نعيم قاسم: استهدفنا منزل نتنياهو وكان إنجازا استراتيجيا
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
وأوضح قاسم في مقابلة خاصة مع قناة "المنار" قائلا: "أحد الإخوة في الميدان كان معه الخارطة ويعرف التوزيعات، فأخبر مسؤوله قائلا: 'إذا كان عندكم فكرة لضرب هذا المكان فأنا قادر أن أعدّ الإحداثية الدقيقة من أجل ضربه، الأخ أخذ الإذن ونفّذ الضربة، وكان موفقا؛ هذا الأخ قدر أن يركّب الإحداثية بطريقة صحيحة.
ومثل هذا كثير، لأنَّ المُدرِّبين من الإخوة يملكون خبرات عالية، ودليل ذلك أن كل الأماكن التي استهدفوها وأرادوا إصابتها أصابوها".
وأشار قاسم إلى أن هذه "الضربة كانت مقصودة، إما لإصابة نتنياهو أو لإصابة منزله. نفس الاستهداف كان موجَّها للمنزل ككل وليس لغرفة النوم تحديدا، وكان هذا إنجازا استخباريا وعمليا، إذ تحققت الإصابة في المكان المستهدف".
وبين أمين عام "حزب الله" أن "قصف تل أبيب تم بناء على قرار سياسي"، موضحا أنه "كان هناك انضباط كبير من قيادة المقاومة والهدف إيلام الاسرائيلي وكان يمكن أن يستمر لو استمرت الحرب".
وفي ما يلي، أبرز ما جاء في حوار تصريحات نعيم قاسم، خلال حواره الخاص مع قناة "المنار":
- حزب الله مشروع استراتيجي له علاقة بالرؤية وله علاقة بمعالجة قضايا الناس والمواقف من كل ما يتحداهم ويتصدى لهم..
نحن جماعة نلتزم بالإسلام المحمدي الأصيل والالتزام بالإسلام يعني أن يكون الإنسان قد اختار منهجا لحياته هذا المنهج هو بالحقيقة منهج إيماني فكري ثقافي عملي سلوكي سياسي اجتماعي..
إذا أراد أن يعرف أحد منهج حزب الله كيف يمكن أن يطبق فلينظر إلى تجربة النبي محمد..
نحن اخترنا الإسلام كمنهج حياة، فإذا حزب الله هو الذي اختار الإسلام منهج حياته.
- عندما نواجه تحديات معينة على المستويات الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأخلاقية أو التربوية او على مستوى الاعتداءات واغتصاب الأرض والعدوان ومن ورائه هناك موقف يجب أن نأخذه..
عندما تأسس حزب الله على منهج الإسلام وعمل على أساس تبني مشروع المقاومة فإن كل المنضوين تحت هذا الاتجاه لديهم استعداد لأقصى التضحيات.
- نحن لا نتعب ومن غير الطبيعي أن يذهب الإنسان بسبب التعب إلى الاستسلام أو إلى الانهيار أو أن يغير مبادئه تحت عنوان ملذات آنية عادية عابرة..
المنتمون إلى هذه المسيرة في حزب الله والمقاومة صلبون مستمرون سواء المنظمين أو المؤيدين أو الذين يسيرون بهذا الاتجاه بشكل عام وهنا جماعة يتحملون كل التحديات ويتجوّهرون أكثر.
- صحيحٌ أني استشهادي، لكن كل من في الحزب استشهاديون؛ من الذي يجلس على خط التماس الأول إلى العائلات التي تُربّي وتتحمّل الصعاب، كلهم استشهاديون، وأنا واحد من هؤلاء الاستشهاديين..
هذا الخط يصنع الاستشهاديين وبالحقيقة لا يضمّ فيه ولا يبقى فيه إلا من يريد أن يكون استشهاديا وكلمة "استشهادي" تعني القبول باقتحام الصعاب من أجل تحقيق الفكرة ولا يهاب الموت.
- لم أكن أتوقع أن نخسر الأمين العام الثاني بهذه الفترة الوجيزة وبالطريقة التي حصلت ولم أكن أتوقع ذلك وقلت: شهرت للحظات أن حياتي انقلبت وطريقة متابعاتي بدأت تتغير..
