نقص الفيتامينات والمعادن .. أعراض خفية تهدد الصحة
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
في عالم الصحة والغذاء، كثيرًا ما نغفل الدور الحيوي الذي تلعبه الفيتامينات والمعادن في الحفاظ على توازن الجسم وصحته العامة، حتى يظهر نقصها فجأة في أعراض خفية قد تؤثر على نمط حياتنا اليومي دون أن نشعر. فالفيتامينات والمعادن ليست مجرد عناصر غذائية عادية، بل هي وقود الحياة وحجر الأساس لصحة الجسم، ودعامة قوية لجهاز المناعة، ومفتاح لتنظيم العمليات الحيوية الدقيقة مثل الأيض، وحماية الخلايا، ودعم نمو الأطفال بشكل سليم، والحفاظ على الطاقة والتركيز، وصحة العظام والجلد والشعر.
ويشكل نقص هذه العناصر تحديًا صامتًا، إذ يتسلل تدريجيًا عبر علامات مثل الإرهاق المستمر، ضعف التركيز، اضطرابات النوم، وتساقط الشعر، وقد يتطور ليؤثر على المناعة والأداء الذهني والجسدي إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكرًا. لذلك، يصبح الفهم الواعي لأهمية توازن الفيتامينات والمعادن، ومعرفة مصادرها الطبيعية، ومراقبة مستوياتها في الجسم، أمرًا أساسيًا للحفاظ على حياة صحية مليئة بالنشاط والحيوية، ولتجنب مضاعفات صحية قد تغير جودة الحياة.
وقالت الدكتورة فتحية بنت سليمان القصابية، استشارية أولى طب الأسرة: إن توازن الفيتامينات والمعادن في الجسم يعد عنصرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة العامة والوظائف الحيوية؛ إذ تلعب الفيتامينات دورًا محوريًا في دعم الجهاز المناعي، وتعزيز النمو، وتنظيم العمليات الأيضية، إضافة إلى صيانة الأنسجة والأعضاء، ومع ذلك فإن نقص الفيتامينات قد لا يظهر بشكل مباشر، بل يتسلل تدريجيًا عبر أعراض خفية مثل الإرهاق، وضعف التركيز، وكذلك اضطرابات النوم، وتساقط الشعر، مما يجعل اكتشافه وتداركه أمراً بالغ الأهمية.
وأكدت أن نقص الفيتامينات يكمن في عدة أسباب، بينها سوء التغذية، والعادات الصحية الخاطئة، والتداخلات الدوائية، مما يستدعي وعيًا صحيًا متزايدًا لدى الأفراد والمؤسسات، إذ إن تجاهل هذا النقص قد يؤدي إلى مضاعفات صحية مزمنة تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية، مشيرةً إلى أن العلاج المبكر، سواء عبر تعديل النظام الغذائي أو استخدام المكملات تحت إشرافي طبي، يساهم في استعادة التوازن الحيوي، والوقاية من الأمراض، ومن هنا تبرز أهمية التثقيف الصحي، والفحوصات الدورية، وكذلك الاعتماد على مصادر طبيعية ومتوازنة للفيتامينات، كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الوقاية والعلاج، خاصة في ظل التحديات الصحية المتزايدة في العصر الحديث.
من جانبها أوضحت الدكتورة عبير بنت صالح الشهومية، أخصائية أولى طب أسرة ومجتمع بقولها: يتسبب نقص الفيتامينات في الجسم بمجموعة من الأعراض تختلف تبعًا للفيتامين المفقود، وتشمل الأعراض العامة التعب والإجهاد، وكذلك شحوب البشرة، وتساقط الشعر، وتأخر التئام الجروح، وضعف المناعة.
كما قد يعاني البعض من مشاكل في الرؤية، أو التهاب اللسان، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، أو مشاكل في العظام والمفاصل، أو مشاكل في الأعصاب.
