اكتشاف السبب "المحتمل" لمرض التصلب الجانبي الضموري
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
اكتشف فريق من العلماء جينات جديدة وراء مرض "لو غيريج"، المعروف طبيا باسم التصلب الجانبي الضموري (ALS)، ما يقربهم خطوة مهمة نحو فهم أسباب هذا المرض العصبي المدمر.
يتسبب ALS بفقدان تدريجي للقدرة على التحكم في العضلات والحركة والكلام والبلع والتنفس، وعلى الرغم من أن بعض الحالات مرتبطة بعوامل وراثية، فإن معظمها يظهر تلقائيا دون تاريخ عائلي، ما يجعل معرفة أسبابه تحديا كبيرا للعلماء.
                
      
				
وفي الدراسة الجديدة، حلل فريق مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في تينيسي التركيب الجيني لـ 600 مريض مصابين بأربع حالات من أمراض العصبون الحركي، بما في ذلك ALS والشلل النصفي التشنجي الوراثي (HSP) وضمور العضلات التدريجي (PMA) والتصلب الجانبي الأولي (PLS).
وأظهرت النتائج وجود 423 متغيرا وراثيا نادرا للغاية تتداخل بين مرضى ALS وHSP، ما يشير إلى أساس وراثي مشترك بين الاضطرابين. واعتبر العلماء أن نحو 100 من هذه المتغيرات قد تكون مسببة للمرض، وهو اكتشاف مهم لفهم كيفية تطور هذه الحالات العصبية.
وأوضح الدكتور غانغ وو، الذي قاد الدراسة: "من خلال تحليل بيانات مجموعة كبيرة من اضطرابات العصبون الحركي، اكتشفنا أن الجينات المرتبطة بـHSP يمكن أن تزيد أيضا من خطر الإصابة بـALS، ما يتيح لنا فهم الروابط الوراثية التي لم تكن واضحة سابقا".
وأضاف الدكتور ج. بول تايلور، نائب رئيس مستشفى سانت جود: "تظهر نتائج الدراسة أن هناك تداخلا وراثيا بين اضطرابات العصبون الحركي المختلفة، ما يمهد الطريق لتشخيص أدق وعلاجات مستقبلية أكثر تخصيصا".
يذكر أن ALS يُشخَص عادة بين سن 55 و75 عاما، وتتفاقم أعراضه تدريجيا، ويعيش المرضى في المتوسط من سنتين إلى خمس سنوات بعد التشخيص. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شاف حتى الآن، يستخدم الأطباء أدوية لتخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض.
ويساعد الاكتشاف الجديد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـALS وفهم الآليات الجينية وراء تطوره، ما يمهد الطريق لتطوير علاجات مستقبلية واعدة تهدف إلى الحد من تأثير هذا المرض العصبي المميت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التصلب الجانبي الضموري المرض العصبي العضلات
إقرأ أيضاً:
نفسية الإنسان في مواجهة المرض
معاناة الإنسان مع المرض لا تأتي من منفذ واحد، وإنما تنبع من عيون مختلفة، وتأتي في هيئة آلام متفاوتة الحِدّة، ويكون الإعلان عن الحالة المرضية بالشكوى والبحث عن الحلول، على اعتبار أن المرض في أغلب حالاته عضويّ.
تكوُّن المرض واشتداده على الإنسان في أغلب الأوقات لا يأتي بين يومٍ وليلة، بل يتدرّج إلى مراحل متقدّمة، وهذا هو النمط السائد في الكثير من الأمراض المعقّدة والصعب علاجها، عندما تتمكّن من الإنسان وتضعف قدرته الداخلية على مقاومة المرض وكبح انتشاره وتمدّده إلى أعضاء أخرى.
بعض الأمراض تتشكّل خفيةً على مدى شهور، وقد تزيد إلى سنوات، والجسم -كما هو متعارف عليه- يُصدر إشارات وتنبيهات بوجود خللٍ أو حالة غير طبيعية، غير أن البعض يتجاهلها ويعتبرها أمرا عاديا لا يحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص، معتقدا أن ما يشكو منه سرعان ما يتلاشى في بحر النسيان.
في المجتمع الحديث، أصبحت الأمراض تنتشر بسرعةٍ كبيرة، وهذا ما نراه واضحا على كثير من الأشخاص سواء في أعمالنا أو محيط حياتنا، وأغلب تلك الأمراض تأتي من السلوك المعيشي للأفراد، بمعنى أن البعض يدرك خطورة تناوله المفرط لبعض المنتجات الغذائية والأضرار التي تُحدثها في الجسم، إلا أنه يُقبل عليها بشراهة دون النظر إلى الجانب الآخر الذي يمكن أن تُسببه له في المستقبل.
كما تعاني بعض المجتمعات من ضعف في الثقافة الغذائية، وهذا يفسّر ظهور البدانة والسمنة المفرطة لدى الصغار والكبار، ومن ثمّ ظهور الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد مثل آلام المفاصل والأمراض المزمنة وغيرها.
وعلى الجانب الآخر، يمكن أن تكون الأمراض الوراثية والأمراض المزمنة أكثر وضوحا في الحياة العامة، ويرجع الأطباء والمختصون هذه الوفرة من الأمراض -التي باتت تصيب أشخاصًا في أعمارٍ صغيرة- إلى انتشار العادات السيئة، سواء الغذائية أو قلة الحركة وممارسة الرياضة، أو الضغوط النفسية والعصبية وتأثيرها المباشر على صحة القلب وغيره من الأعضاء.
خلال السنوات القليلة الماضية وجدنا أن ثمة تجاوبًا مجتمعيًا مع الحملات الصحية وحلقات العمل التي توضح خطورة الأمراض على البشرية، ولذا أصبح لدينا اهتمام كبير بالجوانب الصحية، وإن كانت هناك بعض التجاوزات في هذا الجانب، إلا أن أغلب الناس أصبحوا يتقبلون فكرة التعايش مع المرض -رغم علمهم بخطورته ومضاعفاته- والسبب في ذلك هو توفّر جرعات تثقيفية تحث على المحافظة على بقاء أجسادنا خالية من المرض وبعيدة عن المعاناة.
شريحة عريضة من الأفراد أصبحت لديها قناعة تامة بأهمية العمل على الوقاية من الأمراض أولا، وفي حال الإصابة العمل على هزيمة المرض من خلال التكيّف معه، والقدرة على التعاطي مع الوضع الصحي حتى لو امتدّ هذا الأمر لسنوات العمر بأكملها، والسر في ذلك استعانتهم بخبرات الآخرين في بقاء المعنويات لديهم مرتفعة، والعامل النفسي قويًّا لا يتأثر بسهولة بمجرد الشعور بالألم.
إننا لا نخفي سرًّا إذا قلنا بصوتٍ مرتفع إن العامل النفسي أصبح ضرورةً قصوى في صمود المريض في معركة البقاء، ومواجهة المرض ببسالة، وإدارة الحياة بشكلٍ يضمن عدم حدوث انتكاسات عكسية.
ولذا يُعد هذا الأسلوب من أهم طرق العلاج الحديثة، حتى قبل صرف العقاقير اللازمة للعلاج من المرض.
لماذا يُصاب بعض المرضى بانتكاساتٍ صحية مفاجئة؟
الجواب: هو عدم قدرتهم على توجيه عقولهم نحو الحلول، بل تركيزهم على الجوانب الأخرى؛ فيُهمل البعض ممارسة الرياضة، ويمتنع عن تناول الوجبات الصحية، ويحجم عن أخذ أدويته بانتظام، وتصبح حالته النفسية ليست في أحسن حالاتها، لذلك لا يستطيع المريض مقاومة المرض، فيقع فريسة سهلة لا يستطيع الخروج من دائرة الخطر التي حاصر نفسه فيها!
وهذا الأمر ينقلنا إلى الواقع؛ هل سألتَ نفسك ذات مرة: لماذا تنهار بعض الحالات المرضية بسرعة رغم أنها ليست بتلك الأوضاع الخطيرة؟
الجواب: هو انهيار العامل النفسي لديها، وتملّك الخوف الشديد من المرض.
لن نُسمّي أمراضا بعينها أودت بحياة كثيرٍ من الناس بسبب إخفاقهم في المقاومة، لكن ما يعنينا هو أن العامل النفسي له دور فعّال في مقاومة المرض وربما التغلب عليه نهائيًا.
وهناك حالات كثيرة استطاعت أن تتعايش مع المرض تارة، وتُقضي عليه تارة أخرى.
إذن، نحن كبشر يجب علينا أن نرفع من معنوياتنا إن كنا مرضى، وأن ندعم الآخرين من المرضى معنويًا حتى يتمكنوا من الصمود أمام المرض لفترةٍ طويلة أو الشفاء منه نهائيًا.
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر