الامم المتحدة والصليب الأحمر ينددان بالفظائع في الفاشر بالسودان
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
جنيف "أ ف ب": عبرت الأمم المتحدة والصليب الأحمر الجمعة عن قلقهما إزاء تفاصيل مقلقة عن عمليات إعدام واغتصاب جماعي واختطاف مع سقوط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، في أيدي قوات الدعم السريع.
واستولت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش النظامي منذ أبريل 2023، على الفاشر الأحد لتطيح آخر معاقل الجيش في دارفور بعد حصار استمر 18 شهرا اتسم بالقصف والتجويع.
والاتصالات مع الفاشر مقطوعة منذ سقوطها، لكن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قال إنه تلقى أنباء عن فظائع من أشخاص "مذعورين" وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة.
وقال المتحدث سيف ماغانغو "تلقينا روايات مروعة عن عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وقتل جماعي واغتصاب وهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني، ونهب واختطاف ونزوح قسري".
وأضاف للصحافيين في جنيف متحدثا من نيروبي، أن مكتب حقوق الإنسان تلقى أيضا مقاطع فيديو وصورا أخرى "صادمة... تبرز انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وانتهاكات صارخة لقانون حقوق الإنسان".
وأعلنت قوات الدعم السريع توقيف عدد من مقاتليها المشتبه بارتكابهم انتهاكات إبان سيطرتها على الفاشر. وأحد المقاتلين المعتقلين المعروف باسم أبو لؤلؤ، ظهر في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ينفذ عمليات إعدام ميدانية.
وقال ماغانغو "نقدر أن عدد القتلى من المدنيين ومن تم إخراجهم من ساحة المعركة خلال هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وطرق الخروج منها، وكذلك في الأيام التي تلت السيطرة عليها، قد يصل إلى المئات".
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها تحققت من مقتل ما لا يقل عن 460 مريضا وغيرهم الثلاثاء في هجمات على المستشفى السعودي للولادة، وهو آخر مستشفى يعمل جزئيا في الفاشر.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير للصحفيين "لدينا تقارير تفيد بوقوع عدة موجات من الهجمات".
ودانت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحر ميريانا سبولياريتش تحوّل المرافق التي "كانت مخصصة لإنقاذ الأرواح إلى مسارح للموت والدمار".
وقالت في بيان "لا ينبغي قتل أي مريض في مستشفى، ولا ينبغي إطلاق النار على أي مدني أثناء محاولته الفرار من منزله"، معتبرة أن "الانتهاكات المروعة" في السودان "غير مبررة".
بدورها قالت رئيسة عمليات الشؤون الإنسانية في منظمة الصحة العالمية تيريزا زكريا للصحافيين إنه "بعد السيطرة على الفاشر، لم يعد هناك أي وجود صحي إنساني في المدينة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع
الخرطوم- أعربت منظمة "أطباء بلا حدود" السبت 1 نوفمبر 2025، عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطرا وشيكا إثر سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما أظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي سياق الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، سيطرت قوات الدعم السريع الأحد الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان بعد حصار دام 18 شهرا.
ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة وكالة فرانس برس عن عمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار.
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير لقوات الدعم السريع.
وأوضحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "أعدادا كبيرة من المدنيين ما زالت تواجه خطرا شديدا وتُمنع من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها".
وأضافت المنظمة أن نحو خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترا غرب المدينة.
وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه إن "عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة، في وقت تتزايد فيه الشهادات عن فظائع واسعة النطاق".
وتساءل "أين كل المفقودين الذين نجوا من شهور من الجوع والعنف في الفاشر؟"، مضيفا "الاحتمال الأكثر ترجيحا، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار".
- "استمرار القتل الجماعي" -
وأفاد شهود عيان المنظمة أن نحو 500 مدني، بينهم جنود من الجيش وقوات حليفة له، حاولوا الفرار الأحد، لكن معظمهم قُتل أو أُسر على أيدي قوات الدعم السريع ومجموعات موالية لها.
وأشار الناجون إلى أن الفارين فُصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية.
وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال فرت من الفاشر، إن "الشبان الذين كانوا يسافرون معنا أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم".
وقالت الأمم المتحدة الجمعة إن عدد القتلى جراء هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر قد يبلغ المئات، فيما اتهمت قوات حليفة للجيش السوداني الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني.
وقد أظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير الجمعة إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءا كبيرا من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
ورصد الباحثون ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية.
وأضاف التقرير أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان".
- "مروّعة حقا" -
وخلال تواجده في مؤتمر "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية السبت، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن "السودان في وضع كارثي تماما. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم".
وأضاف أن "قوات الدعم السريع تعهّدت علنا حماية المدنيين وستحاسَب على هذه الأفعال".
وفي المؤتمر نفسه، نددت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر بالظروف "المروّعة" في السودان.
وقالت كوبر إن "التقارير الواردة من دارفور خلال الأيام الأخيرة مروّعة حقا.. فظاعات وإعدامات جماعية وتجويع واستخدام مدمّر للاغتصاب كسلاح في الحرب، فيما يتحمّل الأطفال والنساء وطأة أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين".
وأعلنت قوات الدعم السريع تنفيذ عمليات توقيف عدة في صفوف المقاتلين عقب تقارير عن مقتل مئات الأشخاص.
وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس توقيف عدد من عناصرها المتهمين بارتكاب انتهاكات، وتعهّد قائدها محمد حمدان دقلو (الملقب "حميدتي") بمحاسبة كل من يثبت تورطه.
لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر شكك في جدية التزامها بالتحقيق.
وتواجه قوات الدعم السريع المنبثقة من ميليشيات الجنوجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين، والجيش اتهامات بارتكاب جرائم وأعمال عنف خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وكانت الولايات المتحدة قد خلصت سابقا إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت "إبادة جماعية" في دارفور.
وذكرت تقارير أممية أن قوات الدعم السريع تلقت أسلحة وطائرات مسيّرة من الإمارات، إلا أن أبوظبي نفت تقديم أي دعم لها، بينما يحظى الجيش السوداني بدعم من مصر والسعودية وإيران وتركيا.
وسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تمنحها تحكما كاملا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليا إلى محور شرقي-غربي، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على شمال البلاد وشرقها ووسطها.
وحذرت الأمم المتحدة من أن رقعة العنف بدأت تمتد إلى إقليم كردفان المجاور، وسط تقارير عن "فظائع واسعة النطاق" ترتكبها قوات الدعم السريع.