وأكدت أن عدم تناول كميات كافية من الفيتامينات والمعادن من خلال الطعام، وعدم تنوع الطعام نفسه، يساهم كل ذلك في نقص الفيتامينات، كما أن البعض قد يعاني من مشاكل في امتصاص الفيتامينات، خاصة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي، مضيفة: إن المرأة خلال فترتي الحمل والرضاعة تحتاج إلى كميات أكبر من الفيتامينات.
وبينت أن بعض الأمراض المزمنة قد تؤثر على امتصاص الفيتامينات أو تزيد من احتياجات الجسم لها، وحتى بعض الأدوية مع استمرار الاستخدام تؤثر في نقص الفيتامينات. ويسهم أيضًا التناول العشوائي للمكملات الغذائية في حدوث آثار جانبية خطيرة، ويمكن أن يؤثر على وظائف الكبد والكلى والقلب، بالإضافة إلى مشاكل في الجهاز الهضمي وتفاعلات مع الأدوية الأخرى، حيث يمكن أن يؤدي تناول جرعات عالية من بعض الفيتامينات (مثل فيتامين A وD وE) إلى التسمم، مما يسبب أعراضًا مثل الغثيان والقيء والضعف وتلف الكبد، كما قد يسبب الإفراط في تناول بعض الفيتامينات (مثل فيتامين C) اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والتشنجات.
كما قد تحدث تفاعلات خطيرة بين الأدوية والمكملات الغذائية (بما في ذلك الفيتامينات)، مما قد يؤثر على فعالية الدواء أو يزيد من آثاره الجانبية، حيث من الضروري استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مكملات غذائية.
ونصحت الشهومية باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناول أي مكملات غذائية، خاصة إذا كنت تعاني من أي حالة صحية أو تتناول أدوية أخرى، كما ينصح بإجراء تحليل مخبري مسبق لتقييم مستوى الفيتامينات والمعادن في الجسم قبل تناول المكملات.
وأشارت إلى أن البدائل الغذائية للفيتامينات تعتمد على اختيار أطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والبروتينات ومنتجات الألبان، وهناك العديد من الأمثلة، وبالإمكان استشارة أخصائيي التغذية بعد معرفة النقص الموجود في الجسم للمساعدة في اقتراح الأغذية الغنية بالفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
مشيرة إلى إمكانية حدوث تفاعلات خطيرة بين الأدوية والمكملات الغذائية، مما قد يؤثر على فعالية الدواء أو يزيد من آثاره الجانبية، ويجعلها أقل تأثيرًا في علاج المرض أو قد يزيد من تركيزه في الجسم. وقد يؤدي تناول بعض الفيتامينات مع أدوية معينة إلى زيادة خطر حدوث آثار جانبية خطيرة، مثل مشاكل في الكبد أو الكلى أو الجهاز الهضمي، كما يمكن لبعض الفيتامينات أن تتداخل مع امتصاص الأدوية من الجهاز الهضمي، مما يقلل من كمية الدواء التي تصل إلى مجرى الدم وتأثيرها العلاجي.
إذ يمكن أن يؤدي تناول الكالسيوم مع مكملات فيتامين (د) لعلاج هشاشة العظام مع فيتامينات متعددة تحتوي على فيتامين (د) إلى زيادة الكالسيوم في البول، مما يزيد من خطر تكوين حصوات الكلى.
كما يمكن لتناول المغنيسيوم وفيتامين (د) أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات المغنيسيوم في الدم، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في وظائف الكلى.
وكذلك تناول الكروم والميتفورمين (دواء السكري) قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما قد يتطلب تعديل جرعة الميتفورمين. وقد يسبب تناول فيتامين (ك) ومميعات الدم إلى تداخل فيتامين (ك) مع تأثير مميعات الدم، مما قد يزيد من خطر تجلط الدم، بينما تناول فيتامين (سي) وفيتامين (ب12) قد ينتج عنه تقليل فيتامين (سي) لامتصاص فيتامين (ب12)، لذلك يوصى بالفصل بينهما بساعتين على الأقل.
