب المحكمة، "وزناً قانونياً ومعنوياً كبيراً".
وقالت المحكمة - في بيانها - إن إسرائيل "بوصفها قوة احتلال، ملزمة بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المحليين، بما في ذلك توفير الإمدادات الضرورية لبقائهم على قيد الحياة"، كما أنها "ملزمة بعدم عرقلة وصول هذه الإمدادات". وأشارت كذلك إلى أن القانون الدولي يحظر استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.
وكانت الأمم المتحدة قد طلبت من المحكمة تقديم توضيح قانوني حول التزامات إسرائيل تجاه الهيئات الدولية، بما في ذلك ضمان تسهيل إيصال الإمدادات العاجلة والحيوية إلى الفلسطينيين دون عوائق.
وخلال جلسات المحكمة التي عقدت في أبريل الماضي، استمعت هيئة القضاة إلى شهادات من عشرات الدول والمنظمات، تركز معظمها على وضع الأونروا.
يأتي هذا القرار منفصلاً عن قضايا أخرى تنظر فيها المحكمة ضد إسرائيل، من بينها قضية تتعلق باتهامات جنوب إفريقيا لتل أبيب بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة الإبادة الجماعية لعام 1948 بسبب حملتها العسكرية في غزة.
وفي يوليو 2024، كانت المحكمة نفسها قد أصدرت رأيًا استشارياً آخر اعتبرت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن.
مهر - ك ف