بين رفض ترامب وخطط حكومة نتنياهو.. ما سيناريوهات ضم الضفة الغربية؟
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
تواجه الضفة الغربية المحتلة واقعا ميدانيا متسارعا يهدد بتقويض أي أفق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، في وقت تتجه الأنظار الدولية إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى "الهش" في قطاع غزة.
وتواصل حكومة اليمين الإسرائيلي فرض سيطرتها على الأراضي الفلسطينية عبر التوسع الاستيطاني و"التمكين المؤسساتي" وابتلاع ما تبقى من مساحات جغرافية، في مشهد يكشف عن حرب من نوع آخر تجري بعيدا عن العناوين الرئيسية.
                
      
				
ويطرح هذا الواقع تساؤلات حاسمة بشأن مدى قدرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إلزام إسرائيل فعليا بوقف الخطة الإسرائيلية لضم الأراضي، مثل ما ألزمتها بوقف إطلاق النار في غزة.
وكذلك، إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– وائتلافه الحكومي اليميني سيمضيان نحو مزيد من الضم التدريجي للأراضي دون إعلان رسمي، وإلى أي مدى يمكن للمجتمع الدولي استثمار الاعترافات العالمية المتزايدة بالدولة الفلسطينية للدفع باتجاه تسوية حقيقية وفق حل الدولتين.
واستعرض برنامج "سيناريوهات" مع ضيوفه هذه الأسئلة لاستشراف مستقبل الضفة الغربية في ظل التحديات الراهنة.
وتكشف الأرقام عن وتيرة متسارعة للاستيطان الإسرائيلي، حيث تجاوز عدد المستوطنات حالياً حاجز 200 مستوطنة، وزيادة عدد البؤر الاستيطانية على 220.
ويتجاوز عدد المستوطنين 700 ألف مستوطن، في حين تسيطر المستوطنات بشكل فعلي على نحو 9.5% من إجمالي المساحة.
ويعتقد النائب في الكنيست ورئيس قائمة الجبهة العربية للتغيير أيمن عودة أن الصمت المريب لوزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير حول خطة ترامب يخفي تفاهمات غير معلنة.
ويلفت عودة إلى أن الضم الفعلي يتواصل على الأرض عبر 1350 حاجزا وإقرار بناء 30 ألف وحدة استيطانية، إضافة إلى حصار اقتصادي تام يمنع موظفي السلطة الفلسطينية من الحصول على رواتبهم الكاملة منذ سنتين.
إعلانوبدوره، يوضح الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط رويان بول أن موقف ترامب كافٍ لوقف الضم الرسمي، لكنه ليس كذلك لمنع إنشاء مستوطنات جديدة أو ما يسمى "الضم تحت الأمر الواقع".
ووفق بول، فإن إسرائيل تفرض "الحكم المدني" على هذه المستوطنات وتديرها على أساس أنها جزء من إسرائيل رغم عدم إدراجها في الخرائط الرسمية.
لا لفرض السيادة
ويذهب الوزير الفلسطيني السابق علي الجرباوي إلى أن ترامب لم يقدم أي أفق سياسي حقيقي عندما رفض ضم الأراضي، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي قال لا لفرض السيادة الإسرائيلية لكنه لم يمنع استمرار الضم الفعلي.
ورجح الجرباوي أن تكون هذه هي المقايضة غير المعلنة بين وقف حرب غزة والسماح بمواصلة الضم التدريجي في الضفة الغربية.
أما عودة، فيرى أن العلاقة الإسرائيلية الأميركية شهدت ارتهاناً كلياً لواشنطن خلال السنتين الأخيرتين، خاصة مع الانحياز العالمي تجاه القضية الفلسطينية وصعود أقصى اليمين الجمهوري.
ووفق المتحدث، فـ"إن ترامب أصبح رئيس إسرائيل الفعلي والمسؤولين الإسرائيليين مجرد مساعدين له" لافتا إلى أن الولايات المتحدة تربط ولاء إسرائيل لها بالحفاظ على الأغلبية اليهودية داخلها.
ويحذر بول من أن إسرائيل ستسعى لفرض واقع: ليس دولة فلسطينية كاملة بل سلطة محلية تدير الشؤون اليومية دون حقوق سياسية حقيقية، وهي صيغة غير مستقرة ستضمن ظهور المزيد من العنف مستقبلاً.
وتوقع المتحدث "تراخياً في العلاقة بين أميركا وإسرائيل خلال السنوات العشر المقبلة".
أما الجرباوي، فقد خلص إلى أن الدولة الفلسطينية إن أقيمت مستقبلا فسيكون مركزها قطاع غزة ويلحق بها بقايا الضفة الغربية وليس العكس، معتبراً أن التخلي عن حل الدولتين قد يكون السبيل الواقعي في ظل استحالة تحققه على أرض الواقع.