ولذا دائمًا نوصي باستشارة الطبيب قبل أخذ أي نوع من المكملات وإجراء فحوصات مسبقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفیتامینات والمعادن بعض الفیتامینات نقص الفیتامینات الجهاز الهضمی مشاکل فی فی الجسم یزید من مما قد
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث للجسم عند مضغ حبة من القرنفل يوميًا؟.. فوائد مذهلة وأضرار خفية
يُعد القرنفل من أكثر الأعشاب استخدامًا في الطب الشعبي، لكن الدراسات الحديثة كشفت أن مضغ حبة واحدة يوميًا يمكن أن يُحدث تأثيرات ملحوظة على صحة الفم والجسم والمناعة، بفضل مكونه النشط الإيوجينول (Eugenol) الذي يتميز بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات والبكتيريا.
أبرز الفوائد الصحية لمضغ القرنفل يوميًاوكشف موقع Medical News Today، وHealthline، وWebMD، عن ما يحدث للجسم عند مضغ القرنفل يوميًا، والفوائد المذهلة التي أكدها الباحثون، إلى جانب التحذيرات الواجب الانتباه لها، ومن أهمها :
ـ تحسين صحة الفم والأسنان:
يُساهم مضغ القرنفل في مقاومة البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة والتهابات اللثة، إذ أظهرت دراسات أن غسولات الفم المحتوية على القرنفل كانت أكثر فاعلية من بعض الغسولات التجارية.
ـ مكافحة رائحة الفم الكريهة:
يعمل القرنفل كمطهّر طبيعي للفم، ويُقلل من تراكم البكتيريا، مما يُساعد على التخلص من الروائح المزعجة.
ـ مضاد قوي للأكسدة:
يحتوي القرنفل على مركبات فينولية تُحارب الجذور الحرة وتُقلل من تلف الخلايا والإجهاد التأكسدي، ما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة.
ـ تعزيز صحة الكبد:
أشارت بعض الأبحاث إلى أن الإيوجينول قد يحمي الكبد من التلف الناتج عن الالتهابات أو الأدوية، بفضل تأثيره المضاد للأكسدة.
ـ تنظيم مستويات السكر في الدم:
تجارب محدودة بيّنت أن القرنفل قد يُساعد على خفض سكر الدم بعد الوجبات، لكن الأدلة البشرية ما زالت قيد الدراسة.
ـ خصائص مضادة للسرطان:
أظهرت تجارب معملية أن مستخلص القرنفل يمكن أن يُبطئ نمو بعض الخلايا السرطانية، لكن الدراسات البشرية لم تؤكد ذلك بعد.
ـ دعم صحة المعدة:
يساعد القرنفل على تعزيز إفراز المخاط في المعدة، ما يُقلل من خطر القرحة ويحسن الهضم.
ورغم الفوائد الكبيرة، فإن الإفراط في تناول أو مضغ القرنفل قد يؤدي إلى بعض الأعراض الجانبية، وفقا لما جاء في موقع Verywell Health، وهي :
ـ تهيّج الفم أو اللثة لدى بعض الأشخاص.
ـ احتمالية تأثيره على الكبد عند الاستخدام المفرط.
ـ قد يُسبب زيادة خطر النزيف لمن يتناولون أدوية مميعة للدم.
ـ احتمال انخفاض حاد في السكر لدى مرضى السكري.
ـ لا يُنصح به للحامل أو المرضعة دون استشارة الطبيب.
ويمنح مضغ حبة من القرنفل يوميًا الجسم فوائد متعددة أبرزها حماية الفم، تقوية المناعة، وتنشيط الدورة الدموية، إلا أن الاستخدام المعتدل هو المفتاح لتجنّب الأضرار.
وينصح الخبراء بعدم تجاوز الكمية اليومية المسموح بها، ومراجعة الطبيب قبل إدخاله في الروتين اليومي خاصة لمن يتناولون أدوية أو يعانون من أمراض مزمنة.