ليس فردا واحدا هو الذي يصنع حزب الله أو لا يصنعه هذا الحزب إذا لم يكن معه أناس يساعدونه ويعملون معه ويقومون بوظائفه فلا يستطيع فرد واحد أن ينجز.
- رفضت مغادرة لبنان إلى إيران خلال العدوان الإسرائيلي لأن لا إمكانية لأي شخص أن يقود إلا من الميدان إضافة إلى أن بقائي التزام ديني وأخلاقي.
- لم أشعر يوما أنني كنت وحيدا، ولم أكن كذلك، كنا نتشاور مع الإخوان، ومع أعضاء مجلس الشورى، ونتخذ القرارات بناء على رأي جماعي، كما كنا نتشاور مع القيادات العسكرية، نعطي الأوامر ونستمع إلى الاقتراحات..
إنجازات معركة "أولي البأس" (الحرب الأخيرة مع إسرائيل) هي إنجازات الحزب ككل والمقاومة جمعاء، وليست إنجازات فرد واحد؛ فكل هؤلاء الأفراد يؤدون مهامهم بتكامل ومسؤولية..
ليس صحيحا أن الإيرانيين هم من أداروا المعركة.
- "حزب الله" كان يدير المعركة بقيادته وقياداته، وبقرار من الشورى، وبمتابعة من المجاهدين والمجاهدات وكل العاملين..
المرشد الإيراني علي الخامنئي قدّم كل أشكال الدعم، وكان يتابع مجريات المعركة ونتائجها ومستوى الحاجات المطلوبة بشكل تفصيلي.
- كنا نضرب تل أبيب بين حين وآخر، وقبل وقف إطلاق النار تم اتخاذ القرار كجزء من الإيلام الذي قد يُسرّع موضوع الاتفاق على وقف إطلاق النار،الاستهداف كان بناءً على قرار سياسي وليس مجرد عمل ميداني، حتى أن القيادة العسكرية كانت على علم بالمستوى العالي جدًا من الانضباط والالتزام.
- الضربة التي حصلت في 23 سبتمبر (2024) قبل شهادة شهيد الأمة (يقصد أمين عام "حزب الله" الراحل حسن نصر الله) بأربعة أيام والتي بلغت في مجملها 1,600 غارة وارتقى فيها 550 شهيدا، كانت ضربة مؤثرة جدًا.
ولما طالَت الضربات قيادات العدو أيضًا، لعب ذلك دورًا في تقليل قدرته وإنقاص جهوزيّته.
- عندما بدأنا بمتابعة المعركة كنا نعمل بقدرة أقل من القدرة الأولى، وكنا نعتمد على معطيات نرتّب من خلالها الأثر والنتائج. وكنا ننظر إلى أنه إذا تصرفنا بوحشية فسيكون العدو أعنف، وسندفع ثمناً باهظا؛ لذلك كنا محافظين على الدقة.
- حافظنا على استهداف الأهداف العسكرية فقط ومراعاة ظروفنا الموجودة وتقديرنا السياسي لما يجدي وهذه نتيجة تقدير وقدرة والمسألة كلها تتعلق بكيفية إدارة المعركة بحيث نضمن أطول فترة ممكنة من المواجهة.
- نحن في النهاية عملنا ما نقدر عليه وبتقديرنا أن هذا هو الممكن والذي ينظر من خارج الميدان يختلف عن الذي يدير الميدان والذي يعتقد أن ما فعلناه هو ما يجب أن نفعله وما نقدر عليه.
- لا توجد معركة بلا بُعدٍ سياسي، لأنّه يجب أن نرى كم يمكن أن تستمرَّ المعركة؛ وردود فعل العدو تلعب دورا في ذلك، وما الذي نريد أن نستهدفه؟
إيلام العدو هدفٌ واقعي يمكن الوصول إليه، وهو مرتبط بقراءة الظروفِ وتقدير الموقف وطريقة العمل.
