لا نكاد نتجاوز ضغط أمر ما، إلا وندخل في متون ضغوط أخرى: في علاقاتنا مع الآخرين، في المطالبة بحقوقنا، في التزاماتنا، في أداء واجباتنا، في تنفيذ برامجنا، في أسفارنا، في مشاهداتنا، وهي شعور فطري، تقف حيالنا دون قدرتنا على فعل ما، حيث نشعر بالعجز، ولذلك يتنامى هذا الشعور في مختلف هذه المحطات التي نعيشها في يومنا.
                
      
				
ولذلك تصنف مجموعة من الالتزامات التي على الفرد أن يقوم بها، أو ينفذها ضمن ما يعرف بـ «الضغوط» خاصة إذا أدرك الإنسان أن الإيمان بأهمية هذه الالتزامات تذهب إلى تحقيق مصالحه الخاصة والعامة، وإذا أدرك الفرد ذلك، فلماذا إذن يتنصل عن كثير منها؟ أليس هذا التصرف ينبئ عن شعوره بأن هذه الالتزامات تمثل عليه ضغوطا بصورة أو بأخرى؟ وفي الجانب الآخر من المعادلة هل وجد التشريع بأنواعه لمتابعة مدى تقيد الفرد بما عليه من التزامات؟ وهل هناك حالة من التضاد بين الإيمان الذاتي بأهمية تنفيذ الالتزامات، وبين وجود التشريع كحامٍ لها عندما فشلت، على ما يبدو، القناعات الذاتية بتعهداتها في تنفيذ الالتزامات المنوطة على الفرد تحقيقها؟ وهل التشريع في حد ذاته يشكل ضغوطا بصورة أو بأخرى؟ هذه الأسئلة المحورية لا تذهب بعيدا عن مراعاة جوانب الضعف الشعوري الذي عليه الإنسان في مدى حرصه أو عدم حرصه على القيام بواجباته الكاملة تجاه كل ما هو مطالب منه تحقيقه لمصلحته ومصلحة الآخرين من حوله، وعلى ما يبدو أن تلكؤه هو شعوره بمجموعة الضغوط التي تتزاحم عليه من كل جانب، ما يجعله يهرب من الالتزام بما يسند عليه من مهمات، وواجبات، حتى يصل إلى مرحلة الصدام مع التشريع، عندها لا مفر.
وفي ظل الحالة الشعورية هذه، ينسى الفرد أن مجموعة الالتزامات والواجبات المطالب بها تنفيذها هي ذاتها التي يطالب هو الآخرين من حوله تنفيذها لمصالحه الذاتية الخاصة، ومن الغريب في هذا الأمر، أن هذا الفرد الذي يتلكأ في تنفيذ ما عليه من واجبات، ويزعل عندما يلزمه التشريع بتنفيذ ما عليه، هو نفسه الذي يلجأ إلى التشريع لينصفه من تقصير الآخرين عن الالتزام بما تعهدوا به له، إنها حالة من التناقض التي نعيشها مع ذواتنا، ونستشعرها في الرضى، عندما يعنينا الأمر، ونتجاوز عن أهميتها، في حالة النقيض.
قد يتسبب أحدنا في تراكم مراحل الضغوط على نفسه في حياته، عندما يتجاوز قدراته المادية والمعنوية، وذلك بتحميلها ما لا تطيق، ولو بقي على المستويات المقدور عليها من بذل الجهد، والمستويات المعقولة من الطموحات، وتقدير مستويات الإمكانيات الموجودة، فلربما؛ قل مستوى نمو الضغوطات، ولاستوعبنا حقيقة الحياة التي نعيشها، والتي تلزمنا بالحد الأدنى من الجهد، لنبقى على مستوى معين الاطمئنان.
ووفق هذه الصورة المطروحة لا أتصور أنني أتجاوز فهم القائل: «ومن لا يحب صعود الجبال؛ يعش أبد الدهر بين الحفر» فلأصحاب الطموحات الكبيرة، لا شك أن لهم نفسا أكبر يتجاوزون من خلال مستويات الضغوط النفسية التي يعيشها من دونهم، فالمسألة «كما قلت» شعورية أو معنوية؛ بحتة، وهناك أناس لهم القدرة على تجاوز أثر الضغط الشعوري، عندما تتسامى رؤاهم الذاتية إلى النظر فيما هو أكبر، ومع ذلك لا يسلمون من ضغوط جانبية؛ تسبب لهم قلقا بصورة أو بأخرى، فمسألة القلق حالة فطرية لا يمكن تجاوزها سواء عند الذين ينخفض عندهم مستوى الطموح، أو عند الآخرين الذي يرتفع عندهم ذات المستوى، إلا أنه من محاسن الضغوط أنها تسرع في وتيرة الإنجاز، فمن لا يشعر أن هناك ضغوطا ما تحاصره، فإن ذلك يؤدي إلى التباطؤ والتلكؤ في الإنجاز.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: علیه من
إقرأ أيضاً:
ضبط طفل يقود تروسيكل بسرعة جنونية ويعرض حياته وحياة الآخرين للخطر بالجيزة
كشف قطاع الأمن العام ملابسات منشور مدعوم بمقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر قيام طفل بقيادة مركبة تروسيكل وبرفقته طفلين في الصندوق الخلفي، والسير عكس اتجاه الطريق بسرعة عالية بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، مما عرض حياته وحياة الآخرين للخطر.
تحديد وضبط مركبة التروسيكل ومالكها
 تمكنت الجهات الأمنية من تحديد وضبط مركبة التروسيكل بدون ترخيص ومالكها، وهو عامل مقيم بدائرة قسم شرطة ثان أكتوبر، بالإضافة إلى نجله قائد المركبة وقت الواقعة، وبرفقته صديقيه.
 اعترافات المشتبه بهم والإجراءات القانونية
أقر مالك التروسيكل بأنه كلّف نجله بتوصيل المركبة لشقيقه بمحل إقامتهم، إلا أن نجله أخذ صديقيه معه وقام بالسير عكس الاتجاه بسبب عدم درايته بالطريق.
تم التحفظ على مركبة التروسيكل، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال مرتكبي الواقعة.
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر