العالم يفشل مجددا في منع الفظائع بدارفور
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
متابعات تاق برس- العالم يفشل مجددا في منع الفظائع بدارفور
كتب- نيكولاس كريستوف
تظهر الآن روايات عن فظائع جماعية ترتكب في مدينة كبرى بمنطقة دارفور في السودان. لكن على عكس موجة الغضب العالمي قبل عقدين إزاء الإبادة الجية في دارفور، فإن الاهتمام اليوم بالمنطقة أقل بكثير.
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الأربعاء إن «أكثر من 460 مريضا ومرافقا في مستشفى الولادة السعودي» قد قُتلوا في مدينة الفاشر.
                
      
				
وقعت المجازر عقب استيلاء مليـ شيا الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد حصار طويل، وهي ميليـ. شيا تخوض حربا أهلية ضد القوات المسلحة السودانية، حصدت ما يصل إلى 400 ألف حياة، كثير منهم من النساء والأطفال. وعلى الرغم من اتهام الطرفين بارتكاب جرائم حرب، فقد وصفت الولايات المتحدة أفعال قوات الدعم السريع بأنها إبادة جماعية.
قد يرى الأميركيون أن هذه مأساة بعيدة لا تعنيهم؛ أو يعتقدون أن الخيار إما الغزو أو عدم التدخل. لكنني أؤمن أن بعض هذه الفظائع كان يمكن منعه بالفعل. فميلـ. يشيا الدعم السريع تلقت السلاح من الإمارات العربية المتحدة (رغم نفي الأخيرة)، في حين رفضت الولايات المتحدة باستمرار أن تتحدث بقوة وبشكل علني لمطالبة الإمارات بوقف دعمها للميليشيا.
لو أن الرئيسين ترامب أو بايدن أبديا استعدادا لتسمية الإمارات وفضحها علنا، لربما تراجعت – أو على الأقل أجبرت قوات الدعم السريع على الكف عن ذبح واغتـ. صاب المدنيين. فقد انسحبت الإمارات من حرب اليمن الوحشية عام 2019 إلى حد كبير بسبب الحرج الذي سببته الدعاية السيئة، وربما كان الضغط سينجح هنا أيضًا – لكنه لم يمارس بما يكفي.
ومن المعيب بشكل خاص أن إدارتي بايدن وترامب وصفتا ما يجري في السودان بأنه إبادة جماعية، ومع ذلك لم تبذلا جهدا علنيا جادا لوقفها. فقد كانت الدبلوماسية مع الإمارات أولوية أعلى من منع ما وصفته الإدارتان بأنه إبادة جماعية.
بعد الاستيلاء على الفاشر، حذر يان إيغلاند، مدير المجلس النرويجي للاجئين، من أن «حملة تدمير مدروسة ومخطط لها منذ زمن طويل جارية الآن في دارفور». وأضاف: «المدنيون الضعفاء يخبروننا عن مداهمات من منزل إلى منزل، وعن أشخاص يختبئون في حفر تحت الأرض للبقاء على قيد الحياة، فيما تُباد عائلات بأكملها».
ويصعب تحديد حجم القتل، جزئيا لأن مليـ شيا الدعم السريع اعتقلت الصحفي السوداني معمر إبراهيم الذي كان يراسل من داخل الفاشر. لكنني تحدثت العام الماضي مع ناجين من هجمات مماثلة نفذتها قوات الدعم السريع، وهم عادة من ذوي البشرة الأفتح من العرب ويستهدفون القبائل الإفريقية السمراء. قالت لي امرأة تدعى مريم سليمان إن عناصر الميلـ. يشيا صفّوا جميع الرجال والفتيان في قريتها وأطلقوا النار عليهم. ونقلت عن أحد قادة الميلـ. يشيا قوله: «لا نريد أن نرى أي شخص أسود».
وأوضحت أن الميـ. ليشيا أعدمت جميع الصبية فوق سن العاشرة، وكذلك بعض من هم أصغر سنا بكثير: إذ وصفت رضيعا عمره يوم واحد ألقي على الأرض وقتل. ثم جمعت القوات النساء والفتيات لاغتصابهن. وأضافت أن قائد المـ. يليشيا قال لهن: «أنتم عبيد».
ولعدة أشهر، حذرت منظمات حقوق الإنسان من أنه إذا كسرت مليـ شيا الدعم السريع حصار الفاشر، فستتكرر مثل هذه الفظائع هناك. ومع ذلك، تجاهل العالم الأمر إلى حد كبير.
وهذا ما يحدث حين تسود ثقافة الإفلات من العقاب. فبالنسبة لأمراء الحرب، تُعد الفظائع وسيلة مريحة: فالمجازر أداة فعالة لتطهير جماعة عرقية غير مرغوب فيها. والطريقة لإنهاء مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية ليست بإرسال قوات أميركية لغزو، بل بترسيخ مبدأ المساءلة – عبر المحكمة الجنائية الدولية، وأيضا بقطع إمدادات السلاح عن الفصائل المسلحة وداعميها.
ورغم فشل البيت الأبيض فشلا تاما في القيام بذلك، فقد تحرك بعض أعضاء الكونغرس لدعم جهود الحد من مبيعات الأسلحة للإمارات طالما أنها تساهم في الفظائع في السودان. فكل التقدير لأولئك مثل السيناتورين كريس مورفي وكريس فان هولن، الديمقراطيين عن ولايتي كونيتيكت وميريلاند، ولنواب مثل سارة جاكوبس وغريغوري ميكس، الديمقراطيين عن ولايتي كاليفورنيا ونيويورك، لمحاولتهم ترسيخ مبدأ المساءلة وإثباتهم أن المذابح الجماعية في دارفور تظل مهمة في عام 2025 تماما كما كانت في عام 2005.
الدعم السريعالفاشرنيكولاس كريستوفالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الدعم السريع الفاشر
إقرأ أيضاً:
جسر إمداد عبر حفتر.. بهذه الطريقة تمد الإمارات الدعم السريع بالأسلحة
كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الإمارات تستخدم الأراضي الليبية كمنصة لوجستية لنقل شحنات الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان. 
 
 ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وعرب، أن الإمارات زادت خلال الأشهر الأخيرة من وتيرة الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة عبر ليبيا والصومال حيث تنقل هذه الشحنات برًا من مناطق في السودان قبل إقلاعها جوًا، في انتهاك صارخ للحظر الدولي المفروض على نقل السلاح.
 
 وذكر تقرير الصحيفة، أن الأسلحة المشمولة تضمنت طائرات بدون طيار صينية الصنع متطورة من طراز "CH-95" بالإضافة إلى أسلحة صغيرة، مدافع رشاشة ثقيلة، مدفعية، وذخائر. وهذا الدعم النوعي ساعد قوات الدعم السريع على شن هجوم متجدد بعد سلسلة من النكسات التي تعرضت لها مؤخرا.
 
 وأضافت الصحيفة أن هذا ليس التدخل الإماراتي الأول في ليبيا، مذكّرة بأنها قدّمت في السابق الأسلحة إلى زعيم ميليشيا مدعوم من روسيا حاول الاستيلاء على السلطة في ليبيا.
 
 وعبر مسؤولون أمريكيون عن إحباطهم الشديد من الدور الإماراتي الذي يقوّض جهود احتواء الحرب في السودان، مؤكدين أن الدعم العسكري الإماراتي هو الشيء الوحيد الذي يبقي قوات الدعم السريع في هذه الحرب بحسب الصحيفة.
 
من جانبها أكدت منظمة مشاد السودانية مشاركة طائرات مسيرة ليبية تابعة لحفتر في مساعدة قوات الدعم السريع على تحديد مواقع المدنيين بمدينة الفاشر.
وأوضحت المنظمة في بيان، أن مرصدها وثّق مشاركة سبع مسيرات تابعة لحفتر في المساعدة على تحديد مواقع المدنيين. وأضافت المنظمة أنها رصدت من خلال التوثيق والمصادر الميدانية وقوع محارق مروعة استهدفت المئات من النساء والأطفال من جانب تلك المسيرات، مؤكدة أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتُشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما دعت المنظمة لفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل لتحديد المسؤولين عن هذه الجرائم ومحاسبتهم.
والشهر الماضي كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية وجود مئات المرتزقة الكولومبيين الذين يقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع، مؤكدة أن الكثير منهم تعرضوا للخداع بعقود عمل وهمية في الإمارات، قبل أن يتم نقلهم إلى ليبيا ومن ثم إلى دارفور.
وحسب شهادات لجنود كولومبيين تحدثوا للصحيفة، فقد تلقوا وعودًا بوظائف حراسة في منشآت نفطية أو فنادق داخل الإمارات مقابل راتب شهري يُقدّر بـ 2600 دولار، لكن بعد وصولهم إلى أبو ظبي، جُرّدوا من جوازاتهم وهواتفهم، وقيل لهم إنهم سيتوجهون إلى دورة تدريبية في ليبيا.
 الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر
الجالية المصرية في فرانكفورت تتابع باهتمام المتحف المصري الكبير عبر بث مباشر