سواليف:
2025-10-30@21:48:40 GMT

صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (9)

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

صورٌ و #مشاهد من #غزة بعد إعلان #انتهاء_العدوان (9)

#بن_غفير يلاحق #الأسرى_المحررين في منفاهم

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

كأنهم لم يتحرروا من السجون والمعتقلات الإسرائيلية، التي خرجوا منها بموجب صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية، التي قضت بالإفراج عن مائتين وخمسين معتقلاً من المحكومين بالمؤبد لمرةٍ واحدةٍ أو أكثر، إلى جانب مئاتٍ آخرين من معتقلي قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر، إلا أن سلطات الاحتلال التي قتلت المئات من الأسرى وأعدمتهم، خلال جلسات التحقيق وأثناء التعذيب، وأثناء عمليات النقل والترحيل، لم تلتزم بالمعايير المتفق عليها بموجب خطة السلام، ولم تنفذ الالتزامات التي وافقت عليها وتعهدت بها، بل تلاعبت بالمعايير، وعدلت في القوائم، واعترضت على أسماء، واستبدلت بعضها وفق هواها، ورفضت الإفراج عن الأسرى الكبار والقادة والرموز، وامتنعت عن تقديم كشوفٍ بأسماء المعتقلين لديها، حيث قتلت الكثير منهم وما زالت تقتل، ورفضت تسليم جثامين الشهداء واحتفظت بها.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/10/30

فرح الأسرى الفلسطينيون المحررون بخروجهم من السجون والمعتقلات الإسرائيلية، واستبشروا خيراً بالحرية التي رأوا شمسها وتنسموا عبيرها، ومنَّوا أنفسهم بأيامٍ سعيدة وليالٍ جميلة يعوضون بها ما فاتهم في سنوات اعتقالهم المريرة الطويلة، فلا قيود ولا أغلال، ولا سلاسل ولا أكياس، علهم ينسون فيما بقي من عمرهم مرارة السجن وقسوة السجان، وعتمة الزنازين، وخشونة جدرانها وسماكة أبوابها، ورداءة طعامها وسوء أحوالها، وقد ظنوا أنهم أصبحوا بمأمنٍ من السجان الإسرائيلي الذي كان يسومهم سوء العذاب، ويمارس ضدهم شتى أنواع الضرب والقهر والقمع والتعذيب، وأنهم تخلصوا وإلى الأبد من قوانين السجون والمعتقلات القاسية، فلم يعد لسلطات الاحتلال وجلاوزة السجون والمعتقلات عليهم أي سلطة أو سطوة.

وكانت الصفقة قد قضت بإبعاد عشرات الأسرى المحررين خارج حدود فلسطين، ومنعت خروجهم إلى الضفة الغربية، ورفضت إقامتهم في قطاع غزة، ما اضطرهم للقبول بالنفي والإبعاد، فظنوا أنفسهم أنهم أصبحوا في كنفٍ أهلٍ ورعاية إخوانٍ، وأنهم في أماكن إقامتهم الجديدة في مأمنٍ وسلامٍ، لن يضاموا ولن يظلموا، ولن تصل إليهم يد بن غفير ولن تطالهم سياساته التي أوغل فيها وتطرف، وقسى فيها وتشدد، ولن تتمكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التغول عليهم والتدخل في شؤونهم، وستنسى وقد خرجوا من سجونها أمرهم، ولن تطالب بتقييد حريتهم والضغط عليهم، وحجزهم في غيتوات مغلقةٍ، يخضعون فيها للرقابة والمتابعة، والمحاسبة والسؤال، ولا يسمح بزيارتهم ولا يؤذن لهم بالخروج بأنفسهم.

اغتاظ العدو الإسرائيلي من إقامة الأسرى المحررين في فندقٍ في القاهرة، ووصف إقامتهم فيه بأنها مرفهة، وأنها سبع نجوم، فطالب بإخراجهم منه، ومنع استضافتهم فيه وفي غيره من الفنادق المصرية، وإخضاعهم للرقابة الأمنية المشددة، وكان قد مارس ضغوطه على الكثير من دول العالم للامتناع عن استضافتهم، وعدم السماح لهم بالإقامة في بلادهم، ومن قبل منع عائلاتهم وأسرهم في الضفة الغربية من السفر لمصر ولقاء أبنائهم في القاهرة، وهم الذين لم يروهم منذ سنواتٍ طويلة، حيث لا يسمح العدو بزيارتهم، وكأن الذي يصدر الأوامر هو نفسه المتطرف الصهيوني إيتمار بن غفير، الذي جعل همه الأول في وزارة الأمن القومي التضييق على الأسرى والمعتقلين، وسحب الامتيازات منهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ومنعهم من الفورة والتعرض للشمس، ومصادرة كتبهم وأوراقهم وأقلامهم، وغير ذلك من الإجراءات التي تشدد فيها ونفذها.

لعل هؤلاء الأسرى الأحرار، الأبطال الشجعان، عمالقة الصبر ورجال الأمة الأفذاذ، الذين قضوا عشرات السنوات من زهرة أعمارهم في السجون والمعتقلات، وضحوا بحياتهم في سبيل قضيتهم ومن أجل شعبهم، وتخلوا عن أطفالهم ونسائهم، وعائلاتهم وأسرهم، وتركوا الدنيا ومتع الحياة خلف ظهورهم، ورفعوا بصمودهم وثباتهم وشموخهم وكبريائهم رأس الأمة عالياً، لعلهم يستحقون منا كل وفاءٍ وتقديرٍ، وعرفانٍ وإكرامٍ، وأن نرفعهم على أكفنا، ونتسابق في خدمتهم والاحتفاء بهم، وحسن استقبالهم وكريم معاملتهم.

