من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
                
      
				
تنزف من فمها، ويحتدم الألم في سنتها الأمامية الوسطى. دموعها تنهمر، لا تعرف كيف انحنت سنتها إلى الداخل، أو من أين أتى هذا الدم، أو هذا الألم المباغت. تركض في شارعٍ واسعٍ طويل بلا وعي، حتى يصطدم جسدها بجسدٍ ضخمٍ هائل لا تراه، لكنها تشعر بأنفاسه الحارّة، وأنيابه التي تغرس في جسدها كأنها تبحث عن قلبها تحديدًا. يعلو صدرها ويهبط، تتسارع أنفاسها، وتحاول أن تحرر جسدها من قبضته. 
تستيقظ مفزوعة، ككل مرة، من هذا الكابوس المتكرر. تستغفر ربها وتتعوّذ من الشيطان، ثم تنهض لتؤدي صلاة الفجر. تهمس بالأذكار  لتعود للنوم. 
في صباح يوم جديد، تشرق الشمس تشوبها بعض الغيوم. يلفح وجهها الخمريّ النسيم البارد، فتبتسم رغم الصقيع. ترتدي "روح" فستانًا قرمزيًا، وتجهز حقيبتها. اليوم، ستذهب في رحلة إلى الريف المصري. 
يحمل الأتوبيس الركاب، والبرد يلسع الوجوه. تتأمل عيناها الطريق والحقول الممتدة، وتشعر بشيء يشدها إلى هذا المكان، وكأنها تعرفه... أو عاشت فيه من قبل. 
عندما تصل، تلاحظ شيئًا غريبًا في أهل القرية. ملامحهم متشابهة بشكلٍ مريب، وعيونهم تتابعها بنظرات لا تدري هل هي حانية أم مشفقة أم... مترصدة. فتاة هادئة توصلها إلى سكن بسيط من البوص، عشة صغيرة ذات منظر ريفي بديع. لكنها ما إن تخطو داخلها حتى يسري برق في جسدها، قشعريرة تعرفها جيدًا. 
تمضي يومين في التجوّل والاستمتاع مع صديقتها المقربة، لا تفترقان إلا حين يسود الليل. لكن في قلب روح، تتراكم الأسئلة. لماذا يشعرها كل شخص في القرية بأنه يعرفها؟ لماذا ينفذون ما تفكر به دون أن تنطق به؟ 
وفي الليلة الثالثة، تجلس كعادتها لتدوّن ما شعرت به. فجأة، تشعر بشيء غريب يمر بالغرفة. صوت خارجي لا يشبه صوت الريف، تزامنه أمطار خفيفة تهطل على السقف البوصي. ترتجف يدها، ويسقط كوبها المفضل، ينكسر. حزينة، تجمع شظاياه وتضعها جانبًا في وعاء صغير، ثم تنام. 
صباح اليوم التالي، تستيقظ على خيوط الشمس تتسلل إلى غرفتها. تفتح عينيها ببطء، فتلمح الكوب... كما كان، بلا شرخ، بلا أثر لأي كسر. قلبها ينقبض. شعور غريب يتسلل إلى داخلها، ليس الفرح، بل القلق. 
تحزم حقيبتها وتذهب لصديقتها، تخبرها بأنها تريد الرحيل فورًا. لكن خطواتها تبدأ بالترنح. ألم في الرأس، ودوار. تستند إلى الحائط، تغمض عينيها لتستعيد توازنها... وحين تفتحهما، تجد نفسها داخل قبضة يد وحش عملاق. 
أنفاسه الحارّة تعود. الأنياب، الصوت، الشارع الطويل، الدم... 
تدرك الآن أن ما كانت تحلم به... لم يكن حلمًا. تتلفت حولها، تجد نفسها بداخل العشة وتتفاجأ بتقلص المكان يضيق ويضيق ليناسب جسدها، تنظر لهذا الوحش مازال موجودا رغم ضيق المكان يبدو كسراب. 
تبكي وتتوسل إليه، لم ينصت إليها بل يخلع أسنانها سنة سنة وكذلك أظافرها. تشعر بألم شديد وتآكل بكامل جسدها، والدم يسيل من فمها وأطرافها؛ ليغشي عليها مرة أخرى.
تستيقظ على حركة قوية وصوت صريخ، لتجد نفسها بالأتوبيس وبجوارها صديقتها لترفض استكمال الرحلة وتتعلل بالمرض.
تعود وتدخل بيتها وتستريح على الأريكة ليظهر الوحش أمامها مبتسما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رحلة لم تكتمل إبداعات الشباب
إقرأ أيضاً:
محمد بركات: الزمالك يعاني من أزمة إهدار الفرص.. والدوري المصري غريب
أكد محمد بركات، نجم الأهلي السابق، أن الزمالك ما زال يعاني من مشكلة إهدار الفرص، مشيرًا إلى أن الفريق الأبيض لم يستغل تعثر الأهلي أمام بتروجت، ولم يقدم الأداء الذي يؤهله لتحقيق الفوز أمام البنك الأهلي.
وقال محمد بركات خلال استضافته في برنامج "يا مساء الأنوار" مع الإعلامي مدحت شلبي عبر قناة MBC مصر 2: "الزمالك معودنا على إهدار الفرص وعدم استغلال تعثر الأهلي بالأمس أمام بتروجت، وعلى أدائه خلال الـ90 دقيقة أمام البنك الأهلي لا يستحق الانتصار".
وأضاف: "كلنا عارفين الأزمات اللي الزمالك بيمر بيها، وعن نفسي بتمنى إنها تخلص وتنتهي، لأن مفيش حد بيحب الكورة يحب يشوف الزمالك بعيد".
وتابع بركات حديثه قائلًا: "الزمالك مكنش في حالته، وكمان البنك الأهلي مكنش في حالته، والزمالك فرط في النقاط الثلاثة اللي كانت ممكن توصله للمركز الثالث بفارق نقطة عن الأهلي صاحب المركز الثاني ونقطتين عن سيراميكا المتصدر".
واختتم نجم الأهلي السابق تصريحاته مؤكدًا أن شكل الدوري هذا الموسم يبدو غريبًا، مضيفًا: "الدوري شكله غريب ولسه الفرق هتفقد نقط تاني".
 جلسة تحفيزية من ممدوح عيد للاعبي بيراميدز قبل لقاء التأمين الأثيوبي
جلسة تحفيزية من ممدوح عيد للاعبي بيراميدز قبل لقاء التأمين الأثيوبي