لماذا يسكت العالم.. السودان غزة أخرى بلا تعاطف ومجازر بلا شهود
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
أعرب الكاتب والناشط الإيطالي أليكس زانوتيلي عن أسفه العميق لما وصفه بـ"الصمت المريب" الذي يلتزمه الإعلام الدولي حيال الحرب الدامية المشتعلة في السودان، معتبراً أنها "أبشع الحروب على وجه الأرض في الوقت الراهن".
وفي مقال نشره موقع كوموني إنفو الإيطالي، أشار زانوتيلي إلى أن نحو 25 مليون سوداني يعيشون اليوم في حالة انعدام للأمن الغذائي، فيما تتواصل المعارك الطاحنة في إقليمي كردفان ودارفور، وسط تصاعد المذابح والانتهاكات بحق المدنيين.
وأوضح الكاتب أن كميات ضخمة من الأسلحة تتدفق إلى السودان لتغذية الصراع، مشيراً إلى تورط عدة دول في تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح، بينها إيطاليا. واستشهد زانوتيلي بتصريحات الصحفي ماسيمو ألبيريزي، مدير موقع أفريكا إكسبريس، الذي كشف عن لقاء جرى في 12 يناير/كانون الثاني 2022 بين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس جهاز المخابرات الإيطالي الجنرال جيوفاني كارافيلي، والمقدم أنطونيو كوليلا. وبحسب التقرير، تم الاتفاق خلال اللقاء على تدريب عناصر الدعم السريع تحت ذريعة الحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وتساءل زانوتيلي في مقاله قائلاً: "هل يمكننا أن نعرف ما الذي تفعله الحكومة الإيطالية تحديداً في السودان؟"، موجهاً سؤاله إلى الأحزاب الممثلة في اللجنة البرلمانية لأمن الجمهورية، وداعياً إلى كشف الحقائق للرأي العام.
وأضاف الكاتب أن المساعدات الإنسانية لم تدخل السودان براً منذ أبريل/نيسان 2023، ما فاقم الأزمة الإنسانية وحوّل البلاد إلى "كارثة بكل المقاييس".
ولفت إلى أن المعارك تتركز حالياً في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي لجأ إليها نحو مليون نازح فرّوا من مناطق القتال. وأوضح أن المدينة، التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الحكومة، تعرّضت لحصار طويل وقصف متكرر من قبل قوات الدعم السريع التي استهدفت المستشفيات والصحفيين بشكل مباشر، قبل أن تتمكن أخيراً من دخولها.
واختتم زانوتيلي مقاله بوصف الفاشر بأنها "غزة أخرى لا يتحدث عنها أحد"، معبّراً عن استغرابه من استمرار تجاهل المجتمع الدولي ووسائل الإعلام لمعاناة السودانيين في ظل واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
«الدعم السريع» تعلن السيطرة على الفاشر غربي السودان
أعلنت قوات الدعم السريع أمس الأحد سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة كانت بين أيدي الجيش، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام.
ولم يصدر أي تأكيد رسمي عن الجيش بشأن التطورات في الفاشر. ولا يمكن لوكالة فرانس برس أن تتحقّق بشكل مستقل مما حصل على الأرض.
وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان «بسط سيطرتها على مدينة الفاشر من قبضة المرتزقة والميليشيات المتحالفة مع جيش الإرهابيين، وذلك بعد معارك بطولية تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهكت العدو ومزّقت خطوط دفاعه وأوصلته إلى الانهيار التام».
وجاء البيان بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة على المقر الرئيسي للجيش في المدينة.
وكانت «المقاومة الشعبية» وهي مجموعة مسلحة متحالفة مع الجيش أكدت في وقت سابق استمرار المعارك في الفاشر، مؤكدة أنه «لم يبقَ لأهل الفاشر حصن وملاذ أخير.. سوى السلاح والمقاومة في مواجهة الميليشيات الإرهابية»، نافية أن يعني السيطرة على مقرّ الجيش سقوط الفاشر بأكملها.
ويصعب بسبب المعارك وانقطاع الاتصالات التحقّق من مجريات الأحداث في الفاشر.
وفي حال سقوط الفاشر، سيعني ذلك سيطرة الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع.
وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتليها يحتفلون إلى جانب لافتة كُتب عليها «مقر الفرقة السادسة»، فيما أظهرت مقاطع أخرى مركبات للجيش تغادر المقرّ.
كما أظهرت مقاطع أخرى احتفالات يتوسطها مقاتلو الدعم السريع في نيالا، عاصمة جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ مايو 2024 في محاولة لانتزاع السيطرة على المدينة، لتحكم سيطرتها على غرب السودان بعدما أخرج الجيش مقاتليها من شمال وشرق البلاد.
وكثّفت هذه القوات هجماتها على الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ أغسطس الماضي، وأودى القصف المدفعي والطائرات المسيّرة بالمئات.
وحذّرت منظمات أممية في بيان مشترك الخميس من تفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور حيث «تعيش مجموعات بأكملها في ظروف تتنافى مع الكرامة».
ودعت الوكالات الأربع، وهي المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، إلى «عناية دولية عاجلة بالأزمة في السودان لمعالجة المعاناة الهائلة والمخاطر المتزايدة التي تواجه السكان».