وليعلم العالم كله أننا أمة حرةً، نكرم أبناءنا ونقدر أسرانا، ولا نقبل بإهانتهم، ولا نعطي العدو فرصةً للتطاول عليهم، ولا نسكت عمن يسيء إليهم، ولا نحترم من يوصي بالتضييق عليهم، ولا نسمح لأحدٍ أياً كان بالتدخل في شؤونهم، والاعتراض على أوضاعهم، أو توجيه النقد لمن يستضيفهم أو يرغب في استقبالهم، فكرامة هؤلاء الأسرى من كرامتنا، وشرفهم هو شرفنا، وما كانوا أعزاء فإننا أعزاء، وما كانوا مكرمين فإننا كرماء.

 يتبع ……

بيروت في 30/10/2025

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مشاهد غزة انتهاء العدوان الأسرى المحررين السجون والمعتقلات

إقرأ أيضاً:

سقوط شهيدان ومصابين جراء قصف الاحتلال حي السلاطين

ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، منذ قليل، بسقوط شهيدان ومصابون في قصف الاحتلال لحي السلاطين في مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وفقًا للقاهرة الإخبارية.

السفير الفرنسي بالقاهرة يزور مصابي غزة بالعريش ويشيد بشجاعة سيدة فلسطينية.. فيديو استشهاد فلسطيني جراء قصف الاحتلال شمال غزة


وعلى صعيد آخر، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن "المقاومة بكل فصائلها التي التزمت بالاتفاق ولا تزال لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار.
ودعت حماس، في بيان اليوم الأربعاء، الوسطاء والضامنين لتحمل مسؤولياتهم والضغط الفوري على حكومة الاحتلال لوقف مجازرها والالتزام بالاتفاق.
وأكدت أن"التصعيد الغادر تجاه شعبنا بغزة يكشف نية إسرائيلية لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار وفرض معادلات جديدة بالقوة".
وأضافت حماس، أن الاحتلال يتحمل مسؤولية التصعيد الخطير بغزة وتبعاته ومحاولة إفشال خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة واتفاق وقف إطلاق النار.
وتابعت الحركة: "مواقف الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال تعد تشجيعًا مباشرًا على استمرار العدوان.
فيما أدان نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء، قرار وزير جيش الاحتلال الاستمرار في منع طواقم اللجنة الدولية ل الصليب الأحمر من زيارة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بذريعة "أمنية"، قائلًا إن ذلك القرار يشكل غطاءً إضافيًا لمنظومة السجون لمواصلة جرائمها، ومنها عمليات القتل البطيء بحق الأسرى والمعتقلين، والتستر عليها.
كما يأتي القرار في وقت تتصاعد فيه المطالبات بالسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف زياراتها للأسرى في السجون الإسرائيلية، التي أوقفها الاحتلال منذ بدء الحرب، ومع تزايد الكشف عن الجرائم غير المسبوقة بحقهم، لا سيما بعد إتمام صفقة التبادل الأخيرة.
وأوضح نادي الأسير في بيان له، أن هذا القرار يصدر قبيل ساعات من انعقاد جلسة المحكمة العليا للاحتلال، للنظر في التماس قُدم بشأن استئناف زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للأسرى، وهو التماس جرى تأجيل النظر فيه عشرات المرات منذ بدء الحرب، في ظل إصرار الاحتلال على منع الزيارات بذريعة استمرار احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأضاف النادي أن حجم التحريض والتواطؤ الذي مارسته المحكمة العليا للاحتلال، إلى جانب الجهاز القضائي الإسرائيلي برمته، جعلهما من أبرز أدوات المنظومة الاستعمارية في تنفيذ حرب الإبادة، بما في ذلك الإبادة المستمرة داخل السجون، والمتمثلة في جرائم التعذيب والتجويع، والحرمان من العلاج والرعاية الطبية، والاعتداءات الجنسية، واحتجاز الأسرى في ظروف حاطّة بالكرامة الإنسانية، فضلًا عن عمليات القتل والإعدام الميداني التي طالت عشرات الأسرى بعد الحرب، لتجعل من هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.

 

 

مقالات مشابهة

  • من داخل الغرفة التي نُفذت فيها عملية الاغتيال الإسرائيلية.. فيديو جديد من بليدا
  • وحدة نحشون.. جهاز عسكري إسرائيلي لمراقبة السجون
  • البث الإسرائيلية: إسرائيل لن توسع مناطق سيطرتها على غزة
  • سقوط 110 شهيد جراء الغارات الإسرائيلية على غزة منذ أمس
  • سقوط شهيدان ومصابين جراء قصف الاحتلال حي السلاطين
  • استشهاد فلسطيني جراء قصف الاحتلال شمال غزة
  • إعلام الأسرى يستنكر قرار الاحتلال منع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى
  • جيش الاحتلال يحتجز 44 فلسطينيًا جنوب بيت لحم