- من عام 2006 حتى عام 2023 كان الردع تجاه (إسرائيل) قائما على إبراز فائض القوة، وقد خدمت هذه الطريقة وأفادت في المرحلة التي كنا فيها. فإذا جاء أحد يقول: لماذا فعلتم ذلك؟ فالسؤال ليس: هل فعلناه أم لم نفعله؟ بل: هل أدى غايته وفائدته أم لا؟
- الآن أصبح لدينا تكتيك مختلف وعرض مختلف؛ على العكس، نحن لا نُظهر فائض قوة، ولا نمتلك فائض قوة. نحن نعمل بطريقة عادية، ولدينا ما يكفينا من القوة، فلماذا نُظهر أكثر مما نملك؟
حول قرار خوض حرب الإسناد لغزة:
- اتخذنا القرار، ولماذا؟ لأنه لا يُعقل أن يكون العدو على حدودنا يشنّ حرب إبادة على المقاومة في غزة، ليتفرغ بعدها لبقية المنطقة. وما أعلنه نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" وما شابه، يؤكد هذا التوجّه.
- من الناحية السياسية، ومن الناحية الأدبية، ومن الناحية الأخلاقية، ومن منطلق إيماننا وقناعتنا... نعم، كانت مشاركتنا في معركة الإسناد في محلها وصحيحة، ولو تكرّر الأمر، لكررناها على الأساس نفسه والمبدأ ذاته.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة؟ حيث يقوم أحد المصلين بالإسراع في صلاته، وعندما قمت بالتنبيه عليه بأن هذا الإسراع يُخلّ بصحة الصلاة، قال بأن هذا من قبيل التخفيف ولا يُخلّ بصحة الصلاة؛ فنرجو منكم بيان ضابط الإسراع الذي يُؤثِّر على صحة الصلاة.
وقالت الإفتاء فى إجابتها عن السؤال: إن الإسراعُ الذي يؤثِّر على صحة الصلاة هو أن يأتي المُصَلّي بالركن من غير أن يستقرّ فيه، وهذا الاستقرار يسميه الفقهاء بالطمأنينة، وهي: استقرار الأعضاء زَمَنًا قليلًا في أداء جميع أركان الصلاة، وذلك كأن يطمئن المصلي في ركوعه وسجوده زمنًا يتَّسِع لقوله: (سبحان ربي العظيم) في الركوع، أو (سبحان ربي الأعلى) في السجود- مرة واحدة على الأقل، فإذا أتى بالركن واستقرّت أعضاؤه وسكنت بقدر الطمأنينة فإن ذلك يُجزئه، ولا يكون إسراعًا مخلًّا بصحة الصلاة أو مُبطلًا لها.
فضل المحافظة على أداء الصلاة بإتمام أركانها وسننها
مَدَح الله تعالى مَنْ أَحْسَن أداء الصلاة بأن أتَمَّ أركانها وحافظ على سننها؛ فقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1-2].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَحْسَنَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي فَتُرْفَعُ، وَإِذَا أَسَاءَ الصَّلَاةَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي فَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ» أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده".
قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (1/ 249، ط. المكتبة التجارية الكبرى) عند قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي»: [أي: حِفظًا مثل حفظك لي بإتمام أركاني وكمال إحساني بالتأدية بخشوع القلب والجوارح، وهذا من باب الجزاء من جنس العمل، فكما حَفِظ حدود الله تعالى فيها قابَلته بالدعاء بالحفظ] اهـ.
حكم الاطمئنان في الصلاة ومقداره
الاطمئنان في الصلاة هو: استقرار الأعضاء زَمَنًا قليلًا في أداء جميع أركان الصلاة، وذلك كأن يطمئن المصلي في ركوعه وسجوده زمنًا يتَّسِع لقوله: سبحان ربي العظيم في الركوع، أو سبحان ربي الأعلى في السجود مرة واحدة على الأقل، -وإن كانت السُنَّةُ أن يسَبِّح ثلاثًا على الأقل. وهو –أي: الاطمئنان- ركنٌ من أركان الصلاة عند جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، وأبي يوسف من الحنفية، وتَبْطُل الصلاة بدونه.
قال العلامة الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/ 162، ط. دار الكتب العلمية): [قال أبو يوسف: الطمأنينةُ مقدار تسبيحة واحدة فرضٌ، وبه أخذ الشافعي] اهـ.
وقال الشيخ الدردير في "الشرح الصغير" (1/ 303-316، ط. دار الفكر): [(فرائض الصلاة) أربع عشرة فريضة.. (و) ثاني عشرها: (طمأنينة) وهي: استقرار الأعضاء زمنًا ما، في جميع أركانها] اهـ.