وبدوره، يؤكد عودة أن أهل الضفة مدرسة في الصمود، وأن "الظروف الاستثنائية الحالية مؤقتة حتى تنقلب الحكومة الإسرائيلية الحالية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الضفة الغربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خلافات بسبب المناصب.. اشتباك أمام الكاميرا بين وزيرين في حكومة نتنياهو
شهدت أروقة «المؤتمر الصهيوني العالمي» في القدس، مساء أمس الأربعاء، مواجهة صاخبة كادت تتطور إلى اشتباك جسدي بين وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، من حزب الليكود، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، من حزب «عظمة يهوديت» المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير، في مشهد يعكس عمق التصدع داخل ائتلاف اليمين الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو.
وأظهر مقطع مصور انتشر سريعًا على وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي لحظة اقتحام فاسرلاوف القاعة التي كان يجتمع فيها زوهار مع ممثلين من أحزاب الائتلاف والمعارضة ضمن جلسات المؤتمر، قبل أن يصرخ في وجهه متهمًا إياه بـ«التحالف مع اليسار والإصلاحيين ضد شركائه الطبيعيين في اليمين»، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وقال فاسرلاوف في خضم المشادة: «أنت تسير مع ييش عتيد ومع الإصلاحيين! هذا عار! كل تصرفاتك مخزية!».
ورد عليه زوهار بغضب: «أنتم لستم يمينًا، أنتم تهاجمون الجميع وتعملون ضد الحكومة! أنتم متطرفون لا تعرفون سوى العداء!».
وبحسب شهود عيان، تبادل الطرفان الشتائم وسط محاولات من الحضور للفصل بينهما بعد أن كادت المشادة تتحول إلى عراك بالأيدي.
وجاءت هذه المواجهة على خلفية توزيع المناصب داخل مؤسسات «المنظمة الصهيونية العالمية»، حيث يتهم حزب «عظمة يهوديت» حزب الليكود بإقصائه من المناصب التنفيذية المهمة في الاتفاق الائتلافي المتعلق بإدارة المؤسسات الوطنية اليهودية.
وقال فاسرلاوف في منشور عبر منصة «إكس»: «إن المقاطعة القبيحة التي قادها ميكي زوهار بالتحالف مع ييش عتيد وميرتس وحزب الإصلاحيين ضد حزبنا تشكل سابقة خطيرة في تاريخ المنظمة الصهيونية، التي اعتادت على ائتلافات جامعة. ما فعله الليكود وصمة عار».
في المقابل، رد الوزير زوهار بتصريح رسمي قال فيه إن «إحباط بن غفير وحزبه من فشلهم في المفاوضات واضح للعيان»، مشيرًا إلى أن توزيع المناصب داخل المؤتمر تم «وفقًا لعدد المندوبين ونِسب تمثيل الأحزاب»، وأن «أحزاب اليمين الأخرى وقعت على الاتفاق وهي راضية عن نتائجه».
وأضاف زوهار أن «حزب عظمة يهوديت لم يحصل على ما يريد ببساطة لأنه لم يملك عددًا كافيًا من المندوبين»، مؤكدًا أن «اليمين الصهيوني حقق مكاسب مهمة في هذا الاتفاق الذي سيساهم في تطوير الحركة الصهيونية خلال الفترة المقبلة».
يأتي هذا الاشتباك في وقت يواجه فيه الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو تصدعات متزايدة بين مكوناته اليمينية، خصوصًا بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب «عظمة يهوديت» بزعامة بن غفير، على خلفية خلافات حول توزيع المناصب والسيطرة على المؤسسات الدينية والثقافية والإدارية.
ويرى مراقبون أن ما حدث يعكس صراعًا أعمق حول النفوذ داخل المعسكر اليميني، خاصة بعد تزايد الانتقادات من قبل بن غفير ضد أداء الحكومة في ملفات الأمن والميزانيات المخصصة للمستوطنات.
ويشير المحللون إلى أن المؤتمر الصهيوني العالمي أصبح ساحة رمزية لصراع السيطرة على الرواية الصهيونية ومفاتيح التأثير داخل الشتات اليهودي، وهو ما يفسر حدة التوتر بين وزراء يفترض أنهم ينتمون إلى المعسكر ذاته.
ووضع المشهد الذي التقطته الكاميرات نتنياهو في موقف محرج أمام الرأي العام، خصوصًا أن المواجهة وقعت في حدث دولي حضره ممثلون عن الجاليات اليهودية من مختلف أنحاء العالم، ما أظهر تفكك صفوف الحكومة الإسرائيلية في لحظة تحاول فيها تل أبيب الترويج لوحدتها أمام التحديات الإقليمية والدبلوماسية.
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر