قطاع الأعمال العام: توقيع اتفاقية شراكة مصرية قطرية أمريكية لتأسيس منظومة تصنيع طبي تخدم الأسواق العربية والعالمية
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
شهد المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، اليوم، توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية ثلاثية بين كل من شركة "دواه هولدي إنترناشيونال" المصرية التي تساهم بها الشركة القابضة للأدوية (التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام)، وشركة "دواه فارما" الأمريكية Dawah Pharma LLC، والشركة القطرية الألمانية للأجهزة الطبية (QG Medical Devices)، وذلك بمقر وزارة قطاع الأعمال العام بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، وقيادات الشركات الثلاث.
وتأتي هذه الشراكة في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون بين الخبرات العربية والأجنبية في مجالات الاستثمار الصناعي والرعاية الصحية وصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، بهدف تأسيس منظومة إنتاج وتوريد متكاملة داخل مصر وخارجها، ودعم التقدم العلمي والطبي في المنطقة العربية.
وأكد المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة هامة في مسار توطين التكنولوجيا الطبية الحديثة، وفي إطار جهود وزارة قطاع الأعمال العام لتنمية صناعة الدواء في الشركات التابعة وتعزيز الشراكات العالمية، مشيرًا إلى توجه الدولة نحو تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة وتصدير الأدوية والمستلزمات الطبية. وأوضح الوزير أن الاتفاقية تأتي تماشيا مع رؤية مصر 2030 لتعزيز الاستثمار الصناعي المتقدم وتعزيز الأمن الدوائي الوطني والإقليمي، وبما يسهم في رفع تنافسية المنتجات المصرية والعربية في الأسواق العالمية.
ومن جانبه، أكد الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، أن الهيئة شريك استراتيجي ومحرك رئيسى في تنفيذ رؤية الدولة، حيث تعكس الشراكة التزام الدولة بدعم التصنيع المحلي وتوطين صناعة المستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أن هيئة الدواء المصرية تقوم بتوفير بيئة تنظيمية جاذبة ومحفزة للاستثمار في القطاع الدوائي، ويعد توطين صناعة المستلزمات الطبية أحد أهم الركائز لتعزيز الأمن الدوائي وتؤكد عملها فى تكامل مع مختلف مؤسسات الدولة لبناء صناعة وطنية قوية قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي والمنافسة إقليميًا ودوليًا.
كما أكد الدكتور هشام ستيت رئيس هيئة الشراء الموحد، أن الاتفاقية تمثل خطوة نحو إنشاء منظومة عربية موحدة للإمداد الطبي والتصنيع الدوائي، مشيراً إلى أن التعاون بين الأطراف الثلاثة يضمن توافر الأدوية والمستلزمات الطبية بأسعار تنافسية وجودة عالمية، ويعزز الأمن الصحي الإقليمي.
وقال الدكتور حسام عبدالمقصود، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Dawah Pharma LLC: "نحن لا نوقع اتفاقًا تجاريًا فحسب، بل نؤسس لتحالف عربي–دولي حقيقي في مجال الرعاية الصحية. هذه الشراكة تعكس إيماننا العميق بقدرات المنطقة العربية على قيادة التحول الصناعي والطبي عالميًا، وستمهّد الطريق أمام مشاريع تصنيع مشتركة وتبادل خبرات يضع منطقتنا في موقع الريادة".
فيما أضاف السيد فهد عبدالله ملك، نائب رئيس مجلس إدارة QG Medical Devices: "هذه الشراكة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين قطر ومصر والولايات المتحدة في مجالات الرعاية الصحية المتقدمة. نحن نؤمن بأن التكامل بين الأطراف الثلاثة سيُحدث نقلة نوعية في الصناعة الطبية العربية ويجعل منتجاتنا قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية".
واختتمت مراسم التوقيع بالتأكيد على أن هذه الشراكة تمثل تحالفًا استراتيجيًا وتنمويًا يسعى لتحقيق مفهوم "الصحة بلا حدود" من خلال مشروعات صناعية وعلمية تمتد إلى إفريقيا والمنطقة العربية، بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030، ويعزز دور مصر كمركز إقليمي لتصنيع وتصدير الأدوية والمستلزمات الطبية عالية الجودة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المهندس محمد شيمي قطاع الأعمال العام هيئة الشراء الموحد اخبار مصر مال واعمال الإمداد والتموين صناعة الأدوية الأدویة والمستلزمات الطبیة قطاع الأعمال العام هذه الشراکة
إقرأ أيضاً:
الحرب من الإبادة إلى إعادة الإنتاج: شراكة أمريكية- إسرائيلية بلا خلافات!
تؤكد "إسرائيل" ما كان متوقعا من كونها لن تلتزم بالاستحقاقات المترتبة عليها في هذه المرحلة من اتفاق وقف الإبادة، وأنّها سوف تحوّل هذه الاستحقاقات إلى أدوات لنمط آخر من الحرب، علاوة على الابتزاز السياسي والضغط على الفلسطينيين في قطاع غزّة. فبينما يحتاج القطاع إلى دخول 600 شاحنة مساعدات يوميّا، فإنّ الذي سمحت "إسرائيل" بدخوله لم يتجاوز الـ1000 شاحنة منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 26 الشهر نفسه؛ بحسب تصريحات منسقة منظمة أطباء بلا حدود في غزة، كارولين وِلمِن. وقد ارتقى منذ وقف إطلاق النار وحتى 27 من الشهر نفسه 93 شهيدا فلسطينيّا إلى جانب 324 جريحا. وهذه المشهدية قد تكون هي الحاكمة للمرحلة القادمة، سواء بغرض تعزيز سياسات الابتزاز السياسي لأجل تصميم المرحلة الثانية من الاتفاق على المقاس الإسرائيلي، أو حتى بعد ذلك بغرض تأكيد الهيمنة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزّة، بالنحو الملاحظ في الضفة الغربية ولبنان وسوريا.
هذه الفترة التي تجاوزت الأسبوعين، لم يُسمع فيها كبير صوت للوسطاء، والضامن الأمريكي فيها يطلق بين فترة وأخرى تهديداته المعتادة لحركة حماس، مع تركيز جانب من الإعلام العربي ومثقفيه ومحلليه، كالمعتاد كذلك، على خلافات مزعومة بين البيت الأبيض وحكومة بنيامين نتنياهو، في مدّ لخط عجائبيّ متصل منذ بداية الإبادة الجماعية على قطاع غزّة وحتى إبرام هذا الاتفاق الأخير. فعلى طول سنتي الإبادة ثمّة رغبة جامحة، غريبة الدوافع، للتركيز على هذا التباين المزعوم الذي كانت تكذّبه الوقائع اليومية من الدعم الأمريكي المفتوح للإبادة، باستثناء خطوة إدارة بايدن الرمزية بوقف شحنة نوع خاص من القنابل، وتراجعها عن فرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير وكتيبة "نيتساح يهودا" في جيش الاحتلال، العام 2025 كان فرصة إضافية منحتها "إسرائيل" لنفسها بدعم من إدارة ترامب، لتحسين الفرص والشروط الإسرائيلية لوقف الإبادة (وليس وقف الحرب)، وهذه الفرص تجلّت في النمط الإبادي التالي على التنصل من اتفاق كانون الثاني/ يناير، وفي النمط الإبادي التالي على الانسحاب من مفاوضات تموز/ يوليووكلّ ما فعلته سوى ذلك حماية الإبادة وتغطيتها والدفاع عنها وتمويلها ودعمها، بل إنّها تجاوزت الكونجرس عدّة مرات في توريدها الأسلحة لـ"إسرائيل" أثناء الإبادة، وظلت تفاصيل هذه الشحنات غامضة. وقد نشر معهد واتسون الأمريكي، التابع لجامعة "براون"، بعد عام واحد على الإبادة الجماعية، ورقة بحثية تفيد بأن واشنطن تكفلت بـ 70 في المئة من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان! (الحديث عن جانب من الإعلام العربي، لأنّ الجانب الآخر مصطف في محور الإبادة).
وأمّا إدارة ترامب فماذا فعلت أصلا سوى أنّها سمحت للاحتلال بالتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني/ يناير واستئناف الإبادة الجماعية، وتاليا الانسحاب من مفاوضات الدوحة في تموز/ يوليو، ثمّ تجديد الإبادة فيما سمّتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية "عملية عربات جدعون 2"؟
إنّ الاتفاق الأخير لا يمكن فصله عن هذا المسار الذي تبنّته إدارة ترامب، فقد أتاحت لـ"إسرائيل" تعزيز فرصها بالإبادة بالتنصل من اتفاق كانون الثاني/ يناير والذي نصّ البند الأوّل من إجراءات تنفيذه: "إنّ جميع الإجراءات في المرحلة الأولى ستستمر في المرحلة الثانية ما دامت المفاوضات بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية مستمرة، والضامنون لهذا الاتفاق سيعملون على ضمان استمرار المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق"، ولم يقل الضامنون لماذا لم يضمنوا ذلك، ولم يقل ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، لماذا انسحب من مفاوضات الدوحة في تموز/ يوليو بالرغم من تصريحاته وتصريحات رئيسه عن التقدم الحاصل في تلك المفاوضات!
بعد الانسحاب من مفاوضات تموز/ يوليو تعاضدت التسريبات الإسرائيلية على أمرين يبدوان متوازيين، ولكنهما في الحقيقة متضافران تماما، وهما البدء بالاستعداد في عملية جديدة في إطار الإبادة، تهدف إلى احتلال مدينة غزة وتدميرها وتهجير أهلها بالنحو نفسه الذي حصل في مدن القطاع الأخرى في "عمليات عربات جدعون"، وتفضيل بنيامين نتنياهو صفقة شاملة، وبدا الأمر الثاني، أي الصفقة الشاملة، غريبا، لتفضيل نتنياهو السابق الصفقات الجزئية، وبدأ الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن خطوط محتملة لهذه الصفقة الشاملة، وهذا كلّه قبل شهور من خطة ترامب التي حملت هذه الخطوط بالفعل!