قال العلامة الصاوي في "حاشيته على الشرح الصغير" (1/ 316، ط. دار الفكر): [اعلم أن القول بفرضيتها صححه ابن الحاجب، والمشهور من المذهب أنها سنة] اهـ.
وقال العلامة الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 365، ط. دار الكتب العلمية): [ويشترط في صحة الركوع أن يكون (بطمأنينة)؛ لحديث المسيء صلاته المتقدم، وأقلها أنْ تستقر أعضاؤه راكعًا (بحيث ينفصل رفعه) من ركوعه (عن هَويه) أي: سقوطه فلا تقوم زيادة الهَوي مقام الطُمأنينة (ولا يقصد به) أي: الهويّ (غيره) أي: الركوع قصده هو أم لا كغيره من بقية الأركان؛ لأن نية الصلاة منسحبة عليه، (فلو هوى لتلاوة فجعله ركوعًا لم يكف)؛ لأنه صرفه إلى غير الواجب، بل ينتصب ليركع] اهـ.
وقال العلامة البهوتي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (1/ 387، ط. دار الكتب العلمية): [(و) التاسع من أركان الصلاة (الطمأنينة في هذه الأفعال) أي: في الركوع والاعتدال عنه والسجود والجلوس بين السجدتين.. (بقدر الذكر الواجب لذاكره ولناسيه بقدر أدنى سكون، وكذا) في أدنى سكون (لمأموم بعد انتصابه من الركوع؛ لأنه لا ذكر فيه)] اهـ.
الدليل على ركنية الطمأنينة في سائر أركان الصلاة
يدل لركنية الطمأنينة في سائر أركان الصلاة ما رواه الشيخان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلَّى فسلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فردّ وقال: «ارجَعْ فَصَلِّ؛ فَإنَّك لَمْ تُصَلِّ»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ارجَعْ فَصَلِّ؛ فَإنَّك لَمْ تُصَلِّ» ثلاثًا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أُحسن غيره، فعلِّمني، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا».
فالحديث ظاهر الدلالة في كون الطمأنينة ركنًا في أداء سائر أركان الصلاة، وفي ذلك يقول العلامة ابن بطال في "شرحه لصحيح البخاري" (2/ 409، ط. مكتبة الرشد): [استدل بهذا الحديث جماعة من الفقهاء، فقالوا: الطمأنينة في الركوع والسجود فرض، لا تجزئ صلاة مَن لم يرفع رأسه، ويعتدل في ركوعه وسجوده ثم يقيم صلبه، وقالوا: ألا ترى أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «ارجَعْ فَصَلِّ؛ فَإنَّك لَمْ تُصَلِّ»، ثم علَّمه الصلاة وأمره بالطمأنينة في الركوع والسجود] اهـ.
ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة
إسراع المُصَلّي في صلاته مع حفاظه على الطمأنينة في تأدية أركان الصلاة لا يخلّ بصحتها، ويؤيّد هذا أنّ صلاته صلى الله عليه وآله وسلم كانت تخفيفًا؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه قال: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم».
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (2/ 386، ط. دار الوفاء): [الحديث يدل أنَّ بعضَها أكملُ من بعض، وأنه لم يكن في بعض أركانها طُول عن غيره متباين جدًا، وهذا -والله أعلم- في آخر عمله في الصلاة، وعلى هذا يحمل حديث جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه: "ثم كانت صلاته بعد ذلك تخفيفًا"] اهـ.
وقد ذمَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ صَلَّى مُسْرِعًا دون الحفاظ على الخشوع والطمأنينة والأذكار فقال فيما رواه مسلم في "صحيحه": «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا».
قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (5/ 124، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا» تصريح بذم مَن صلَّى مسرعًا بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار، والمراد بالنقر: سرعة الحركات كنقر الطائر] اهـ.
وأوضحت بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: ان الإسراعُ المُبطِل للصلاة هو ما يُخل بالطمأنينة في أداء أركانها، كأن لا يستقرّ المُصَلّي في ركوعه أو سجوده ولو قَدْر تسبيحة، فإذا أسرع المُصَلّي في صلاته غير مُخِلٍّ بطمأنينتها على النحو المشار إليه فصلاته صحيحة، ولا شيء عليه.