السودان ينزف..إعدامات جماعية وعنف مروّع في الفاشر
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور في غرب السودان، على وقع صدمة إنسانية غير مسبوقة بعد سيطرة قوات “الدعم السريع” عليها، وسط اتهامات واسعة بارتكاب مجازر وانتهاكات جسيمة ضد المدنيين، وإدانات دولية متصاعدة لما تصفه منظمات حقوقية بـ"جرائم ممنهجة" تعيد إلى الأذهان فظائع دارفور في مطلع الألفية.
وأكدت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني أن قوات “الدعم السريع” أعدمت أكثر من ألفي مدني أعزل منذ الأحد الماضي، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وذلك عقب سقوط المدينة بعد حصار استمر أكثر من 18 شهراً.
من جانبها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقيها تقارير “مروّعة” عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي استهدف النساء والفتيات، خلال الهجمات على المدينة وعلى من حاولوا الفرار منها. وحذرت المفوضية من “تصاعد أعمال العنف الوحشية” بعد انهيار الحصار، مشيرة إلى أن نحو 177 ألف مدني ما زالوا عالقين في المدينة ومحيطها في ظروف بالغة القسوة.
وأفاد مراسلون ميدانيون بأن أعداداً كبيرة من الناجين فروا إلى مدينة طويلة المجاورة، حيث بدت على كثير منهم آثار الصدمة والجروح، وتحدثوا عن “مشاهد إبادة جماعية” في الفاشر.
وفي أول ردود الفعل الدولية، دان الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، محذرين من خطر عودة الفظائع ذات الدوافع العرقية التي ارتُكبت في دارفور قبل عقدين. كما نددت وزارة الخارجية السودانية بما وصفتها بـ"المشاهد الصادمة" التي وثقها منفذوها بفخر، بعد أن أظهرت مقاطع مصوّرة تحققت منها وكالة فرانس برس مقاتلاً تابعاً لـ"الدعم السريع" ينفذ إعدامات بحق مدنيين عزّل.
وأكد تقرير صادر عن مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، مدعوم بصور أقمار صناعية ومقاطع فيديو، وقوع عمليات قتل جماعي عقب سيطرة قوات “الدعم السريع” على المدينة، ما يعزز الروايات الميدانية حول حجم المأساة الإنسانية الجارية.
وفي السياق ذاته، أعربت جامعة الدول العربية عن “قلق بالغ” إزاء التطورات الخطيرة في الفاشر، منددةً “بأشد العبارات” بالجرائم المرتكبة ضد المدنيين الأبرياء. ودعت في بيان رسمي إلى وقف فوري وشامل للأعمال القتالية، مؤكدة أن استمرار الحصار على المدينة يمثل “انتهاكاً صارخاً” لقرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024) الداعي إلى رفع الحصار فوراً.
كما شددت الجامعة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين، محذّرة من أن استمرار الوضع الراهن “يهدد وحدة السودان واستقراره”، وداعيةً إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لوقف العنف وإعادة بناء السلام في البلاد.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
مطالب دولية بحمايتهم.. «الدعم السريع» يقتل مدنيين في الفاشر
البلاد (الخرطوم)
تصاعدت حدة الأزمة الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وسط اتهامات بتصفية العشرات من المدنيين على أساس عرقي ونهب المرافق الطبية.
ودعا حاكم إقليم دارفور، المتحالف مع الجيش السوداني، مني مناوي، أمس (الاثنين)، إلى “حماية المدنيين والإفصاح عن مصير النازحين وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بعيداً عن الأنظار”.
وأعلنت “شبكة أطباء السودان” أن قوات الدعم السريع أقدمت على “قتل مواطنين عُزّل” ونهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات في المناطق التي اقتحمتها، مؤكدة أن “ما يحدث في الفاشر ضد المدنيين يرتقي للقتل الجماعي”، وأن أعداد الضحايا “تفوق العشرات” بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة نتيجة الانفلات الأمني الكامل.
وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري والفعّال لوقف المجازر، وحماية المدنيين، ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية.
وفي السياق نفسه، قالت “اللجنة الوطنية لفك الحصار عن الفاشر” إن “مليون شخص يواجهون الإعدام الجماعي”، مؤكدة أن “كل سبل الاتصال مقطوعة” مع السكان.
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “تصعيد مروع للنزاع” في الفاشر، مؤكداً أن “مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمله”.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت السيطرة الكاملة على الفاشر، وهي آخر مركز إداري رئيسي في دارفور لا يزال تحت سيطرة الجيش السوداني. وتجدر الإشارة إلى أن المدينة خضعت منذ عدة أشهر لحصار مكثف من قبل الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ويستمر السودان في غرقه بصراع مدمر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين، مما أدى إلى أزمة إنسانية عميقة ومعقدة في مختلف أنحاء البلاد.