يمكن القول إنّ العام 2025 كان فرصة إضافية منحتها "إسرائيل" لنفسها بدعم من إدارة ترامب، لتحسين الفرص والشروط الإسرائيلية لوقف الإبادة (وليس وقف الحرب)، وهذه الفرص تجلّت في النمط الإبادي التالي على التنصل من اتفاق كانون الثاني/ يناير، وفي النمط الإبادي التالي على الانسحاب من مفاوضات تموز/ يوليو، والمستند إلى "عمليات عربات جدعون 2"، مع ما تخلل ذلك من سياسات تجويع شاملة، وتعزيز للمليشيات العميلة التي ما تزال تعمل في أربع مناطق في قطاع غزّة حتى الآن، وقد تحظى أبرزها في إطار الخطة الأمريكية/ الإسرائيلية المدعومة من دول عربية (في منطقة رفح)، بأن تكون نموذج بدء إعادة الإعمار وفق الإشراف الأمريكي/ الإسرائيلي.
الذي حصل أنّ الصفقات الجزئية كان من شأنها أن تطيل الحرب، التي طالت أكثر مما ينبغي أمريكيّا وإسرائيليّا، وذلك لأنّ آلة الإبادة والتدمير الجبارة لم تتمكن من إخضاع المقاومة، ولا فرض التهجير، وقد نجم عن ذلك انكشاف إسرائيلي هائل في العالم، صارت له انعكاسات رسمية في بعض الدول، بما في ذلك الغرب، (طبعا ينبغي استثناء الدول العربية المطبعة التي لم تتأثر شعرة واحدة بذلك كلّه)، فلكلّ شيء نهاية وشروط موضوعية للاستمرار، فلا قدرة مطلقة مهما اتسمت بالقوّة الهائلة. هذا الطول كذلك بالضرورة انعكس على الظرف الإسرائيلي الداخلي سياسيّا واجتماعيّا واقتصاديّا، ممّا حوّل موقف نتنياهو نفسه نحو السعي إلى صفقة شاملة، ولكن دون تقديم تنازلات إسرائيلية جوهرية مبدئية غير مشروطة.
بالإضافة إلى الدول العربية المعنية بالملف الفلسطيني، وتركيا، اختار ترامب باكستان وإندونيسيا لحجمهما الكبير، لتبدو الموافقة على الخطة موافقة من مليار مسلم في العالم! (عدد سكان الدول الثماني التي اختارها ترامب لتبنّي خطته أكثر من 800 مليون)، والغرض من ذلك إظهار حماس في موقف المعزول في حال لم توافق على هذه الخطة
هذه الصفقة الشاملة المرادة إسرائيليّا استندت إلى حملة الإبادة المتجددة على قطاع غزّة المسماة "عملية عربات جدعون 2"، كي تصير هذه الحملة عامل تأثير في تفكير صانع القرار الفلسطيني، علاوة على دورها في الضغط على الرأي العام الفلسطيني في غزة المتعرض للإبادة المستمرّة، بل في كلّ مكان، بحيث يصير مجرّد وقف الإبادة مكسبا فلسطينيّا في إطار موازين القوى التي انتهت بالكامل لصالح "إسرائيل"، بعد تآكل جميع الرهانات الفلسطينية أثناء الصمود الغزّي الأسطوري في غمرة الإبادة.
ولأنّ الأمر في هذا الحدّ غير كاف لتحقيق غرضه، فكان لا بدّ من خطّة يجري تقديمها بوصفها الفرصة الأخيرة؛ تعرض وقف الإبادة مقابل تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، ولضمان نجاعة الخطّة، فلا بدّ من تغطيتها عربيّا وإسلاميّا، وهو ما حصل بالموافقة العربية/ الإسلامية عليها، من خلال دول مختارة بعناية، فبالإضافة إلى الدول العربية المعنية بالملف الفلسطيني، وتركيا، اختار ترامب باكستان وإندونيسيا لحجمهما الكبير، لتبدو الموافقة على الخطة موافقة من مليار مسلم في العالم! (عدد سكان الدول الثماني التي اختارها ترامب لتبنّي خطته أكثر من 800 مليون)، والغرض من ذلك إظهار حماس في موقف المعزول في حال لم توافق على هذه الخطة، والمنبوذ في البلاد العربية والإسلامية بما في ذلك الدول التي توصف بأنها حليفة أو صديقة لها، وهو وصف فيه الكثير من المبالغة الساذجة، ولذلك تفاخر نتنياهو بعد ذلك بقوله: "أرادوا عزلنا فعزلناهم"!
لم يكن بمقدور حماس بعد ذلك، ومعها بقية فصائل المقاومة، إلا المناورة في مواجهة هذه الخطة، بالنحو الذي أجابت به الحركة عليها، لكن هذا التحول في مسار الحرب، من الإبادة إلى شكلها الحالي، لم ينجم عن تباين أمريكي إسرائيلي، أو عن ضغط أمريكي على نتنياهو، وإنما بناء على ترتيب مشترك لوضع نهاية لنمط من الحرب بدا أبديّا وبلا أفق في ظرف لم يعد مواتيا لذلك.
x.com/sariorabi